|
#1
|
||||||||||
|
||||||||||
انتخابات في الغابة
استيقظ الأسد فارمان على صوت صخب وضجيج خارج منزله, رفع رأسه, أنصت قليلا, تأكد أن هناك أصواتا في الخارج فنادى على خادمه القرد سارفان, قال: ما هذا الضجيج بالخارج يا قرد سارفان؟ - هؤلاء الحيوانات قد تجمعوا بالخارج يشكون من ظلم وزيرك الثعلب بلامون. - وماذا فعل الثعلب بلامون؟ - إنهم يقولون إنه يظلمنا ويسمح لأصدقائه من الثعالب و الذئاب أن يهجموا على الحيوانات الضعيفة كما أن يسرق طعام الحيوانات ويمنعهم .... - كفى كفى كل هذا المظالم يفعلها الثعلب بلامون؟ - هكذا يتحدث الحيوانات بالخارج يا سيدي الأسد. خرج الأسد فارمان الى الحيوانات وقال: لقد أبلغني القرد سارفان عن الظلم الواقع عليكم من الثعلب بلامون. صاحت الحيوانات: يجب أن تأكله أيها الأسد حتى تخلصنا منه, - ومن يكون وزير الغابة إذن ؟ أريد أن يكون حيوانا نشيطا صغير الحجم حتى يمكنه أن يتحرك بسهولة في الغابة. - الغزال عرفان فهو نشيط جدا, وعنده حب كبير لخدمة الحيوانات. أرسلت الحيوانات إلى الغزال عرفان, نظر الأسد إليه فوجده غزالا قويا ووجد له حبا وقبولا عند الحيوانات, وبينما الأسد يتكلم مع الغزال عرفان جاءت مجموعه أخرى من الحيوانات يصيحون ويهتفون قائلين: لا نريد إلا الثعلب بلامون, يعيش الثعلب بلامون. قال الأسد فارمان: هل حقا تحبون الثعلب بلامون ؟ صاحوا جميعا: نعم نحبه, نحب فيه الحزم والنظام والقوة. تقدم الأرنب فصحان وقال: أيها الأسد إن هؤلاء الذين يحبون الثعلب بلامون هم أصدقائه والمستفيدون منه, ألم تر أن معظمهم من الذئاب والضباع الذين يهاجمون الحيوانات ويسرقون صغارها. صاح الضبع فلمان: بل هؤلاء يريدون للغابة انعدام النظام والفوضى. قال الأرنب فصحان: نحن نمثل كل حيوانات الغابة. قال الضبع فلمان: أنت كاذب أيها الأرنب أنتم لا تمثلون إلا أنفسكم. صاح الأسد فارمان: فلينصرف الجميع وسوف أتدبر الأمر. انصرفت الحيوانات, وبقي الأسد وحيدا يفكر في حل لهذا الخلاف بين الحيوانات, وكيف يستطيع أن يصل إلى الرأي الصائب, وبينما هو غارق في التفكير دخل عليه الفيل عقيل. قال الأسد: لقد جئت في الوقت المناسب يا فيل عقيل. - خيرا يا ملك الغابة . - هل علمت ما حدث صباح اليوم من خلاف بين الحيوانات؟ - نعم أخبرني القرد سارفان. - وبماذا تشير علي في حل هذه المشكلة؟ - لا خبرة عندي في مثل هذا الأمر, ولكن لي صديق حكيم في المدينة المجاورة للغابة, سوف أذهب إليه لأرى ماذا يصنع البشر لحل هذه المشاكل, ثم ضحك الفيل وقال: .فالبشر لديهم خلافات أكثر من الحيوانات بكثير ذهب الفيل عقيل إلى صديقه الحكيم في الغابة المجاورة وعرض عليه المشكلة, قال الحكيم: إننا معشر البشر إذا قابلتنا هذه المشكلة عرضنا الاختيار على عامة الناس , ويختار الناس من يريدون بطريقة الاقتراع. - هذه فكرة رائعة, ومن يجمع أصواتا أكثر يكون هو الفائز. - هكذا تمام, بالضبط. عاد الفيل عقيل إلى الأسد وعرض عليه الفكرة, قال الأسد: ولكن الحيوانات لا تعرف القراءة ولا الكتابة يا فيل عقيل. قال القرد سارفان: يمكن للحيوان الذي يختار مرشحا معينا أن يضع حجرا بلون معين لصالحه, ومن تجمعت لديه اكبر عدد من الأحجار يصير هو الفائز. جمع الأسد فارمان الحيوانات وقال: لقد اختلفت أراؤكم أيتها الحيوانات, فريق يريد الثعلب بلامون وزيرا و..........