وقفات رمضانية

أخوتي و أخواتي
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
في بداية الأمر نبارك للجميع هذا الشهر و نسأل الله لنا و لكم إتمامه على الوجه الذي يرضيه عنا , و أشكر أختنا الفاضة الريم السباقة دائماً لرفع راية هذا الصرح في دوراته الرمضانية .
وبما أن هذه المساحة و بدعوة من أختنا الكريمة مخصصة لأخيكم الر قليل البضاعة فا سمحوا لي أن أمر عليكم وبعجل , خاصة و أن وقت رمضان وقتٌ كريم فاضل ...فأستأذنكم بأن يكون الاختصار هو عنواني في هذه الوقفات :

وقفة :
كان السلف و الخيرين من الخلف من هذه الأمة يدعون الله ستة شهور من بعد رمضان أن يكتب الله لهم القبول , و من ثم يتبعون المتبقي من السنة من الستة شهور بأن يلحقهم الله صيام رمضان القادم , فيامن أعطاه الله العمر و لحق هذا الشهر فما لعمل , و ما هو التغير الذي سوف تحدثه في خارطة حياتك ؟!!

وقفة :
في هذا الشهر ينقضي وقت المسلم بين صيام وقيام , و عمل و نوم , و احتهاد في الطاعات وتقرب لرب الأرض و السماوات . فحري بنا أن نبني جميع أعمالنا على أن تكون خالصة لله تعالى , و الحذر من كل ما يمكنه أن يبطل العمل .

وقفة :
الصيام لا يعني أن يكون المرء شاحب الوجه , مختفي الابتسامة , ضائق الصدر , بل يعني أن الخير كل الخير بكل صغيرة و كبيرة من الصالحات , و أن ابتسامتك في وجه أخيك , و مساعدتك لمحتاج , و بشاشتك لمن حولك هي فرصة لأن تكسب في كل لحظة حسنات بالجملة .

وقفة :
ندرك جميعاً أن الصلاة هي عمود الدين ,و يزداد الحفاظ عليها في هذا الشهر الفضيل , و لكن ليكون هدفنا أعلى من ذلك و أسمى , و هو أن نحرص على التبكير إليها , و أن لا يؤذن المؤذن إلى ونحن في المسجد ونستعد لها , و أن لا تفوتنا أي تكبيرة أحرام , و أن نستغل الوقت الذي بين الأذان و الإقامة بقراءة القرآن وترديد الأذكار .

وقفة :
لا تضيع منك أي دقيقة إلى أن تسخرها بطاعة , بل لا تضيع أي ثانية إلا بذكر أو تسبيح أو قراءة قرآن , فالحمد لله رب العالمين الذي سهل علينا هذا الدين , فالذكر يستطيع المرء قاعداً أو قائماً أو على جنبه , بل في كل زمان ومكان , و لك الذي ينقصنا أن نتذكر هذا الفضل العظيم فنبادر بالاستزادة من هذا الخير العميم .

وقفة :
تدبر القرآن , و الأذكار و الدعاء في الصلاة هي مما يحتاج إلى مجاهدة و متابعة وتدرب على الاستزادة , فالبدار البدار في هذا الشهر المبارك .

وقفة :
نجد بعضنا خاشعين في دعاء القنوت لاهين حين قراءة القرآن فهل سألنا أنفسنا مالسبب ؟!!

وقفة :
رمضان كله خير , والعشر الأواخر فيهن ليلة القدر و الكثير من الخير , و لكن قد تشغل بعض الناس الاستعداد للعيد ’ أو السفر للأقارب فيضيع عليه أهم الليالي , فلعلنا نخطط منذ وقت مبكر أن لا تفوتنا أي ليلة من تلك الليالي بدون أن نكسب كل ثوانيها .

وقفة :
يسعى الكثير من الناس لأن يكون لهم نصيب من العمرة في شهر رمضان , و لكن قد يكون لسوء التخطيط أثر سلبي على برنامج الصائم , فتجده يوم عمرته متعباً و فاتته بعض الصلوات وبعد عودته منهكاً و يحتاج إلى الراحة بعض الأيام , فالخسارة فادحة , و الحل الرائع هو التخطيط السليم لوقت السفر و العودة .

وقفة :
رب حرص جر إلى مفسدة , فنجد أن بعضنا يحرص أن يذهب إلى مسجد معين لصلاة التراويح و ذلك لجمال صوت إمامه , و هذا أمر جميل , ولكن فالنحرص على التبكير حتى لا يكون ذهابنا سبباً لفوات الأهم و هي صلاة الفرض .

