ننتظر تسجيلك هـنـا

 

 

 


الإهداءات


العودة   منتديات حـــبة حــب > هஐ¤ღ المنتدى الادبى ღ¤ஐه > ~ منتدي القصص والحكآيات ~

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 03-08-2016, 03:10 PM
:: الإدارة ::
ضى القمر غير متواجد حالياً
Egypt     Female
SMS ~ [ + ]




لوني المفضل Crimson
 رقم العضوية : 4
 تاريخ التسجيل : Jul 2011
 فترة الأقامة : 4862 يوم
 أخر زيارة : 12-25-2021 (03:59 AM)
 المشاركات : 41,480 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي كأني فقدتك بالأمس







فك تشابك يديه وبطريقة تلقائية لمس مكان الخاتم في يده اليسرى,
لم يكن هناك خاتم لكن أثره واضح رغم أنه خلعه منذ أسبوعين
فكر في نفسه لما علينا أن نجعل الأمر رمزيا بهذا الشكل لما يجب
أن يكون خاتما في أصبعك يدل على انك مرتبط
وخلعه يدل على العكس أليس الأمر أكبر من مجرد خاتم يلف أصبعك
ورغم رمزية الأمر لما وجوده يذكرني بها وحتى عدم وجوده يذكرني بها أهي العلامة الواضحة التي انطبعت مثل وشم حول أصبعي طيلة السنوات الثلاث

أخذ نفسا عميقا المكان يعج بالناس في كل مكان عدل من شماغه الأبيض وهو ينظر إلى المدعوين وهو من ضمنهم لا أحد يشعر بوجوده وكأنه خيالا يقبع على كرسي في وسط الحشد
أنطلق ببصره يجول بين الوجوه عله يرى شخصا يعرفه لكن لا جدوى يشعر وكأن كل الوجوه مجهولة وكأنها مغطاة بأقنعة تحمل علامة استفهام تصرخ به أنت لا تعرفني.
يشعر بضيق شديد لا رغبة له في حضور حفلة الزفاف هذه لولا أصرار والده والذي أجبره للمجيء في أمل منه أن يخرجه من جو الكآبة الذي طغى عليه طيلة الفترة الماضية
لكن ما من جدوى من بث البهجة في روح فقدت حياتها.

تنهد بعمق وقرر المغادرة فلا مكان له بين هذه الوجوه السعيدة
بحث عن والدي والذي لم يستغرق وقتا حتى وجده إلى جوار والد العريس أبتسم بتكلف ملقي ببعض كلمات المباركة والدعوات للعروسين ثم اشاح بنظره لوالده الذي فهم ما قد يقوله
أقترب من والده ليهمس له بأنه مغادر هز الوالد رأسه موافقا وربت على ظهره قائلا أذهب وسأعود مع عمك



...

خرج من قاعة الزفاف الأصوات في الداخل صاخبة فجرت صداع مؤلم في رأسه حدث نفسه بأنه في حاجة ماسة لحبة مسكن بالإضافة لكوب قهوة ساخن
أتجه نحو سيارته ليغادر ,و في تلك اللحظة نداه صوت من بعيد "فيصل " لم ينتبه في بادئ الأمر حتى تكرر النداء مرة أخرى بصوت أعلى " فيصل فيصل "
كان صوت أنثوي يأتي من خلفه جعله يلتفت متسأل .
لم يرى إلا امرأة يلفها السواد لا يرى منها إلى عيناها خلف اللثام نظر حولها في تساؤل أن كانت هي صاحبة الصوت اقتربت منه أكثر وسألت "هل أنت فيصل"
أجاب بتردد " نعم أنا هو تفضلي " " أنا ملاك " لم يجب فهو لا يعرف من تكون

أعادت جملتها " أنا ملاك صديقة بشاير"
أضطرب وجف حلقه لقد مضى وقتا طويل لم يسمع أسمها بشاير أغمض عينيه لتعود الذكرى به لبشاير

