10-02-2012, 04:21 AM
|
|
|
|
لوني المفضل
Fuchsia
|
رقم العضوية : 7 |
تاريخ التسجيل : Jul 2011 |
فترة الأقامة : 4861 يوم |
أخر زيارة : 12-10-2021 (10:57 PM) |
المشاركات :
38,198 [
+
]
|
التقييم :
10 |
بيانات اضافيه [
+
] |
|
|
|
بكائية الواقــــــــع
لحظة ضيق..!
إنها اللحظة التي نختبر بها الصبر..
ونجرب فيها متعة الإيمان عن عطش..
فنربي أملا وسط ألغام الحزن والألم..
لا ندري كيف تهتدي أرواحنا إليه..
وتنجذب عقولنا نحو دربه وعر المنال..
ربما بإشارة مرور منا..
يخلع عنا نقاب اليأس الأسود..
ويلبسنا شفتيه المنحوتة ببسمة ماسية..
فكم يلزمنا من الإيمان..
كي نقاوم شرارة الضيق المتربصة بنا..؟
وكم يلزمنا من الصبر..
حتى لا تدمرنا الحرائق..!؟
ونمسي بقايا إنسان وسط رماد..؟
إن دواخلنا بكل ما تحتويه من أحاسيس وأحلام
تحركها أزرار متناقضة الألوان والأدوار..
من خلالها نعلم جيدا-رغم التظاهر الذي يعترينا-
كيف نلامس نبض الملاكفينا..
كما نعرف ملامسة نيران الشر بالاشتعال المكتوم المتستر..
الذي يتلبسنا خلسة - كما نحتضن نحن كذبة مزيفة..
بشيء من التصديق الواهم..-
هذا الجحيم المستعر الذي يرسم بمخالبه سبيلنا..
سيد المواقف ..وسيد الأقدار الوهمية..
يقودنا، ويشل منطق العقل فينا..
وفقا لنزعات النفس المرتدة..سجينة الضيق والوسوسة..
إنه شبح الظلام..
يعشق الليل ويدمن التجوال في أزقة الروح الضيقة..
يأتي في ساعة متأخرة ليضرم رغبة الشر ثم يرحل..
فيجثو إليه ضعفنا زاحفا على ركبتيه..
ثم تحلق بنا خيول الغفلة بأجنحتها النارية في استسلام تام للكيان..
وكأنها رغبة صهيل داخلي متوحش..
لا يعترف بعقل ولا دين ولا إيمان..
فلماذا نُلبس أرواحنا النقية بالفطرة جسم هواء ملوث..
نرتديه بسرعة.. وننثره بسرعة مضاعفة..؟
والخير فينا ومنا يحتاج إلى مبيد مضاد للشر..
ثم إلى ألف سنة ضوئية لزرعه من جديد..؟
إن مأساة الكائن البشري..
أنه يقتل بنفسه بذرة السلام والاطمئنان فيه منذ المهد..
فيغفل عن إروائها بقطرات الصبر والإصرار
النابع من القلب المطهر..النابع من كنز الإيمان..
حتى إذا حل الجفاف والقحط وعمت النوازل..
تكون تلك البذرة قد أينعت ونضجت إلى ثمرة ..
توالدت وتكاثرت إلى ثمرات..
واشتدت جذورها وتقوت متحدية جميع الطوارئ والصعاب..
أيعقل أن نعي كل هذه الثنائيات المتضادة في الحياة..
التي تتجاذبنا بين العزيمة والوهن..والعقل والغفلة..
والإصرار والاستسلام..والأمل والخيبة..؟
هل نعلم أننا نختار كثيرا مما يصيبنا بإرادة كاملة منا..؟
ربما نعي ذلك عندما نؤمن أننا نحن حقا من نقتل تلك البذرة..
مع أول تجربة وامتحان من القدر..
فيجد الضيق مرتعه الخصب للتكاثر والنماء في عتمة وخفاء.
ونجلس وحيدين في تلك الزاوية المغلقة..
بعيدين عن شعلة الحق..فطرة الولادة..
محاصرين بالأشواك والألغام.
في ضيافة ذلك الكهف المظلم..
والذي أضحى منذ ذلك اليوم الذي سمحنا فيه للضعف باستعبادنا..
يحمل أسماءً مخيفة تنتهي جميعها عند مسمى واحد..
الضيق
اتمن ينال اعجابكم
|
|
|