|
#1
|
||||||||||
|
||||||||||
الأحلام وأغراضها
1) إن الرغبات غير المحققة المكبوتة غير المحققة المكبوتة في اللاوعي إنما تنفس عن ذاتها بعض الشيء عن طريق الأحلام .
2) حرارة الفراش ونعومة الملابس ورفاهية الحال أو عدمها كل أولئك يلعب دورا في تقرير نوع الأحلام التي يراها المرء وهو نائم . 3) الأوضاع الفزيولوجية ( الجسدية) فيمكن أن نضرب فيها مثلا : تلك النتائج الليلية التي تنشأ عن تناول عشاءا ثقيل ،ذلك انه عندما يعجز الجهاز الهظمي عن تمثيل وجبة (هي عملية حيوية في الجسم لتحويل الطعام إلى حرارة أو طـاقة) أخذت قبل النوم ، فقد يأخذ قلب النائم في الوجيب ( الوظيفة) والخفقان ، وقد تؤدي هذه الحال بالنائم إلى أن يرى نفسه على شفا جرف هار ، ا و إلى أن يأخذه الذعر من حادث مريع أو اصطدام مجهول . 4) الأوضاع السيكولوجية ( النفسية) فمردها إلى الرغبات الدفينة العاملة بسبيل التعبير عن نفسها تعبيرا واعيا . 5) الأحلام على اختلافها ضربان ليس غير ، فهي اما بسيطة واما معقدة ، والضرب الأول أكثر شيوعا بين الأطفال وان لم تخل منه بالضرورة، أحلام البالغين ، الرغبات _ الأمنيات _ الطموحات . 6) الضرب المعقد في الأحلام فليس سهل التفسير ، ولابد للمرء من فهم أسلوبه الخاص ،فقد يعبر الحلم عن الذات المستترة في أمور ثلاثة : الرمزية _ الإبدال او التنيحة _ التكثيف ، وهي الأقنعة التي تصطفيها الفكرات المكبوتة لكي تشق طريقها الى العقل الواعي ، ولولاها لايقظت هذه الفكرات النائم من سباته ، بوصفها بغيضة اليه ، وعندئذ يخفق الحلم في القيام بواجبه ، وهو المحافظة على حالة النوم والابقاء عليها . 7) ويبدو ان ثمة رقيبا ، اذا جاز التعبير ، يقف وراء العقل الواعي حين يستسلم النائم للرقاد، ولابد لجميع الافكار الراغبة في دخول منطقة الوعي من ان تحصل على اذن منه قبل ان يفتح الباب في وجهها ، وهكذا نرى ان قناعها يجب ان يحظي بموافقة الرقيب الذي يقرر ما اذا كان هذا القناع كافيا ، لأن يخدع العقل الواعي عن نفسه أم لا ، ولكي تدرك مقدار الخداع الذي ينطوي عليه القناع المصطنع في مسرحية الحلم ، ... المثال : أ) تحويل المحسوسات الى رموز : 1) والواقع ان الرمز يفهم عادة على ان يمثل عين لفكرة مجردة ،فالصليب عند المسيحيين ، مثلا هو رمز لعهد الزواج الذي يقطعه كل من العروسين على نفسه في المذبح ، ولكن الرمز في الاحلام تمثيل عيني لحقيقة ما ، او لشيء ما ، او لفكرة ما ،هي في ذاتها بغيضة الى نفس الحالم . 2) لاتحسبن بعد هذا ان رموز الاحلام يمكن ان تفسر بمجرد الرجوع الى لائحة من اللوائح الجاهزة ، فالرمز الواحد قد يبدو في حلمين يراهما شخصان ، فاذا به يدل في احدهما على شيء ، ويدل في الاخر على شيء مختلف كل الاختلاف . 