رهاب المطر ..

كرهت الكذب على نفسي اكثر من ذلك .. فأنا اعلم انه لا يمكني الاستمرار بتجاهل ما يحدث

ربي ارحمني من شعور الموت الذي ينتابني من وقت لآخر عندما يخطر ببالي انه .... اصبح ابعد من ذي قبل وكأنني خلقت لأحارب كل شيء سمي بعثرات الدنيا لاحصل عليه

كلما مرت نسمة باردة ينتابني رهاب المطر ..

اخاف قدوم المطر من دونه .. فالشتاء له طعم ومذاق آخر معه فقد كانت الغيوم رغم اشتداد رعودها بيضاءً وناعمة

وكانت السماء رغم اشتداد سوادها مشرقة بسبب نطقي لاسمه دائما عندما اشم رائحة الشتاء

كيف لي مواجهة ايام حنيني .. كيف لي الركض والصراخ فرحة لقدوم الشتاء

كيف لي ان اذهب لابشر حبيبي بنزول اول قطرات المطر على ارض حبي الخصبة

احس فيه واشم رائحة التراب واسمع صوت حبيبي في الهاتف وانا اوصيه على ارتداء السترة خوفا من مرضه

اسمعه بوضوح وهو يقول لي .. لا تخافي توكلي على الله لا تخافي

ما زالت دموعي تتساقط وما زال الخدر يسيطر على ذهولي لكل شيء حولي ولا زال الأنين يبهر حواسي بصراخه

لا الوم ارتجافي أمامه ... سذاجتي في عينيه .. مقدرتي على الاستمرار .. حيائي ، خجلي ، طفولتي .. بين يديه

لن انسى تقديمي لألذ انوع الشوكولاته التي احبها كطفل في حضني ...

لن أوقف نومي الوهمي بجانبه كل ليلة والاستيقاظ والتمعن في وجهه والقاء صباح الخير عليه وهو نائم ولن اتوقف عن تقبيل جبينه اثناء نومه بهدوء خوفاً من ازعاجه

ارحمني يا إلهي .. فأنا ما عدت احتمل شيئا ولم أعد تلك الفتاة القوية التي عرفها
فما انا الآن سوى .... بقايا انسانة ترجو من ربها ان يعود ويبنيني من جديد لاعود واسكن احضانه ثانية

ولن أمل محاربة كل شيء يعيق وجودي معه .. وسأثبت للمطر بأنه خلق لنا