#1
|
||||||||||||
|
||||||||||||
هل تستطيع الإجابة على هذه الأسئلة الأربعة؟
ونبدأ بمجموعة أسئلة لابد ان نجيب عليھا بوضوح، لاحظت من تدريبى لأعداد كبيرة من الناس ، لاحظت بلا مبالغة أن 98 % من الناس لا توجد إجابة عندھم على بعض الأسئلة الرئيسية، قد تكون عندھم لكنھا غير واضحة، قد تكون عندھم لكنھا غير مكتوبة، قد تكون عندھم لكنھا غير مبلورة، ھذه الأسئلة لا اريدكم ان تجيبوا عليھا الآن ، استرح ، خذ وقتك، وتأمل ، وفكر مليا، قبل الإجابة. الأسئلة العامة الأسئلة التي نھدف الوصول إليھا في نھاية ھذه الدورة ( ولا نريد الإجابة عليھا الآن ) ھي : 1- لماذا أعيش ؟ تعليق : لماذا أحيا، طبعا نحن كمسلمين لدينا إجابة ربانية، الله سبحانھ وتعالى ما تركنا سدى، الله سبحانھ أرشدنا إلى طريق مستقيم، لا نضيع فيھ، وقد حدد لنا الله سبحانھ الطريق ، إذ يقول سبحانھ “وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون”، نتميز نحن المسلمون أن كلمة العبادة عندنا لھا مفھوم خاص، فى الغرب ينظر للعبادة على أنھا شعائر، العبادة فى الكنيسة، العبادة يوم الأحد، والحياة لا علاقة لھا بالعبادة، بينما المسلم، ينظر إلى العبادة بمفھوم شامل للحياة ولذلك يعتبر أن كل شىء يفعلھ ممكن أن يكون عبادة، إذا فعل بنية صالحة ، وقصد بھ وجھ الله سبحانھ وتعالى وطاعتھ، ولذلك جاءت الأحاديث تؤكد ذلك، وفى الحديث “حتى اللقمة يضعھا الرجل فى فم زوجتھ، لھ فيھا أجرا”، حتى المداعبات الزوجية يمكن أن تتحول إلى عبادة ويكون للإنسان لھ فيھا أجر، بل أكثر من ھذا، حتى النوم إذا قصد بھ التقوى على طاعة الله عز وجل والاستعداد مثلا لقيام الليل ، سيؤجر عليھ الانسان، وھناك كلام جميل للإمام العظيم ابن تيمية فى تعليقھ على ، من ھم أولياء الله؟ فى الآية “ألا إن أولياء الله لا خوف عليھم ولا ھم يحزنون”، ملخص كلامھ أن “الأولياء فى ديننا ليس لھم شكل خاص، وليس لھم ملابس خاصة ، وليس كما يقولوا رجال دين، ليس ھكذا نفھم الدين ونفھم الأولياء، وإنما كما يقول رحمھ الله، تجدھم فى كل أصناف أمة محمد صلى الله عليھ وسلم”، تجدھم فى التجار والصناع والزراع، فى الحدادة، فى كل أصناف أمة محمد صلى الله عليھ وسلم، فكيف نميزھم؟ من ھم ؟ “الذين آمنوا وكانوا يتقون”، إذن المؤمن التقى ، بغض النظر عن خط سيره فى الحياة، بغض النظر عن وظيفتھ، ممكن أن يكون وليا من أولياء الله، أى حتى تكون من أولياء الله، ليس المطلوب منك أن يكون لك شكل معين أو وظيفة معينة أو طريقة فى الحياة معينة، سوى أنك تستقيم على الإيمان والتقوى بغض النظر عن وظيفتك ، ولذلك الإسلام ما جاء ليغير أعمال الناس إلا ما كان محرما منھا، ليس المطلوب منك أن تغير وظيفتك ، بل من الممكن أن تسخر وظيفتك لھذا الھدف العظيم، وھو أن تحيا لله رب العالمين، تكون عبدا لله، فى كل مجالات الحياة. ويبقى السؤال الذى بدأت بھ، كيف أحيا بحيث أعبد الله عز وجل ، ويقول الله سبحانھ “ھو الذى أنشأكم فى الأرضواستعمركم فيھا” ، فالانسان المسلم مطلوب منھ أن يعمر الأرض، فالذى يحيا على ھامش الحياة، على ھامش التاريخ، ليس لھ وزن، ليس لھ عطاء، ليس لھ عمران، ليس مشاركا فى إسعاد البشرية، لم يحقق ھذا الھدف القرآنى المطلوب وھو استعمار الأرض، للأسف الكفار عندما جاؤا لاستعمار الأمة الإسلامية ، استعملوا ھذه الكلمة الجميلة، لأنھم تظاھروا بأنھم قد أتوا لعمران الأرض وعمران ھذه البلاد المتخلفة، فاستغلوھا ومصوا دماءھا، لكن نعود إلى المفھوم الأساسى، نحن الذين جئنا لعمران الأرض، نحن الذين جئنا لإحياء الأرضوفق منھج الله رب العلمين. 2- ماذا سأحقق في حياتي؟ تعليق : ولكى تجاوب على ھذا السؤال، أريدك أن تتخيل ونفسك ، وعمرك 80 سنة إن شاء الله، وتسأل نفسك ھذا السؤال، أريدك أن تسأل نفسك وأنت تنظر إلى تاريخ حياتك، كم أنجزت؟ ماذا تركت ورائى؟ ما ھى الآثار التى سوف أشارك بھا فى الحياة، المسلم والمؤمن بل حتى الانسان الطموح ولو لم يكن مسلما لا يمكن أن يحيا بغير انجاز، انجاز يلقى بھ الله عز وجل إن كان من المؤمنين، إذن تخيل نفسك أنك تقول وعند 80 سنة ، الحمد لله ، الذى تمنيتھ حققتھ، فكر ، لا تكتب ، أريدك أن تتخيل، فقط، تخيل، تخيل شكلك، أشكالنا مقبولة، والجسم مازال لم ينحنى، والوجھ مازال بھ بعضالشباب، اجلس وفكر، ھل ھى حياة أنت فخور بھا، ھل انت من الذين حققوا انجازات عظيمة؟، أم أنك تشعر أنھا ضاعت، أنا أريد كل واحد وھو يقف ھذا الموقف ويعيد شريط حياتھ، أن يكون وھو يستعرض ھذه الحياة يشعر بالرضا، رضا أنھ حقق ھذه الطموحات التى يتمناھا، أنھ كان لھ أثر فى الحياة وفى صنع الأرض واستعمارھا وبنائھا وفق ما يرضى الله عز وجل، ويشعر برضا الله سبحانھ أنھ عاش لله. 3- ھل أنا سعيد؟ تعليق : ھذا السؤال ھو نتيجة لكل ھذا ويبنى على كل ھذا، ومعظم الناس لا يفكرون بھذا السؤال أصلا، وبعض الناس إذا سألتھ ھذا السؤال لن يكون فى منتھى الصدق، وتتبين حقيقة الإجابة على ھذا السؤال ، عندما يكون الانسان وحده، عندما لا يكون لديھ أى مشاغل، جالس يفكر فى نفسھ، فى حياتھ، فى علاقاتھ، كثير من الناس يمثل أنھ سعيد، يضحك ، يبتسم، ولكن عندما يجلس بينھ وبين نفسھ، يشعر أنھ يريد أن يبكى، من شدة التعاسة والألم، لو جاوبت على ھذا السؤال للناس ، قد تخدع الناس، وإذا سألتك ھذا السؤال ستخدعنى، لكن لن ينفعك ھذا بشىء، أنا أريدك أن تفكر لنفسك ولأجلك، ھل أنت سعيد؟ ھذا السؤال ينبع من الأسئلة السابقة، لماذا نحيا؟ كيف نحيا؟ ما الذى سننجز؟ ، كل ما كانت الحياة واضحة والإنسان يسير وفق مبادىء وقيم وأھداف، كل ما كانت السعادة أعمق وأعلى، ھذا السؤال يتطلب وضوح وصراحة مع النفس ، وأرجو أن الواحد يجلس جلسات تأمل وخلوة ذاتية، لا زوجة ولا أولاد ولا تليفزيون ولا محمول، أجلس على الأقل ساعتين، لا تجلس 5 دقائق، اجلس وتأمل فى حقيقة ذاتك، فى حقيقة تفكيرك، فى مدى ارتياحك، فى مسار حياتك، إلى أين تتجھ؟ أين كنت؟ اين وصلت؟ 4- ھل أنا صادق ( مع نفسي وفي علاقاتي ) ؟ تعليق : ھل أنت صادق فى كل علاقاتك، ھل أنت صادق فى كل ما تقول، أم تخفى أحيانا بعض الحقيقة، أو تتجاوزھا أو تغطى عليھا، ھل أنت صادق فى تعبيراتك، فى عواطفك. ھذه ھى الأسئلة الرئيسة فى أولويات الحياة، دعونا نفكر فى الإجابة على ھذه الأسئلة، بل دعونا لنفعل أكثر من ذلك، أن نضع خطة للوصول إلى إجابات صحيحة ومريحة عن ھذه الأسئلة، ألا ترغب أن تعرف بوضوح لماذا تحيا؟ وتعرف كذلك ، ماذا ستحقق فى حياتك؟ وتكون سعيد وصادق، إذا كنت تريد ذلك، فأكمل معى، أنا لا أريدكم أن تجيبوا على ھذه الأسئلة الآن، ھذه تجيبوھا بينكم وبين أنفسكم ، تراجعوھا باستمرار، تقفوا عندھا باستمرار، تتأملوا بھا، فى كل يوم من أيام حياتكم، أنا أريدكم أن تسيروا معى فى خطوات مدرجة لإدارة الحياة وإدارة الأولويات وإدارة الذات، واريدكم أن السؤال الذى أطلب منكم الإجابة عليھ، إذا كانت لھ إجابة واضحة اكتبوه، وإذا لم تكن لھ إجابة واضحة لا تستعجلوا، بل اجلسوا جلسة تأمل، وأحيانا جلسات تأمل حتى تجيبوا على السؤال وتكملوا معنا المشوار، عندھا سنستطيع أن نطور حياتنا ونطور ترتيب أولوياتنا.
الموضوع الأصلي :
هل تستطيع الإجابة على هذه الأسئلة الأربعة؟
-||-
المصدر :
منتديات حبة حب
-||-
الكاتب :
Bamoot Feek
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|