قبل ثلاث سنوات كان كل شيء مختلف أنهى دراسته الجامعية وكونه متفوقا ومن عائلة مرموقة بالإضافة لمظهره الحسن لم يجد صعوبة مطلقا في إيجاد وظيفة في شركة خاصة
لم يستغرق وقتا طويلا حتى حقق استقرار مادي ليقرر والديه أنه جاهز للزواج لم يكن يمانع الأمر وفكر في أن والدته سوف تستغرق وقتا حتى تجد عروسا تليق به
لكن لم يدم أسبوع ألا وقد أتت بالبشرى "وجدت عروسا لا يمكن أن تتخيل مدى روعتها " وبدأت بسرد مواصفاتها جمال أخلاق روح طيبة أبنة عائلة محترمة
شكل الأمر مفاجأة له لكن قرر أنه مادام قد أجاب بالموافقة لبدأ البحث عن عروس عليه أن يتقبل السرعة التي جأت بها هذه العروس وكأنه كانت تنتظره

بعد عدة أيام كان الأمر قد تجاوز الرسميات وها هو الأن في مجلس أهل العروس ليرى تلك الفتاة والتي من المفترض أن تكون زوجة ملائمة كما تقول والدته
الرهبة تملئ المكان قلبه يكاد يغادر صدره لقوة ضرباته يشعر وكأن الأكسجين نقص في هذه الحجرة الواسعة أطرافه متيبسة لشدة توتره كان قد غادر والد العروس ليحضر أبنته منذ عدة دقائق
رفع طرف شماغه الذي وقع وعدله خلف رأسه وامسك طرفه من المقدمة ليتأكد من ملائمته بدى في كامل أناقته لكن التوتر والخوف باديا على وجهه بشكل كبير
سمع صوت والد العروس عند الباب وهو يرفع صوته ببعض الكلمات الغير واضحة أتجه بصره نحو الباب تلقائيا ليرى والد العروس يدخل ووقف عند الباب في انتظار من خلفه ليتبعه
لتدخل هي نهض من مكانه بسرعة وقعت عيناه عليها ليصاب بالذهول كانت تبسمت بخجل وهي تسير ب فستانها الزهري خلف والدها الذي أشار لها بالجلوس في مكان محدد ثم جلس إلى جوارها

تحدث والدها بعدة مواضيع صغيرة ثم أعتذر ليحضر شيء من الداخل وقد كان عذرا ليتركهما بمفردهما قليلا
لم يسمع ما الذي تحدث به الرجل فقد شعر وكأنه داخل غيبوبة لم يعد يسمع أو يرى إلا تلك الفتاة أمامه
لم يتحدث وأكتفى بتأمل تفاصيلها لم يكن جمالها مميزا ملامحها عربية بامتياز شعر أسود منسدل على كتفها عينان سوداوان وسعتان تائهتان في الفراغ بسمة خجولة متكلفة وبشرة قمحية تميل للسمرة يحمل وجهها براءة ولمحة طفولية لذيذة

بعد عدة دقائق قليلة نظر للباب وتأكد من عدم تواجد أحد فنهض من مكانه وأتخذ مكان أقرب إليها همس بصوت مبحوح بالكاد خرج من حنجرته "هل أنت جميلة هكذا في العادة ,أم أن اليوم مناسبة مميزة"
حركت رأسها ناحيته على الفور بنظرة حادة وابتسامة ساخرة , لقد شعرت بالغيض من تعليقه المبطن بنوع من الإهانة في نظرها كان يبتسم ابتسامة عريضة أذ لم يتوقع ردت فعلها تلك.
انتظر منها ردا وبالفعل ردت بصوت منخفض لكن بحدة "أسمعني من فضلك , أنت جئت لأرى أن كنت مناسبا لي ..وتروقني أم لا, أذا أعجبتني سيعطيك هذا فرصة لأفكر في طلبك للزواج وأن لم تعجبني فلن أفكر حتى في طلبك وسأرفضك فورا "

ضحك ضحكة خافتة لانفعالها وقد شعر أن هذه الفتاة لا يمكن أن تكون لأحد سواه همس لها مرة أخرى بعد أن أستعاد صوته قوته "لقد امتلكتِ قلبي ولن أسمح لكِ بالرفض بكل بساطة "
ذهلت وتاهت نظراتها في ملامح وجهه المبتسم لم تعلم أن كانت جرأته ما أذهلتها أو نبضات قلبها التي تسارعت لم تجد ما ترد به في وسط ذهولها..
حك جبينه بابتسامة طفولية معتذرة " أعلم أنها وقاحة مني لكنني أقول ما بداخلي بصراحة فأنا لن أسمح لكِ بالرفض" هزت رأسها بسرعة بالنفي وأرادت أن تقول " ليست وقاحة مطلقا " لكن الخجل تملكها وأشاحت بنظرها عنه لتتوه في أفكارها ومشاعرها المضطربة

