#1
|
||||||||||||
|
||||||||||||
مشكلة تعلم الرياضيات للطفل حلها تكنولوجيا
تدريس الرياضيات مشكلة، سواء في الدول النامية أو حتى المتقدمة، وهذا ما أكده تقرير التنمية البشرية العربية لعام 2003 الصادر تحت عنوان “بناء مجتمع المعرفة”؛ فقد شدد التقرير على الحاجة الماسة إلى تعليم مرتفع الجودة وبالأخص في مجالي العلوم والرياضيات؛ وهو ما يساعد الدول النامية على اللحاق بركب التنمية.
وفي مسعى منه لحل تلك المشكلة وتخفيف وطأتها في المنطقة العربية، أبرم المكتب الإقليمي لمنظمة الثقافة والعلوم التابعة للأمم المتحدة “اليونسكو” بالقاهرة اتفاقا مع شركة “ولفرام ريسيرش” لتمكين جميع الدول العربية بموجبه من الحصول على برنامج تعليم الرياضيات “ماثيماتيكا” وفقا للدخل القومي لكل منها؛ وهو ما سيخفض سعر البرنامج الشهير من حوالي 1000 دولار -كما هو الحال في أمريكا الشمالية- إلى 10 دولارات في الدول العربية. وحول أهمية هذا البرنامج، ومدى استفادة الدول العربية منه دار هذا الحوار(1) مع الدكتور طارق شوقي؛ المستشار الإقليمي لشئون المعلومات والاتصالات بمكتب اليونسكو بالقاهرة، ومهندس اتفاق ماثيماتيكا. * كيف يمكن تعريف برنامج “ماثيماتيكا”؟ - ماثيماتيكا هو واحد من مجموعة برامج تقصد استخدام الكمبيوتر لحل مشاكل بالغة التعقيد في الرياضيات. وهذا البرنامج قادر على حل المسائل الرياضية العددية أو الرمزية، أي التي تعتمد على أعداد أو رموز. فمن ناحية هذا البرنامج يشبه الآلة الحاسبة في تعامله مع الأرقام، لكنه بنفس الكفاءة قادر على التعامل مع المعادلات الجبرية المعتمدة على الرموز التي جرت العادة على أن نحلها يدويا. وقد طور ماثيماتيكا العالم الفذ ستيفن ولفرام، وهو بالأساس باحث فيزياء متخصص في الأنظمة المعقدة (complex systems)، وطرح هذا البرنامج وأنشأ شركة مبنية عليه في أوائل التسعينيات. والشركة الآن بصدد طرح الإصدار السادس من البرنامج. وبين الإصدارين الأول والسادس اتسعت بصورة كبيرة نطاق المشكلات الرياضية التي يستطيع ماثيماتيكا التعامل معها. فمثلا، يستطيع البرنامج أن يتعامل مع المشكلات الجبرية والتحليل العددي والمعادلات التفاضلية، والتكامل بجميع أنواعه العددي والرمزي، وكذلك “رسم” كل الدوال ثنائية وثلاثية الأبعاد. فهذا البرنامج يعمل وكأنه “دائرة معارف” للرياضيات. وهذا البرنامج يصلح تماما لتبسيط المفاهيم الرياضية لطلبة الثانوية، كما يصلح لمساعدة الباحثين في مرحلة ما بعد التخرج لإجراء أبحاثهم سواء في الرياضيات البحتة أم التطبيقية. الأكثر من ذلك أن مستخدم البرنامج يستطيع برمجة وظائف جديدة للتعامل مع مشكلات أو مسائل لم يصمم البرنامج للتعامل معها. وبهذا كله، فإن هذا البرنامج يمثل إضافة كبيرة للطلبة والعاملين في حقول الهندسة والعلوم التي تعتمد بصورة أو أخرى على الرياضيات. * ألا يؤدي الاعتماد على ماثيماتيكا بصورة واسعة إلى تراجع القدرات العقلية للطلبة؟ - هذه فكرة قديمة. بالطبع لا غنى عن إدراك الطلبة للمفاهيم الرئيسية مثل التفاضل والتكامل وغيرهما، خاصة إذا كنت بصدد تدريب الطلبة على المنطق أو المنهج العلمي. أما إذا كنت بصدد مشكلة في الفيزياء أو الهندسة أو الكيمياء فإن الجانب الرياضي هنا سيمثل عائقا، ومن الأفضل أن تعالجه بسرعة لتكمل مسيرتك. فمثلا، لو أنك بصدد إنشاء جسر وتريد أن تجرب تصميمات مختلفة لتعرف الحمولة القصوى من السيارات التي يتحملها الجسر مع كل تصميم. هذا التدريب سينتج عددا هائلا من المعادلات، ولكن المعادلات ليست المغزى هنا. وفي غياب برنامج مثل ماثيماتيكا أو أي من أقرانه، يصبح حل المعادلات هو المشكلة التي تستهلك وقت وعقول الطلبة، ويغيب عنهم الهدف الرئيسي. ويصبح الطلبة “محترفي” حل معادلات استعدادا للامتحانات، دون رؤية الصورة الكلية أو السياق الذي ظهرت فيه هذه المعادلات. ففائدة ماثيماتيكا إذن هي تركيز التعليم على المهارات الفكرية والابتكارية التي لا يمتلكها الكمبيوتر، وكذلك تساعد الوسائل البصرية المدمجة في البرامج الحاسوبية على تبسيط مفاهيم كان من الصعب شرحها بأسلوب “السبورة”. * كيف أقنعتم شركة “ولفرام ريسيرش” منتجة ماثيماتيكا بتخفيض سعر البرنامج؟ - الاتفاق الذي أبرمناه مع “ولفرام ريسيرش” ليس بالضبط تخفيضا لسعر البرنامج؛ فمثل هذه الأمور محكومة بقوانين التجارة العالمية، وكذلك سمعة الشركة عالميا. ولذا تركزت مباحثاتنا معهم على نقطتين: أولا: أنه بدخول برنامجهم للسوق العربية فستفتح لهم نافذة كبيرة للغاية، كانت عوائدهم فيها من قبل “صفر” تقريبا. وثانيا: أنه بالسعر الحالي لا تستطيع هذه الدول أن تُقبل على شراء ماثيماتيكا، ومن ثم بدأنا في تصميم معادلة -وهي اللغة التي يفهمونها جيدا بالطبع- على أحد طرفيها الدخل القومي لكل بلد وعدد الطلاب الذين سيستخدمون البرنامج، وعلى الطرف الآخر سعر البرنامج. وبذالك وصل سعر البرنامج تلقائيا إلى حوالي 10 دولارات تقريبا في الدول العربية، ولكن بشرط أن تقوم الحكومات -وليس الأفراد- بإجراء التعاقدات لأعداد كبيرة من الطلاب. كما أن جَعْل هذا البرنامج المهم في المتناول مجرد خطوة أولى، ولا بد أن تعقبه خطوات مثل تدريب المدرسين والأساتذة على استخدامه، ثم تدريبهم على تحويل المناهج التي يدرّسونها ليتم شرحها وتصميم ما فيها من أمثلة ومسائل بالاعتماد على البرنامج الجديد. وهناك تعريب البرنامج الذي يشمل أولا تعريب واجهة المستخدم، ثم محرك (engine) البرنامج، ثم دليل المستخدم. وكل هذه الأمور مكلفة ولا تقل أهمية عن الحصول على البرنامج نفسه. * هل أبرمت أي من الحكومات العربية اتفاقات مع شركة ولفرام ريسيرش؟ - ليس بعد. ولكن ثمة اهتماما لدى وزارتي التربية والتعليم في السعودية ومصر، وطبيعي أن تستغرق مثل هذه الأمور وقتا طويلا، حتى يقتنع صانع القرار السياسي بأهمية مثل هذه المنتجات التعليمية وعوائدها. * ولكن لماذا لم تختر اليونسكو أيا من بدائل ماثيماتيكا المجانية من برمجيات المصدر المفتوح مثل “ماكسيما” أو “آكسيوم”؟ - نموذج المصدر المفتوح مهم ونحن نستفيد منه في اليونسكو، ولكن عندما نكون بصدد قرار بالغ وواسع التأثير مثل استخدام منتج تكنولوجي على نطاق دولة أو عدة دول فإن هناك اعتبارات كثيرة. أولا: المقاييس الفنية: وهنا ماثيماتيكا أفضل كثيرا ولا يكاد يقارن بأي من منافسيه، سواء التجارية (ميبل وماتلاب) أم من برمجيات المصدر المفتوح. وثانيا: منتجات المصدر المفتوح تحتاج لثقافة ومناخ عام، وكلاهما -للأسف- مفتقد تقريبا في الدول العربية. فالنظرة العامة لبرمجيات المصدر المفتوح أنها برامج “مجانية”، وأن التكلفة التي تصحبها هي “صفر”؛ وهذه نظرة سطحية وقاصرة. والصحيح أنك لن تدفع مقابلا لترخيص استخدام المنتج، ولكنك ستحتاج إلى تحمل نفقات تطويره، لتحويله إلى صورة مفيدة لك، وستنفق أيضا في صيانة المنتج ودعمه باستمرار؛ لأنه لا توجد وراءه شركة تدعمه. ولكن الجانب الإيجابي أن هذه النفقات لن تذهب لأطراف أخرى (الشركات المنتجة)، وإنما ستنفقها على المبرمجين والمطورين لديك الذين سيحورون البرنامج ليقوم بكفاءة بالمهام المطلوبة، أي أنه استثمار في الموارد البشرية لديك. هذا بالضبط ما يجب أن يدركه صانعو القرار. واليونسكو تستخدم برنامج “مودل”(2) من برمجيات المصدر المفتوح لإدارة المحتوى التعليمي المجاني على موقع اليونسكو. * وماذا عن الإعلان الأخير عن تعاون اليونسكو ومايكروسوفت؟ - الحق أن هذا تغير في فلسفة اليونسكو؛ ففي السابق كان الاعتقاد أن التعاون مع المؤسسات التجارية يجب أن يكون محدودا للغاية باعتبار أن هدف هذه المؤسسات هو تعظيم الأرباح، وهو ما يتعارض مع هدف اليونسكو من خدمة أعضائها من الدول، خاصة الرة، دون إثقالها بالنفقات. ولكن هذه التوجه تغير نتيجة تضاؤل الميزانيات المتاحة لليونسكو الموجهة لتحسين مستوى التعليم في الدول الأعضاء، وبدون التأثير سلبا على دور اليونسكو في خدمة أعضائه، بل العكس، تعظيم هذا الدور. فبينما كان الأسلوب المتبع سابقا هو إنفاق هذه الميزانيات المحدودة على تدريب عدد من المدرسين، لا يزيد على 30 غالبا من عدة دول عربية. فإنه وفقا للسياسة الجديدة لن تقوم اليونسكو بدور التدريب الفعلي للمدرسين، وإنما ستكتفي بتحديد المعايير في البرامج التدريبية التي تنتجها الشركات المختلفة. وقد بدأت شركات مايكروسوفت وإنتل وهيوليت باكارد فعلا في تصميم وإعداد هذه البرامج. وستقوم كل شركة بتقديم خدماتها التدريبية في مراكزها الخاصة. وستكون الشهادات التي يحصل عليها المتدربون مدموغة بختم الشركة المقدِّمة للتدريب. وينحصر دور اليونسكو على إرساء المعايير والتأكد من تطبيقها. في هذه الاتفاقات، يشمل دور اليونسكو تحديد المتطلبات والمهارات التي يجب أن يحصل عليها المدرس المتدرب بصورة معيارية، ثم تقييم ومراجعة المناهج التي تصممها الشركات، ثم التدخل لتحديد سقف لأسعار هذه الخدمات حتى لا تؤثر التكلفة سلبا على أهداف اليونسكو. واليونسكو تستفيد هنا من كونها جهة محايدة اقتصاديا وسياسيا. ومن ثم فإنها عندما توصي بخطوة أو سياسة ما فيما يتعلق بتطبيق التكنولوجيا في دولها الأعضاء، فإن هذه التوصية تحظى بمصداقية أعلى مما