#1
|
|||||||
|
|||||||
تأملات في سورة الفاتحة
يقول ابن القيم رحمه الله:
" أعلم أن هذه السورة اشتملت على أمهات المطالب العالية أتمَّ اشتمال ، وتضمنتها أكمل تضمن.. فاشتملتْ على التعريف بالمعبود تباركَ وتعالى بثلاثة أسماءٍ ..هي مرجِعُ الأسماء الحسنى والصفات العليا إليها ومدَارُها عليها.. الله والرب والرحمن .... إلى أن قال: وتضمنتْ إثبات المعاد وجزاء العباد بأعمالهم حسنها وسيئها..". .... { الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين } تعريفٌ بالخالق بأسمائه وصفاته وأفعاله.. { إياك نعبدُ وإياك نستعين } تعريفُ الطريق إلى الخالق .. وهذا لا يكون إلاَّ بعبادتهِ وعبادته لا تكون إلاَّ بشرعهِ.. { إهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمتَ عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين } تعريفٌ بمن سلَكَ الطريقَ ، ومن جانَبه ، ثم معرفة مآلهم : إمَّا إلى جنةٍ أو إلى نار.. .... هي النور الذي أُعطيه محمد .. عن ابن عباس قال: " بينما جبرائيل عليه السلام قاعدٌ عند النبي سمعَ نقيضاً من فوقه فقال: (( هذا بابٌ من السماء فُتحَ اليوم ، لم يفتح قط إلا اليوم )) ، فنزلَ منه ملكٌ فقال: ((هذا مـلكٌ نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم ))، فسلَّم وقال: أبشر بنورين أوتيتهما لم يُؤتهما نبيٌ قبلك ، فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة ، لن تقرأ بحرفٍ منهما إلا أُعطيته ". ..... والمتأمل في الفاتحة يجد أنها سورةٌ أولها لله وآخرها للعبد، ووسطها مشتركٌ بين العبد وربه .. كما جاء في الحديث القدسي :" قال الله تعالى: قسمتُ الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبدُ: {الحمد لله رب العالمين} قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: { الرحمن الرحيم } ، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي ، وإذا قال:{ مالك يوم الدين } قال: مجَّدني عبدي , وقال مرَّة: فوّضَ إليّ عبدي ،فإذا قال:{ إياك نعبد وإياك نستعين } قال: هذه بين وبين عبدي ولعبدي ما سأل ، فـإذا قـال: { اهدنا الصراط المستقيم صراطَ الذينَ أنعمتَ عليهمْ غير المغضوب عليهم ولا الضالين } قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل ".
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|