وقفة :
مع الزحام الموجود في بعض المساجد لصلاة التراويح , قد لا يهتم بعضنا بموقف سيارته , فيضع سيارته في موقف خاطئ قد يعيق المرور , أو يتسبب بأذية أحد المصلين الذين لم يكملوا صلاة التراويح , فالحرص أن تكون أعمالنا كاملة تعكس شخصية المسلم الذي يخاف أن يؤذي أخيه من قريب أو بعيد .

وقفة :
تأتي بعض النساء للمسجد للصلاة و هذا أمر يدل على حرصها بأن تقطف الخير من أشجاره , ولكن قد تكون هناك بعض المخالفات التي تغفل عنها أخواتنا , مثل التعطر المنهي عنه , أو رفع الصوت ,أو لبس مالا يناسب المقام من ملابس غير مناسبة أو تنبعث منها رائحة الأكل و الطبخ , أو أذية المصلين بالأطفال , أو ترك أبناءها الأحق بالرعاية في بيتها ومع الخدم أو لوحدهم , فالنعلم أن الله يسر علينا أمورنا و أن الخير فيما أمر به الله وليس ما تهواه أنفسنا .

وقفة :
يحرص بعض الآباء على الصلاة و قراءة القرآن في أوقات مختلفة في المسجد , و رمضان فرصة عظيمة لمثل هذه الأعمال , و يكمل جمال هذا العمل بأن يتابع الأب أبناءه و يجعلهم تحت بصره , يوجههم و يقدمهم لعمل الخيرات , و لا يتركهم في المسجد فيتأذى بهم الأمام في صلاته , و يفوت على المصلين خشوعهم .

وقفة :
يحرص الجميع أن يجعل لحزب يومي من القرآن , لما لا و هذا هو شهر القرآن , و حتى يكون العمل في صورته الكاملة لماذا لا يكون بين يديك المصحف ذو الحجم الصغير طوال الوقت حتى لا يفوت عليك دقيقة إلا في طاعة , وجميل أن يكون أيضاً يحتوي معاني الكلمات و المناسبة للنزول حتى يفهم معنى الآية .

وقفة :
مشكلة تتكرر في كل سنة في مصلى النساء للتراويح و القيام , وهي أن النساء ممن يصلين خلف الأمام و بينهم و بين الأمام حاجز يتأخر للصفوف الخلفية , و يتضايقن في مداخل المسجد و هذا خلاف لانتظام الصفوف و ينافي الهدف الذي من أجله شرع أن الصفوف الخلفية للنساء هي خيرها .

وقفة :
على الزوجة أن تنظم وقتها و أن تحتسب الأجر في خدمتها في بيتها أو عند أهلها , و لكن لا يعني ذلك أن ينقضي جل اليوم بين تنظيف البيت و الاستعداد للسحور أو الفطور , بل يتم التفاهم مع الزوج على كيفية معينة و أصناف محببة يكتفى بها , و يصرف باقي اليوم بالطاعة و الصلاة و العبادة .

وقفة :
قد يكثر بعض الناس من الأفطار فيذهب للمسجد مشبعاً فيذهب خشوعه و طمأنينته في صلاته . فهل طبقنا قاعدة الرسول صلى الله عليه و سلم ثلث لطعامك وثلث لشرابك وثلث لنفسك .

وقفة :
قد يتصرف بعض الناس و من حسن نية بتغيير مكيفات المسجد إما بالزيادة أو بالنقصان , مما يؤثر على جماعة المسجد فيحدث إرباكاً وشقاقاً بين أهل المسجد , فحري بالمسلم أن يتوخى الحذر في ذلك , و أن يترك الأمر برمته للأمام و المؤذن .

وقفة :
قد يعترض بعض المصلين على الأمام إما عن إطالة الصلاة أو التأخر بالإقامة , فيتسبب أيضاً بحالة من الخلاف , فنصيحتي إن ناسبك الأمر فالحمد لله و إلا لا تكن سبباً للنزاع في هذا الشهر المبارك .

وقفة :
ترتيب الأولويات في الحياة يساعد على أن تعمل العمل الصحيح في وقته الصحيح , فطاعة الوالدين مقدمة على زيارة الأصدقاء و الأخوة , و الصلاة المكتوبة مقدمة على النوافل , و قراءة القرآن الكريم مقدمة على غيرها من الكتب العلمية , و هكذا في كل أمر .

