#1
|
||||||||
|
||||||||
درة بنت أبي لهب رضي الله عنها
درة بنت أبي لهب رضي الله عنها
( بنت عم رسول الله ) جاء الاسلام بالعدل و وضع أسس العدل و ميزانه بين الناس و من أعظم أسسه و مبادئه المساواة بين الناس فالناس سواسية كأسنان مشط و من أعظم مبادئه فلا يحاسب أحد بذنب غيره درة رضى الله عنها ابوها ابو لهب وأمها حمالة الحطب وأخويها عتبه وعتيبه و مع ذلك نحبها ونقول بعد 1410 سنة من موتها رضى الله عنها يا له من دين يأمر بالعدل و يطبقه الصحابية الهاشمية درَّة بنت أبي لهب ، وأمها أم جميل بنت حرب بن أمية اللذان بشرهما القرآن الكريم بالنار . كان إسلامها وفرارها من أبيها وأمها إلى الله ورسوله مثاراً للإعجاب والعجب ، كانا أبويها يتعاونون على إلحاق الضرر برسول الله ، وإيذائه بكل وسيلة فأبو لهب يمشي وراء النبي ويحذر الناس منه ، وعندما يسمع الناس كلامه يقولون إذا كان هذا رأي عمه فيه ، فما يضرنا أن نجافيه ، ويتأذى رسول الله لذلك ، ويزداد هماً وغماً . وأما أمها أم جميل – حمالة الحطب – وهي امرأة أبي لهب ، فكلها مُلئت شراً وحقداً على رسول الله حتى كان من كرهها له أن تضع الحسك والشوك في طريقه ، ناسية أن الله هو كافيه وناصره ، وهو قادر على أن يمنع الأذى عنه . وكان عتيبة – وهو أخوها – يحاول أذية رسول الله بكل الوسائل ، بعد أن طلق أم كلثوم ، حيث ذهب إلى رسول الله وسطا عليه وشق قميصه أمام الملأ من قريش ، وأبو طالب حاضر ، فقال النبي : "اللهم سلط عليه كلباً من كلابك" . فوجم لها وقال ما كان أغناك يا ابن أخي عن هذه الدعوة فرجع عتبة إلى أبيه فأخبره وحزنت درة لما صنع عتيبة أخوها برسول الله ، وأيقنت أنه لن يفلت من العقاب . ولم يلبث أبو لهب أن خرجوا إلى الشام فنـزلوا منـزلا فأشرف عليهم راهب من الدير ، فقال لهم : إن هذه أرض مسبعة ، فقال أبو لهب لأصحابه : أغيثونا يا معشر قريش هذه الليلة فإني أخاف على ابني من دعوة محمد ، فجمعوا جمالهم وأناخوها حولهم وأحدقوا بعتبة ، فجاء الأسد يتشمَّمُ وجوههم حتى ضرب عتبة فقتله . نعم وثب عليه فإذا هو فوقه فمزقه وقد كان أبوه ندبه وبكى ، وقال : ما قال محمد شيئا قط إلا كان. وعندما نزلت سورة المسد : (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَب وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ) جن جنون أبي لهب وامرأته أم جميل ، فقالت لزوجها : إذاً ابن أخيك شاعر وقد هجاني ، وأنا أيضاً شاعرة وسأهجوه . عن أسماء بنت بكر رضي الله تعالى عنهما ، قالت : لما نزلت سورة تبت يدا أبي لهب أقبلت العوراء أم جميل بنت حرب ولها ولولة وفي يدها فهر ، وهي تقول : مـذمـماً عـصـيـنـا وأمره أبـيـنـا وديـنـه قلـيـنـا . قلينا : أي أبغضنا . والنبي قاعد في المسجد ومعه أبو بكر رضي الله عنه فلما رآها أبو بكر ، قال يا رسول الله لقد أقبلت وأنا أخاف أن تراك ، قال رسول الله : "إنها لن تراني" ، - وفي رواية : قال : "لا ما زال ملك بيني وبينها يسترني حتى ذهبت" - وقرأ قرآنا فاعتصم به ، كما قال وقرأ : (وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَاباً مَسْتُوراً فوقفت على أبي بكر رضي الله عنه ولم تر رسول الله ، فقالت : يا أبا بكر أخبرت أن صاحبك هجاني ، فقال : لا ورب هذا البيت ما هجاك ، قال : فولت وهي تقول : قد علمت قريش أني ابنة سيدها . ومع كل ذلك تحدت درة رضي الله عنها أسرتها وبيئتها من أجل الإسلام ، وأعلنت كلمة التوحيد ، وأسلمت وحسن إسلامها وكانت من المهاجرات إلى المدينة . وبعد أن دخلت درة رضي الله عنها رحاب الإسلام تقدم لخطبتها الصحابي الجليل دحية الكلبي وتم الزواج . وكانت درة قد تزوجت في الجاهلية من الحارث بن نوفل بن عبد المطلب وقد أنجت له عقبة والوليد وأبا مسلم ، وقتل عنها الحارث مشركاً في يوم بدر ، هذا اليوم الذي نصر الله فيه الإسلام وأذل فيه الكفر . أبدلها الله تعالى بالصحابي الجليل دحية ، وهو من أجمل الناس طلعة ، وكان جبريل علي السلام يأتي بصورته ، فأي شرف أصابت درة بعد أن أسلمت . قالت نسوه من بنى رزيق لدرة بنت أبى لهب : - أنت ابنة أبى لهب الذى يقول الله عزوجل فيه "تبت يدا ابى لهب وتب " فما تغنى عنك هجرتك . ؟ فأتت النبى فذكرت ذلك له فقال لها : - أجلسى . ثم صلى رسول الله بالناس الظهر وجلس على المنبر ساعة ثم قال: - أيها الناس ما بال أقوام يؤذوننى فى نسبى وفى ذوى رحمى ؟ ألا ومن آذى نسبى وذوى رحمى فقد آذانى ومن آذانى فقد آذى الله. ثم قال : - لا يؤذى حى بميت. فقام رجل فقال : - يا رسول الله اى الناس خير؟ قال رسول الله : - خير الناس أقرأهم وأتقاهم وآمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر وأوصلهم الرحم. وقويت علاقتها بأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها ، وأخذت تكثر الدخول عليها لتأخذ منها العلم والفقه في دينها . توفيت رضي الله عنها في سنة عشرين للهجرة في خلافة عمر بن الخطاب رضى الله عنه . لتكون حياتها نموذجا حيا لقدرة الانسان على التعرف على الحق و اختياره وعدم تقليد الاباء و شهادة على عدل الاسلام و اقراره مبدأ مسئولية الفرد وحسابه عن أفعاله لا أفعال غيره و إن كانوا أبوه أوأمه أوأخوته فلا تزر وازره وزر أخرى وليس للانسان إلا سعيه و عمله رحمها الله رحمة واسعه وأدخلها فسيح جناته
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|