3) ويذهب ( يونغ) ان مايدعوه ( اللاوعي العرقي ) او (الذاكرة العرقية ) هو الذي يقرر _ الى حد بعيد _ اختيار الرموز الحلمية، واذن فيتعين علينا ،لكي نكتشف المعنى الحقيقي للرموز التي تبدو في حلم ما ،ان نتعرف اولا ، من طريق التحليل ، الى الدلالة التي يستفيدها الحالم نفسه ، من الرمز ،وواضح ان ذلك يجعل تأويل الحلم معقدا اذ يتطلب من الباحث اكتشاف القناع الرمزي الخاص الذي تعودت فكرات الحالم المكبوتة ان تصطنعه ، ولكن ثمة معالم لابد ان تهديه سواء السبيل ،لأن بعض الرموز تكون مشتركة بين ابناء العرق الواحد ، ومع ذلك ، فكل حلم يجب ان يدرس على ضوء من عقل الحالم نفسه ،قبل كل شيء. ب) الازاحة والتنحية : 1) نأتي الآن الى القناع الثاني الذي تصطنعه الفكرات المكبوتة في نضالها بسبيل التعبير عن نفسها ،وانما يدعى هذا القناع ( ابدالا ) أو ( تنحية ) لأن الشخص او الشي الحقيقي المتصل بالذكرى المؤلمة ينحى ،في الحلم ، ليحلم محله شخص او شيء آخر . 2) ولكن ثمة دائما وجه شبه مابين الشيء المنحى ،والشيء الذي حل محله ... ومذلك الا خوفا على الحالم أن يستيقظ من سباته العميق . 3) وفي بعض الاحيان يمثل الاشخاص الذين نراهم ،في المنام ، ذواتنا نفسها ،او وجها من وجوه شخصيتنا ، وعندما يقع ذلك تسنح لنا الفرصة لرؤية النفس التي التي نكرهها اكثر مايكون ،والتي نرفض عادة ان نعترف بانها جزء من بنيتنا الشخصية . 4) ومن غير النادر ان يتمنى أحدنا لو يموت شخص ما ،لسبب من الاسباب ، وتظهر هذه الرغبة عند الاطفال ،حين يصيب الطفل اذى من زميل له او من رجل او من امرأة ، وليس من شك ان معظمنا قد سمعوا بعض الاطفال المحنقين يقولون : (( اني لاارجو أن تموت )) ، والحق ان الموت لايعني ، بالنسبة الى الطفل ،غير الازاحة من الطريق ، بل لعلنا سمعنا يوما بعض الرجال او النساء يقولون الكلام عينه ،عمن آذاهم في ذواتهم او اموالهم او غيرها ، ولكن مثل الفكرة توقع الرعب في نفس الشخص الذي تراوده ،سواء اعبر عنها بالالفاظ ام لم يعبر ،فهو يسعى في الحال الى ان ينساها ، اما حين تشق الفكرة طريقها الى دنيا الاحلام فانها تتداعى في العادة مع شخص اخر غير الشخص الذي نتمنى موته . 5) وفي بعض الاحيان يتجلى خوفنا من ان يموت شخص نكن له الحب ، في احلامنا ، وواضح ان الحالم لايرغب ، في مثل هذه الحالة ،في موت الشخص المرموز اليه نوالا فما فما الداعي الى اقتران الحلم بالخوف والذعر ؟ وانما نص على ذلك حتى لاتحسب ان كل حلم دائر على محور الموت يعني دائما ان الحالم راغب في موت شخص بعينه من الناس . ج) التكثيف : ماذا يعني علماء النفس بقولهم ان الحلم تكثيفا ؟ انهم يعنون ان اكثر من فكرة مكبوتة واحدة تكمن وراء الرمز نفسه ،كتضافر بعض الفكرات المكبوتة المتمثلة ، في اللاوعي لتعبر عن نفسها في حلم واحد تحت قناع التكثيف . تكوين الحلم : 1) هذه هي الاقنعة الثلاثة ( تحويل المحسوسات الى رموز _التنحية او الازاحة _ التكثيف ) التي تتخذها العقد اللاواعية وسيلة للتحرر والافلات من سيطرت الرقيب . 2) ولكن هناك الى جانب ،عقبات لابد تذليلها قبل ان تهتدي الى جوهر الحلم الحقيقي ،وتفصيل ذلك ان الحلم الذي نرويه بعد اليقظة مباشرة خليق بأن يكون وصفا دقيقا لما نراه ،في المنام ،فعلا ،ولكن الاحلام ،لسوء الحظ ،يصعب حفظها في الذواكر ، فقد تتذكر في الصباح ،مثلا ،اننا حلمنا بالامس حلما جميلا جدا ،او بشعا جدا ،ولكننا كثيرا ماننسى وقائع ذلك الحلم جملة او تفصيلا ،ومن هنا نرى انه اذا ما انقضت بضع ساعات ،ولم يُرو الحلم او يسجل،فعندئذ ينضاف اليه ،من غير شك ، كثير من الزخرف لم يكن له مكان في الحلم الحقيقي ، وهذا الزخرف هو مايدعى (الاحكام الثانوي) . 