وقفة :
يعد البعض أن شهر رمضان هي فرصة لتذوق أنواع من الطعام بينما هو في الحقيقة هو شهر الأحساس بالفقراء والمساكين من أخواننا ,و أن نمد لهم يد العون فليتنا ننتبه لهذه النقطة فلا نضع إلا بقدر حاجتنا , و لقد آلمني منظرٌ تكرر علي مرتين في الشهر الماضي حينما وجدت من ينبش الزبالة من أجل أن يستخرج الخبز منها . فأين نحن منهم .

وقفة :
قد يجد بعض الناس متعة بأن يكون هذا الشهر هو وقت التجول بين الأصدقاء و الأقارب ليتمتع بالولائم المعدة بفن ودقة , فيضيع عليه الكثير من الوقت , و يشغل صاحب الوليمة و أهل بيته عن الطاعة .

وقفة :
يحسن بالمرء الذي يريد السواق له أو لأهل بيته أن يختار المناسب منها و التي لا تزدحم , و خاصة أن المحلات بدأت تفتح أبوابها في أوقات مختلفة بشهر رمضان .

وقفة :
الأغراض و الأعمال التي يمكن أن تؤجل لبعد رمضان فتأجيلها أفضل , و عمل المهم الضروري أهم و أحفظ لهذا الشهر من الضياع .

وقفة :
تعود الكثير من الناس أن يكون رمضان هو وقت الزكاة . و لكن لنحرص أن نتحرى الدقة بمستحقيها , وليس مستحقيها هم فقط من تعودوا أن يأخذوها منا .

وقفة :
ترتيب برامج رمضانية , و جلسات عائلية , و مسابقات ترويحية , و تذكير بأعمال الخير هي أعمل ذات ثمار يانعة , فلا تحرم نفسك و من حولك من هذه الأعمال .

وقفة :
محاسبة النفس و معاتبتها في حال تقصيرها أمر يجعلها تتجدد بالنشاط و تعود وبسرعة إلى ميدان الخير .

وقفة :
نبذل الكثير في سبيل سياحتنا ونزهاتنا , و ها أمر رائع و يؤجر المرء عليه بإذن الله تعالى ,و لكن ليكن لنا نفس البذل في وجوه الخير في هذا الشهر , و أن لا نقصر على المحتاجين و لوبالشيء اليسير فإن الله يضاعف لمن يشاء .

وقفة :
قد يكون الأعلام معيناً لنا على الخير عبر ما يبث من برامج توعوية و إرشادية , وقد يكون معول هدم و فساد عبر ما تطلقه محطات الأعلام من مسلسلات هابطة هدفها زعزعة الأخلاق الحميدة من نفوس أهل خير أمة . فهل فكرنا أن نجعل هذا الشهر خالصاً لله .

وقفة :
قد يصوم البعض عن الكثير من المأكل و المشرب ,و لكن يترك للسانه أن يفطر على أعراض الناس , ولبصره أن يفطر في المحرمات , و لقلبه أن يلهو و يضل في الطرقات .

وقفة :
أحرص أن تردد مع المؤذن , أن تحافظ على أذكار الصلاة , أن تمشي الخطوات إليها , أن تقرأ آية الكرسي بعدها , أن تذكر أوراد الليل و النهار في أوقاتها , أن تستزيد من كل عمل صالح و بأقدار لا حدود لها .

و في الختام نسأل الله لنا و لكم القبول و الغفران , و أن يتمم علينا الصيام و أن يرزقنا القبول و أن يجعلنا ممن قام شهر رمضان إيماناً و احتساباً , و ممن يوفق لليلة القدر فقبلتها منه يارب العالمين .
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته .

 

جزاك المولى الجنه
وكتب الله لك اجر هذه الحروف
كجبل احد حسنات
وجعله المولى شاهداً لك لا عليك
لاعدمنا روعتك
ولك احترامي وتقديري

جزااك الله كل خير

وجعله الباري في موازين حسناتك

دمت / دمتي بحفظ الباري

جَزآكـى الله جَنةٌ عَرضُهآ آلسَموآتَ وَ الآرضْ
بآرَكـَ الله فيكـى عَ آلمَوضوعْ
آسْآل الله آنْ يعَطرْ آيآمكـِ بآلريآحينْ
دمْتى بـِ طآعَة الله

جزاكى الله عنا خيراً
ربى يجعله بميزان حسناتك

جَزآكـ الله جَنةٌ عَرضُهآ آلسَموآتَ وَ الآرضْ
بآرَكـَ الله فيكـِ عَ آلمَوضوعْ