شجرة الحياة بالبحرين عمرها 400 سنة ولازالت خضراء
تنتصب شجرة الحياة وحيدة في صحراء البحرين منذ أكثر من 400 عام ومن دون أي مظاهر للحياة تحيط بها، البعض يراها شجرة كغيرها من الشجر المنتشر في البراري، لكن عندما تبدو هذه الشجرة في الصحراء القاحلة حتى من دون أي نبتة أخرى تجاورها فلاشك أن هناك سرًا في وجودها.
حيرت العلماء
الشجرة التي حيرت علماء الجيولجيا بالعالم لوقت طويل، أخيرا قرر الباحثون والجيولوجيون تقديم أبحاث حول سر بقائها من دون ماء طوال تلك ألسنوات إذ يضعون تفسيرا منطقيا لبقاء تلك الشجرة مختلفة عن باقي الشجر المنتشر في أنحاء ألعالم معتمدةً على مياه ألأمطار وهي بالتأكيد شحيحة في البحرين.
وتشير التفسيرات العلمية إلى أنها تمكنت من التغلب على مصاعب العطش بحزام رملي يلتف حولها لتتمكن عروقها الممتدة تحت الرمال كيلومترات عديدة من التسلل إلى الأراضي البعيدة وتحديدًا أراضي القرى الصغيرة لجلب الماء من هناك ، لكن هذا التفسير لم يذكر لماذا بقيت هذه الشجرة على قيد الحياة بينما فنيت كل الأشجار التي كانت بالقرب منها .
وظل البحرينيون وعلى مدى السنوات مصرين على زيارتها بين الحين والآخر، قبل أن تصبح “شجرة الحياة ” مزارًا سياحيًا لكثير من زوار البحرين والأجانب أيضا.
وتقدر الأرقام الرسمية عدد السياح الذين يتوافدون لرؤية الشجرة بحوالي 50 ألف زائر في العام، فيما يشير المسؤولون الرسميون إلى أن ما وهبته الطبيعة من تميز لـ “شجرة الحياة “، أصبح عاملاً يدفع إلى زيادة أعداد الزوار لشجرة الحياة البحرينية
مركزاً خاصاً للشجرة
وخلال عام 2012 افتتحت هيئة البحرين للثقافة مركزا خاصا بالشجرة، يتخذ شكل دائرة واسعة يصل قطرها إلى 125 مترًا، تحيط بالشجرة، وتحتوي على ألواح معلوماتية تقدم فكرة المشروع وتفاصيل تاريخية عن ألمكان والموجودات والمكتشفات الأثرية فيه، إلى جانب مواقع استراحة يتمكن من خلالها الجمهور من البقاء قريبًا من الشجرة وتأملها. كما أدرج مسرح حجريٌ صغيرٌ ومدرجٌ في الهواء الطلق، يتسع لـ500 شخص، وتقام فيه الفعاليات والأحداث الثقافية والاجتماعية، ما يحول الموقع إلى محطة تفاعلية بالنسبة إلى القادمين والزوار. وقد يبدو غريبًا للوهلة الأولى أن شجرة الحياة لا تقع في مركز الدائرة للمشروع والتي يصل قطرها إلى 125 مترًا، بل تتخذ ناحية معينة. ويصل محيط الدائرة ومسارها إلى 800 متر مع تنويع في أرضيتها وارتفاعها، وذلك ما يتوافق مع طبوغرافيا المكان .