أولادنا والمسلسلات التركية ..؟؟

اننا نعاصر في الفترة الاخيرة حقبة زمنية مفعمة بالتغييرات الاجتماعية والقيمية التي لها تأثير مباشر على نهج حياتنا وطرق تواصلنا مع الآخر ومع المجتمع بشكل عام. تعددت أسباب هذه التغييرات والتطورات، ولكن سألقي الضوء على ظاهرة أثارت اهتمامي وأعتقد ان لها علاقة وطيدة بما يحدث، ألا وهي ظاهرة المشاهدة المكثفة للمسلسلات التركية من قبل الأهل ومشاركة الأطفال بمجريات الأحداث وبمتابعة هذه المسلسلات. إن مشاركة الأطفال بمشاهدة المسلسلات أصبحت شبه محتمة بالذات وأنها تعرض بأوقات فعاليتهم وخلال ساعات النهار ولا تقتصر على ساعات متاخرة من الليل، وحينها يبدأ انكشافهم لها وتعلقهم بها. لقد استوقفني موقف جعلني أفكر بصورة أعمق بهذا الموضوع، حين رأيت طفلا لم يبلغ من العمر ثلاث سنوات بعد وكان يعرف ويميز الشخصيات بالمسلسل بالأسماء والأشكال ..!! لذلك توقفت للحظة وسألت نفسي، هل نحن ندرك كأهل وكمجتمع مدى تأثير مشاهدة هذه المسلسلات علينا كأفراد وكمجموعة؟ سأعرض عليكم وجهة نظري من عدة جوانب وسأترك لكم حرية القرار بالنسبة لانكشافكم وأطفالكم لهذه المسلسلات ..!! 1. خلال عرض المسلسلات يتم الانكشاف بشكل مكثف للعديد من القيم والمواقف الاجتماعية المقبولة بالمجتمع التركي. هل سألنا انفسنا اذا كانت هذه القيم والمواقف تلائم مجتمعنا وتتماشى معه؟! هل نحن بحاجة للانكشاف إلى مجتمعات أخرى جديدة وتذويت قيمه وعاداته..؟؟ ألا يكفينا بلبلة في مجتمع متخبط بكيانه أساسا..؟؟ 2. هنالك استخدام لمصطلحات كثيرة مثل: اغتصاب، انتقام، إدمان، اختطاف، خيانة، إغراء وغيرها. السؤال الذي يطرح نفسه: هل طفلنا جاهز عمريا ونفسيا لاستقبال وفهم هذه المصطلحات؟ هل تم شرحها له أم تركناه ليعبئ الفراغ من خياله؟ هل هنالك محادثة عائلية تربويه حول أسباب التصرفات ..؟؟ وقولبتها بما يتلاءم مع مجتمعنا..؟؟ 3. في العديد من المسلسلات هنالك استخدام لعنف جسدي وكلامي بشكل كبير جدا وبنسب مرتفعة للغاية، عدا عن استخدام أنواع الأسلحة المختلفة ومشاهد القتال. هل يا ترى هنالك علاقة بين الانكشاف لهذه المسلسلات ونسبة العنف المتزايد بمدارسنا بشكل خاص ومجتمعنا بشكل عام؟ فأطفالنا يأتون بأبطال مسلسلاتهم إلى المدرسة ويقلدوهم في لعبهم وحياتهم!!!! 4. إن وقت مشاهدة المسلسلات يأخذ حيزا كبيرا من الأوقات الثمينة التي ممكن تخصيصها لفعاليات عائلية ترفع من الترابط الأسري وتقلل من الفجوات بين الأهل والأطفال، وصارت تحل مكانها وتقلل من أهمية تواجد العائلة كوحدة مترابطة وكخلية مبنية على علاقات أسرية متينة. والقرار يعود لكم