#1
|
||||||||||||
|
||||||||||||
الحمام الذي سقط في شبكه الصياد
الحمام الذي سقط في شبكه الصياد[IMG]
كان الغراب يحلق فوق قمم الأشجار بحثا عن فريسة يُشبع بها جوعه؛ ضفدعة أو فأر أو ثعبان صغير.. فرأى الصياد يقبل بشبكته يطلب الصيد، فنسى ما كان فيه من بحث عن الطعام، ودفعه حب الاستطلاع إلى تتبع الصياد لينظر ماذا يفعل، وماذا يصطاد؟؟ في موضع فسيح بين الأشجار قام الصياد بنصب شبكته بإحكام، ثم قام بنثر حفنة من الحبوب عليها، وتنحى جانبا مختفيا عن الأعين، وظل ينتظر.. وأقبلت جماعة من الحمام تحلق هنا وهناك بحثا عن غذاء، ثم لاحظن الحبوب المنثورة على الأرض دون أن يفطنَّ إلى الشِّراك المنصوب، ووقعن علي الأرض لالتقاط الحب، فوقعن جميعاً في الشبكة، وراحت كل حمامة ترفرف بجناحيها، وتبذل أقصي جهدها للتخلص منها دون جدوى.. فقالت لهن إحداهن، وهى رئيستهن: - أيها الحمامات.. توقَّفن عن إضاعة الجهد فيما لا يجدي، فإن إحداكن لن تنجو من الشراك بمفردها. ولكن يمكننا أن ننجو جميعاً إذا كُنّا يداً واحدة. التفتت الحمامات إليها بنظرة مستفهمة، فقالت لهن: - لا تكن نفس إحداكن أهم إليها من نفس صاحبتها، فلنتعاون جميعا، ونطير معاً كطائر واحد فينجو بعضنا ببعض. ثم قالت: - عندما أقول " ثلاثة " علينا أن ننطلق انطلاقةً واحدةً بكل قوة وتصميم. ثم رفعت صوتها: - واحد... اثنين... ثلاثة. فخفقن بأجنحتهن خفقة واحدة شديدة، فاقتلعن الشبكة اقتلاعاً وطِرْن بها في الفضاء، وعلَوْن فوق الأشجار.. وراح الصياد يهرول خلفهنّ وعنده رجاء أن يُصيب التَّعب الحمامات فيسقطن بالشبكة على الأرض.. وانطلق الغراب أيضا خلفهنَّ ليرى ما يحدث.. نظرت الحمامة الرئيسة إلى أسفل فرأت الصياد لا يكف عن متابعتهنّ، فقالت لزميلاتها: - إن الصياد جادٌّ في طلبكنّ، فلا تجزعن ولا تضعفن، واصبرن على ما أنتن فيه من مشقة فالنَّصر صبر ساعة.. إما أن يتعب هو فيرجع وننجو بأنفسنا، وإما أن نتخاذل فنسقط في يده. أعطتهن هذه الكلمات طاقة كبيرة، فانطلقن بقوة حتى عبرن النهر، ورأين الصياد يتوقف عند شاطئه وهو يلهث ويضرب كفا بكف؛ لقد ضاع منه صيد ثمين، وفقد معه أيضا الشبكة التي بها يصطاد. واستمر الغراب متابعا للحمامات حتى أشارت الحمامة الرئيسة إلى بقعة من الأرض وأمرتهن بالهبوط إليها، فهبطن دفعةً واحدةً، ولكن لا تزال الشراك محكمة عليهن. فقالت لهن: - فلتساعد كل حمامة أختها لتخرج من الشراك بهدوء ومن غير اضطراب، ولتقدِّم كل واحدة منكن أختها على نفسها، وأنا أبدأ. وراحت تفك حبائل الشبكة عن أختها حتى أطلقتها، وتعاونت سائر الحمامات حتى تحرَّرن كلُّهن من الشبكة.. وانطلقن يحلِّقن إلى السماء، ويتقلَّبن في فضائها الفسيح فرحاً بالحرية التي ما نالوها إلا بالتعاون والاتحاد وإنكار الذات. ( مستوحاة من كليلة ودمنة )
|
01-20-2013, 05:18 AM | #2 | |
نائب الاداره
|
طرح رآئع كروعة حضورك
دمتي ودآم فيض عطآئك كل الشكر لك ويعطيك العآفية بآقآت الورد لروحك الطيبة ~ |
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|