|
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
يوم في شارع عربي ..؟؟
الجزء الأول : البدايه : أشرقت شمس الصباح وأشرقت معها الآمال والأحلام التي يحلم بها كل فرد في هذا العالم وأعلنت بإطلالتها بداية ليوم جديد يختلف عن سابقه من الأيام وبذالك يسجل تاريخ جديداً وأحداثاً متغيره فأناس تولد في هذا اليوم وتنتهي حياة أناس أخرى... ولهذا علينا أن نعلم أن الزمن لا يتكرر بل تتكرر الأحداث ولا يتوقف بل يستمر باستمرار تعاقب الليل والنهار. ومع بداية هذا اليوم صحوت باكراً ولكن ليس بما يكفي لأداء فرض الصلاة في موعدها المحدد... لكننا نجد في هذه الأيام من لا يؤديها على الإطلاق بل يتجاهلها ومنهم من يؤجلها لصلاه الظهر بعذر أو بغير عذر ناهيك عن طريقه الصلاة الصحيحة. وبعد انتهيت من فريضة الصبح وذهبت لأخذ حماماً ساخناً وبعدها قررت أن أذهب إلى الكفتيريا الموجود على القرب من الشقة التي أسكن فيها مع أثنين من شباب الجامعة... عماد وجاسم... لتناول وجبه صغيره للإفطار وقد ذهبت إليه سيراً على الأقدام بغيه زرع النشاط في الجسم وكما نعلم ((الجسم السليم في العقل السليم)) وهي مقوله يعلمها الجميع وينفذها القلة القليلة من الناس فالأجواء المليئة بدخان المصانع وعوادم السيارات التي تقتل مختلف أنواع الكائنات إذ لم تبقي في أجسامنا أي شيء سليم معافى إلا وتغلغلت فيه شتى أنواع الأمراض وكأنها لا تكفينا لنقوم بتدخين السجائر وغيرها من السموم التي تقتل الجسد وتفسد الروح وكأننا نطلب بذالك الموت والفناء لنا وللجيل القادم من بعدنا. الأجواء جميله خارج المنزل وكانت أصوات تغريد العصافير تملئ المكان وتبعث في القلب الطمأنينة والسكون وخصوصاً في جو الصباح الهادئ. ونظرت إلى يميني لأرى جاري (عادل)... ياااااه كم أرثي لحال هذا المسكين فقد بلغ من العمر 28 سنه وأصبحت كل آماله أن يتزوج بمن تكون له خير الرفيق والمعين في هذه الحياة ليستر به نفسه ويكون أسره سعيدة... فهو شاب يتمتع بكل صفات الرجولة فضلاً عن ذالك أنه كادح في عمله, باراً لوالديه, مخلص في عباده الله سبحانه وتعالى ولكن ما يعيبه هو أنه لا يستطيع أن يؤمن تكاليف الزواج في هذه الأيام التي تطلب الكثير من الجماليات ولا تنظر أبداً للجوهر فقد أصبح الزواج مزاداً يتزايد عليه الناس من ناحية المهر والشبكة وما إلى ذالك من مكملات الزواج ويطلبون فيها أثماناً باهظة جداً تجعل من الزواج أمراً عسيراً قد يتراجع عنه الكثير من شباب هذا اليوم... ليتني أملك لهذا الجار الفتاة مناسبة لأزوجها به. (ألقيت عليه التحية وبعدها أكملت طريقي) مشيت مسافةً قصيرة وإذا بي أرى (أبو محمود) يُدخل سيارته الفاخرة إلى كراج بيته الذي يعد من أجمل البيوت في هذا الحي... فكرت أن اقترب منه كي القي عليه تحيه الصباح ولكنني سرعان ما تراجعت عن هذه الفكرة بعد أن رأيته يترنح يميناً وشمالاً وكأنه مصاب بدوار البحر... فعرفت أنه قادم من الخمارة... ذالك المكان المقزز للأبدان...