|
#1
|
||||||||||||
|
||||||||||||
انواع المدح واثره بالنفس
بقلم : عبد الله بن سُليمان العُتَيِّق تَهْوى النفسُ مَن يقومُ بتمجيد فَعالها ، و تهوى التميُّزَ بألفاظِ الغيرِ و نظرتهم ، فتستشرِفُ المدحَ و الثناءَ من الآخرين ، كما أنها تُظهِرُ ذاتَها بافتخارها بنفسها أو بتنقيصِ غيرِها ، فغايتها بُدوُّها في سُموٍّ مهما كان السبيلُ . المدحُ مِن الأشياء التي تهوى النفسُ سماعها ،
و الوقوفَ عليها ، و هو مِن أخلاقِ أهل الكمالِ يبذلونها لِمن يَسْتحقُّها بِحقِّها ، و لمِن يستحقُّها بأملِ تحقيقها ، و يستنكفُوْنَ عنه لأنَّ التطلُّعَ إليهِ لا يتوافَقُ و مقاصِدهم و غاياتهم ، و لا يسعى إلى نيلِ المدحِ ذو كمالٍ ، إذْ أنَّ الكُمَّلَ يستجلبون المدحَ بصادرِ من الأفعالِ لا بالواردِ من الأقوالِ . المدحُ قد يكون مِنْحَةً حِيْنَ يَكون الصِدْقُ سِمةً في المادحِ مَنْحاً و في الممدوحِ أهليةً ، فصِدقُ المادحِ لا يكون إلا بِصدْقٍ في الممدوحِ ، و المدحُ لا يكون منْحةً إلا إذا كان بلفظٍ معتدلٍ لا غُلُوَّ فيهِ و لا مجازفةً ، و الأقوالُ نواطق بما في القلوب ، و عَدْلُ القولِ في تناغُمِ الظاهرِ مع الباطن . المدحُ مِنْحةً ما يكون مصروفاً نَحْو أفعالِ الممدوحِ ، و مقصوداً بِهِ صفاتُه ، و أما المدحُ للذواتِ و الأقوالِ فإنه ليسَ شيئاً محموداً عند أربابِ العقلِ ، لأنَّ المدحَ إبقاءٌ للممدوحِ لما امتازَ به من وَصْفِ الكمالِ و الأثَرِ ، و لا يكاد ذلك كائناً إلا في الأفعالِ و الصفاتِ لكونها معانيَ أو قوالبُ معانٍ ، و الأقوالُ و الذواتُ مما يذهبُ أدراج الرياح ، و لا يخلدُ شيءٍ إلا بصفةٍ مُخلِّدة ، فالصفاتُ مُخلِّداتُ الذوات ، و الأفعالُ براهينُ الأقوال . يكون المدحُ ذبْحاً ، حين لا يكون باذلُه صادقَ البذلِ فيه ، بأنْ يكون بقصدِ الإرضاءِ أو التقرُّبِ ، تتجلَّى عليه علاماتُه و قَد يُدرِكُ الممدوحُ ذلك إلا إن غلبَ عليهِ بريقُ اللفظِ فهامَتْ النفسُ في صحراءِ الزَّيْف ، و يتجلَّى ذلك بمزيدٍ حينَ يكون الممدوحُ ليس أهلاً لذيَّاك المدح ، و الكريمُ يُمَرِّرُ ذلك جبراً لخاطرِ المادحِ المتقرِّبِ ، و لا يعتريه من وهَنِ المدحِ ما يجعله في هوان الذبْح . و لا يطرُقُ مسالكَ المدحِ الذابِحِ إلا مَن تعلَّقَتْ نفسُه بمظاهرِ الظواهرِ ، و أغفلَ حقائقها و دقائقِ المخابرِ ، فيمدحُ لينالَ مظهراً بظهرٍ متين ، و يبرُزَ برمزٍ معروفٍ ، وما يكاد يبرُقُ وميضُ سناه حتى يَخْفِتَ في أفولٍ فلا تُجلِّيْهِ عن كسوفِهِ مُجلِّيَّة ، بِعكسِ الرائمِ مدحاً مَنحاً لاستحقاقٍ فهو باقٍ ببقيةٍ من مقاصِدِ الممدوحات ، و هو بذلك مادحٌ نفسَه برؤيته خوافيَ المعاني المُرْتَقَى إليها ، و ' المرءُ معَ مَن أحبَّ ' لكمالٍ و جمالٍ ، و ما شأنُ المحبوبِ الممدوح إلا مُنيلاً المُحِبَّ المادحَ أثراً و تأثيراً .
|
03-11-2013, 05:28 PM | #2 | |
الاداره
|
معانى الورد
طرح في قمة الروعه لطالما كانت مواضيعك مميزة لا عدمنا التميز و روعة الآختيار دمتى لنا ودام تآلقك الدائم تحياتى اليكى فاادى |
|
|
03-11-2013, 07:31 PM | #3 | |
نائب الاداره
|
مرورك فاح عطره بين جنبات سطوري
فتوهجت كلماتي نوراً وبريقاً وزادها جمالاً أسعدني وسرني جداً هذا الحضور الأنيق كل الشكر والتقدير والإمتنان لسموك أتمنى لقلبك الفرح والسعاده ولروحك باقة ورد جوري ؛؛؛ [فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل] |
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|