بعد برهة سمع صوت أحدهم قادم فعاد لمكانه.
انتهت الزيارة بدون شيء يذكر فقد غادرت الفتاة فور وصول والدها و أراد هو أن يعود للمنزل بأسرع ما يمكنه ليعيد تفاصيل ما حدث معه

ويتأملها لحظة بلحظة شعر وكأن الحياة أصبحت (بشاير)
انهالت عليه تساؤلات أمه وأخواته و كان جوابه "نعم أريد الفتاة"

عادت هي لغرفتها وأغلقت الباب خلفها تشعر بالتشوش ما الجرأة التي يحملها هذا الرجل أغمضت عينيها وتخيلته ثوب أبيض وشماغ أبيض ابتسامة عريضة ملامح رجولية طاغية بلحيته الخفيفة المرسومة وعيناها الحادة طوله الفارع أمسكت قلبها عندما ترددت كلماته في رأسها "لقد امتلكتِ قلبي ولن أسمح لكِ بالرفض بكل بساطة"
لم تستطع أن تفكر كانت مشاعرها وأفكارها مضطربة حد الدوار تشعر أنها تائهة تماما ولم يستطع عقلها عن التوقف في التفكير فيه.


مر أسبوع ثقيلا وكأنه دهر لتأتي الموافقة من كلا الطرفين وتصبح بشاير من نصيب فيصل تقام حفلة الخطوبة ومن بعدها الملكة ليتمكن من رؤيتها مرة أخرى كان ينتظر هذا اليوم بنفاد صبر,
جلست إلى جواره وقد بدى توترها الشديد وهي تتشبث بفستانها الأحمر الحريري بقوة أنتظر حتى خلا المجلس من الناس وأغلق الباب ليمد يده ويحتضن بها يدها ,كانت باردة وكأنها قطعة ثلج أرخت يدها نوعا ما لكن توترها لم يهدئ بل زاد أكثر, نظرت إلى الباب كمن يستنجد من هذا الشعور الحرج شعر باستحيائها فسحب يده بهدوء ..

بعد دقيقة من الصمت تحدث لها "هل يمكنني أن أبدي أعجابي بفستانكِ أنه يلائمكِ للغاية رغم أنك تبدين ممتلئة به قليلا" كان ذلك تصرف متعمدا من قبله حتى يجعلها تنفعل فلا شيء مما قاله صحيح عن أن كونها ممتلئة لكن ذلك كان كفيلا بجعلها تنفعل فقد نظرت بغضب تجاهه ولم تستطع أن تخفي انفعالها مطلقا تقابلت وجهوهما ونظراتهما تعلقت ببعض وضع يده خلفها واقترب بوجهه من وجهها حتى لم يبقى هناك مسافة فارقة شعرت بإحراج كبير وأرادت أن تبعد رأسها في الاتجاه الأخر لكنه أوقفها بحركة من يده لمست خدها بحنان أقترب منها أكثر وطبع قبلة على خدها ,همس في أذنها "أصبح اليوم يوم ميلادي الجديد أنا الأن أسير قلبكِ سيدتي"
ابتسمت بخجل يكاد يقتلها , وقفت مسرعة وهمت بالمغادرة بدون حتى ان تنظر إليه أمسك بذراعها بسرعة قائلا " مهلا إلى أين " نظرت إليه من فوق كتفها نظرة عميقة تاه فيها .. أجابته "رويدا, رويدا فقلبي لا يحتمل هذا الكم المشاعر دفعة واحدة " وسحبت يده برقة لتنسل من بين يديه بهدوء تاركة أيها في عواصف من اللهفة


