#1
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ملاك صلاح العمل وفساده
ما هو العمل الصالح؟ وما ملاك صلاح العمل وفساده؟ هل الأمر والنهي الشرعي هو الملاك؟ أم أنّ ملاك العمل الصالح ليس مجرّد الإتيان بالتكاليف؟ بل ملاك صلاح العمل جهة العمل، أي ذلك الشيء الذي يُعبّر عنه في العبادات بنية القربة. يعني إن كانت جهة العمل إلهية، وكان الدافع رضى الله، فإنّ العمل صالح. يفيد المأثور من الروايات أنّ المسلم يُثاب على الأعمال التي يأتي بها برجاء المطلوبية والإستحباب، وإن لم يرد وجوبها أو إستحبابها في الشرع، كما لم يأمر بها رسول الله (ص). ويُفهم من هذا أنّ ملاك العمل الصالح ليس ما تعلق به الأمر. ولكن لو عمل بروايةٍ ضعيفة السّند متهوِّماً، قربةً إلى الله، نال الثواب عليها، حتى لو لم تصدر هذه الرواية من النبي (ص). فهذا العمل الذي استند إلى رضى الله، ولم يكن له من وجوب أو استحباب، يفيد التسليم لأمر الحق ورضاه، فيحصل للإنسان عن هذا الطريق البركات المترتبة على التسليم والطاعة لله، فيستحقّ الأجر والثواب ويتحقق بذلك العمل الصالح. من جهة أخرى، لو كان العمل فريضة إلهية، كالصوم والصلاة، وقد قام به الشخص بدافع نفساني، وعلى أساس الرياء والأهواء فإنّ ذلك ليس بعمل صالح؛ بل عمل شيطاني. لقد مارس الشيطنة في القيام بالواجب. إذاً فملاك العمل الصالح كون وجه العمل إلهياً، وأن يقوم الإنسان بالعمل لرضى الله. تقول الرواية عن الإمام الصادق (ع): "أنا خير شريك"، فقد قال سبحانه وتعالى: أنا خير شريك، ولا أهتم بأي عمل أشركت فيه غيري، فيكون ذلك العمل للشريك ولا أقبله. وعليه فصلاح العمل يتوقف على جهته لا على وجوبه أو استحبابه.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|