معزوفة قديمة صامتة لا تتوقف عن العزف أبدا !! هل هي تتألم ؟ آم هناك من يتحكم بها فيعبر عن طريقها !
فماذا لو كان صاحب المعزوفة ليس بيننا ..
آستمرت تلك المعزوفة .. بلحنها تكلمت ...
.. انا أعيش مثلك تماما ..
ولكن لا أحد يراني .. فقط يسمعني
قلت : كيف !
قالت : يسمعني دون ان يفهمني ..
فآستمر باللحن حتى تصل مشاعري ..
قلت لها : وماهي هذه المشاعر .. مجرد أعزوفة تتكرر !
قالت : السماء, المطر , الحب , الظلام ,
ليست بأعزوفات متكررة !
تغيرت الاعزوفة .......
وظهرت مرآة ..
وجدت فيها صورتي بداخلها تحكي عن مشاعري
فكنت أرى نفسي وانا أتكلم ولكن لم يكن كلاما بل آعزوفة
والذي آمامي يسمعني ويراني ...
كنت آسمع الحان الحزن والحان الفرح
والحان الحب والحان الكره
ولكن لم أكن اعلم بأني كنت أقيدها ...
لا ... فهي انطلقت دون ارادتي ...
كنت آظن اني قمت بتقييدها ولكن لم تكن مقيدة آبدا
فلو كانت مقيدة لما فهمت تلك الالحان
لحن الحب : رغم صمتي وعدم اعترافي
بمجرد وجوده .. حديثه ... شجاره ..
الا أنه جعل مني ذو قيمة .. مختلفة .. ينتظرني ..
يتفهم ويسامحني ..آشكي له ويشكي لي ..
يكفي تلك المعزوفات المتبادلة بالخفاء ...
فهي جميلة
لحن السماء : فهي دائما مرتفعه ودائما مشعه وصافية
بالرغم ماترى من ... عداء .. ودماء ... وظلم ... وكره .. وفساد
فهي تشعرني بالتحدي دائما فلا آحد يستحق لحني الحزين
لحن المطر : بالرغم علوه وارتفاعه الا انه يهطل وبكل قوة
فبعده تصفى القلوب وتحيا الارض وتغسل تلك الالحان المزعجة ...
بكائي راحتي
لحن الظلام : فهي مشاعر ايضا فبعض العازفين لا يستحقونها بسبب بشاعتهم ووقاحتهم وقسواتهم ...
قلوبهم ميته متبعة اعزافها الشيطانية فلا ترحم ولا تعطف
فهم لا يستحقون كرهي لهم
سكتت الاعزوفة لبرهة
واختفى كل مافي الغرفة
وقالت ومازلت أستمر في لحني وتنقلي ...
ولكن ... سيستمر بمكان أخر ...
وسيسمعه شخص أخر....
وأختفى صوتها والمكان ...
ولكن مازالت تلك الاعزوفات تردد في عقلي وقلبي ...
وأيقنت ان تلك الاعزوفة
كانت هي روحي وقلبي وحياتي