الهوى وأهل الأهـواء

هل أنتَ صاحبُ هوىً ؟؟
من أخطر الآفات على الإنسان اتباع الهوى، وهو يؤدى بصاحبه للهلكة والضلال والبدع "ولهذا سُمّي أصحاب البدع أصحاب الأهواء" وهو موضوع خطير وفتاك وقد قال شيخ الإسلام "أضل الضلال اتباع الظن والهوى". وقد يقع فيه المرء وهو لا يدري ولا يستطيع الانفكاك منه، فوجب الحذر منه والتحذير من خطره لما له من نتائج سيئة وعواقب وخيمة على الفرد والمجتمع.
تعريف الهوى :
الهوى لغة : الميل والانحراف والعدول والنزوع إلى ما تهواه النفس.
والهوى شرعاً: هو الميل عن الحق وعن طريق السنة ومجانبة سبيل الله، قال تعالى:
يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ
ويشمل بدع الاعتقادات والأعمال، وبدع الشبهات وبدع الشهوات. فالبدع إذاً أهواء، والمُحدثات في الدين كلها أهواء، عقدية كانت أو عملية، والافتراق كله أهواء، سواء كان الافتراق اعتقادياً أو عملياً أو هما معاً.
ولقد حذر السلف الصالح من الهوى واتباعه، أو الجلوس مع أصحاب أهل الأهواء، قال ابن عباس: "لا تجالسوا أصحاب الأهواء فإنهم يمرضون القلوب".
وقال إبراهيم النخعي: "لا تجالسوا أهل الأهواء فإن مجالستهم تُذهب بنور الإيمان من القلوب وتسلب محاسن الوجوه، وتورث البُغضة في قلوب المؤمنين".
أنواع الأهواء:

1- من حيث الجنس:

الأهواء من حيث جنسها على نوعين:

النوع الأول:

واضح وجلي وبين .

والثاني :

خفي أو ملتبس، ينجر إليه الإنسان وهو لا يشعر. وأغلب الأهواء من هذا النوع الملتبس، لأن الغالب أن الإنسان بعقله وفطرته ينفر من الهوى البين والضلال الجليّ، لكن قد يبتليه الله بسبب جهله أو تقصيره فيسلط عليه الشيطان بالتدرج فيقع في الأمور التي فيها لبس. وقد يتدرج من نزعة العاطفة إلى الهوى، ومن نزعة الحماس إلى الهوى، ومن نزعة الشبهة إلى الهوى، ومن نزعة الشهوة إلى الهوى.
2- من حيث الحكم:

الهوى على نوعين:


الأول:
هوى عارض - لشهوة أو شبهة - يزول بقوة الإيمان وبيان الحجة ويزول باستظهار الدليل أو بالتوبة أو بالموعظة ونحو ذلك.

الثاني:
هوى مستحكم وهو الهوى الذي يستقر في العقيدة والقلب، وينبثق عنه شبهات وشهوات وشكوك تستقر في نفس الإنسان، بحيث يكون الإنسان عبداً للبدعة المحدثة فيتعبد الله بها، أو يعتقد ما لا يوافق الشرع والسنة ويستمر على هذا الاعتقاد ويصر عليه أو يتعبد بالشهوة كأن يستحل المحرم مع قيام الحجة.

أصناف أهل الأهواء:

1- أهل الافتراق الذين هم امتداد للفرق القديمة:
كالمتكلمين بفرقهم، وكالباطنية بفرقهم، وكالمتصوفة بفرقهم، وكالخوارج بفرقهم، وكفرق المتنبئين الكذابين الجدد كالبهائية والبابية والقاديانية وغيرها، فهؤلاء هم في الأصل أهل الافتراق ولهم في أمور المسلمين - مع الأسف - وتجاهلهم خطأ فادح.
2- أصحاب النزعات البدعية:

فأصحاب النزعات البدعية أياً كان نوعها هم أهل أهواء، وينبغي أن يكون الموقف منهم كالموقف من الفرق، بمعنى أنه قد يوجد من الأفراد من لا ينتمي إلى طائفة، ولا ينتمي إلى فرقة من الفرق، ولا ينتمي إلى جماعة من الجماعات المنحرفة، ولكن عنده نزعة ابتداع في سلوكه أو اعتقاده، وهذا صاحب هوى بشخصه، ومن المعلوم أن أسباب انتشار البدع في بلاد المسلمين في هذا العصر، التساهل فيها من قبل فريق من الدعاة، بل منهم من يتعاطف مع أهل البدع، على أنهم شريحة من شرائح المسلمين، يجب أن نحتضنهم ونتعاطف معهم ولا نجرح مشاعرهم في ذكر بدعهم بل السكوت عنها؟ نقول: نعم التلطف في الدعوة مطلوب، لكن لا يكون إلا بالمناصحة والبيان والدعوة للسنة بالحكمة والموعظة الحسنة، والتخلي عن البدع والبراءة منها ومن أهلها والتعاطف له حدود والاحتضان له حدود، لكنهم يحتاجون إلى علاج، أما أن نتركهم بأمراضهم من باب جمع شمل المسلمين والإشفاق عليهم ونترك هذه البدع ولا نناصحهم فيها حتى مجرد مناصحة فهذا أمر خطير جداً.

3- أصحاب الشعارات الحزبية والانتماءات:
من أهل الأهواء أصحاب الشعارات الحزبية والانتماءات لغير منهج السلف، حتى وإن كانت في الدعوة، فإذا كان فيها تعصب واستقلال عن العلماء بأي نوع من أنواع الاستقلال الذي لا يسوغ شرعاً فإنها نزعة هوى، وإذا وجدت هذه الأمراض في بعض الجماعات أو في بعض طلاب العلم ينبغي أن تعالج بحزم، لأنها قد تكون في بدايتها أهواء خفية أو لا يشعر بها صاحبها، أو جاءت عن غفلة أو عاطفة، أو عدم تنبه لهذه القضية أو لهذا الأصل، لكننا نقول إنها يجب أن تعالج في أولئك الذين يقعون في مثل هذه النزعة، فأي نوع من أنواع الاستقلال عن أهل العلم إنما هو نزعة هوى، ويدخل هذا الصنف اتباع المذاهب الفكرية والحزبية المنحرفة كالعقلانية والعصرانية والحداثية وإن رفعت شعارات إسلامية فهي في سبيل الأهواء، لأن السنة ليس فيها حزبيات ولا انتماءات ونحوها.

4- بعض المثقفين والمفكرين الذين لا يلتزمون بالسنة ولا يلتفتون إلى العلماء ولا يبالون بمنهج السلف:

إن كثيراً من المثقفين والمفكرين - الذين لا يلتزمون بالسنة ولا يلتفتون إلى العلماء، ولا يبالون بمنهج السلف - كل واحد منهم يدعي أنه أمة، وأنه استاذ وأنه صاحب النهج السليم، وأنه ليس بحاجة إلى غيره، فتراهم يتحدثون بلغة (الأنا، ونحن) وأن الصواب هو قولهم، ويلمزون أهل الصلاح وأهل العلم، ويتعالون على الناس، ويتفلسفون على مساكين الشباب ويصطادونهم بزخرف القول وسعة الثقافة والعلم المعلب، فإذا سمع هذا الشاب - الخَلي من الفقه في الدين أو المتعلق بالمثاليات والعواطف - إذا سمع قولهم فَغَر فاه مُسلِّماً مُعجَباً إعجاب المريد بشيخه أو إعجاب الفتاة بأبيها.
وفي هذا الجو المشحون بالعواطف أخشى أن تظهر لنا مدارس عقلانية كما ظهرت في البلاد الأخرى، وأن تثمر ثمارها النكدة في غفلة منها، أو تساهل أو حسن ظن يزيد عن الحد المطلوب شرعاً باسم المصلحة، وباسم الإسلام، ثم تكون هذه المدارس العقبة الكؤود التي تحول دون نشر السنة والخير والهدى، وسنة النبي { كما حصل في بعض البلاد التي ظهرت فيها بعض الدعوات الإسلامية المعاصرة التي تنزع إلى العقلانية. حيث أفرزت تلك المدارس دعاة محسوبين على الدعوة الإسلامية ومشحونين بالعواطف، فيدينون للشعارات ولا يعرفون السنة، ولا يهتدون إليها ولا يهتدون بها، بل يحاربونها ويسخرون منها ومن أهلها، ويتنكرون للسلف الصالح، فدينهم هواهم وإمامهم زعيمهم، ولو لم يكن لديه شيء من الفقه في الدين، ولا يكاد أحدهم يخرج عن إطار جماعته فما قالت به هو الحق وما لم تقل به فهو الباطل، ولا مكان عندهم للفقهاء في الدين ولا للعلماء، والعالم بينهم مغمور وربما أيضاً يستهزأ به ويلمز، وهذه داهية عظمى وبلية كبرى ابتلينا بها، وسببها الجهل بالسنة وترك التفقه في الدين، والجفوة مع العلماء والتعلق بالمذاهب والاتجاهات العقلانية والبعد عن نهج السلف وعن سبيل المؤمنين.

5- العلمانيون:

وهم فئات وطبقات وأصناف لا يعلمها إلا الله - سبحانه وتعالى - وفي أفكارهم ومناهجهم ومظاهرهم، وفي مواقفهم من الإسلام وبعدهم... إلخ، فالعلمانيون من أهل الأهواء، وتجمعهم الأهواء وإن افترقت طرقهم ووسائلهم وأهدافهم، وكلمة (العلمانيون) من الكلمات المُسْتَجدَّة التي تحتاج إلى مزيد من التحرير، لكنها وصفٌ يجمع كل الاتجاهات والأفراد الذين يُعْرِضُون عن دين الله وشرعه، إعراضاً جزئياً أو كلياً، فالعلمانية مبدأ من المبادئ المعلنة والاتجاهات السائدة التي لها مناهجها ووسائلها وكتبها، ولها مدارسها في الغرب ثم في العالم الإسلامي، ولا يسع أهل العلم أن يتناسوا أو يتجاهلوا هذا المصطلح، فلابد من الوقوف عنده. ولذلك أرى أن هذا الاتجاه يحتاج إلى شيء من التحرير والتفصيل، سواء في الوصف أو في المستلزمات أو الأحكام - وهي المهمة - لأن الناس خلطوا في هذا الأمر حتى أن بعضهم يظن أن كل وصف بالعلمانية يعني الكفر دائماً وهذا خطأ، وبعضهم يعتقد أنه يسع المسلم أن يكون علمانياً، ولا يتعارض ذلك مع تدينه وهذا خطأ أيضاً، إذا فلابد من تحرير المسألة.

منقول للافاده

 

يسلمو على الموضوع الرائع
وجزاكى الله عنا خيرا
ربى يجعله بميزان حسناتك
تحياتى اليكى
فاادى

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

يعطيكى العآفيه على روعه طرحك
وآنتقــآئك آلمتميز
دمتى بهذا التألق
والتميز بجميع طـروحآتك
بإنتظآرجديدك آلقــــآدم
مودتى اليكى

الله يجزاك كل خير
وان شاء الله تكون في ميزان اعمالك
الله لايحرمك الأجر ..
يعطيك العافية ع جمال الطرح وقيمته

موضوع متألق بروعته
وفقك الله ورعاكي لما يحب ويرضى
وجزاكي خير وجعله في ميزان حسناتك

بارك الله فيك وجزاك عنا
خيراًلطرح المفيدوجعله
فى ميزان حسناتك
تحياتى