#1
|
||||||||||||
|
||||||||||||
السمكة الناصحة
كانت الأسماك تعيش فى النهر، وتأكل مما فيه من طحالب وعشب، وما يسوق الله لها من رزق، ولا ينغص عليها عيشها إلا تلك الظاهرة العجيبة التى عجزت الأسماك عن تفسيرها جيلا بعد جيل.
فبين الحين والحين ينزل من أعلى طعام شهى يسيل له لعاب السمك، ولكن ما أن تقبض السمكة بفمهما على هذا الطعام حتى تُجذب بشدة إلى أعلى، ثم لا يُرى لها أثرًا بعد ذلك. ولا أحد من الأسماك يدرى ما يحدث لها. ويتكرر هذا الأمر كثيرًا كل يوم.. وفى يوم خرجت سمكة على قومها تحذرهم وتقول لهم: يا أيها السمك، إنى عاينت مالم تعاينوا، وشاهدت بنفسى ما يحدث للسمك الذى يُجذب إلى أعلى. إن هذا الطعام الشهى الذى تتسابقون إليه فرحين ما هو إلا طُعم يُخفى بداخله خُطّاف من حديد مربوط بخيط إلى خارج الماء، ما إن تلتقم السمكة هذا الطعم حتى تُجذب بشدة إلى الخارج حيث لا ماء هناك، ولكن هناك رجل ضخم صفته كذا وكذا، وله يدان قويتان، بكل يد منهما خمس أصابع وبكل أصبع ظفر شديد، فيمسك بالسمكة ويعالج إخراج هذا الخطاف الحديدى من جوفها بعنف، وهى تتلوى بين أصابعه من الألم ولا يبالى. ثم يقذف بها بعد ذلك فى جوف وعاء مظلم، فتظل به حتى تخمد أنفاسها، وكلما أمسك بسمكة أخرى فعل بها كما فعل بالأولى، حتى إذا صار عنده ما يريد من السمك حمله إلى مكان آخر من صفته كذا و كذا، وأعطى السمك لامرأته ومن صفتها كذا وكذا، فتفتح بطن كل سمكة بسكين، وتزيل به ما عليها من القشور، ثم توقد نارًا شديدة، وتضع عليها إناءً به زيت، حتى إذا احترق الزيت وصار يهدر من شدة الاحتراق ألقت فيه السمك، حتى إذا احمرَّ من شدة النار حملته على صينية ووضعته أمام آخرين، من صفة كل واحد منهم أنه له - غير اليدين - فم قوى به عدد كذا وكذا من الأسنان والضروس التى من صفتها كذا وكذا، فمزقوا لحم السمك بأصابعهم وأظفارهم، ثم قذفوا به فى أفواههم التى صفتها كذا وكذا، فمضغوه بأضراسهم، حتى يصير كالعجينة الطرية، ثم ابتلعوه، فانزلق بسرعة إلى أجوافهم السحيقة المظلمة. فإذا لم يبق من السمك غير العظام والأشواك ألقوا بها إلى القطط، وهى حيوانات من صفتها كذا وكذا، ولها مخالب وأنياب صفتها كذا وكذا، فالتهمتها التهامًا. فيا أيها السمك، لا يغرنكم هذا الطعام الشهى، فإن فى أوله شهوة سريعًا ما تنقضى، ثم يعقبها عذاب طويل.. فمن الأسماك من يتأثر بهذا الكلام ويصدقه، ويأخذ على نفسه ألا يقترب من هذا الطعام أبدًا، وأولئك هم الأقلون، أما الكثرة الكاثرة من الأسماك فإنهم لا يصدقون، ومنهم من يتخذ من كلام هذه السمكة الناصحة مادة للسخرية، ومنهم من يقول: - إنا لم نر قط هذا الذى وصفت، ولا نصدق إلا ما نرى بأعيننا.. - إن هذه السمكة مُخرِّفة فلا تسمعوا لها.. - ما سمعنا قط بمثل هذا الكلام من قبل.. فتقول لهم السمكة الناصحة: - سوف ترون، ولكن حين لا تنفعكم رؤيتكم شيئًا. فمن صدّق وأطاع نجا، ومن كذب وعصى هلك. هذه القصةتُضرب مثلاً لما جاء به الأنبياء، وما أخبروا به من حقائق الحياة.. وما بعد الموت.
|
01-20-2013, 05:17 AM | #2 | |
نائب الاداره
|
طرح رآئع كروعة حضورك
دمتي ودآم فيض عطآئك كل الشكر لك ويعطيك العآفية بآقآت الورد لروحك الطيبة ~ |
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|