آآآآآآآآآآه... زفرات حارة خرجت من صدري لتعبر عن امتعاضي لهذا الرجل الذي أهمل بيته وعياله وأنصب على عمله وفعل الملذات... مسكينة هذه الزوجة الصالحة والصابرة على هذا الزوج الفاسد... لقد عانت الكثير منه ومن عدم أحساسة بالمسؤولية وهو يضن أن ما تريده أسرته هو المال فقط... عجيب هذا الزمن غريب... كيف لهذا الرجل الذميم في جميع خصاله وأعماله وأخلاقياته أن يمتلك زوجه صالحه كهذه الزوجة التي تعتبر تاجاً يفتخر به كل شخص محب وغيور على أبناء بلده ودينه. تابعت طريقي وأنا أرمق هذا الرجل بنظرات يملؤها الحزن لما وصل إليه عالمنا العربي اليوم... أصبحت أرى الكافتيريا الآن وبدأت أفكر في ما سأختار كوجبة للفطور بعد أن تسلل ألم الجوع إلى معدتي فقد كان يوم أمس حافلاً بالأعمال حتى أنني لم آكل جيداً... وها أنا الآن أقف أمام باب الكافيتيريا... يوجد شخصان بالداخل... - (السلام عليكم ورحه الله وبركاته) رحب بي راجي (الطباخ) كثيراً واكتفى الشخصان بقول (وعليكم) وهمهمه لم أعرف محتواها بيد أنني أضن أنها تكمله السلام... (وعليكم)!! غريب أمر هذين الولدين... أهكذا يكون رد السلام!! لقد أصبح السلام في هذه الأيام أمراً شاقاً يصعب علينا استيعابه بكل تأكيد فبعد كل معاهدات السلام وشعاراتها أصبحت السلام كلمه لا معني لها بعد أن جعلت منها إسرائيل خرافة يصعب تصديقها. ابتسمت ابتسامه صغيرة واستدرت لأطلب طعامي... - مرحباً يا راجي... أريد شطيره جبن بمربى التوت مع أي شراب غازي من فضلك - أي نوع من الشراب تفضل؟؟ هذا أم ذاك؟؟ نظرت إلى راجي باستنكار.. - راجي!! تعلم أنني لا أشرب من هذا المنتج - آه نسيت... أعذرني فأنت ممن يقاطعون هذه المنتجات - حسناً لا عليك... سوف أجلس ريثما تنتهي من تحظير طلبي راجي ليس من دوله عربيه ولكنه مسلم ويقيم هنا منذ سنوات فقد أعتنق دين الإسلام بعد أن هداه الله سبحانه وتعالى... أنه لأمر صعب جداً أن ينتقل الإنسان من دين إلى آخر ويغير جميع معتقداته التي تربى عليها منذ نعومه أضفاره... أوليس غريباً أن يكون راجي أفضل منا في حبه للدين وتمسكه به... فعندما نرى فئة الشباب الفاسد هذه الأيام وطريقه لباسهم وأختيارهم للألفاظ التي لا تنتمي بصله للأخلاق الحميدة التي علمنا إياها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا ننسى قصات الشعر الغريبة التي تعجله مجرد أضحوكة زمانه وكل هذا بحجه الموضة ومواكبة العصر... هنيئاً للإسلام والمسلمين بك يا راجي... فقد تركت ملذات الدنيا التي كان يحللها دينك السابق واتجهت إلى عباده الله وحده لا شريك له. وما إن استدرت حتى لمحت نظرات استهزاء وسخرية من الشابان وقد عرفت أنهما يهزآن مني بسبب المقاطعة التي انتشرت في البلاد مؤخراً فلم أعرهم أي اهتمام وجلست على أحد الكراسي أنتظر وجبتي... ....... - لقد كلمتني البارحة صدقني - ولماذا؟؟ - لتقول لي أنها اشتاقت لي كثيراً وأنها تحبني - وهل وافقت على طلبك بالخروج معها - نعم نعم... ووعدتها بأنها ستكون الأولى والأخيرة وأن نواياي حسنه وكل ما أريده هو التأكد من شعوري ناحيتها - يالك من خبيث يا سامي... لقد أقنعتها أخيراً - أو تحسبني بأني سأضل معها في محادثات تلفونيه فقط؟؟ - ولكنك قلت لي سابقاً أنها لا تقبل أياً من هذه الأمور!! كيف وافقت على الخروج معك إذاً؟؟ - أنها عبقرية العاشق يا خالد... فالفتيات هذه الأيام ينجذبن لمن يسمع تفاهتهم ويحسن معاملتهم... وبعدها يسهل خداعهم بما يسمى الحب - ولكن يا سامي ألا تشعر بالذنب لما سببته لها من أذى حتى الآن؟؟ فهي تعيش وهم وحالما تستيقض فسيكون وقع هذا الشيء قاسياً عليها جداً... حرام عليك يا سامي ألا تكفيك واحده حتى تنتقل من فتاه إلى أخرى!! أظهر سامي استيائه وهمهم بعبارات لم أسمعها... - ((يا محمد... لقد انتهيت من طلبك... أتريد أن تاكله هنا أم في الخارج؟؟)) قال راجي. - لا يا راجي... سوف آكله وأنا عائد إلى البيت... كم حسابك؟؟ .... ياااااه... أخيراً تخلصت من نظرات هذين الشابين... وكأن لا شغل يشغلهم غير الحديث الفتيات وما يفعلنه بهم من مطاردات حمقاء وغير مسؤله... مسكينة هذه الفتاه فقد سقطت في شباك هذا الشاب عديم الرحمة... ولكن على من يقع اللوم؟؟... لن نطلق الأحكام جزافا هكذا... فهنالك عده احتمالات تجعل من الفتيات أكثر عرضه لحالات الخداع... فلندع هذه المسألة جانباً فقد سأمت هذه التفاهات التي لطالما سمعتها في مجالس الشباب وتحدثهم المستمر عن هذه وتلك ممن خرجن معهم حتى أنني أصبحت أكره الذهاب إلى تلك المجالس... طعم هذه الفطيرة جيد جداً... كم أحبها... آه... لقد تأخرت على موعدي مع علي... يجب أن أسرع فقد بقي ساعتين على المحاظره التي سوف تلقى في الجمعية الخيرية اليوم... أتسائل عن ماذا سوف يتكلمون هذه المرة... فقد كانت المرة السابقة محاظره لا تنسى... لقد عرفت الكثير عن مرض الإيدز وكيفيه تفشيه في المجتمع العربي بكثرة والكثير الكثير غير هذا... الفصل الثاني : مفاجأة غير متوقعه : هاهي سيارة الأجرة التي تقل محمد في طريقها إلى منزل صاحبه علي بعد أن رجع إلى شقته التي يسكن فيها مع عماد وجاسم طلاب الجامعة... فعماد طالب في السنة الأولى وهو أبن جارنا عبد الله وقد أوصاني جارنا بالرعاية به فنحن الآن ندرس بعيداً عن أهلنا في أحد الدول العربية... أما جاسم فهو من نفس الدولة ولكنه يسكن بعيداً عن الجامعة فقرر الانضمام لنا في هذه الشقة الصغيرة توفيراً للمواصلات وقد تعرف إليه عماد وأحظره وهو الآن يدرس في السنة الأخيرة من الجامعة... هناك تباين كبير بين عماد وجاسم حتى أنني استغرب في أحياناً كثيرة كيف تمت الصداقة بينهما... هل بسبب وجودهم في الجامعة أم لسبب آخر... عماد شخصيه لعوبه ولا يكترث بما حوله وهمه الوحيد هو الاستمتاع بقدر ما يستطيع من الحياة فقد أفسده دلال أهله وحبهم المبالغ فيه... فهم يلبون جميع احتياجاته بدون تردد وإن رفضا يضرب عن الطعام ولا يذهب إلى الجامعة... آآآآه... أكره تذكر هذه اللحظات التي يسجن نفسه في غرفته ويجبرني على الاتصال بوالده ليطلب منه النقود... حتى أني أتذكر أنني امتنعت عن الاتصال ليومين وليله وهو لم يخرج ولم يأكل شيئاً... غريب هذا الفتى... ولكن على من يقع اللوم هنا؟؟... أضن أنه يقع على عاتق الأهل... فالدلال الذي عاش فيه يجعله على ما هو عليه الآن... وأما موضوع الصلاة التي لا يعرف طريها فهذا موضوع يجعلني أنفر منه... فقد نصحته مراراً وتكراراً ولكنه لا يصغي إلي أبداً بل يتجاهلني ويخرج من الشقة أو يلهي نفسه بآلة التسجيل لسماع