#1
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هرقل بين الحقيقه والخيال
مولد هرقل فلافيوس أغسطس هرقل (575 - 641) كان إمبراطوراً بيزنطياً حكم منذ أكتوبر 610 حتى فبراير 641 يعتقد بأن هرقل من عائلة أرمينية الأصل. كان ابن صاحب نفس الاسم هرقل، الذي يسمى هرقل الأكبر، والذي كان أحد جنرالات الإمبراطور موريس في الحرب ضد الفرس عام 590. على الرغم من أن مكان ميلاد هرقل غير معروف، ترعرع في أفريقيا الرومانية تنتمي أسرة هرقل التي حكمت الامبراطورية ما ينيف علي قرن من الزمان , وكان هرقل الكبير أبو الامبراطور هرقل يعمل حاكما علي الولاية البيزنطية في شمال افريقيا سنة 607 م,,وهناك ولد هرقل الابن ثورة هرقل الأكبر: في عام 608 أعلن هرقل الأكبر العصيان علي الامبراطور فوقاس والذي قام بإغتصاب الحكم من الامبراطور موريس، وأرسل هرقل الاكبر ابن اخيه نيكيتيس في حملة برية لغزو مصر وبالفعل استولي نيكيتيس علي مصر بعد أن هزم قوات بونونسيس قائد قائد قوات الامبراطور فوقاس في مصر. وفي هذه الاثناء قام هرقل الأكبر بالابحار جنوبا ومعه قوات آخري عن طريق صقلية وقبرص وعندما أصبح علي مشارف القسطنطينة راسل وجاءها وزعماءها، ونظم احتفالا نصب فيه امبراطورا علي القسطنطينية وفي أكتوبر سنة 610م توج هرقل للمرة الثانية,لكن هذه المرة اقيمت مراسم التتويج في كنيسة سان ستيفان,وفي نفس اليوم تزوج خطيبته فابيا، وبعد وفاتها سنة 612 تزوج ابنة شقيقتها مارتين هرقل الأسطورة: هرقل شخصية أسطورية خارقة القدرات. ففي يوم كان هرقل جائعا؛ فقتل ثورا، وأكله. واعتاد أن يشرب من وعاء كان يلزمه رجلان لحمله. وهناك شخصيات مماثلة في جميع الثقافات، مع اختلافات بسيطة عن هرقل الذي كان عليه أن ينجز اثنتي عشرة مهمة. وكان من بين المهام قتل أسد نيميا هاجرت إلى بلاد اليونان القديمة في الفترة بين القرنين 14 ، 13 ق.مـ جماعات جديدة على أرض اليونان عرفوا بالآخيين.. وهؤلاء الآخيون كان عصرهم مصدرا خصبا للعديد من القصص والأساطير والخرافات التي أصبحت تعبر فيما بعد عن عصر بأكمله عرف لدى المؤرخين، بعصر الأبطال . وقد تعرض اليونان المتأخرون فيما بعد بالنقد لتلك القصص والأساطير، و أكد كثير منهم على أن أصل تلك القصص والأساطير حقيقي.. وكان من ضمن هؤلاء الأبطال الذين زينت سيرهم تلك الأساطير، البطل "هرقل".. الذي تقول فيه الأسطورة.. أن الإله "زيوس" قد اختار إحدى نساء مدينة طيبة (اليونانية) أثناء غياب زوجها -أحد أشراف المدينة- في الحرب، وانفرد بها وانجب منها هرقل Heracles هذا، فتدخلت الإلهة "هيرا" لتحاول قتل هذا الوليد بأن أرسلت إليه حيتين كبيرتين استطاع القضاء عليهما وحده، ليعلن عن قوته منذ صغره وتظهر الأساطير أحيانا هرقل جبارا شقيا، يقتل أبناءه في نوبة غضب دون أن يدري..يفتك بأحد الأسود الأسطورية الذي كان يهاجم قطعان أهله.. فيهزمه ويتخذ من جلد هذا الأسد لباسا يواري به جسده بعد ذلك. إلى جانب هذا..تذكر الأساطير أنه قد شارك في نهب طروادة، وله جولات عديدة في الأرض.. فعاث وخاض في إيطاليا وغالة (= فرنسا) وله إنشاءات هناك، وأقام أعمدة هرقل (=عند مضيق جبل طارق)، وأعد أرض اليونان للسكنى، وما إلى ذلك من البطولات.. وأحيانا ما تجعله الأقدار يقتل أصدقاءه بالصدفة أو نتيجة خطأ ما.. وكثير هرقل ما يظهر معينا للآلهة على المردة والجبابرة. واتخذه الناس عقب وفاته بطلا و إلها وعبدوه، وادعت بعض القبائل عقب ذلك أنها من نسله. ونرى مؤرخا كديودور الصقلي يعتقد أن هذا البطل الثقافي العجيب كان