#1
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأقرع بن حابس الدرامي
الأقرع بن حابس الدرامي
اسمه ولقبه هو الأقرع بن حابس بن عقال التميمي المجاشعي الدارمي ، اسمه فراس بن حابس ؛ ولقب الأقرع لقرع كان به في رأسه . وهو عم الشاعر المشهور الفرزدق . حاله في الجاهلية كان من سادات العرب في الجاهلية ، إذ كان من وجوه قومه بني تميم . وهو أحد حكام العرب في الجاهلية ، كان يحكم في كل موسم ، وهو أول من حرَّم القمار . قصة إسلامه لما قدم وفد تميم كان معهم ، فلما قدموا المدينة قال الأقرع بن حابس حين نادى: يا محمد ، إِنَّ مدحي زَيْنٌ ، وَإِنَّ ذَمِّي شَيْنٌ . فقال رسول الله : ( ذَاكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ) . و قيل : بل الوفد كلهم نادوا بذلك ، فخرج إليهم رسول الله وقال : ( ذلكم الله ، فما تريدون ) ؟ قالوا : نحن ناس من تميم جئنا بشاعرنا وخطيبنا لنشاعرك و نفاخرك . فقال النبي : ( ما بالشعر بعثنا ، ولا بالفخار أمرنا ، ولكن هاتوا ) . فقال الأقرع بن حابس لشاب منهم : قم يا فلان ، فاذكر فضلك وقومك . فقال : الحمد لله الذي جعلنا خير خلقه ، وآتانا أموالاً نفعل فيها ما نشاء ، فنحن خير من أهل الأرض ، أكثرهم عددًا ، وأكثرهم سلاحًا، فمن أنكر علينا قولنا فليأتِ بقول هو أحسن من قولنا ، وبفعال هو أفضل من فعالنا ". فقال رسول الله لثابت بن قيس بن شماس الأنصاري - وكان خطيب النبي - : ( قم فأجبه ) . فقام ثابت فقال : الحمد لله أحمده و أستعينه وأؤمن به وأتوكل عليه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ، دعا المهاجرين من بني عمه أحسن الناس وجوهًا ، وأعظم الناس أحلامًا، فأجابوه . والحمد لله الذي جعلنا أنصاره ووزراء رسوله وعزًّا لدينه ، فنحن نقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، فمن قالها مُنع منا نفسه وماله ، ومن أباها قاتلناه ، و كان رغمُه في الله تعالى علينا هيّنًا . أقول قولي هذا ، وأستغفر الله للمؤمنين والمؤمنات . فقال الزبرقان بن بدر لرجل منهم : يا فلان ، قم فقُلْ أبياتًا تذكر فيها فضلك وفضل قومك . فقال : نحن الكرام فلا حي يعادلنـا *** نحن الرءوس وفينا يقسم الربـع ونطعم الناس عند المحل كلهم *** من السديف إذا لم يؤنس القزع إذا أبيـنا فلا يأبى لنا أحـد *** إنا كذلك عند الفـخر نرتفـع فقال رسول الله : ( عليَّ بحسان بن ثابت ) . فحضر، وقال : قد آن لكم أن تبعثوا إلى هذا العود [1]. فقال له رسول الله : ( ثَمَّ، فأجبه ) فقال : أسمعني ما قلت . فأسمعه ، فقال حسان : نصرنا رسـول الله والدين عنـوة *** على رغم عات من معد وحاضر بضرب كإبزاغ المخاض مشاشـة *** وطعن كأفواه اللقـاح الصـوادر ألسنا نخوض الموت في حومة الوغى *** إذا طاب ورد الموت بين العساكر فأحياؤنا من خير من وطئ الحصى *** وأمـواتنا من خير أهل المقـابر فلولا حيـاء الله قلنـا تكرمـًا *** على الناس بالخَيْفين هل من منافـر فقام الأقرع بن حابس فقال : إني والله يا محمد ، لقد جئت لأمر ما جاء له هؤلاء ، قد قلت شعرًا فاسمعه . قال : " هات " . فقال : أتيناك كيما يعرف الناس فضلنا *** إذا خالفونا عند ذكـر المكـارم وأنَّا رءوس الناس من كل معسر *** وأن ليس في أرض الحجاز كدارم فقال رسول الله : " قم يا حسان ، فأجبه ". فقال : بني دارم لا تفخروا إن فخركم *** يعود وبالاً عند ذكر المكارم هبلتم علينا تفخرون وأنتـم *** لنا خول من بين ظئـر وخادم فقال رسول الله: ( لقد كنت غنيًّا يا أخا بني دارم أن يذكر منك ما كنت ترى أن الناس قد نسوه ) فكان رسول الله أشد عليهما من قول حسان . فقام الأقرع بن حابس فقال : يا هؤلاء ، ما أدري ما هذا