#1
|
||||||||||||
|
||||||||||||
شخصيتك من شكلك
أوقف شريط حياتك للحظات.. وانظر من الشرفة على الشارع وتأمل أشكال المارة من رجال.. ونساء وأطفال.. الطويل والقصير، النحيف والسمين، الوسيم.. والجذاب والقبيح. أشكال قد يصعب فيها ظنك عن شخصية حاملها أو يخيب.. فالنفسيات التي تحوى هذه الأشكال والأحجام خاصة التي يعاني أصحابها خللا نفسيا مما بسبب الشكل..كطول بائن أو قصر قامة واضح، كنحافة زائدة أو سمنة مفرطة قد ينعكس بالسلب على شخصية صاحبها. علماء النفس والاجتماع أستوقفتهم هذه الحالات ورصدوا أين تكمن الإيجابيات والسلبيات وحددوا العلاقة والخيط الرفيع الذي يربط بين الشكل والشخصية والسلوك. يمكنك أن تطبق ذلك على نفسك.. فقط قف أمام المرأة واسأل نفسك هل لهذا الشكل دور في الشخصية التي أعيش بها حياتي بالسلب أم بالإيجاب؟ وتعرف على الإجابة من خلال السطور التالية. اختلفت الآراء على طبيعة الرابط الذي يصل الشكل بالشخصية ولكنها اتفقت على وجود هذا الرابط واعتقد أن كلنا يلاحظ أن هناك بعض السلوكيات المشتركة بين أصحاب الأجسام المتشابهة ويتفق معنا في ذلك د. هشام بحري طبيب نفسي وأستاذ علم النفس بجامعة عين شمس حيث يقول: هناك بعض السمات تنتشر بين الأجسام المتشابهة فمثلا ذو الجسم السمين المكور يتميز بشخصية ودودة خفيفة الظل ويرجع هذا لرغبته في أن يحتضنه الناس فيبدأ هو بهذا الود ويبادر باحتضانهم، كما أنه أثناء تكون شخصيته قام بتصغير مشكلته الخاصة وتجاهل حجمها ألا وهي السمنة، فتعامل مع مشاكل الناس بنفس الأسلوب الساخر الناقد خفيف الظل. أما عن السلوك الحركي للشخص البدين فقد تواجهه بعض المشاكل كأنه لا يستطيع العدو أو ممارسة الرياضة، وهو عادة بطيء في حركته، لا يرتدى ملابس تبرز عيوب جسمه وقد يستعين دائما في جلوسه بوضع شلتة على بطنه، قد يشعر بأن حلمه في الحياة أن يجلس واضعا ساقا فوق الأخرى، فهو يشعر أن في هذه الجلسة نوعا من الكبرياء الذي يفتقده، وعادة ما يمشي الشخص البدين في جانب الطريق ولا يحاول الجري أمام الناس حتى لا يروا ترهل جسمه. لكن على النقيض ترفض د. عزة كريم أستاذ علم الاجتماع الربط بين خفة الظل والبدانة، فهي تري أن العلاقة الوحيدة بين البدانة وخفة الدم هي أن المجتمع يتعاطف مع هذا البدين ويحاول إحاطته بهالة من التميز كي يحبه وتكون هذه الحالة هي خفة الظل والمرح. وتضيف أن السمنة الزائدة أو ما يوازيها من عيوب بالجسم، أو حتى الإعاقة العضوية والتشوهات، تشعر الشخص بالنقص فيتخذ أحد اتجاهين، إما أن ينزوي ويبعد عن المجتمع، أو يحاول تعويض هذا النقص بأسلوب ما منها خفة الظل، وهذا يرجع إلى بيئة النشأة، وأسلوب التربية، وتعتبر السمنة مشكلة أكبر لدى المرأة منها عند الرجل فهي قد تكون سببا في عنوستها لأن الرجل هو الذي يختار شريكة حياته وعادة يتجنب أن تكون بدينة، لذا تكون الفتاة أكثر اهتماما بالريجيم وأساليب التخسيس المختلفة. أما عن الشخص الطويل، فكثيرا ما يلفت نظرنا رجل طويل، فترتفع أعيننا لأعلى ونظل نتابع ملامح وجهه بشكل لا إرادي- خاصة إذا كان مفرط الطول- وكأننا نحاول اكتشاف عالمه وأحيانا نلقي كلمات طريفة [الجو عندك فوق عامل إيه] هل صحيح أن له عالما خاصا بما أنه يعيش فوق الناس بأدوار. لا ليس بهذا الشكل المبالغ فيه ولكن هذا لا يمنع أنه بالفعل له سمات تميزه وهذا ما يؤكده د. هشام بحري: قد لوحظ أن طويلي القامة تميزوا عادة بالجدية وبعض التعالي لأنهم ينظرون للناس بنظرة فوقية، كما نرجع جديتهم إلى أنهم تعودوا أن يكونوا في مكان أعلى من الناس ومتميزين عنهم دائما، عادة ما يفضل الرجل الطويل المشي في وسط الطريق. لكن علماء الاجتماع النصف