3) من واجب المحلل ان يميز مابين الاجزاء الاساسية والاجزاء غير الاساسية ( الاحكام الثانوي) في كل حلم يقدم اليه . 4) الباحثون في الاحلام يدعون الجزء الاساسي : مضمون الاحلام الصريح ،وهو يخفي في ثناياه فكرة الحلم الكامنة ،التي ينبغي ان يفرغ جهده في الكشف عنها ،وعلى ضوء هذه الحقائق الجديدة ، فلندرس هذا الحلم الذي يلعب فيه احد الصبيان ( الكريكيت) _ الكرة بالصولجان _مصطنعا كرسيا ذا ذراع مكان اعمدة الاصابة المألوفة في تلك اللعبة ،ان الواقعتين الاساسيتين في هذا الحلم هما : الكرسي ذو الذراعين ، ولعبة الكريكيت ، وهما يؤلفان معا المضمون الصريح للحلم ،وبطريقة التداعي ، ارتبطت هاتان الواقعتان بالفكرة الدفينة التي كانت تناضل في سبيل الاعلان عن نفسها ،أعني نقد الحالم لزوج امه ، فقد كانت هذه الفكرة هي فكرة الحلم الكامنة ، وقد عبرت عن نفسها تعبيرا رمزيا مقنعا في الحلم ،اما سائر التفاصيل التي رواها الحالم ، من مثل وصف الملعب والشمس المشرقة ..الخ ،فيجب ان تعتبر ( احكاما ثانويا ) لاقيمة له في في تأويل الحلم . تفسير الأحلام : نحن نستطيع ان نفسر الاحلام بطريقتين ، احداهما طريقة التفسير الاة _ اذا جازت التسمية _ والاخرى طريقة التفسير العمودية : فأما التفسير الا فيعتمد العقل الباطن ،واما التفسير العمودي فيعتمد العقل اللاواعي ، ويعني الاول بالذكريات الحديثة ( العقل الباطن) ، في حين يعني الثاني بالذكريات البعيدة والمنسية ( اللاوعي) . التأويل : 1) مامن من فرد يستطيع ان يحلل احلامه الخاصة تحليلا كاملا ،فاذا كانت له معرفة سكيلوجية ( نفسية ) صحيحة فقد يصيب لمحات من نفسه في احلامه تلك ،وقد يوفق الى ان يفصل في بعض مظاهر الشبه بين مايراه فعلا في الحلم ،وبين الناس الذين يعرفهم في الحياة اليومية ،والذين اخضعوا لعملية الابدال او التنحية التي شرحنا من قبل ،ولكن هذه المعرفة كلها لاتمس في احسن احوالها غير ظاهر الحلم او سطحه . 2) التأويل ( العمودي) ،الذي يقتضي تحليلا للحلم من حيث علاقته باللاوعي ،فلا تستقيم قناته لغير المتخصصين في التحليل النفسي . 3) من المتعذر عليك ان تفسر حلم ايما شخص تفسيرا صحيحا ،من غير ان تكون لك معرفة دقيقة بتاريخ ذلك الشخص ،وليس تتم لك هذه المعرفة الا من طريق الاتصال الشخصي . 4) من المستحيل علينا ان نقبل ايما تفسير للاحلام التوراتية على انه التفسير النهائي الحاسم . 5) ان المفسرين انفسهم ،من غير شك ليستشعرون ان عملهم سليم ،ماداموا قد اخذوا بعين الاعتبار حياة الحالم . 6) انه لخطأ كبير ان تطلب الى المحلل ان يفسر حلمك امام جمهور من الناس .
|
02-28-2013, 05:57 PM | #3 | |
:: الإدارة ::
|
مااجمله من إنتقاء رقيق كرقتك
كل الشكر لكِ على روعة ماطرحتيه هنا دمتِ بخير |
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|