مهندسا بدائيا قدم خدماته للناس الذين أكبروه بعد ذلك. فكان بطلا مؤلها لهم الإمبراطور هرقل: كانت الإمبراطورية البيزنطية على وشك الانهيار أمام الصراعات الداخلية، والنزاع على الحكم، الذي مهد لمحاولات كسرى الفرس التدخل في الشأن الداخلي البيزنطي، بل زاد الأمر سوءا عندما حاولت قبائل "الآفار" الهمجية محاصرة القسطنطينية، مما دفع أشراف المدينة إلى طلب النجدة من والي إفريقية (= تونس حاليا) لإنقاذ دولتهم.. وهنا.. كان ظهور "هرقل".. الذي كان ابنا لوالي إفريقية الذي يدعى هرقل أيضا، فأرسل الوالد ابنه - الذي سيتحول إلى إمبراطور فيما بعد- إلى القسطنطينية بحرا، إلى جانب إرسال أحد قواده إلى مصر التي ستسقط بيده - ربما - تمهيدا لإسقاط القسطنطينية التي لن تستغني أبدا عن سلة غذائها.. وفي عام 610 مـ أعلن هرقل نفسه إمبراطورا على الامبراطورية عقب قتل منافسه فوقاس والتمثيل بجثته .. ومنذ أن أعلن هرقل نفسه إمبراطورا، أخذت الأحداث السيئة تنهمر على الإمبراطورية .. • فقد كانت الفترة من 605 مـ : 613 مـ تشهد تقدما عسكريا ملحوظا للقوات الفارسية، فاقتطعت فارس أجزاء كبيرة من آسيا الصغرى والشام إلى الفرس .. حتى جاءت الفاجعة الكبرى في عام 614 مـ بسقوط "أورشليم = القدس" .. فقتل كثير من المسيحيين، وحرقت العديد من الكنائس، وتم الاستيلاء على "صليب الصلبوت" الذي يعتقد المسيحيون أنه الصليب الذي صلب عليه المسيح عليه السلام ..! وبلغ التمادي بكسرى أن خاطب هرقل قائلا له : " إنك تقول أنك تعتمد على إلهك، فلماذا إذن لم ينقذ أورشليم من يدي..؟! " • في عام 616 مـ سقطت الإسكندرية في مصر بيد الفرس. • ولم يمر عام واحد حتى سقطت مدينة "خلقدونية" التي عقد بها المجمع الديني الشهير المرتبط باسمها، ونهبت ثروات الإمبراطورية. • ومع عام 619 مـ كانت مصر كلها قد أصبحت في حوزة الفرس، لتنتزع سلة غذاء الإمبراطورية وتحول خيراتها إلى بلاد فارس . و وسط كل تلك النكبات، كان على "هرقل" أن يعيد الأمور إلى نصابها.. وتم ذلك بالفعل في بضع سنين . فقام الرجل بالاستعانة بأموال الكنيسة، بعد أن كانت الإعانات قد قطعت عن أهالي الإمبراطورية من قبل، ونجح في التصالح مع الآفار (قبائل متبربرة) تمهيدا للمعركة.. وأقدم الرجل على استغلال تراخي كسرى نتيجة انتصاراته، فقام بعمليات عسكرية داخل أراضي الفرس، ونجح في اختراق مدينة كلورومية مسقط رأس زرادشت. ورغم أن الفرس قد حاولوا التحالف مع القبائل البربرية لحصار العاصمة، إلا أن القوات البيزنطية نجحت في اختراق الحصار وضربه..واسترداد مدينة خلقدونية. وكانت تلك الهزائم للفرس سببا في قتل كسرى بن هرمز، الذي تولى ولده من بعده ليتصالح مع هرقل، ويعيد صليب الصلبوت، والكثير من الأراضي المنهوبة، والأسلاب.. عندما اعتلي هرقل العرش كان مصير الدولة معلقا في كفة الأقدار, فالخطر الفارسي كان أخذا في ازدياد,وقد وسع الفرس رقعة ممتلكاتهم في الشام وأرمينية وعقدوا العزم علي الوصول الي شواطئ البحر المتوسط,وقد نجح الفرس في الاستيلاء علي عدة مدن في الشام,وزحفوا الي بيت المقدس وحاصروها حوالي 20 يوما,ثم دخلوها عنوة سنة 614 وجعلوها نهبا للحرائق,وقتل الفرس عددا كبيرا من المسيحيين يقدره بعض المؤرخين ب57 الف,ودمر الفرس كنيسة القيامة واستولوا علي الصليب المقدس ونقلوه الي عاصمتهم المدائن. وكان لسقوط بيت المقدس في أيدي الفرس صدمة كبيرة بين المسيحيين في الامبراطورية البيزنطية,فهذه كانت أول مرة تقع فيها هذه المدينة المقدسة بإيدي غير مسيحية,والوايع ان تقدم الفرس لم