الآخر من التقييم لهم رأي مختلف تتبناه د. عزة كريم فهي تري أنه ليس شرطا أن تكون لطويل القامة شخصية محددة، ولكن قد يعطيه طوله ثقة بنفسه، أو قد يصاحب هذا الطول قوة في البنيان فيستغله صاحبه لممارسة البلطجة. يقابل الطول القصر وكما تنبهر بالشخص الطويل فإنك قد تستهين بالشخص القصير وتستهزئ به ولكن إذا عرفت الرأي العلمي في الشخص القصير قد تغير فكرتك القصير المكير كما قال د. هاشم ثم فسر قائلا: لقد ارتبط القصر بالذكاء لأنه عادة ما يكون الشخص القصير ذكيا وذلك محاولة منه لإثبات مكانته وجذب احترام الناس. أما عن السلوك الحركي فهو لا يفضل الحركة أمام من يعرفونه، برغم نشاطه الملحوظ إذا كان لوحده فهو لا يحب أن يشعر أحد بوجوده حتى يظل يرقب الأوضاع والأحداث.. ليخرج منها بنتائج ذكية وماكرة. أما فيما تخص تأثير ملامح الوجه من حيث الجمال واللاجمال فإن الجمال الشديد والدمامة المفرطة قد يكون لهما تأثير مواز في السلوك والشخصية كما تري د.عزة كريم مفسرة ذلك بأن المرأة الجميلة كما تقول د. عزة كريم تعتاد كلمات الثناء منذ الصغر، وتعرف أن أكثر ما يميزها هو شكلها، فتكون ذات شخصية مظهرية بشكل كبير، ضيقة الأفق، خاوية ذات ثقافة محدودة واهتمامات تافهة، تفتقد للتواضع، أحيانا لا تتزوج المرأة الجميلة بسبب أنها تظل ترفض باستمرار كل من يتقدم للزواج منها فهي تظن أنها تستحق الأفضل دائما، وإذا تزوجت غالبا ما يفشل زواجها لأنها تكون دائمة التعالي على زوجها وتشعره بأنها فرصة، أو هي كثيرة عليه وهي دائما تفقد الأصدقاء والعلاقات الاجتماعية بسبب غلبة الأنا والمظهر عندها فوق كل شيء. وفي المقابل يؤثر قبح – ملامح- المرأة في شخصيتها أحيانا بالسلب، فتكون لها شخصية غير متوازنة فتفقد الثقة بنفسها وتتعامل مع الناس بعنف أو تتسم بالغيرة والحقد وكراهية المجتمع، أو حتى تكون شخصية سلبية انطوائية غير راضية عن نفسها أو عن الآخرين، ناقدة تشعر بالحرمان من حب الناس فتكرههم. أما الجانب المضيء من المشكلة أنها أحيانا يدفعها عدم رضاها عن ملامحها إلى أن تتلهي في شيء آخر ترضي عنه، وهو أن تنجح في المجالات العلمية والعملية وفي العلاقات الاجتماعية. فقرري أن تكون من النوع الثاني الذي يتغلب على مشكلته. أما المرأة متوسطة الجمال: تكون معتدلة في كل شيء متوازنة لا تعتمد على جمالها، تحاول صقل إمكانياتها، حتى في علاقتها بزوجها تكون أكثر نجاحا. ويستكمل حديثه بأن العالم النفسي الفرنسي [لامبروزو] هو أول عالم ربط بين الشكل والشخصية، وقد وضع نظرية لقراءة الشخصية من الشكل فمثلا كان يصف المجرم بأنه عادة يكون أسمر عريض الجبهة غائر العينين، مفلطح الوجنات- وبالطبع هذا يعتبر تصنيفا عنصري إلى حد ما- ولكن أكد العلماء خطأ نظرية [لامبروزو] فهي نظرية بالغت كثيرا في ربط الشكل بالشخصية. وإن كانت د. فؤادة هدية تختلف مع هذه النظريات البدائية وأنها مجرد محاولات لدراسة الشخصية عن طريق الشكل وتقول إن هناك نظرية حديثة أبطلت هذه النظرية، فقد يكون شكل المجرم- وهو الأساس الذي تعتمد عليه النظرية- قد تأثر بعوامل الحياة من فقر ومواقف خطرة أي أن أسلوب الحياة هو الذي أثر على الشكل وليس العكس. والحل الذي اتفقت عليه أستاذتا النفس والاجتماع عزة كريم، فؤادة هدية هو اكتشاف أن هناك علاقة وثيقة بين الشخصية والسلوك وبين النشأة وأسلوب التربية والجو المحيط، حيث إن شعور الإنسان بذاته ونظرته إلى نفسه يتوقف على ما أدخله أهله برأسه في الصغر فإذا أشعروه أنهم يحبون شكله مهما كان، يحب نفسه ويشعر بالثقة، والعكس بالعكس، فإذا وجدت شخصا يفقد الثقة بنفسه ويكرهها فاعرف أنه عاش طفولة سيئة لم يحظ فيها بالحب أو الرعاية. بعض