........
مضت أيام والأشواق تقتله يريد مقابلتها مرة أخرى لكن ما العذر الذي يجب عليه أن يعثر عليه حتى يراها أو حتى يسمع صوتها ذهب بشكل طارئ لشقيقته من كلماته اللطيفة ومدحه المستمر وثنائه عليها علمت أنه يريد شيء طلبت منه أن يختصر الطريق ويخبرها ما الذي يريده أبتسم بخباثة " رقمها "
تظاهرت بعدم الفهم وسألته " رقم من " هز رأسه بسخرية "تحاولين أقناعي بأنك لا تعرفين رقم من .. ومن غيرها " لكن شقيقته رفضت رفضا قاطعا بحجة أنه عليها أن تسألها أولا و عليه أن يقدم شيئا بالمقابل فقد أتت فرصة ذهبية لاستغلالها حتى يلبي طلباتها فيها إما من هدايا مالية أو العمل كسائق لها في أي وقت تريده لم يكن في يده إلا الموافقة وبعد عدة تعهدت أخذتها منه
أمسكت هاتفها واتصلت عدة رنات أجابت " مرحبا " ألصق أذنه بظهر هاتف شقيقته حتى يسمع صوتها
" أهلا بشاير " " نورة أهلا بك كيف حالك" " بخير وكيف حالك أنت " ولم تتوقفا عن الثرثرة كان يحرك يديه مشيرا لشقيقته بان تسرع
"بشاير شقيقي المزعج لم يتوقف عن إزعاجي ويريد الحصول على رقم هاتفك " غطى وجهه بيده فهو لم يتوقع أن تسأل بطريقة مباشرة هكذا لكنه أنصت جيدا لمعرفة ردها
" أمم لما يريد رقم هاتفي" أجابت شقيقته بعفوية "ليحادثك ايتها الخرقاء ما الذي تتوقعينه يسدد فاتورة هاتفك مثلا" ضحكت ببراءة ولم تعرف بماذا تجيب واكتفت ب " لا أعلم هل هذا أمر مقبول "
" بالطبع يا غبية أليس الأن هو زوجك " ضحكت مرة أخرى وكان من الواضح أنه تشعر بالخجل تحدثت شقيقته قائلة " أن لم تعطيني موافقتك لن أعطيه رقمكِ مطلقا.. ها ماذا تقولين" صمتت لدقيقة حتى ظن أن الاتصال انقطع جاء ردها " حسنا أعطيه رقمي "
كاد يقفز من الفرحة انتظر حتى انهت شقيقته المكالمة وأخذ رقمها سريعا مغادراً لغرفته كتب رقمها على هاتفه وضغط زر الاتصال انتظر سماع الرنين واستمر و استمر حتى توقف وأظهر هاتفه (لم يتم الرد)
فكر في نفسه بأنها لا تعرف رقمه وربما لا تجيب على أرقام مجهولة أسرع بكتابة رسالة نصية لها حتى تعلم أنه هو انتقى رسالة من أحد تطبيقات الرسائل لديه
(اروع القلوب قلبك واحلى الكلام همسك واجمل ما في حياتي حبك ..فيصل )
لم يكد ينهي كتابة أسمه حتى رن جرس هاتفه أرتبك لرؤية رقمها فهذا الأمر لم يتوقعه مطلقا لمس شاشة هاتفه وحرك السماعة الخضراء ليجيب ..رفع الهاتف المحمول لأذنه بترقب لم يتحدثا وبقيا صامتين لبرهة فبدأ هو " مرحبا " " أهلا" وعاد الصمت مرة أخرى بعد مضي ثواني سألها " كيف أنتِ " " أنا بخير وأنت" "أنا أيضا بخير.. اشتقت لسماع صوتك" رمى الجملة الأخيرة وهو يتوقع أن تغلق الهاتف فقد علم من المواقف التي حدثت بينهما أنها خجولة بدرجة كبيرة بعد برهة جاء صوتها " وأنا كذلك" حاول أن يتأكد مما سمعه فسألها " ماذا " أجابته " وأنا كذلك. .اشتقت لسماع صوتك" وحلق بعدها في فرحه في سعادته تغيرت حياته المثالية إلى حياة أشبه بحلم خيالي يجعل قلبه ينبض بقوة ليشعره بلذة الحب.


دارت الأيام وجاء موعد الزفاف وزفت له عروسه بفستانها الأبيض لتبدو وكأنها ملاك يقف أمامه شعر وكأنها تزداد جمالا في كل مرة يراها بها لكن اليوم كان جمالها يحبس أنفاسه الشوق بداخله يكاد يفيض وقلبه يتوق لضمها إليها اقترب منها عدة خطوات وسحبها إلى صدره ليعانقها وكأنه ضائع منها ووجدها أخيرا, همس لها " أحبك حد الثمالة وأكاد أفقد الوعي لشدة حبك ..حبيبتي"


مرت أيامهم معا اكشف فيها الكثير من الأمور التي لم يعرفها وعشقها عشق براءتها عشق عفويتها انفعالاتها ملامح وجهها الطفولية صدقها وخجلها كلها توليفة أشبه بالسحر ألقي عليه وعلى من حوله فقد أحب الجميع هذه الفتاة والدته و اخواته وحتى والده الصارم.


