رماد الماضي

لن أعطشَ بعد الآن ما دمتُ مروياً
لن أعطشَ بعد الآن ما دمتُ محمياً
لن أعطشَ بعد الآن ما دمتُ بالعزلةِ مرئياً
أنا والماضي لا نفترقان بل نجتمعان
فالماضي ليس ماضياً عندي وإن كان يدعو للوراء
هو فيَّ رفيقُ الحاضرِ ولمستقبلي أمَّارا
هو من أرواني وأخمد ظمأي كي لا أعودَ إلى الويلات
هو الشاهد وهو الزاهد وهو من يجمع كل الشائبات
ألا أكونُ به ملتمساً ما سيكون بالحاضر إذعانا؟
ألا أسلكُ خطىً خطَّتها خطاه؟
يا رفاقاً ما كنتم رفاقا
ويا أعواناً ما كنتم أعوانا
ليس لكم ر بعد هجري وليس لكم ودي بعد وأدي
يا من بالحاجة كنتم تأتونني أفواجا
وحين إستيفائها تلوذون عني أش
وإن إستجرتكم تنفضَّوا من حولي لواذا
ألم أكن فيكم مرجواً وكنتم على وقتي ذباباً؟
آالآن وقد كبرتم وبالعلى توهَّمتم تناصرون غيري إعلانا!
ما كبركم ولا علاكم إلا من صوبي ينهضون
لماذا أذكركم الآن وقد خلت تلك السنوات؟
فلقد تشربتُ الوحدةَ وأيامي لا تتأذى بالانكسارات
والوحدةُ بليلها ونهارها خير من تلك الطيات
في الماضي كنتم أشجاراً ميتةً
وبعدها صرتم حطباً لما تنهجون
والآن لستم إلا رمادا