|
#1
|
||||||||||
|
||||||||||
قصة بعنوان ..::||النفس الأخير||::..
صة بعنوان ..::||النفس الأخير||::..
الدم هو الشيء الوحيد الذي يمكن تمييزه بين العظم واللحم وأجزاء جسده الأخرى, ها هو الأن يتمنى الرجوع مرة أخرى فميتة واحدة على هذه الحال لم تعجبه أبدًا, فهو يريد الثانية والثالثة والرابعة بعد المئة, وبعدها بلحظات انقطعت الكهرباء وانطفئت المروحة و استيقظ . لم تمنعه العواصف الرعدية المكسوة بالأمطار الغزيرة المتفرقة وأصوات القنابل من حزم بندقيته الآلية وبعضًا من أمتعته والخروج بها من منزله إلى مكان عمله هناك, حيث لا فرق بين ليل أو نهار بين صيف أو شتاء, ففي النهاية لن يهتم جندي المدفعية المحصنة بحالة الجو قبل أن يطلق قذيفته التالية . رغم أن الجو كان كئيبًا مكسوًا برائحة الموت إلا أن حبه للشهادة والدفاع عن أرضه ومواجهة الأعداء كان حافزًا كبيرًا له, ولا أحد يعرف غير ربه شوقه الشديد للقتال بطريقته الخاصة بأسحلته البسيطة التي لا تقارن أبدًا بما يملك عدوه . استقل مركبته وانطلق بصبحة الليل العقيم إلا من أصوات الإنفجارات التي لا تتوقف إلا فترة رجوع الطائرة مفرغة الخزينة وقدوم الطائرة الأخرى المغيرة . لم يمنعه حماسه الشديد وسرعته الزائدة من التفكير في عظماء رحلوا, رحلوا مغتربين من هنا إلى هناك حيث لن يروا أراذل الناس وسفائهم وأذناب القردة والخنازير, إلى حيث لا شيء قبيح يوصف . حينما وصل إلى مكانه المنشود جلس بصحبة ره الذي لم يكن حماسه لملاقاة الأعداء أقل من حماس سعد, جلسوا يتسامرون ويتبادلون الضحكات لعلها تذهب عنهم عتمة الظلام الموحش . وبينما هم جالسون على حالهم يراقبون أي تحركات غريبة قد يتمكنون من رؤيتها على التخوم أمامهم, إذ سمح ضوء القمر لسعد أن يرى جيبًا أو اثنين يسيران محاذاة الشريط الحدودي . قال سعد لرفيقه : انظر هناك, يبدو أن هذا الجيب لم يتعلم من تجربة أقرانه السابقين ولا أعلم إن كان الآخر جيبًا مثله أم شيئًا آخر . أجاب رفيقه : قد يكون جيبًا مثله, ولكن ماذا عسانا أن نفعل فهذا بأي حال من الأحوال ليس من تخصصنا . رد سعد : أعلم, لكن يجب أن نكون على أهبة الإستعداد تحسبًا لأي طارئ أو ما يسمى بـ" حرب برية " . بقي رفيقه صامتًا يراقب بهدوء إلى أين ستستقر تلك الآليتان . وبعد دقائق قليلة شاهدوا ضوء أصفرًا متعرج المسير ينطلق نحو الشريط الحدودي توقف في مكان ما بعيدًا عن أعينهم وتبعه صوت انفجار شديد أو ربما انفجارين متتاليين, وفجأة قال أحد المرابطين على اللاسكلي " بعون الله وتوفيقه تمكنا من اصابة جيب عسكري اصابة مباشرة... ". لم تمضي سوى دقائق معدودة حتى شوهدت آليات كثيرة العدد والمدد سبقتها آلاف القذائف العشوائية التي تنطلق في كل مكان, وأصوات الرعب دبت في قلوب المواطينين القاطنين هناك لكنهم لا يفكرون أبدًا بالرحيل حتى لو كانو ثمنًا من أجل الإنتصار و تحرير أراضيهم فهم صامدون باقون واثقون بالله أولَا ثم بمرابطيهم . كانت الطائرات تحلق فوق رأس سعد جيئةً وذهابًا وتضرب في كل مكان يشبته وجود أحد فيه أو لا يشتبه, ها هي المعركة الحقيقية قد بدأت وها هو النفير العام قد بدأ, وها هو السلاح قد وزع للجميع فوق سن السابعة عشر وها هم قد بدأوا حربهم حرب أما أن نكون هناك خلف هذه الشريط الوهمي أو أن يكونوا هنا . و انطلق سعد ورفيقه متقدمين حيث رؤوا بعضًا من الجنود يسيرون بخطوات حذرة وقاموا بالتصدي لهم, لكنهم لم يخرجوا سالمين فقد انتقم منهم صاروخ استطلاع همجي ملون بمواد كيميائية حارقة و ماتوا هم واستمرت المعركة .
الموضوع الأصلي :
قصة بعنوان ..::||النفس الأخير||::..
-||-
المصدر :
منتديات حبة حب
-||-
الكاتب :
ملاك الرحمه
|
02-15-2013, 09:20 AM | #2 | |
~ مشرف منتدى الاثاث والديكور المنزلى ~
|
قصه اكثر من رائعه
وطرح متميز سلمت/ي وسلمت اناملك لك/ي مني كل الاحترام والتقدير |
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|