بعد زواجهما بستة أشهر بدأت أعرض الحمل تظهر عليها مرضت بشدة مما أضطرها ذلك لملازمة المشفى لأوقات طويلة وكان هو لجوارها يتألم لألمها وفي كل مرة كان يسمع ان الولادة ستكون اصعب من كل ما تمر به كان ينشئ بداخله شعور بعدم الرغبة في إنجاب أطفال مرت فترة ستة أشهر من الحمل وأصبحت صحتها أسوء أخبرها الأطباء أن جسدها لا يتحمل تعب الحمل وعليها أن تجهض الطفل حفاظا عل حياتها, لكن رفضها القاطع كان جوابها الوحيد أصر عليها بأنها يجب أن تفعل ذلك لكنها لم تستمع إليه وغضبت منه لأنه يفكر في أن يقتل طفله , ولم يعلم ما الذي يفعله حتى أتى ذلك اليوم كانت متعبة طوال الليل فأخذها قرب الفجر للمشفى أدخلت على الفور للعناية الفائقة جاء الطبيب حاملا أخبار مؤسفة الجنين مات ويجب أن يقوموا بإجراء العملية فورا لإخراجه , وهي دخلت في غيبوبة لا يعلم الأطباء متى ستستفيق منها مرت الساعات ثقيلة عليه لم يعرف كيف يواجه الأمر جميع الاحتمالات السيئة ارتصت بمخيلته وكل احتمال أسوء من الاخر .
بعد يومين استفاقت من الغيبوبة وكان هو أول ما رأته عيناها بدى شاحبا مرهقا ابتسمت له بألم وسألته "ماذا حدث لك تبدو في حالة يرثى لها " مسحت رأسه بهدوء لكنه لم يبتسم واخفض عيناه بحزن " عزيزتي فقدنا الطفل " صعقت ولم تستطيع أن تبدي أية ردت فعل ثم انهارت بالبكاء .


انقضت الأيام العصيبة من فقدان طفلهما لكن مازالت مريضة جسديا ونفسيا كانت تأتيها نوبات من البكاء واحيانا نوبات غضب عارمة تفجرها فيه ليكتفي بمعانقتها وينتهي بهما الحال ببكائهما معا فلا أحد يفهم معنى ألم فقد طفلها مثله ..خلال الأيام التالية كانت صحتها تتدهور بشكل أسوء بقي لجوارها يوما بعد يوم و أستمر الحال لستة أشهر او أكثر لم يعرف الأطباء سبب ضعفها الشديد لكن توقعتهم بأن الأمر نفسي .
فكر في نفسه في أنها بحاجة لأن تخرج من جو المستشفيات وأخذها في جولة بالسيارة في عدة مدن ومحافظات مجاورة تتسم بالطبيعة الخلابة تحسنت نفسيتها كثيرا وشعر أن حالها أصبح أفضل و بعد رحلة استمرت اسبوعين.. قررا العودة.

أثناء عودتهما للمنزل وفي السيارة امسكت بيده وقالت" هل أنت وسيم هكذا في العادة أم أن اليوم مناسبة مميزة " ضحك ضحكة كبيرة فلم يتوقع مطلقا ما قلته لذا أجابها" اسمعيني من فضلك جئت لأراك أن أعجبتني فكرت في الزواج من وأن لم تعجبينني فلن أتزوجكِ " حل صمت طويل "امتلكت قلبي وليس لديك الحق في الرفض " تسللت دمعة من عينه شعر بغصة في حلقه حاول إخفاء دمعته بجهد لكنها لاحظتها كانت تعلم في قرار نفسها أن أيامها قليلة وهو يعلم كذلك وأن حاول جاهدا تكذيب الأمر

عادوا للمستشفى من جديد لكن هذه المرة كان هناك شيء مختلف لم يرد أن يغادر جوارها مطلقا لم يستطع النوم ولا الأكل ,في ذلك اليوم وفي وقت متأخر من الليل كان وقت الزيارات انتهى وبقيا لوحدهما نادته بصوت متعب "فيصل" وقد كان إلى جوارها "نعم يا عزيزتي " "تعلم أنني أحبك" "نعم أعلم ذلك" "أذن أقترب وعانقني " سألها بصوت مرتجف "لماذا تريدين مني معانقتك " سالت دمعة على خدها "هيا يا فيصل لا داعي للسؤال أرجوك ..أنت تعلم لما" اقترب منها وضمها لصدره ذرف دموعه وبكى بصمت لكن يمكن سماع نحيبه بقي على ذلك الحال مدة ساعة بعدها كانت قد غادرت روحها جسدها الهزيل وبقي أتت الممرضات بسرعة لسماع صوت الأجهزة من حولها وهي تعلو بإنذارها أن بشاير ماتت

