ننتظر تسجيلك هـنـا

 

 

 


الإهداءات


العودة   منتديات حـــبة حــب > هஐ¤ღ المنتدى الاسلامى ღ¤ஐه > ~ القسم الاسلامى العام ~

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 03-15-2013, 02:51 PM
نائب الاداره
معانى الورد غير متواجد حالياً
Egypt     Female
SMS ~










لوني المفضل Fuchsia
 رقم العضوية : 7
 تاريخ التسجيل : Jul 2011
 فترة الأقامة : 4863 يوم
 أخر زيارة : 12-10-2021 (10:57 PM)
 المشاركات : 38,198 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي حال المسلمين عند الشدائد والكروب



الخطبة الأولى
أمَّا بعد: فاتَّقوا الله عبادَ الله، وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ[البقرة: 281].
عبادَ الله، صروفُ الليالي وتقلُّب الأيامِ يُعقِبان المرءَ تبدُّلَ أحوال ونزولَ شدائد وحُلول كُرَب، فيها من الغُمومِ والهمومِ مَا يَستَحوِذُ عَلَى صاحِبِها، ويسوؤه في نفسِه أو جسمه أو عِرضِه أو ماله أو بلَدِه، فيضيقُ بها صدره، ويلتَمسُ تفريجَها وكشفَ ضرّها، فيذكر قولَ ربِّه الأعلى سبحانه: وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ[الأنعام: 17]، وقولَه عزَّ اسمُه: قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ[الأنعام: 63، 64]. فيستَيقِن أنَّه سبحانه المُنجِّي من كلِّ كربٍ، الكاشفُ كلَّ ضُرٍّ، المُغيثُ لكلّ ملهوف، فيتوجَّهُ إليه بالدعاء مُتضرِّعًا مُخلِصًا خاشعًا خاضِعًا مُخبِتًا مُتَحرِّيًا أوقاتَ الإجابة؛ امتثالاً لقولِه عزّ وجلّ: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ[غافر: 60]، راجيًا أن يُفرِّج كربَه، ويكشف غمَّه، ويُذهِبَ همَّه. ويتوسَّلُ إليه بما كان يَتَوسَّل إليه به نبيُّه مِن جوامعِ الدّعاء، كما في الحديثِ الذي أخرجه الترمذيّ في "جامعه" بإسنادٍ حسن عن أنس بن مالك أنّه قال: كان رسول الله إذا كرَبَه أمرٌ يقول: ((يا حيُّ يا قيوم، برحمتك أستغيث))، وكما جاء في الحديثِ الذي أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" بإسنادٍ صحيح عن عبد الله بنِ مسعود أنّه قال: قال رسول الله : ((ما أصاب أحدًا همٌّ ولا حزنٌ فقال: اللهم إني عبدك، وابنُ عبدك، وابنُ أمَتِك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمك، عدلٌ فيَّ قضاؤك، أسألك بكلِّ اسمٍ هو لك، سمَّيتَ به نفسَك، أو علَّمتَه أحدًا من خلقك، أو أنزلتَه في كتابك، أو استأثرتَ به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيعَ قلبي، ونورَ صدري، وجلاءَ حزني، وذهابَ همِّي؛ إلا أذهبَ الله همَّه وأبدلَه مكانَه فَرَجًا))، قيل: يا رسول الله، ألا نتعلَّمها؟ قال: ((بلى، ينبغي لمن سمِعها أن يتعلَّمها)).
ومن ذلك: دعاء نبيِّ الله يونس عليه السلام وهو في بطن الحوت؛ فقد أخرج الحاكم رحمه الله في "مستدركه" بإسنادٍ صحيح عن سعدِ بن أبي وقاص أنه قال: قال رسول الله : ((دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ[الأنبياء: 87]، لم يدعُ بها مسلمٌ في شيءٍ قطّ إلا استجابَ الله له بها))، وذلك مصداقًا لقوله سبحانه: فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ[الأنبياء: 88].
