|
الإهداءات | |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
09-19-2014, 05:37 AM | #111 | |
:: الإدارة ::
|
|
|
|
09-19-2014, 05:37 AM | #112 | |
:: الإدارة ::
|
|
|
|
09-19-2014, 05:40 AM | #113 | |
:: الإدارة ::
|
اليوم الجمعة
لكم مني أحبتي في الله سلاماً اذكركم بالصلاة على الرسول ولا تنسوا انّ سورة الكهف نوراً واذكركم بساعة القبول عسى أن يشملنا الدعاء ونحظى برضى الله الغفور الرحيم اللهم صلِ وسلم وبارك على سيدنا ومولانا محمد |
|
|
09-19-2014, 05:40 AM | #114 | |
:: الإدارة ::
|
<b>(كهفك).. وطنُك ، ملاذُ جُمعتك ، وبوابة رُجوعٍ عن كُلِّ زلات أسبوعِك
بسم الله الرحمن الرحيم
|
|
|
09-19-2014, 05:40 AM | #115 | |
:: الإدارة ::
|
<b>(كهفك).. وطنُك ، ملاذُ جُمعتك ، وبوابة رُجوعٍ عن كُلِّ زلات أسبوعِك
بسم الله الرحمن الرحيم
|
|
|
09-19-2014, 05:41 AM | #116 | |
:: الإدارة ::
|
التخلف عن الجمعة والجماعات
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد: عباد الله: يجب على المسلم المحافظة على الصلوات الخمس، وعلى الجمعة بأدائها في جماعة المسجد، ولا يصرفه عن ذلك طلب الدنيا. ولا ينشغل عنها بالدراسة ولا الوظيفة ولا أي عمل آخر، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ[سورة الجمعة: آية 9.] وقال تعالى: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ . رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ[سورة النور: الآيتين 36، 37]، فيجب على المسلم أن يؤدي الصلوات في الجماعة في المساجد، وكذلك الجمع. قال الله تعالى: وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَآئِكُمْ وَلْتَأْتِ طَآئِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ(102) سورة النساء. إن الله سبحانه وتعالى في هذه الآية أمر بصلاة الجماعة في حالة الخوف، فدلَّ ذلك على أن صلاة الجماعة فرض على الأعيان إذ لم يسقطها عن الطائفة الثانية بفعل الأولى، فلو كانت الجماعة سنة يجوز تركها لكان أولى الأعذار بسقوطها عذر الخوف. وكم من الناس اليوم يتخلف عن الجماعة لأسباب غير شرعية ويظن أنه معذور بتخلفه هذا. قال عبد الرحمن السعدي: "وهذه الآية تدل على أن صلاة الجماعة فرض عين من وجهين أحدهما: أن الله تعالى أمر بها في هذه الحالة الشديدة وقت اشتداد الخوف من الأعداء وحذر مهاجمتهم فإذا أوجبها في هذه الحالة الشديدة فإيجابها في حالة الطمأنينة والأمن من باب أولى وأحرى، والثاني: أن المصلين صلاة الخوف يتركون فيه كثيراً من الشروط واللوازم ويعفى فيها عن كثير من الأفعال المبطلة في غيرها، وما ذاك إلا لتأكد وجوب الجماعة لأنه لا تعارض بين واجب ومستحب فلولا وجوب الجماعة لم تترك هذه الأمور اللازمة لأجلها"1. ومما يدل على وجوب صلاة الجماعة ما رواه أبو هريرة - رضي الله تعالى عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطب فيحطب، ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها ثم آمر رجلاً فيؤم الناس ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم، والذي نفسي بيده لو يعلم أحدهم أنه يجد عرقاً سميناً أو مرماتين حسنتين لشهد العشاء)2. فلما هدد رسول -صلى الله عليه وسلم-تارك صلاة الجماعة بالتحريق دلَّ ذلك على وجوبها على الأعيان إذ لو كانت سنة لما هدد تاركيها بتحريق البيوت. وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: أتى النبي -صلى الله عليه وسلم-رجل أعمى، فقال: يا رسول الله إنه ليس لي قائد يقودني إلى المسجد فسأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-أن يرخص له فيصلي في بيته فرخص له فلما ولى دعاه، فقال: (هل تسمع النداء بالصلاة؟) فقال: نعم، قال: (فأجب)3. فالرسول الله - صلى الله عليه وسلم-لم يرخص لهذا الأعمى الذي ليس له قائد يقوده فغيره من باب أولى، فدلَّ ذلك على وجوب صلاة الجماعة على من سمع النداء. وعن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من سمع المنادي فلم يمنعه من اتباعه عذر) قالوا: وما العذر؟ قال: (خوفٌ أو مرضٌ لم تقبل منه الصلاة التي صلى)4. فدلَّ هذا الحديث على وجوب صلاة الجماعة على من سمع النداء ولم يمنعه عذر. ونحن اليوم نسمع النداء للصلوات الخمس بمكبرات الأصوات ولا نجيب داعي الله. عباد الله: إن الصلاة هي عماد الدين، والركن الثاني من أركانه بعد الشهادتين، والمحافظة عليها من مكفرات الذنوب، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-قال: (أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء؟) قالوا: لا يبقى من درنه شيء، قال: (فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا)5 نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبهدي محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية: الحمد لله سلك بأهل الاستقامة سبيل السلامة، أحمده سبحانه وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، بوأ المتقين في دار المقامة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة أدخرها ليوم القيامة، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، فاز من جعله إمامه، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أهل الفضل والكرامة، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أيها الناس: اتقوا الله تعالى، واعلموا أن الله قد أمر وحضّ على صلاة الجماعة، وأكد على ضرورة حضورها، ورغب في عظيم فضلها فعن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذّ بسبع وعشرين درجة)6 وعَنِ ابْنِ عُمَرَ وَابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُمَا شَهِدَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-أَنَّهُ قَالَ وَهُوَ عَلَى أَعْوَادِ الْمِنْبَرِ: (لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمْ الْجُمُعَاتِ أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - عَلَى قُلُوبِهِمْ وَلَيُكْتَبَنَّ مِنْ الْغَافِلِينَ)7. وجعل ترك الجماعة في الصلاة علامة على التهاون بشأنها، و علامة على وجود عمل للشيطان وإستيلاء له على القلوب والأعمال، فعن أبي الدرداء -صلى الله عليه وسلم-قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان فعليك بالجماعة، فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية)8 وجعل من حافظ على الجماعة أنه على هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- فعن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: "من سرّه أن يلقى الله تعالى غداً مسلماً فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهنّ، فإن الله شرع لنبيّكم -صلى الله عليه وسلم- سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم -صلى الله عليه وسلم-ولضللتم ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف"9 وقد حافظ المسلمون على هذه الشعيرة المباركة على مدى الأجيال، وقد بلغ السلف في المحافظة على حضور الجماعات ما يشبه الخيال، فهذا سعيد بن المسيّب يقول: "ما أذن مؤذن منذ عشرين سنة إلا وأنا في المسجد" وقد كانوا يعزون أنفسهم ثلاثة أيام إذا فاتتهم التكبيرة الأولى، ويعزون سبعاً إذا فاتتهم الجماعة. وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من غدا إلى المسجد وراح أعد الله له نزله من الجنة كلما غدا أو راح).10 وقال -صلى الله عليه وسلم-: (أتاني الليلة آتٍ من ربي، قال: يا محمد! أتدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت:نعم؛ في الكفّارات والدرجات، ونقل الأقدام للجماعات، وإسباغ الوضوء في السَّبَرات، وانتظار الصلاة، ومَن حافظ عليهن عاش بخير، ومات بخير، وكان من ذنوبه كيوم ولدته أمه)11 وقال السعدي في قوله: أَقَامُوا الصَّلاةَ في أوقاتها، وحدودها، وأركانها، وشروطها، في الجمعة والجماعات12. و مما يدل على فضل الصلاة في المسجد أنه -صلى الله عليه وسلم-كان شديد الحب للمساجد وأخبر بأن الله تبارك وتعالى يظله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله. يقول الإمام النووي في شرح قوله: (ورجل قلبه معلق في المساجد)13 معناه شديد المحبة لها والملازمة للجماعة فيها. ألا فاتقوا الله عباد الله، واستقيموا إلى ربكم واستغفروه، ثم صلوا وسلموا على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، نبيكم محمد رسول الله، فقد أمركم بذلك ربكم جل في علاه، فقال عز من قائل:إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً الأحزاب:56. اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر والخلق الأكمل. ============== 1 - تفسير السعدي - (ج 1 / ص 198) 2 - صحيح البخاري - (ج 3 / ص 32 - 608) 3 - صحيح مسلم - (ج 3 / ص 384 - 1044) 4 - سنن أبي داود - (ج 2 / ص 155) تحقيق الألباني: صحيح، دون جملة العذر، و بلفظ: "و لا صلاة له"، المشكاة (1068). 5 - صحيح البخاري - (ج 2 / ص 355 - 497) وصحيح مسلم - (ج 3 / ص 419 - 1071) 6 - صحيح مسلم - (ج 3 / ص 377 - 1038) 7 - مسند أحمد - (ج 5 / ص 57) 8 - سنن أبي داود - (ج 2 / ص 151 - 460) وسنن النسائي - (ج 3 / ص 363 - 838) تحقيق الألباني: حسن. 9 - صحيح مسلم - (ج 3 / ص 387 - 1046) 10 - صحيح البخاري - (ج 3 / ص 54 - 622) وصحيح مسلم - (ج 3 / ص 421 - 1073) 11 - سنن الترمذي - (ج 11 / ص 27 - 3157) ومسند أحمد - (ج 7 / ص 337 - 3304) وصحيح الترغيب والترهيب - (ج 1 / ص 73 - 302 ) - ( صحيح لغيره ) 12 - تفسير السعدي - (ج 1 / ص 539) 13 - صحيح البخاري - (ج 3 / ص 51 - 620) وصحيح مسلم - (ج 5 / ص 229 - 1712) |
|
|
09-19-2014, 05:42 AM | #117 | |
:: الإدارة ::
|
وجوب صلاة الجماعة في المسجد
الأدلة على وجوب صلاة الجماعة في المسجد السؤال: أنا مسلم جديد وأريد أن أعرف هل الأفضل للمسلم أن يصلي صلاة الفريضة في المسجد وما الدليل على ذلك ؟. الحمد لله أولاً : نحمد الله سبحانه وتعالى الذي كتب لك الهداية للدخول في دين الإسلام فهذه نعمة عظيمة تستوجب حمد الله وشكره . ثانياً : لا بد أن يعلم المسلم أن الصلاة أعظم أركان الإسلام العملية ، وهي الفاصل بين المسلم والكافر كما جاء في حديث جابر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة " . رواه مسلم ( 82 ) . ثالثاً : اختلف الفقهاء رحمهم الله في حكم صلاة الجماعة على أقوال عدة : أصحها : أن صلاة الجماعة في المسجد واجبة ، وعليه تدل الأدلة الشرعية . وهو قول عطاء بن أبي رباح والحسن البصري والأوزاعي وأبي ثور ، والإمام أحمد في ظاهر مذهبه ، ونص عليه الشافعي في " مختصر المزني " فقال : " وأما الجماعة فلا أرخص في تركها إلا من عذر " ، واختاره الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين رحمهما الله . وأما الأدلة على الوجوب فكما يلي : 1. قال الله تعالى : { وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك } النساء / 102 . قال ابن المنذر : ففي أمر الله بإقامة الجماعة في حال الخوف : دليل على أن ذلك في حال الأمن أوجب . " الأوسط " ( 4 / 135 ) . وقال ابن القيم : ووجه الاستدلال بالآية من وجوه : أحدها : أمره سبحانه لهم بالصلاة في الجماعة ثم أعاد هذا الأمر سبحانه مرة ثانية في حق الطائفة الثانية بقوله : { ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك } ، وفي هذا دليل على أن الجماعة فرض على الأعيان إذ لم يسقطها سبحانه عن الطائفة الثانية بفعل الأولى ، ولو كانت الجماعة سنَّة لكان أولى الأعذار بسقوطها عذر الخوف ، ولو كانت فرض كفاية : لسقطت بفعل الطائفة الأولى ، ففي الآية دليل على وجوبها على الأعيان ، فهذه ثلاثة أوجه : أمره بها أولاً ، ثم أمره بها ثانياً ، وأنه لم يرخص لهم في تركها حال الخوف . " الصلاة وحكم تاركها " ( ص 137 ، 138 ) . 