هنالك صاحت الحيوانات: لا,لا. رفع الأسد يده وقال: اصبروا قليلا, ثم عاد إلى حديثه وقال: فريق يريد الثعلب بلامون وآخرون يريدون الغزال عرفان. صاحت الحيوانات: نعم, نعم. سوف نجري اقتراعا بينهما غدا, وعلى كل الحيوانات أن تشارك, سوف نضع صندوقين كبيرين أمام بيتي, من يختار الغزال عرفان, عليه أن يضع حجرا أحمر اللون في الصندوق على اليمين, ومن يختار الثعلب بلامون عليه أن يضع حجرا أصفر اللون في الصندوق الذي على اليسار. صاحت الحيوانات: هذا جيد, سوف يمتلأ الصندوق الأيمن بالحجارة الحمراء. كلنا نحب الغزال عرفان. في المساء اجتمعت الذئاب والضباع وقالوا: لعل أيام عزكم في الغابة قد انتهت, سوف تختار الحيوانات الغزال عرفان, وسوف يطرد الثعلب بلامون من جوار الأسد, وتضيع معه مصالحكم وسرقاتكم. قال الضبع لفيان: يجب أن تذهبوا إلى سفح الجبل, ويحمل كل منا ما استطاع من الحجارة الصفراء ثم يضعها في صندوق الثعلب بلامون, فإذا امتلأ الصندوق اعتقد الأسد أن عددا كبيرا من الحيوانات يحب الثعلب بلامون ويرغبون في استمراره وزيرا للأسد. سار الأرنب فصحان ومعه القرد مرجان في أنحاء الغابة يطالبون الحيوانات المحبة للغزال عرفان أن يجمعوا الحجارة الحمراء حتى يزيد رصيد الغزال عرفان, وتتخلص الغابة من ظلم وفساد الثعلب بلامون. وعند مرورهم على الحمير الوحشية وطرح الفكرة عليهم, تعالت أصوات الحمير: إن الغزال عرفان محبوب من جميع الحيوانات, وإنه ناجح لا محالة سواء ذهبنا ووضعنا الحجارة الحمراء أم لم نذهب. قال الخمار حمقون: نحن متأكدون من فوز الغزال عرفان , فلماذا نتعب أنفسنا بالذهاب إلى الجبل وحمل الحجارة الحمراء؟ وعندما قام القرد مرجان والأرنب فصحان بزيارة قطيع الخراتيت أعادوا ما قالته الحمير الوحشية. انتهى الاقتراع في المساء, وفي الصباح حضر الأسد فارمان والفيل عقيل ومجموعة كبيرة من الحيوانات لترى النتيجة النهائية للاقتراع. تقدم الفيل عقيل إلى الصندوقين, وألقى نظرة فاحصة عليهما, ثم مد خرطومه وأخذ يعد الأحجار في كل صندوق. استغرق ذلك وقتا قصيرا ثم رفع خرطومه عاليا وقال: لقد فاز الثعلب بلامون. صاحت الحيوانات غاضبة: كيف يفوز الثعلب بلامون وليس هناك أحد من الحيوانات يحبه؟ قال الفيل عقيل: يستطيع من شاء من الحيوانات أن يأتي ويتأكد بنفسه من النتيجة, وليكن ذلك بطريقة منظمة. تقدمت الحيوانات في صفوف منظمة كي تتأكد من النتيجة, تأكد للجميع امتلاء الصندوق الأيسر بالحجارة الصفراء, وتأكد للجميع أيضا فوز الثعلب بلامون. هنا لك رفع الأسد فارمان صوته وقال بطريق صارمة: سوف يستمر الثعلب بلامون وزيرا للغابة. قام الحمار حمقون وتكلم غاضبا وقال: كيف يكون ذلك؟ إن هذا الثعلب يقوم بكل الأفعال المشينة, إنه يعتدي على الصغار ويسرق, و..... هنالك قاطعه الأسد فارمان وقال غاضبا: اقترب مني يا حمار حمقون. تقدم الحمار حمقون إلى الأسد وهو خائف مرتبك, وعندما صار قريبا قال الأسد: هل احضرت حجرا أحمر ووضعته في صندوق الغزال عرفان؟ - لا, لقد قلت لماذا أرهق نفسي وأنا متأكد من فوز الغزال عرفان؟ - لكنه لم يفز في الاقتراع يا حمار حمقون . - فهمت سيدي الأسد وقد رضيت بالنتيجة. قام الخرتيت سمنان وقال وهو في شدة الغضب: كيف ترضى يا حمار حمقون؟ ولكني أعلنها واضحة لكل الحيوانات: لن يكون الثعلب بلامون وزيرا للغابة مهما كانت النتائج. لم يكد الخرتيت سمنان ينتهي من كلامه حتى انطلق إليه الأسد فارمان وانقض على رقبته بأسنانه وظل يضغط عليها حتى لفظ الخرتيت سمنان أنفاسه, حدث ذلك وسط ذهول الحيوانات التي لم تكن تصدق ما يحدث أمامها. بعد أن انتهى من قتله رفع الأسد فارمان رأسه وقال: ومن يعترض ثانية سوف يلقى نفس المصير, لقد عرض عليكم حقكم كاملا فتركتموه, ومن ترك حقه فلا يلومن إلا نفسه. قذف ذلك الموقف الرهيب الرعب في قلوب الحيوانات ولم يجرؤ أحد منهم على الاعتراض خوفا من بطش الأسد فارمان بينما تمادى الثعلب بلامون في ظلمه, ولم يستطيعوا إلا الندم على الفرصة الضائعة.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|