الأمر، تكلم خطيبنا فكان خطيبهم أرفع صوتًا، وتكلم شاعرنا فكان شاعرهم أرفع صوتًا ، وأحسن قولاً . ثم دنا إلى النبي فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله . فقال رسول الله : ( لا يضرّك ما كان قبل هذا ) وفي وفد بني تميم نزل قوله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ } [الحجرات: 4] . ثم أسلم القوم وبقوا بالمدينة مدةً يتعلمون القرآن والدين ، ثم أرادوا الخروج إلى قومهم ، فأعطاهم النبي وكساهم . بعض المواقف من حياته مع الرسول شهد مع رسول الله فتح مكة وحنينًا والطائف . ومن مواقفه مع النبي : حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ أَخْبَرَهُمْ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ أَخْبَرَهُمْ أَنَّهُ قَدِمَ رَكْبٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ عَلَى النَّبِيِّ، فَقَالَ أَبُو بَكْر: أَمِّرِ الْقَعْقَاعَ بْنَ مَعْبَدِ بْنِ زُرَارَةَ . قَالَ عُمَرُ : بَلْ أَمِّرِ الأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ . قَالَ أَبُو بَكْر ٍ: مَا أَرَدْتَ إِلاَّ خِلاَفِي . قَالَ عُمَرُ : مَا أَرَدْتُ خِلاَفَكَ . فَتَمَارَيَا حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا ، فَنَزَلَ فِي ذَلِكَ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُقَدِّمُوا } حَتَّى انْقَضَتْ . حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ : قَبَّلَ رَسُولُ اللَّهِ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَعِنْدَهُ الأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ جَالِسًا ، فَقَالَ الأَقْرَعُ : إِنَّ لِي عَشَرَةً مِنَ الْوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ مِنْهُمْ أَحَدًا. فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ: ( مَنْ لاَ يَرْحَمُ لاَ يُرْحَمُ ). أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّيْسَابُورِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، قَالَ : أَنْبَأَنَا مُوسَى بْنُ سَلَمَةَ ، قَال َ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْجَلِيلِ بْنُ حُمَيْدٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيِّ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَامَ فَقَالَ: ( إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى كَتَبَ عَلَيْكُمُ الْحَجَ ّ) . فَقَالَ الأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ : كُلُّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ فَسَكَتَ فَقَالَ : ( لَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ ، ثُمَّ إِذًا لاَ تَسْمَعُونَ وَلاَ تُطِيعُونَ ، وَلَكِنَّهُ حَجَّةٌ وَاحِدَةٌ .) وكان من المؤلفة قلوبهم ؛ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : كانت المؤلفة قلوبهم خمسة عشر رجلاً ، منهم : أبو سفيان بن حرب ، والأقرع بن حابس ، وعيينة بن حصن الفزاري ، وسهيل بن عمرو العامري ( رضي الله عنهم أجمعين ) . بعض المواقف من حياته مع الصحابة شهد الأقرع بن حابس مع خالد بن الوليد حروب العراق ، وأبلى فيها بلاءً حسنًا ، وكان على مقدمة خالد بن الوليد . واستعمله عبد الله بن عامر على جيش سيَّره إلى خراسان ، فأصيب بالجوزجان هو والجيش ، وذلك في زمن عثمان . ويُروى أن عيينة والأقرع استقطعا أبا بكر أرضًا ، فقال لهما عمر: إنما كان النبي يتألفكما على الإسلام ، فأما الآن فأجهدا جهدكما ؛ وقطع الكتاب . وفاته استشهد بجوزجان سنة 31هـ .
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|