ومن أعظم ما يُرجى لتفريج الكُربة ورفع الشدة في العاجلة والفوز والنجاة من أهوال يوم القيامة: القيامُ بحقِّ الله؛ بالإيمان به، والمُسارَعَة إلى مرضاته، والإيمان برسولِهِ ، واتِّباع سنته، وتحكيم شرعه. ومن ذلك: القيامُ بحقوقِ عباد الله؛ بالإحسانِ إليهم في كلِّ دروب الإحسان؛ تأسِّيًا بهذا النبيِّ الكريمِ صلوات الله وسلامه عليه الَّذي قالت له أمُّ المؤمنين خديجةُ رضي الله عنها لما ذَكَر لها ما وقع له في غارِ حراء حين جاءه جبريل عليه السلام بالوحي، قالت: (كلّا؛ والله لا يُخزِيك الله أبدًا، إنك لتصِلُ الرَّحِم، وتحمِلُ الكلَّ، وتقرِي الضيفَ، وتُكسِبُ المعدومَ، وتُعينُ على نوائبِ الحق) أخرجه البخاري ومسلم رحمهما الله في "صحيحيهما".
وفي هذه الإعانةِ والإكساب للمعدوم تفريجٌ للكَرب عن المكروب، ورفعُ كابوسِ المحنةِ عن كاهِلِه، وقال عليه الصلاة والسلام في الحثِّ على اصطناعِ المعروف: ((صنائعُ المعروف تقِي مصارِعَ السوء والآفات والهلَكَات، وأهلُ المعروفِ في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة)) أخرجه الحاكم في "مستدركه" بإسنادٍ صحيحٍ.
وفي هذا الإحسانِ أيضًا قِيامٌ بحقِّ الأُخُوَّة في الدّين التي ذكرها الله تعالى بقوله: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ[الحجرات: 10]، وبقوله: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ[التوبة: 71]، وبقوله : ((مثلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم مثَلُ الجسد؛ إذا اشتكَى منه عضوٌ تداعَى له سائرُ الجسَد بالسهَر والحُمَّى)) أخرجه مسلم في "صحيحه" من حديث النعمان بن بشير .
وهذا تعبيرٌ غنيُّ الدلالة على أنّ من مُقتضياتِ هذه الأُخُوَّة الإيمانية: تفريجَ الكربةِ عن المسلم، والوقوفَ معه في مِحنَته، وإعانتَه على بلائه رجاءَ ما وردَ في ثواب ذلك من الموعودِ والجزاء الضَّافي والأجر الكريم الذي جاء بيانُه في الحديثِ الذي أخرجَه الشيخان في "صحيحيهما" -واللّفظ للبخاري- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنَّ رسول الله قال: ((المسلمُ أخو المسلم؛ لا يظلِمُه، ولا يُسلِمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرَّج عن مسلمٍ كُربةً فرَّجَ الله عنه كُربةً من كُرُبات يوم القيامة، ومَن ستَر مسلِمًا سترَه الله يوم القيامة))، وزاد في لفظ مسلم: ((ومن يسَّر على مُعسِرٍ في الدنيا يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبدُ في عون أخيه)).
وفي هذا الحديثِ -كما قال أهلُ العلم- إشارةٌ إلى أن الجزاء من جنس العمل؛ فجزاءُ التفريج في الدنيا تفريجٌ في الآخرة، ولا مُساواة -يا عباد الله- بين كُرَب الدنيا وكُرب يوم القيامة؛ فإنّ شدائد الآخرة وأهوالها جَسيمةٌ عظيمة، فكان ادِّخارُ الله تعالى جزاءَ تفريج الكُرَب الدنيويّة ليُفرِّجَ به عن عباده كُرُباتهم يوم القيامة حين يكون الإنسان أحوجَ ما يكون إلى فضل الله ورحمته، وإنما يرحمُ الله من عباده الرُّحَماء.
فاتَّقوا الله عبادَ الله، واعمَلوا على القيامِ بحقوقِ الأُخوَّة في الدّين؛ بالوقوفِ مع الإخوة عند الكُرَب ونزول الشدائد بساحتهم وتجهُّم الزمان لهم، وإعانتهم بما ينفَعهم ولا يضرُّكم مما أنعم الله به عليكم من نِعَمِه العِظَام؛ لتحظَوا برضوانِ ربِّكم، ولتُسهِموا بنصيبِكم في الدعوةِ لدينكم وإلى سبيل ربِّكم بالعملِ على إبرازِ الصورة المُثلَى للمجتمَع المسلم الذي يُقدِّمُ للعالمينَ الأُنموذجَ المُشرِقَ للحياةِ الطيبةِ الناشِئة في رحاب الإيمان، المُهتدِيَة بهديِ القرآنِ وسنَّة سيِّد الأنام عليه أفضلُ الصّلاة وأكملُ السّلام.
نفعني الله وإياكم بهديِ كتابه، وبسنّةِ نبيه ، أقول هذا القول، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنبٍ، إنه هو الغفور الرحيم.



