وادى الخير.. ووادى السباع

وادى الخير.. ووادى السباع
فى قصص القدماء أعاجيب، لابأس من روايتها لما تحتوى عليه من الدروس والعبر. منها قصة العجوزين من بنى إسرائيل.. فما الذى كان من شأنهما ؟؟
تقول القصة إن رجلاً من بنى إسرائيل كان له زوجة يحبها حبًا شديدًا، وكانت له أم عجوز، طيبة النفس ذاكرة لله ، وكان لزوجته أم عجوز أيضا لكنها سيئة الخلق جدا. وكانت لا تكف عن إغراء بنتها بأم زوجها، حتى دفعتها لتطلب من زوجها التخلص من أمه العجوز. وكان كلا العجوزان قد ذهب بصرهما.
استجاب الرجل لرغبة زوجته التى يحبها ولإلحاحها المتواصل، فحمل أمه على حمار له وخرج بها إلى الفلاة، ثم أنزلها ووضعها على الأرض بغير طعام ولا شراب لتأكلها السباع.
هكذا فعل الابن بأمه !!
بقيت العجوز فى مكانها، مُسلِّمة أمرها لله، مستأنسة بذكره حتى جاءت وحوش الفلاة فأحاطت بها ولها أصوات وزئير..




ثم جاءها ملَك من عند الله وقال لها:
- ماهذه الأصوات التى أسمع حولك؟
فقالت:
- خيرًا، هذه أصوات إبل وبقر وغنم.
فقال الملك:
- خيرًا قلت، وخيرًا هو إن شاء الله.
وانصرف عنها، فلما أصبحت أصبح الوادى حولها ممتلئًا إبلاً وبقرًا وغنما.

* * *

فى الصباح قال ابنها لزوجته:
- سأذهب لأنظر ماذا فعلت أمى؟
فلما رأى الوادى ممتلئًا بالخيرات، وأمه وسطها سالمة أقبل عليها قائلا:
- ما هذا ياأماه؟
فقالت له وهى غضبى:
- يابنى عققت أمك وأطعت زوجتك.
فندم الأبن على ما فعل، وحمل أمه على الدابة، وساق الإبل والبقر والغنم جميعا وعاد إلى داره..
فلما علمت زوجته بالذى جرى، والخير الذى أتت به أمه من الفلاة، قالت لزوجها:
- والله لا أرضى حتى تذهب بأمى، فتضعها حيث وضعت أمك.
ولم تمهله ليستريح، بل دفعته لتنفيذ ذلك فورا.
فحملها على حماره ومضى بها إلى الفلاة، وأنزلها فى نفس الموضع الذى أنزل فيه أمه من قبل، ثم تركها ورجع.
فلما جاء المساء تجمعت حولها السباع، فركبها الخوف وجاءها الملك، أيضا، وقال:
- أيتها العجوز، ما هذه الأصوات التى أسمع حولك؟
قالت:
- شرًا.. هذه أصوات السباع تريد أن تأكلنى.
فقال لها الملك:
- شرًا قلت.. فليكن ما قلت.
ثم انصرف عنها، وجاءها سبع فأكلها.
وفى الصباح قالت المرأة لزوجها:
- هيا بنا لنأتى من الفلاة بأمى وما معها من الإبل والبقر والغنم.
فلما وصلا لم يريا شيئا فى الفلاة البتة.. إلا بقايا من ملابس أمها العجوز التى أكلتها السباع.

 

طرح رآئع كروعة حضورك
دمتي ودآم فيض عطآئك
كل الشكر لك ويعطيك العآفية
بآقآت الورد لروحك الطيبة ~