#1
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لا تضعف وربك الله
لا تضعف وربك الله
هو وحيٌ إلهي: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ﴾ [النمل: 62]، ومِنهاج نبوي، سلَّم به إبراهيم حين هَمَّ بتنفيذ الأمر في ابنه، ولجأ إليه يونسُ وهو في بطن الحوت، وبدَّد حزنَ محمد وهو في الغار، وكذا كان حال الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام. وإن كان الأنبياء قد خصهم الله بمعجزاتٍ صدَمت أصحابَ الكِبْر والغطرسة، فأبوا تصديقها والإقرار بها، فإنها كانت محلَّ إيمان وتصديقِ مَن أراد الله هدايتهم وانتشالهم من مستنقع الانحرافِ والغواية. وفي قصص الفرج بعد الشدة ما يجعَلُ المرءَ يؤمن بقدرة خالقِه الذي خلقه فسواه فعدَّله، على تبديل حال الكربة إلى فرحة، والشدة إلى سعادة.. ومن ذلك ما أورده القاضي التنوخي في كتابه "الفرج بعد الشدة" في جزئه الأول حين قال: "وأخبرني صديقٌ لي أن بعض أصحابنا من الكُتَّاب دُفع إلى محنة صعبة، فكان من دعائه: يا كاشفَ الضر، بك استغاث مَن اضطُر. قال: وقد رأيته نقَشَ ذلك على خاتمه، وكان يردد الدعاء به، فكشف الله محنتَه عن قريب". وهذا ما يجب أن يفعله المرء في حال الضراء بأن يلجأ إلى الله سبحانه، وألا يفشل في مواجهة الظروف العصيبة، فيسلك طريقًا خاطئة بممارسة عادة سيئة تزيده بُعدًا عن ربه الذي لا غنَى له عنه، وتجلِب عليه نِقَمه، وإذا ما سئل: تحجج بالظروف، وكشف عن نفس ضعيفة بائسة، وأساء لكل فعلٍ جميل كان قد فعَله في سالف الأيام.. أضاع الطريق لما ترك الدليل، ونسي اللَّوذ واللجوء للجليل، وصار كمن نقَضَتْ غزلَها مِن بعد قوة أنكاثًا. يقول ابن الجوزي رحمه الله: "إذا أردتَ أن تغيِّر ما بك من الكروب، فغيِّر ما أنت فيه من الذنوب". فالحذرَ الحذر من أن تكون سببًا في ضلال إنسان، بل كُنْ داعية إلى كل قيمة نبيلة، وصفة حميدة، بفعلك كثيرًا، وبقولك قليلاً؛ فإن كثرة الكلام مع نقصان العمل دليلُ الضعف والوهن.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|