الأسر وخاصة الأمهات تضخم من مشكلة ابنها أو ابنتها وترهق نفسها وأولادها بإتباع نظم غذائية معقدة، فينشأ الطفل معتنقا مبدأ أن أهم ما في حياته هو أن يهتم بشكل جسمه، وبالطبع يؤثر ذلك على شخصيته بالسلب، لذلك يجب على الأهل والمحيطين أن يتعاملوا مع العيوب الشكلية بحرص على أساس أنها ليست ظاهرة تستحق التأمل لكنها جزء من شخصية الفرد. وفي النهاية يقدم الدكتور هشام بحري الحل الذي يساعد على عودة التوازن النفسي للحالة، بتحديد ثلاثة أبعاد للعلاقة بين الشكل وعيوبه أو المشاكل النفسية الناجمة عنه. البعد الأول: هو الشكل ونسبته إلى الشكل النموذجي الـ Model. البعد الثاني: هو رضا الشخص عن نفسه بشكل عام بغض النظر عن طبيعة شكله فقد يرضي عن نفسه تماما برغم وجود عيوب بشكله، وربما لا يرضي عن نفسه، برغم عدم وجود عيب يستحق أن يلتفت له، أو عدم وجود عيب أصلا. البعد الثالث: هو نظرة الناس له ورضاهم عن شكله فقد يكون رأي الناس سببا في أن تهتز ثقة شخص ما بنفسه برغم تصالحه معها، وعدم وجود عيوب تذكر. أحيانا تتجمع هذه العوامل لتوجد مشكلة نفسية كبيرة، وأحيانا يتسبب أحدهم فقط في إيجاد هذه المشكلة ويتحدد عمق المشكلة حسب حدة هذه العوامل، قد تكون مشكلة نفسية بسيطة وقد تكون مرضا نفسيا يتطلب العلاج النفسي: والذي له ثلاثة مستويات: المستوى الأول والأسهل من المشكلة، هو المستوى الذي يعتمد على العيب بالشكل فبمجرد تصحيح هذا العيب بعملية بسيطة تنتهي المشكلة ولا تحتاج لعلاج نفسي ولقد تابعت أكثر من حالة بهذا الشكل مثال ذلك فتاة كانت تعاني زيادات بالأرداف تسبب لها مشكلة نفسية ولكن بمجرد شفط الدهون الزائدة من هذه المنطقة انتهت المشكلة. المستوى الثاني الذي يعتمد على أسس الشخصية فهناك بعض الناس في طبيعة شخصيتهم أنهم لا يحتملون أن يروا خطأ في أي شيء، وينشدون دائما دقة مطلقة في كل شيء بنسبة مائة بالمائة، وهذه الحالة تتطلب تغيير الأفكار. د. هاشم كنت أعرف فتاة منذ نحو 20 سنة، ذهبت لرحلة سفاري في غابات كينيا وهناك أصيبت بالزائدة الدودية وأجريت لها العملية في الغابات بطريقة بدائية مما سبب لها تشوها في بطنها سبب لها أزمة نفسية كبيرة وصلت بها في النهاية للانتحار [حيث لم تعرف وقتها عمليات التجميل]. المستوى الثالث من المشكلة: قد تري شخصا يرى أن أنفه بشع برغم أنه ليس بهذه الدرجة وتسمي هذه المرحلة الوساوس وهذه المرحلة تتطلب جلسة نفسية كل فترة طويلة لإقناع المريض بأن أنفه طبيعي ولا يستحق كل هذا. لكن هناك حالة أخرى أكثر حدة وصعوبة وهي مرحلة الضلالات والتي يري فيها الشخص عيبا في نفسه غير موجود أصلا ومهما أجريت له عمليات تجميل فهو يعتقد أن هناك الأفضل، وهذه الحالة صعبة جدا في علاجها لأنها تعتمد على تغيير الشخصية بشكل كامل وهي تشبه حالة المغني العالمي [مايكل جاكسون] فهو لا يرضي أبدا عن شكل أنفه رغم كل ما أجراه له من عمليات، هناك أيضا حالة أخرى تصور لصاحبها عكس الحقيقة تماما فمثلا يكون الشخص مفرط النحافة لكنه يتخيل أن لديه وزنا زائدا يجب أن يتخلص منه ويهتم بألا يزيد وزنه ملليجراما واحدا وإذا حدث ذلك يجن جنونه ويصاب بالاكتئاب. التغيير.. وإذا حدث تغيير في الشكل فإنه يصاحبه تغيير في الشخصية بنفس النسبة والطريقة والتدريج فإذا حدث التغيير في الشكل بسرعة حدث التغيير في الشخصية بنفس السرعة وإذا حدث تدريجيا حدث التغير في الشخصية تدريجيا ولكن عادة ما يأخذ التغيير فترات طويلة سواء في الشكل أو الشخصية وهناك علامات مميزة في الشخصية لا تتغير، عندما يتغير الشكل للأفضل يهتم الإنسان بمظهره أكثر ليبرز ما جد.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|