انهيار «التهدئة» يؤجل مفاوضات وقف إطلاق النار فى القاهرة

أسفر انهيار الهدنة الإنسانية فى قطاع غزة وإعلان سلطات الاحتلال إنهاءها من جانب واحد، بعد ساعات من سريانها، عن تأجيل أول جولة مرتقبة للمباحثات غير المباشرة بوساطة مصرية فى القاهرة بين الوفدين الفلسطينى والإسرائيلى لبحث وقف إطلاق النار بشكل دائم فى قطاع غزة.

وقال نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامى إن مصر أبلغت مسؤولين فلسطينيين، أمس، أنها ستؤجل مفاوضات الهدنة التى كانت مقررة، أمس، فى القاهرة، بعدما اشتكت إسرائيل من أن مسلحين فلسطينيين «خطفوا» أحد جنودها فى غزة، وأضاف النخالة أن «المصريين أخبروا حركة الجهاد الإسلامى بأن إسرائيل أبلغت مصر بأن جنديا خطف»، متابعا أن «المباحثات ستؤجل».

وبدوره، أعلن رئيس الوفد الفلسطينى لمفاوضات وقف إطلاق النار المرتقبة فى القاهرة عزام الأحمد، أمس، أن الوفد الفلسطينى سيتوجه إلى القاهرة اليوم. وقال الأحمد إن «الوفد الفلسطينى الذى شكله الرئيس محمود عباس هو وفد فلسطينى موحد، ولا يمثل أى فصيل، بل يمثل موقف الإجماع الفلسطينى».

وكان ينتظر وصول وفدين فلسطينى وإسرائيلى، أمس، إلى القاهرة لبدء محادثات تشمل الحكومة المصرية لبحث التوصل إلى «وقف إطلاق نار دائم»، حسب بيان مشترك لوزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، والأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون.

وقال أسامة حمدان، مسؤول العلاقات الدولية فى حماس، إن الحركة «تؤيد» أى قرار يصدر عن مجلس الأمن لإنهاء «العدوان» على قطاع غزة، شريطة أن يتضمن «نشر قوات دولية على خطوط ٤ يونيو ١٩٦٧».

وكان مسؤول مطلع فى فصائل المقاومة الفلسطينية قد قال، صباح أمس، إن وفدا من حركتى حماس والجهاد الإسلامى سيتوجه من غزة إلى القاهرة للمشاركة فى مباحثات تتعلق بالتهدئة مع إسرائيل، بعد إعلان الموافقة على التهدئة المتبادلة لمدة ٧٢ ساعة، وأضاف: «سيتم تشكيل وفد يضم فصائل فى منظمة التحرير الفلسطينية، إلى جانب حركتى حماس والجهاد الإسلامى لبدء مناقشات حول الهدنة». وأوضح أن «الفصائل الفلسطينية ستطرح على طاولة البحث مطالبها المتمثلة خصوصا فى وقف العدوان والحرب وإنهاء الحصار كليا على قطاع غزة». وأشار المصدر نفسه إلى أنه «تم التشاور مع مصر بشأن أعضاء وفدى حماس والجهاد من غزة وتنسيق ترتيبات السفر إلى مصر».

وتابع أن وفد حماس سيضم «خليل الحية وعماد العملى، عضوى المكتب السياسى لحماس، إضافة إلى موسى أبومرزوق، نائب رئيس المكتب السياسى، الذى يقيم فى مصر، أما وفد الجهاد الإسلامى فسيضم القيادى فى الحركة خالد البطش، من غزة، وزياد النخالة، المقيم فى دمشق».

وستجرى المباحثات غير المباشرة فى القاهرة بين الوفدين الفلسطينى والإسرائيلى برعاية مصر على أساس المبادرة المصرية وبمتابعة دول كبرى والأمم المتحدة، حسبما ذكر المصدر.

وحول الملفات التى سيبحثها، قال نائب الأمين العام للجبهة الشعبية الديمقراطية قيس عبدالكريم «أبوليلى» إن وفد الفصائل الفلسطينية سيضم ١٢ شخصا من الفصائل ومنظمة التحرير، وسيخوض اجتماعات غير مباشرة مع الإسرائيليين عبر الوسيط المصرى، مؤكدا أن الفصائل الفلسطينية توافقت على ٣ مطالب رئيسية تتمثل فى فك الحصار عن قطاع غزة، والإفراج عن الأسرى، والانسحاب الإسرائيلى من غزة. وأوضح أن الفصائل توافقت على ضرورة فك الحصار الإسرائيلى عن قطاع غزة، بما يتمثل فى السماح بإدخال البضائع ومواد البناء إلى القطاع والسماح بحركة الأفراد، وتشغيل المطار والميناء، وإعطاء مساحة أكبر للصيد فى البحر. وفيما يتعلق بمعبر رفح، قال عبدالكريم: «إن هناك توافقا بين الفصائل جميعها بما فيها حماس والجهاد على أن يكون ملف معبر رفح شأنا فلسطينيا مصريا، ولا يتم التطرق إليه خلال الاجتماعات مع الجانب الإسرائيلى». وقال إنه يمكن أن يتم بحثه مع المصريين خلال تواجد الوفد بالقاهرة.

وقال وكيل وزارة الأسرى زياد أبوعين إن ضمن المطالب الفلسطينية وجود معبر آمن للضفة، وإعادة الإعمار الفورى، ووقف الاعتداءات بالضفة بما فيها الاستيطان.

من جانبه، قال مسؤول أمريكى إن نائب وزير الخارجية الأمريكى وليام بيرنز سيتوجه إلى القاهرة، فى مسعى لتمديد التهدئة فى قطاع غزة، وأعلن مسؤول أمريكى يرافق وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى فى زيارته للهند، أمس، أن الموفد الأمريكى الحالى للشرق الأوسط فرانك لونشتاين سيتوجه إلى القاهرة لمواكبة هذه المفاوضات.

من جانبه، قال منسق الشؤون السياسية فى الأمم المتحدة جيفرى فيلتمان إن التوصل إلى الهدنة تطلب جهدا دبلوماسيا هائلا. وأضاف فيلتمان: «المصريون لعبوا دورا مهما، والقطريون لعبوا دورا أساسيا فى التقريب بين الأطراف، وكان الأتراك على اتصال مع جميع الأطراف. كان هذا جهدا جماعيا