2. قوله تعالى : { وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين } البقرة / 43 ، ووجه الاستدلال بالآية أنه سبحانه أمرهم بالركوع وهو الصلاة ، وعبر عنها بالركوع لأنه من أركانها ، والصلاة يعبر عنها بأركانها وواجباتها كما سماها الله سجوداً وقرآناً وتسبيحاً ، فلا بد لقوله { مع الراكعين } من فائدة أخرى وليست إلا فعلها مع جماعة المصلين والمعية تفيد ذلك ، إذا ثبت هذا فالأمر المقيد بصفة أو حال لا يكون المأمور مُمتثلا إلا بالإتيان به على تلك الصفة والحال ؛ فإن قيل فهذا ينتقض بقوله تعالى :{ يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الركعين } آل عمران / 43 ، والمرأة لا يجب عليها حضور الجماعة ، قيل : الآية لم تدل على تناول الأمر بذلك لكل امرأة بل مريم بخصوصها أمرت بذلك بخلاف قوله : { وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين } ، ومريم كانت لها خاصية لم تكن لغيرها من النساء ؛ فإن أمها نذرتها أن تكون محررة لله ولعبادته ولزوم المسجد وكانت لا تفارقه ، فأمرت أن تركع مع أهله ولمَّا اصطفاها الله وطهَّرها على نساء العالمين أمرها من طاعته بأمر اختصها به على سائر النساء قال تعالى : { وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين } آل عمران / 42 و 43 . فإن قيل : كونهم مأمورين أن يركعوا مع الراكعين لا يدل على وجوب الركوع معهم حال ركوعهم بل يدل على الإتيان بمثل ما فعلوا كقوله تعالى :{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين } التوبة / 119 فالمعية تقتضي المشاركة في الفعل ولا تستلزم المقارنة فيه ، قيل : حقيقة المعية مصاحبة ما بعدها لما قبلها ، وهذه المصاحبة تفيد أمراً زائداً على المشاركة ولا سيما في الصلاة ، فإنه إذا قيل : صلِّ مع الجماعة أو صليتُ مع الجماعة ، لا يفهم منه إلا اجتماعهم على الصلاة . " الصلاة وحكم تاركها " ( 139 – 141 ) . 3. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال : " والذي نفسي بيده لقد هممتُ أن آمر بحطبٍ فيحتطب ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها ثم آمر رجلاً فيؤم الناس ، ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم ، والذي نفسي بيده لو يعلم أحدهم أنه يجد عَرْقاً سميناً ، أو مِرْمَاتين حسنتين لشهد العشاء " . رواه البخاري ( 618 ) ، ومسلم ( 651 ) . عرْق : العظم . مرماتين : ما بين ظلفي الشاة من اللحم . والظّلف : الظفر وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن اثقل الصلاة على المنان صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلاً يصلي بالناس ثم انطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار ". رواه البخاري ( 626 ) ، ومسلم ( 651 ) . قال ابن المنذر : وفي اهتمامه بأن يحرق على قوم تخلفوا عن الصلاة بيوتهم : أبين البيان على وجوب فرض الجماعة ، إذ غير جائز أن يحرِّق الرسول صلى الله عليه وسلم مَن تخلف عن ندب ، وعما ليس بفرض . " الأوسط " ( 4 / 134 ) . وقال الصنعاني : والحديث دليل على وجوب الجماعة عيناً لا كفايةً ، إذ قد قام بها غيرهم فلا يستحقون العقوبة ، ولا عقوبة إلا على ترك واجب أو فعل محرم . " سبل السلام " ( 2 / 18 ، 19 ) . 4. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ أَعْمَى [وهو ابن أم مكتوم] فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ لَيْسَ لِي قَائِدٌ يَقُودُنِي إِلَى الْمَسْجِدِ فَسَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُرَخِّصَ لَهُ فَيُصَلِّيَ فِي بَيْتِهِ ، فَرَخَّصَ لَهُ ، فَلَمَّا وَلَّى دَعَاهُ ، فَقَالَ : هَلْ تَسْمَعُ النِّدَاءَ بِالصَّلاةِ ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : فَأَجِبْ . ولفظ أبي داود (552) وابن ماجه (792) : ( لا أَجِدُ لَكَ رُخْصَةً ) والحديث : قال عنه النووي : إسناده صحيح أو حسن . " المجموع " ( 4 / 164 ) . قال ابن المنذر : فإذا كان الأعمى لا رخصة له : فالبصير أولى أن لا تكون له رخصة . " الأوسط " ( 4 / 134 ) . وقال ابن قدامة : وإذا لم يرخص للأعمى الذي لم يجد قائدا فغيره أولى . " المغني " ( 2 / 3 ) . 5. عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : من سرَّه أن يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث يُنادى بهن فإنهن من سنن الهدى وإن الله شرع لنبيكم سنن الهدى وإنكم لو صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو أنكم تركتم سنة نبيكم لضللتم ، وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة ويرفعه بها درجة ويحط عنه بها سيئة ، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق ولقد كان الرجل يؤتى يهادي بين الرجلين حتى يقام في الصف . وفي لفظ ، قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم علَّمَنا سنن الهدى ، وإن من سنن الهدى الصلاة في المسجد الذي يؤذن فيه . رواه مسلم ( 654 ) . قال ابن القيم : فوجه الدلالة : أنه جعل التخلف عن الجماعة من علامات المنان المعلوم نفاقهم ؛ وعلامات النفاق لا تكون بترك مستحب ولا بفعل مكروه ، ومن استقرأ علامات النفاق في السنَّة : وجدها إما ترك فريضة ، أو فعل محرم ، وقد أكد هذا المعنى بقوله : " من سرَه أن يلقى الله غداً مسلماً فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن " وسمَّى تاركَها المصلي في بيته متخلفاً تاركاً للسنَّة التي هي طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي كان عليها وشريعته التي شرعها لأمته ، وليس المراد بها السنَّة التي مَن شاء فعلها ومَن شاء تركها ؛ فإن تركها لا يكون ضلالاً ، ولا من علامات النفاق كترك الضحى وقيام الليل وصوم الإثنين والخميس . " الصلاة وحكم تاركها " ( ص 146 ، 147 ) . 6. إجماع الصحابة : قال ابن القيم : إجماع الصحابة رضي الله عنهم ونحن نذكر نصوصهم : قد تقدم قول ابن مسعود رضي الله عنه : ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق . وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : من سمع المنادي فلم يجب من غير عذر فلا صلاة له . وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : من سمع المنادي فلم يجب بغير عذر فلا صلاة له . وعن علي رضي الله عنه قال : لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد ، قيل : ومَن جار المسجد ؟ قال : مَن سمع المنادي " . وعن الحسن بن علي رضي الله عنه قال : من سمع النداء فلم يأته لم تجاوز صلاته رأسه إلا من عذر . وعن علي رضي الله عنه قال : من سمع النداء من جيران المسجد وهو صحيح من غير عذر فلا صلاة له . " الصلاة وحكم تاركها " ( ص 153 ) . والأدلة كثيرة اكتفينا بما سبق ، ويمكن الرجوع إلى كتاب ابن القيم " الصلاة وحكم تاركها " ففيها زوائد وفوائد . وللشيخ ابن باز رسالة مفيدة بعنوان وجوب أداء الصلاة في جماعة . والله أعلم . |
|
|
09-19-2014, 07:50 AM | #118 | |
مشرف عام
|
|
|
|
09-25-2014, 12:49 PM | #119 | |
الاداره
|
|
|
|
09-26-2014, 12:17 PM | #120 | |
~ مشرف منتدى الاثاث والديكور المنزلى ~
|
جمعه طيبه للجميع
|
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|