#1
|
|||||||||||
|
|||||||||||
♥ قصة المتكلمة بالقرآن ♥
قال عبد الله بن المبارك رحمه الله:خرجت حاجا إلي بيت الله الحرام
فبينما أنا في بعض الطريق إذا أنا بعجوز عليها درع وخمار صوف فقلت : السلام عليك ورحمة الله وبركاته فقالت(سلام قولا من رب رحيم) قلت:يرحمك الله ما تصنعين في هذا المكان؟ قالت(من يضلل الله فلا هادي له) فعلمت أنها ضالة عن الطريق قلت لها : أين تريدين؟ قالت: (سبحان الذي أسري بعبده ليلا من المسجد الحرام إلي الأقصى) فعلمت أنها قد قضت حجها وهي تريد بيت المقدس فقلت:أنت مذ كم في هذا الوضع؟ قالت: (ثلاث ليال سويا) فقلت : ما أري معك طعاما ؟ قالت: (هو يطعمني ويسقيني) فقلت: فبأي شيء تتوضئين؟ قالت : (فإن لم تجدوا ماءا فتيمموا صعيدا طيبا) قلت : إن معي طعاما فهل لك في الأكل؟ قالت: (ثم أتموا الصيام إلي الليل) قلت : ليس هذا شهر رمضان. قالت: (ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم) قلت: قد أبيح لنا الإفطار في السفر. قالت: (وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون) فقلت: لم لا تتكلمين مثل ما أكلمك؟ قالت: (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب وعتيد) قلت من أي الناس أنت؟ قالت( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك عنه مسؤولا) قلت: قد أخطأت فاجعليني في حل . قالت: (لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم) قلت: فهل لك أن أحملك علي ناقتي هذه فتدركي القافلة؟ قالت(وما تفعلوا من خيرا يعلمه الله) قال فأنخت ناقتي قالت: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم) فغضضت بصري عنها وقلت لها: اركبي ,, فلما أرادت الركوب نفرت الناقة فمزقت ثيابها قالت: ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم) قلت لها : اصبري حتى أعقلها قالت: (ففهمناها سليمان) فعقلت الناقة وقلت لها :اركبي فلما ركبت قالت: ( سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلي ربنا لمنقلبون). قال: فأخذت بزمام الناقة وجعلت أسعي وأصيح قالت: (واقصد في مشيك وأغضض من صوتك) فجعلت أمشي رويدا وأترنم بالشعر فقالت: (فاقرؤوا ما تيسر من القرآن) قلت: لقد أوتيت خيرا كثيرا . قالت: (وما يذكر إلا أولوا الألباب) فلما مشيت قليلا قلت : ألك زوج؟ قالت: (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم) فسكت ولم أكلمها حتى أدركت بها القافلة فقلت: هذه القافلة فمن لك فيها؟ قالت: (المال والبنون زينة الحياة الدنيا). فعلمت أن لها أولادا فقلت: وما شانهم في الحج؟ قالت: ( وعلامات وبالنجم هم يهتدون). فعلمت أنهم أدلاء الركب فقصدت بها القباب والعمارات فقلت: هذه القباب فمن فيها؟ قالت: (واتخذالله إبراهيم خليلا)(وكلم الله موسي تكليما)( يا يحي خذ الكتاب بقوة). فناديت "يا إبراهيم يا موسي يا يحيى" فإذا بشباب كأنهم الأقمار قد أقبلوا فلما استقر بهم الجلوس قالت: (فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلي المدينة فلينظر أيها أزكي طعاما فليأتيكم برزق منه وليتلطف) . فمضي أحدهم فاشتري طعاما فقدموه بين يدي فقالت: (كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية) فقلت: الآن طعامكم علي حرام حتي تخبروني بأمرها فقالوا: هذه أمنا لها منذ أربعين سنه لم تتكلم إلا بالقرآن مخافة أن تزل فيسخط عليها الرحمن فسبحان القادر علي ما يشاء فقلت: (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم)
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|