الأغاني. أما جاسم فشخصيه عمليه ومكافحه وتعجبني فيه الجدية في بعض الأمور ويختلف تفكيره عن عماد بكثير... حيث أنه ذات طابع صامت ولكن حذق ولا يتكلم إلا من باب معرفه وهو جيد جداً في أغلب أموره الحياته ولكن يعيبه أمرٌ واحد... وهو أنه مادي... أي أنه يحب المال ويبيع أي شيء مقابل الفائدة المادية... فهو يؤمن بأن الحياة تطالب بالمال ولا يحظى الشخص بالاحترام إلا بماله وكم يملك في حسابه المصرفي لا لعلمه أو أخلاقه... فالمال يشتري كل شيء... أنا في رأيي أنه مصيب بشكل جزئي... - لقد وصلنا يا سيدي - شكراً... خذ حسابك لقد تأخرت على موعدي مع علي ولكن هذا لم يشكل أي عائق أمامي لأني أعرف علي جيداً... فهو لا ينتظم بالمواعيد ويتأخر كثيراً عن مواعيده... وهاهو ينزل السلالم مسرعاً كعادته - السلام عليكم يا محمد... أنا أعتذر عن تأخري - وعليك السلام يا علي ولا تعتذر فهذه عاده لن تتخلص منها أبداً - هيا بنا ولا تفسد علي صباحي بانتقاداتك المستمرة كانت الطريق طويلة نسبياً فقد تستغرق نصف الساعة أو أكثر وكما هي عاده علي فهو يتكلم طوال الطريق ولا يسكت إلا لسماع تعليقاتي التي لا تعجبه في أغلب الأحيان... فهو متشدد لقراراته وأنا من النوع الذي لا يقتنع بسهوله ولكنني في الغالب أتركه وشأنه ليتحدث في ما يريد وأكتفي بتعليقات بسيطة أو هزة رأس توحي بأني مازلت معه واستمع إليه... ولكن شيء غريب حدث هذه المرة!!... علي لا يتكلم!!... أنه ملتزم الصمت شارد التفكير وكأن أمراً جلياً قد حدث له. - علي... علي!!................... )(#علي#)( - هه!!.... نعم نعم لماذا تصرخ؟؟ - أو تسأل!؟... ما بك شارد الذهن؟؟... لم أرك هكذا أبداً... ماذا جرى؟؟ - أنني أفكر - وفيما تفكر؟؟ هل هو شيء لا يمكنك أخباري به؟؟ أبتسم علي بتثاقل لأن محمد يعرف أن لا شيء سري بينه وبين علي - أمممممممممم... دعني أفكر... حسنناً سأخبرك فلا ضير من معرفتك للأمر فأنك كتوم ولن تخبر أحداً صحيح - حسنناً قل ولا تخف فأنا لا أعرف ماذا قلت ولا ما ستقوله ولم أسمع شيئاً من الآن... حتى أني لا أعتقد أني قابلتك في حياتي ههههههههه - هه هه هه لم تكن هذه نكته أليس كذالك؟؟ - يا لك من حذق هههههههه وهل استوعبتها لوحدك؟؟ بدء الحزن يغطي ملامح علي وكأنه تذكر شيئاً أشعره بالضيق والوحدة وبدء يتكلم بصوت يملئه الحنين لمن يستطيع أن يفهم بما يحس به وقد كنت أقرب المقربين إليه فهو لا يتردد أبداً في إخباري بأي شيء - محمد... - نعم يا علي ... تكلم ما بك؟؟... أنها المرة الأولى التي أراك فيها على هذا النحو... - أخاف أن لا تفهمني ولا تقدر مشاعري... فهذه المرة حدثت لي تجربه فريدة من نوعها - علي... دعك من ما سأفهمه وتكلم... وتأكد بأني سأفهمك ولكن هذا لا يعني بأني سأدعم ما ستقوله... هل هو شيء حدث لك مع والديك؟؟ - لآلا يا محمد الموضوع بعيداً كل البعد عن ما تضنه مشاكل عائليه - إذا تكلم فقد أشغلت فكري - أنا... أعتقد أنني... أنا... ما أريد أن أقوله هو... الموضوع... - تكلم يا رجل ما بك؟؟ لماذا تتعثر في كلماتك؟؟ - أنا .........|1|......... ((أحب))
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|