07-15-2014, 07:46 AM
|
|
|
لوني المفضل
Fuchsia
|
رقم العضوية : 7 |
تاريخ التسجيل : Jul 2011 |
فترة الأقامة : 4861 يوم |
أخر زيارة : 12-10-2021 (10:57 PM) |
المشاركات :
38,198 [
+
]
|
التقييم :
10 |
بيانات اضافيه [
+
] |
|
|
|
حنانيك يا شهر الصيام
|
|
|
|
ها هو الضيف الكريم يلوح بالرحيل , تمضي أيامه مسرعة, وكأنها حلم جميل
فيا أيها الضيف الكريم على رسلك, فقلوبنا مازالت مشتاقة إلى وصلك.
انتظر ....تمهل ....فما أجمل مقامك, وما أحلى أيامك,......وما أمتع صيامك !!
لقد ذقنا فيك لذة في غيرك ما ذقناها, لقد عشنا فيك عيشة في غيرك ما عشناها !!
فكيف ترحل بعد أيام لنا حلوة قضيناها ؟!, إن رحيلك عنا مصيبة أبدا لن ننساها ......
و لكن تلك مقادير ربي قدرها و سواها, فاللهم أجرنا في مصيبتنا يا رب ............
أخواتي ......
ولت أيام رمضان مسرعة ,ولم يبقى منه إلا أيام قلائل, وجب علينا التنبية و التنويه لما فات ولما بقى .....بقى أخواتي أقل من عشرة أيام .....فانتبهن حبيباتي فسوف تمر هي الأخرى كلمح البصر .................
ألا فشمرن ساعد الجد في تلك الأيام و الليالي , واهجرن لذيذ المنام, واقتدين بنبيكم صلى الله عليه وسلم فقد كان يخص العشر الأواخر بأعمال لا يعملها في بقية الشهر , فكان يخصها بالقيام و الإعتكاف و الإغتسال كل ليلة بين العشاءين و التنظيف و التطيب و إحياء الليل كله فعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت :" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في رمضان مالا يجتهد في غيره , وفي العشر الأواخر منه مالا يجتهد في غيره ."
وروي عنه أنه صلى الله عليه وسلم :" كان يخلط العشرين الأول بصلاة ونوم, فإذا دخل العشر لم يذق نوما." طوى فراشة ....واعتزل نساءه .....و أحيا ليله واجتهد في دعاء ربه
فالسعيد من اغتنم موسم العمر قبل ذهابه , و حاسب نفسه قبل قراءة كتابه ’ وراقب مولاه مراقبة من يعلم أنه يراه في ذهابه و إيابه ...............
فينبغي أخواتي أن نراعي هذا الفضل مدة عمرنا ...ولا نضيع هذه الليالي المباركات, التي أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم قطعا أن فيها ليية القدر ....فلعل أحدانا أن تموت قبل أن تدرك العشر الأواخر في العام القادم ( ﴿ أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله و إن كنت لمن الساخرين ** أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين ﴾ ) للعمل أو تقول (﴿ يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما ﴾ )
فهيا أختاه ....مازالت الفرصة أمامك ....ركزي في الأيام القادمة و أعملي عمل إمرأة تريد أن تستدرك ما فاتها ...
هيا انطلقي وتخلصي من قيودك و تبرأي من عيوبك و التمسي رضا ربك ,
هيا أعملي ودعك من الكسل , وودعي الأمل , و سارعي الأجل , ولا تتركي فرصة للعمل إلا وقد عملت بها .........
داومي على العبادة,واجتهدي في الدعاء, وطلب العفو ......
أخوتاه ....كان السلف الصالح يجتهدون في إتمتم العمل و إكماله و إتقانه ثم يهتمون بعد ذلك بقبول العمل و يخافون من رده قال تعالى ( ﴿ و الذين يؤتون ما أتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون ﴾)
قال على بن أبي طالب :" كونوا لقبول العمل أشد أهتماما منكم بالعمل ألم تسمعوا قول الله تعالى ( ﴿ إنما يتقبل الله من المتقين ﴾)
إن من علامات القبول أن يزداد الإنسان إنكسارا وذلا وخضوعا للرب جل جلاله .....فازدادي ذلا ...تزذادي قربا
أخواتي.............
إن شهر رمضان قد عزم على الرحيل , ولم يبق منه إلا القليل , فمن منكن أحسنت فعليها بالتمام .....و من فرطت فعليها بالحسن و العمل بالختام
اغتنمن ما بقى من الليالي اليسيرة و أليام ...واستودعوه عملا صالحا يشهد لكن عند الملك العلام ....وودعنه عند فراقه بأزكى تحية وسلام
أخواتي ............
قلوب المتقين إلى هذا الشهر تحن .....و من ألم الفراق تئن .....كيف لا تجري للمؤمن على فراقه دموع, وهو لا يدري هل بقى له في عمره إليه رجوع .
يا حسرة على من فاتها الخير في رمضان ...كم نصحت المسكينة فما قبلت النصح , كم دعيت إلى المصالحة فما أجابت إلى الصلح , كم شاهدت الواصلين فيه وهي متباعدة , كم مرت بها زمر السائرين وهي قاعدة, حتى إذا ضاق بها الوقت ,وخافت المقت, ندمت على التفريط حيث لا ينفع الندم , وطلبت الإستدراك في وقت العدم
أخواتي ..... أيام العشر أيام الحياة
فيها الخيرات و البركات .....و الأجور لكثيرة.....و الفضائل الجزيلة ....و فيها تزكو الأعمال, و تنال الأمال, كيف لا و النبي صلى الله عليه وسلم كان يسهر الليل كله
هذه العشر تملأ فيها المساجد, و يخشع فيها الراكع و الساجد, و ينهض إلى الخيرات كل قاعد, و يصير الراغب كالزاهد
شرف الله أوقات رمضان على سائر الأوقات, وخص العشر الأواخر بمزيد فضل و إكرام, فأجزل فيها الأفضال و الأنعام ....ودليل فضله أن فيها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر
|
|
|
|
|
|