يقتصر علي البلاد الشامية بل لقد أمتد الي آسيا الصغري ووصل الفرس إلي كريسبوليس المواجهة للقسطنطينية,كما غزوا مصر فسقطت الاسكندرية في أيديهم سنة 619,وترتب علي ذلك انقطاع القمح عن القسطنطينية وإزدياد سوء الاحوال الاقتصادية. ابدي هرقل شجاعة ومهارة كبيرة في مواجهة الخطر الفارسي, فبدلا من منازلة جيوش الفرس المتوغلة في أراضي الامبراطورية,قام بمواجهتهم في عقر دارهم في البلاد الفارسية,فقد تقدم بجيشه في ديسيمبر سنة 627 ووصل أمام نينوي وهناك خاض معركة حاسمة ضد الفرس قررت مصير الصراع بين الطرفين, وقد ألحق بالجيوش الفارسية هزيمة ساحقة في هذه الموقعة,وبعد ذلك عزل كسرى وقتل, وتبعه في الحق ابنه شيرويه الذي رأي ان من الأفضل أن يعقد الصلح مع هرقل, وقد تم الصلح في سنة 628,وبمقتضاه استردت القسطنطينية كل ما كان لها من البلاد التي كانت قد سقطت في أيدي الفرس, بما في ذلك أملاكهم في بلاد الجزيرة الفراتية والشام ومصر. وبعد رجوع هرقل الي القسطنطينية استقبله أهلها استقبال الابطال فقد حمل له الشعب اغصان الزيتون ورتلوا المزامير ويهتفون بأسمه. و سرعان ما يظهر الإسلام، ويرسل الرسول محمد عليه الصلاة والسلام إلى هرقل يدعوه للإسلام، ويعقب ذلك مواجهات حربية بدأت مع ختام حياة الرسول الكريم، لتبدأ الدولة المسلمة الجديدة في ضم الأراضي الداخلة في حيازة الدولة البيزنطية، ليشهد هرقل سقوط مصر أثناء سكرات موته في عام 641 مـ نفس عام موته في الوقت الذي خرجت منه الإمبراطورية البيزنطية منهوكة مجهدة بسبب صراعها الطويل مع الفرس, كان المسلمين يتجمعوا حول فكرة واحدة,وهي فكرة الجهاد في سبيل الله الذي جعل من القبائل العربية كتلة سياسية واحدة متحفزة لأول مرة في تاريخ هذه البلاد,فقد حدثت هجرة النبي الي يثرب سنة 622 وأتخذ من هذه المدينة قاعدة لتأسيس الدولة الاسلامية الجديدة. والواقع أن البيزنطيين لم يدركوا أهمية الدين الأسلامي ولا التطور الذي بدأ يحدث في البلاد العربية في المرحلة الاولي من العهد الاسلامي,والغالب أنهم نظروا إلي الاسلام علي أنه مجرد أو هرطقة جديدة من الهرطقات التي كانت تظهر في العالم المسيحي, كما أنهم نظروا إلي الحملات الاسلامية الأولي علي أنها من قبل غارات البدو التي اعتادتها الدولة البيزنطية علي حدودها الشرقية,تلك الاغارات التي كانت تهدف إلي السلب والنهب. وقد واصل خلفاء الرسول عليه الصلاة والسلام تدعيم الدولة الإسلامية ،كما قاموا بحركة الفتوح الاسلامية الكبري وحققوا في ذلك نتائج هامة,فقد اندفع المسلمون إلي أرضي الدولة البيزنطية وتمكنوا في فترة محدودة من الاستيلاء علي معظم ولايتها الشرقية,وكانت من أهم المعارك الأولي بين العرب والبيزنطيين معركة أجنادين (634م),ثم معركة اليرموك (636) والتي حددت مصير الشام لصالح العرب. واصل العرب فتوحاتهم ,ومات أثناء ذلك هرقل الذي أصبح شيخا مريضا وترك لخلفاءه عبء الكفاح ضد العرب. وفتح المسلمون برقة وطرابلس وواصلوا تقدمهم في شمال افريقيا,كما هاجموا آسيا الصغري وفتحوا أرمينية, كما ادي بناء العرب لاسطول بحري الي تهديد السيادة البحرية في شرق البحر المتوسط ،فقد فتح العرب قبرص كما أغاروا علي رودس, وأصبحت القسطنطينية نفسها معرضة للخطر واعتبر بعض المؤرخون عصر هرقل فاصلا بين العصور القديمة والوسطى، والبداية الحقيقية للإمبراطورية البيزنطية أو "الرومانية الشرقية"، خصوصا بعد اعتماد اليونانية لغة رسمية للبلاد وكانت هذه نهاية هرقل الحقيقية
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|