كعك العيد.. عند الفراعنة يدخل المتوفى الجنة، وخصصت إدارة تدير شئونه عند الفاطميين

عيد الفطر المبارك ارتبط ارتباطًا وثيقًا بتناول الحلوى مثل البسكويت، الغريبة، البتى فور والكعك، الذى يأتى على رأس تلك الأطعمة، والذى يعد المظهر الأهم والأبرز للاحتفال بالعيد الصغير.

يقول الشيف رمضان الصعيدى، إن المرأة المصرية تهوى إعداد الكعك بالمنزل وتذهب به فى كثير من الأحيان إلى الفرن ليتم تسويته، إلا أن الكعك المصنع فى المخابز رغم أن مكوناته لا تكون بالجودة المطلوبة، حيث لا يتم استخدام السمن البلدى فى صنعه، إلا أن حرفية الخباز وإضافة المكونات والنكهات المختلفة تجعل الكعك الجاهز له مذاق خاص ومختلف عما يتم صنعه فى المنزل.

وتقول الدكتورة منى محمد المدرس بجامعة عين شمس، إن للكعك تاريخ طويل بدأ من أيام الفراعنة، حيث كان عادة زوجات الملوك اللواتى يقدمونه للكهنة القائمين على حراسة أكبر الأهرامات، والتى تعرف باسم "الهرم خوفو"، وذلك فى يوم تعامد الشمس على حجرة خوفو، وتفنن الطهاة فى صنع أشكاله، واتخذه كثيرون من التمائم، التى تفتح للمتوفى أبواب الجنة.

وكانت هناك صور كثيرة تعبر عن صناعة كعك العيد موجودة على مقابر طيبة، ومنف، وأشهرها تلك، التى عبرت عن تلك الصناعة بالتفصيل، والتى وجدت على جدران مقبرة رخمى- رع الذى ينتمى للأسرة الفرعونية الثامنة عشرة، وأوضحت تلك الصور أن الكعك كان يصنع من عسل النحل، الذى يخلط بالسمن ويقلب على النار، ثم يصب على الدقيق ويمزج ببعضه حتى يأخذ القوام المطلوب، ومن ثم يمكن تشكيله وحشوه بالعجوة أحيانا أو التين، ثم طهيه فى الأفران أو من خلال القلى فى السمن والزيت.

والتاريخ الإسلامى يذكر أن عهد الطولونيين شهد على صناعة الكعك، حيث كان يتم صناعته فى قوالب خاصة مكتوب عليها "كل واشكر"، وتواترت تلك الأكلة فى عهد الإخشيديين حيث كان أحد وزراء الدولة يحشو الكعك بالدنانير الذهبية وكانت تقدم فى دار الفقراء على مائدة طولها يتجاوز 200 متر وعرضها 7 أمتار

"دار الفطرة" هى إدارة حكومية تدير شئون الكعك وتقوم على تجهيزه وتوزيعه على الشعب، وكان ذلك فى العصر الفاطمى الذى اهتم بكعك العيد، حيث كانت المصانع تتفرغ لصنعه قبل حلول عيد الفطر بثلاثة أشهر على الأقل، وكانت له أشكال وأحجام مختلفة، وبعد تصنيعه يخزن بمخازن السلطان ليتم توزيعه على الشعب، أما العصران المملوكى والعثمانى كان يوزع الكعك صدقة للفقراء والطلبة والمتصوفين.