مر أبوع على وفاتها وهو مازال في صدمة كبيرة يشعر وكأن قلبه انتزع منه لم يبقى له شيء في هذه الدنيا فكر عدة مرات بأن ينهي حياته ولو لا أيمانه بربه لفعلاه بدون تردد
تمر الأيام بصعوبة بالغة الجميع نسي بشاير لكن هو لم ينسها ولا للحظة يشعر بها في كل ثانية تمر عليه وأحيانا يكاد يجزم أنه يشم رائحتها في غرفته ولولا خوفه من أن يظنه الناس مجنونا لخرج للبحث عنها

...
كل مرة كان يتذكر فيها بشاير يتخيلها بفستانها الأحمر وهي تنظر له من فوق كتفها مودعة واليوم ما كان يتخيل مطلقا أنه سيصادف صديقتها ملاك لا يعلم ما الذي ترغب به هذه الصديقة ولم يعرف كيف يسألها بدون أن يكون وقحا .
تحدثت هي وأخرجته من أفكاره " لم أستطع الوصول إليك من بعد وفاة بشاير رحمها الله " لم يفهم ما الذي تريده منه ولما تبحث عنه لم تعطيه فرصة ليسأل ومدت يدها لحقيبتها وأخرجت صندوق صغير وهي تقول " قبل يومين من وفاة بشاير أعطتني هذا الصندوق لأسلمه لك بعد وفاتها " ومدت له بالصندوق حمله بين يديه كان صندوق خشبي أنيق أهداه لها في عيد ميلادها وقد كان بقفل وهو يملك مفتاحه الذي سلمته له في نفس اليوم الذي اشتراه لها .

غادرت صديقتها بعد ذلك ركب سيارته وانطلق بسرعة ليذهب لمكان هادئ يرى ما بداخل هذا الصندوق

توقف في أحد الأحياء السكنية بمكان منزوي قريبا من منزله, الوقت متأخر و الشوارع خالية من السيارات
أمسك بالصندوق بين يده وأخرج المفتاح الذي كان يحتفظ به في محفظته فتح الصندوق لتهب منه رائحة عطرها ,شعر بقلبه و كأنه يحترق حاول أن يتمالك نفسه حتى لا يبكي كان الصندوق يحوي ظرفا أبيض وبعض الصور وخاتمها , وزجاجة عطرها المفضل
فتح الظرف وأخرج منه الورقة وهي عبارة عن رسالة له

بدأ بالقراءة

" عزيزي فيصل ,
يا نور حياتي عشت معك أجمل وأسعد لحظات حياتي , لا أستطيع وصف كم السعادة التي حصلت عليها بحياتي معك والتي أحببتها بكل تفاصيلها حتى المؤلمة منها.. أشعر حقا أنني فتاة محظوظة ولو أنهم خيروني بين أن أعيش حياة أبدية و بين تلك الأيام التي عشتها معك سأختارك أنت , أشعر بأن جميع أمنياتي تحققت كل ما أردت أن أكتبه في هذه الرسالة أنا آسفة يا حبيبي لأنني سببت لك هذا الألم بفراقي عنك وتعلم لو أن الأمر بيدي ما تركتك, أن الله يحب أن يبتلي عبده اجعل إيمانك بالله أقوى من أي شيء ,
وتذكر أنني سأبقى ذكرى خالدة في كل تفاصيل حياتك ولا تنسى أنني أحبك وسأظل أحبك
زوجتك بشاير "

انهى القراءة ..اغمض عينه وبكى بصمت و ألم

مازال جرح فراقك غضا طريا وكأنني فقدتكِ بالأمس .
تمت

 

الموضوع الأصلي : كأني فقدتك بالأمس     -||-     المصدر : منتديات حبة حب     -||-     الكاتب : ضى القمر



 توقيع :



رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


Rss  Rss 2.0  Html  Xml  Sitemap 


الساعة الآن 10:00 PM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010