#1
|
||||||||||||
|
||||||||||||
حل عبقري؟!
مَن هذا القط الشّرس الذي ظهر فجأة في حي الفئران؟
لا يقع نظرة على فأر صغير أو كبير إلا انقضَّ عليه والتهمه. ألا يشبع أبدًا؟؟ كم من الفئران قتل؟.. كم من اليتامى والأرامل بين الفئران يدعون عليه بالليل والنهار؟؟ وكم من المصابين والمعاقين.. من فقد ذيله أو رجله أثناء مطاردة القط له.. ولا يزال مستلقيا نهاره كله في وسط الحي يتثاءب ويتمطع مانعاً المرور والحركة، فإذا شم رائحة فأر من هنا أو هناك دبّ فيه النشاط وتحفز كنمر مفترس. إنها مشكلة كبيرة حقا، دفعت أهل الرأي من الفئران إلى أن يدعون سائر الفئران إلى اجتماع طارئ لمناقشة المشكلة والبحث عن حل لها. تم الاجتماع في موعده المحدد في مخزن قديم، لم يتخلَّف عنه من فئران الحي إلا من كان شديد المرض لا يقدر علي مغادرة الفراش، أو كان بعيدا عن الحي في سفر من الأسفار أو قضاء حاجة مُلحَّة. تصدرت الاجتماع لافتة كبيرة كُتب عليها أسماء الفئران الذين قتلهم القط كلهم من الأقارب والجيران، وكثير منهم كانوا في عمر الربيع. عُرضت المشكلة علي المجتمعين عرضًا وافيًا، ثم طُلب منهم التقدم بالحُلول المقترحة.. وتتابع المتكلمون، وتنوعت الأفكار وتضاربت أيضا، بعضها غبي، وبعضها مُضحك، وبعضها مستحيل.. وأخيرًا صعد فأر إلى المنصة وقال كلاما لقي استحسانا كبيرًا، وقوبل بعاصفة من التصفيق والهتاف. ها هو ذا يقول: - إن مشكلتنا مع هذا القط تتمثل في أنه يظهر فجأة، كأن الأرض تنشقُّ عنه، فلا يجد الفأر مِنّا وقتا للفرار، لو أننا نعرف متى أو من أين يجيء لما وقع في براثنه صغير ولا كبير. لذلك أقترح أن نشترى جرسا ، ونقوم بتعليقه في رقبة القط، فكلما تحرك صلصل الجرس فكشف لنا عن مكانه. نظر الفئران بعضهم إلي بعض وهم يُصفقون في حماس شديد ويقولون: - إنها فكرة عبقرية.. إنه حل عبقري حقا.. وبالطبع لم تحتَجْ هذه الفكرة للتصويت عليها، فالكل مُجمع علي الموافقة. لكن فأراً عجوزاً صعد إلى المنصة، وأشار بيديه إلى جمهور الفئران لكي يكفوا عن التصفيق، ثم قال بصوت ضعيف: - الجرس في رقبة القط فكرة جيدة حقاً، ولكن فاتكم- قبل أن تصفقوا- أن تسألوا أنفسكم: من سيعلق الجرس في رقبة القط؟ ( مستوحاة من قصص أيوب )
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|