توجيهات عن ليلة القدر

الحمد لله رب العالمين ،حمدا يليق بقدره وجلاله، والصلاة والسلام علي المبعوث رحمة وتشريفا لكل من اتبع سنته واهتدي بهديه إلي يوم الدين. وأشهد أن لاإله إلا الله ، أنزل كتابه علي نبيه في ليلة القدر، وشرف نبيه بهذا الكتاب العظيم، وشرف أمة نبيه برفعة قدرها وعلو منزلتها مادامت متمسكة بهدي ربها وسنة نبيها أما بعد: فليلة القدر: هي ليلة الحكم , أي ليلة التقدير وهي : الليلة التي أنزل فيها القرآن الكريم كله من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا ثم : بدأ فيها نزوله على النبي صلى الله عليه وسلم ثم استمر نزوله بعد ذلك عليه صلى الله عليه وسلم في الليالي والأيام في ثلاث وعشرين سنة (4) المراد بالقدر : التعظيم , كقوله تعالى {وما قدروا الله حق قدره}(6) والمعني : أنها ذات قدر لنزول القرآن فيها أو لما يقع من تنزل الملائكة أو لما ينزل من البركة والرحمة والمغفرة أو لأن الذى يحييها يصير ذا قدر عند الله * لماذا سميت هذه الليلة بـ "ليلة القدر" ؟ لينبه الله تعالي هذه الأمة على : قدر كتابها , الذى احتوى عقيدتها ومنهاج حياتها . وكذلك : قدر رسولها , الذى بين لها عقيدتها , ووضح لها منهاج حياتها , وأخرجها بذلك من الظلمات إلى النور وثالثا : قدر هذه الأمة عند الله تعالى ؛ إن هي حافظت على عقيدتها , والتزمت بمنهج الحياة الذي رسمه الإسلام لها كما أن في هذا التنبيه الإلهي : تذكيرا بالدعوة للمحافظة على هذا القدر كلما دارت عجلة الأيام وجاءت ليلة القدر من كل عام * ومن فضائل هذه الليلة : 1- أنها (خير من ألف شهر) أي أن العمل فيها خير من العمل في ألف شهر ليس فيها "ليلة القدر "(13) 2- أنها (تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر ).أي تهبط الملائكة فيها من كل سماء إلى الأرض , يؤمنون على دعاء الناس إلى وقت طلوع الفجر (14) 3- أنها : (سلام هي حتى مطلع الفجر) أي : ليلة القدر سلامة وخير كلها , لا شر فيها وقيل : لا يقدر الله في تلك الليلة إلا السلامة وفي سائر الليالي يقضى بالبلايا والسلامة . وقال الشعبى : هو تسليم الملائكة على أهل المساجد من حين تغيب الشمس إلى أن يطلع الفجر , يمرون على كل مؤمن ومؤمنة ويقولون : السلام عليك أيها المؤمن . 4- أنه : (فيها يفرق كل أمر حكيم) قال ابن كثير أي : في ليلة القدر يفصل من اللوح المحفوظ إلى الكتبة أمر السنة وما يكون فيها من الآجال والأرزاق , وما يكون فيها إلى آخرها (17) * الهدى النبوي في ليلة القدر: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كانت العشرالأواخر من رمضان : 1- جاور ربه واعتكف إليه . فقد أخرج البخاري في صحيحه "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور ربه في العشر الأواخر من رمضان " 2- واعتزل النساء ؛ تفرغا لربه , وإخلاصا له في عبادته 3- ثم أحيا ليله , واجتهد في الطاعة 4- كما كان صلى الله عليه وسلم يوقظ أهله , لهذا الغرض ؛ تشجيعا لهن على طاعة الله , وأخذا بأيديهن إلى مواطن الخير 5- بل كان النبي صلى الله عليه وسلم يشجع أصحابه ويدعوهم للبحث عن هذه الليلة , ويرغبهم في التعرض لخيرها فقد روي البخاري (تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان) وفي هذا ما فيه : من الدعوة الدائمة لأمته صلى الله عليه وسلم من بعدهالإحيائها والتقرب إلى الله تعالى فيها , والعمل الدائم على استعادة قدرها , والحفاظ على مكانتها. 6 - كثرة الدعاء : عن عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها أنها قالت : قلت يا رسول الله , إن علمت ليلة القدر , ماذا أقول فيها ...؟ قال : صلى الله عليه وسلم – قولي : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ) واجبنا في ليلة القدر علينا نحن المسلمين في هذه الليلة المباركة , كما في أيامنا كلها : أن نقتدي بالحبيب النبي صلى الله عليه وسلم , وأن نهتدي بهديه في الأمور كلها . وأن نعمل دائما وأبدا بجد وصدق وإخلاص وإتقان على أن نستعيد قدرنا ومكانتنا التى منحنا الله إياها وسجلها علينا ؛ تشريفا وتكريما لنا في قوله تعالى : {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر.....}(32) وكذلك في قوله تعالى : {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ....}(33) وعلينا في هذه الليلة خصوصا : 1- أن نفعل كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم 2- وأن يكون هذا الاجتهاد في يومها وليلتها معا 3- أن نكثر من قراءة القرآن الكريم , قراءة تدبر وتفكر وإمعان في هذه العشر , وفي ليلة القدر بوجه خاص 4- أن نكثر فيها من الدعوات المستحبة , لأنها أوقات إجابة , وأفضل ما يكون به الدعاء , ما علمه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني" 5- كما يستحب الإكثار فيها بالدعاء للمسلمين جميعا , من باب الاهتمام بامورهم , والإحساس بآلامهم , والرغبة الصادقة في جلب الخير لهم وأولى الناس بوافر دعواتنا لهم : الآباء والأمهات، والاقليات من إخواننا في الدين والذين يعانون صور الظلم والاضطهاد ، والمجاهدون الذين يدافعون عن العقيدة ويردون ظلم الأعداء وكيدهم عن البلاد والعباد , كما في أفغانستان وفلسطين مثلا , وغيرهما من البلاد وكذلك : الدعاء بأن يهئ الله لهذه الأمة من أمرها رشدا , وأن يجمع كلمتها على شريعته وتحت رايته

 

جزاك الله خير
وبارك الله فيك
وجعلها في موازين حسناتك
وأثابك الله الجنه أن شاء الله

جزااك الله كل خير

وجعله الباري في موازين حسناتك

دمت / دمتي بحفظ الباري

جزاكى الله خيرا
ربى يجعله بميزان حسناتك