الخطبة الثانية
الحمدُ لله الولي الحميدِ، الفعَّال لما يُريد، وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ لَه، وأشهَد أنَّ سيِّدنا ونبيَّنا محمَّدًا عبد الله ورسوله صاحِبُ الخُلُق الراشِد والنهجِ السَّديدِ، اللّهمَّ صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك محمَّد وعلى آلِه وصحبِه.
أمّا بعد: فيا عبادَ الله، قال بعضُ أهل العلم بالحدِيث تعليقًا على قوله : ((ومن فرَّجَ عن مسلمٍ كُربةً فرَّجَ الله عنه بها كُربةً من كُرَب يوم القيامة)): "فيهِ عظيمُ فضل قضاءِ حوائج المسلمين، ونفعهم بما تيسَّر من علمٍ أو مالٍ أو جاهٍ أو إشارةٍ أو نُصحٍ، أو دلالةٍ على خير، أو إعانةٍ بنفسه، أو سَفارته ووساطَته، أو شفاعته، أو دعائه بظهر الغيب".
ومما يُعلِمُك بعِظَم الفضلِ في هذا وما بعده: أنَّ الخلق عِيالُ الله، وتنفيسُ الكُرَب إحسانٌ إلَيهم، والعادةُ أن السيِّد والمالكَ يُحبُّ الإحسانَ لعِياله وحاشيتِه، وليسَ شيءٌ أسهَل من كشف الكُروب ودَفع الخُطوب إذا ألمَّت بالمؤمِنِ الذي لا يَرَى نفسَه إلا وَقفًا على إِخوانِه، يُعينهم فيما استطاع، ويُصبِّرُهم على مَا كَان، ويُؤمِّنُ خائفَهم، ويُساعِدُ ضَعيفَهم، ويحمِل ثِقَلَهم، ويجِدون عنده المَعدومَ، ولا يضجَرُ منهم، ولا يَسأمُهم، ولا يملُّهم.
ومثلُ هذا في الاحتفاظ بحقوق المسلمين وكفِّ الشرِّ عنهم قولُه : ((لا تَحاسَدوا، ولا تباغَضوا، ولا تَدابَروا، ولا يبِعْ بعضُكم على بعضٍ، وكونوا عبادَ الله إخوانًا، المسلمُ أخو المسلم؛ لا يظلِمُه، ولا يخذُلُه، ولا يحقِرُه، التقوى ها هنا -وأشار إلى صدره ثلاث مراتٍ-، بحسب امرئٍ من الشرِّ أن يحقِرَ أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرامٌ؛ دمُه ومالُه وعِرضُه)).
فاتقوا الله عبادَ الله، واعملوا على القيامِ بحقوق الإِخوةِ في الله أينما كانوا، وكونوا أعوانًا لهم على الخير، وسدًّا منيعًا أمام مُخطَّطات المُغرِضِين من أهلِ الأهواء وذوِي الأغراضِ والمصالحِ الخاصَّة.
واذكروا على الدوام أن اللهَ تعالى قد أمَرَكم بالصَّلاة والسَّلام على خير الأنام...

 

الموضوع الأصلي : حال المسلمين عند الشدائد والكروب     -||-     المصدر : منتديات حبة حب     -||-     الكاتب : معانى الورد



 توقيع :
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
قديم 03-15-2013, 03:39 PM   #2
الاداره


fade غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2827
 تاريخ التسجيل :  Nov 2012
 أخر زيارة : 01-26-2018 (07:12 AM)
 المشاركات : 36,614 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 SMS ~


لوني المفضل : Brown
افتراضي



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


 
 توقيع :
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 03-18-2013, 08:15 AM   #3
نائب الاداره


مصطفى منصور غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3677
 تاريخ التسجيل :  Jan 2013
 أخر زيارة : 06-28-2019 (03:31 AM)
 المشاركات : 24,963 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 SMS ~
لوني المفضل : Blue
افتراضي



أسأل الله أن يرزقك الفردوس
الأعلى من الجنة على ماطرحتى
لك من كل التقدير


 
 توقيع :
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


Rss  Rss 2.0  Html  Xml  Sitemap 


الساعة الآن 07:48 AM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010