لو أتت هذه التوصية من مؤسسة تجارية. ولعل أهم القضايا التي نبغي أن نستخدم فيها ثقل اليونسكو هي قضية عدم وجود برمجيات تسمح بزيادة المحتوى العربي على الإنترنت. فأولا الاستثمار في المحتوى على الإنترنت أمر مكلف اقتصاديا، ولكنه بالنسبة للمحتوى العربي غير مضمون العوائد. فحتى هذه اللحظة، ليست كل متصفحات الإنترنت قادرة على فتح وإظهار الصفحات العربية بصورة صحيحة. وهو ما لا يحدث مع أي من اللغات غير اللاتينية الأخرى مثل الكورية أو اليابانية أو العبرية. ومرجع ذلك أن الدول العربية لم تتفق حتى الآن على نسق واحد في الخطوط (fonts). تخيل أن أمرا بسيطا كهذا صار مثار خلاف وكأنه قضية سياسية. ومن ناحية ثانية، فإن جهود التعريب -رغم كل ما يذكر عنها- تظل جهودا فردية؛ فـ”مايكروسوفت” تعرب على طريقتها، وكذلك تفعل “آبل” إن فعلت، والأمر نفسه على جهود كل دولة عربية على حدة. وهذا يفسر تراجع الرغبة في الاستثمار في المحتوى العربي على الإنترنت، ومن ثم هزال هذا المحتوى بالصورة التي ترى الآن وليد الشوبكي** ربما تكون تقنية المدونات (blogs) التي بزغت بقوة خلال الحرب الأخيرة على العراق قد مثلت بداية النهاية لعصر الإعلام الذي اعتدنا عليه؛ فلم تعد وسائل الإعلام الكبرى من صحف وقنوات تليفزيون وغيرها هي الوسيلة الوحيدة لتلقي المحتوى الإعلامي. تمنح شبكة الإنترنت الفرد العادي فرصة غير مسبوقة للمشاركة التطوعية في صنع المعرفة والإعلام، بعد أن كانا حكرا على المؤسسات الكبرى.. “ويكيبيديا” مثال باهر النجاح على ذلك الاتجاه. خلال الحرب كانت المدونات التي يكتبها أفراد -من داخل العراق غالبا- وينشرونها بحرية بمثابة مرصاد كبير يتحقق من مصداقية ذلك المحتوى. الآن، ثمة تقنية أخرى لا تقل أهمية ويُتوقع أن تكون لها آثار بعيدة. تلك التقنية نظام مستحدث في إنتاج ونشر صفحات الإنترنت يسمى “ويكي” (Wiki) – وهي كلمة تعني “بسرعة” في لغة أهل جزيرة هاواي الأمريكية– ويسمح لزوار المواقع العاملة بذلك النظام أن يضيفوا أو يعدلوا أو يكتبوا ما يريدون، وينشروا ذلك بصورة لحظية على الإنترنت. وبفضل هذه التقنية ظهرت للوجود “ويكيبيديا.. الموسوعة الحرة”. ويكيبيديا دائرة معارف أو موسوعة إلكترونية تشبه دائرة المعارف البريطانية الشهيرة. ولكنْ ثمة أوجه عدة للاختلاف بين الموسوعتين. فويكيبيديا متاحة مجانا على الإنترنت، بينما يصل سعر دائرة المعارف البريطانية لحوالي 1100 دولار أمريكي. ويتعاون في إعداد مواد ويكيبيديا ما يزيد على 16 ألف متطوع من أنحاء العالم. كما يقدر عدد موادها أو مقالاتها بما يزيد على 1.5 مليون مادة بـ195 لغة مختلفة (العربية إحداها، إضافة إلى الكثير من اللغات الأقل انتشارا المتواجدة في إفريقيا وآسيا). تحظى النسخة الإنجليزية من الموسوعة بنصيب كبير (533 ألف مقال)، وهو محتوى يفوق كثيرا النسخة الإنجليزية لدائرة المعارف البريطانية (80 ألف مقال) وموسوعة “إنكارتا” الإلكترونية التي طورتها مايكروسوفت (4500 مقال). وتأتي اللغة الألمانية في المرتبة الثانية (حوالي 200 ألف مقال)، ثم الفرنسية واليابانية، وكل منهما حوالي 100 ألف مقال. أما النسخة العربية والتي دُشنت في نهايات 2003 فلا تزال في بداياتها، وبها ما يزيد قليلا على 2700 مقال. وتجدر الإشارة إلى أن أول من اقترح على القائمين على الموسوعة تدشين نطاق للنسخة العربية هو الأكاديمي المصري الدكتور طارق قابيل، وكانس ذلك عام 2001 حين كان يدرس لنيل درجة الدكتوراة في الوراثة الجزيئية بإحدى الجامعات الأمريكية. وقد رصد حينها في مقال لصفحة العلوم والتكنولوجيا بشبكة “إسلام أون لاين.نت” بدايات الموسوعة. التغيير.. حق لكل زائر ويكيبيديا هي أحد مشروعات مؤسسة “ويكيميديا” غير الهادفة للربح والتي أسسها عام 2001 جيمي ويلز الذي كان يعمل سابقا خبيرا بالبورصة. وتستمد هذه الموسوعة جذورها من مشروع موسوعة “نوبيديا” الذي دشنه كل من جيمي ويلز ولاري سانجر عام 2000، ولكنه أخفق نتيجة الأسلوب المعقد في تطويرها والذي اعتمد على محررين محترفين لمراجعة مواد الموسوعة. ثم ظهرت ويكيبيديا معتمدة على نظام “ويكي” الذي يمكّن كل زائر للموقع من تعديل أو الإضافة للصفحة التي يطلع عليها، أو أن يكتب مقالا جديدا تماما في المجال الذي يرغب. وترتبط مواد “ويكيبيديا” ببعضها بوصلات (hyperlinks) بصورة خلاقة، تعطي القارئ تجربة ثرية ومتشعبة حول المادة التي يطلع عليها. فعند البحث عن كلمة “إسلام” مثلا على النسخة الإنجليزية، ستجد تعريفا وافيا بالإسلام، إضافة إلى عدد كبير من الوصلات المدمجة في نص المادة والتي تقودك لصفحات في الموسوعة عن “الله” (سبحانه وتعالى)، ونبي الإسلام “محمد” (صلى الله عليه وسلم) وأركان الإسلام ومكة والمدينة والخلافة الإسلامية والملائكة والجن والسنة والشيعة وغيرها من الأمور المرتبطة بالموضوع. يقول ويلز: “إن ويكيبيديا هي بالأساس مجهود غايته إنتاج وتوزيع موسوعة حرة بأعلى درجة ممكنة من الجودة لكل فرد على سطح هذا الكوكب، وبلغته الأم”، حسبما ورد على موقع الموسوعة. ويقدر عدد الزيارات اليومية لصفحات “ويكيبيديا” يوميا بحوالي 60 مليون زيارة للنسخ المختلفة من الموسوعة. وحول أسباب ذلك النجاح أوردت مجلة “وايرد” أن ذلك لا يعود إلى المشاركة التطوعية لعدد كبير من الأفراد من جهات الأرض الأربع فحسب، وإنما يعود كذلك لعاملين محوريين: أولا، التزام الجميع برؤية متعادلة تجاه شتى الأمور، وبخاصة تلك التي تثير الجدل كالإجهاض أو الاحتباس الحراري على سطح الكوكب. وثانيا، النوايا الحسنة؛ فأغلب المشاركين في تحرير أو إضافة أي مادة للموسوعة يبغون التعاون والإضافة، وليس إلحاق الضرر. ومن الطريف أن واحدا فحسب من المتطوعين، وهو مبرمج أمريكي يُدعى ديرك رامسي، قد شارك في الموسوعة بما يزيد على 40 ألف مقال. ويعد بذلك أغزر المشاركين إنتاجا. وكما يؤكد ويلز فإن المقصود بكون ويكيبيديا “Free Encyclopedia” هو موسوعة حرة؛ أكثر مما يعني موسوعة مجانية. فالحرية في الاطلاع على مواد الموسوعة وتعديلها والإضافة عليها هي الفكرة المركزية. وذلك تأثر ظاهر بأفكار “ريتشارد ستولمان”؛ رائد اتجاه المصدر المفتوح الذي ذاع في أوساط المبرمجين، حيث تتاح شيفرة البرامج بحرية للجميع للاطلاع عليها ودراستها وتعديلها وتحسينها كل حسب هواه، طالما أنه سيحفظ نفس الحقوق للآخرين. الأكثر من ذلك، أن كل مواد الموسوعة متاحة مجانا وفقا لرخصة “الملكية العامة” (GPL) التي صممها ستولمان أساسا للتطبيق في مجال البرمجيات. وتسمح هذه الرخصة لأي فرد بحرية الاطلاع على مواد الموسوعة مجانا والتعديل والإضافة طالما أن ذلك لن يحول دون حق الآخرين في الاستفادة من هذه الإضافات، وأنه لن يدمجها في أي منتج تجاري. الحرية.. سلاح ذو حدين وتمثل أوجه القوة في ويكيبيديا أوجها للضعف في ذات الوقت. فالمشاركات التطوعية للأفراد لكتابة مقالات حول موضوعات متخصصة ربما تؤدي إلى مستوى متدن في جودة وتوثيق بعض المواد بصورة قد تزهّد الباحثين الجادين في الاعتماد عليها. وكذلك فإن إتاحة التعديل والإضافة للجميع دون تمييز أدت أحيانا إلى ظهور ممارسات غير مسئولة من بعض الأفراد الذين شوهوا بعض المواد على الموسوعة، أو أفقدوها حياديتها لصالح مذهبهم أو اعتقادهم الخاص. ومن الأمثلة الشهيرة على ذلك ما حدث للمواد والمقالات المتعلقة بكل من المرشحين الديمقراطي والجمهوري خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة بالولايات المتحدة. فقد تعرضت المقالات عن كلا المرشحين لتعديل وتغيير -وأحيانا تشويه أو حذف– بصورة متكررة؛ ما اضطر القائمين على الموقع إلى “تجميد” كل المقالات المتعلقة بشخصي المرشحين إلى انتهاء الانتخابات. إن لم تكن متقنة.. فليست سيئة ورغم الأخطاء الناتجة عن عدم الدقة أو عدم التخصص في المقالات والمواد المنشورة على ويكيبيديا، فقد أثبتت السنون أن “ويكيبيديا” كنظام لإنتاج المعرفة قادر على الإصلاح الذاتي وإعادة التوجيه إلى المسار الصحيح. ففي دراسة بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وشركة (IBM) أوردتها دورية ذي نيو أتلانتس، قال باحثون إنه في المتوسط يتم تصحيح الأخطاء في اللغة أو المعلومات الواردة بالمواد خلال 5 دقائق من ظهورها. أما حالات محو أو تشويه المواد فتتم معالجتها خلال 1.7 – 2.8 دقائق، كما ذكرت مجلة “وايرد”. وقد طورت إدارة الموسوعة برمجيات وخواصّ تمكن المشاركين أنفسهم من صد أو تخفيف آثار ما يقوم به المخربون. فثمة برنامج يمنع الحذف الكامل لأي مقال على الموسوعة يسمى (deletion bot) وتشرف عليه إحدى المتطوعات من بريطانيا. وهناك خاصية “Watch-list” (أو قائمة رصد) التي تتيح لكل مستخدم أن يرصد أي تغيير أو إضافة تتم على واحدة أو أكثر من مقالات أو مواد بالموسوعة. وأهمية هذه الخاصية أنها تمكن المشاركين من الحفاظ على جودة وحيادية مواد الموسوعة، خاصة المواد المتعلقة بالأديان. وقد ذكرت مجلة “وايرد” أن مواد ويكيبيديا “إن لم تكن متقنة وتامة، فإنها ليست سيئة. وثمة عشرات الآلاف من مواد الموسوعة تفوق نظيراتها في كل من دائرة المعارف البريطانية ودائرة معارف “إنكارتا”. وثمة مشروعات مستحدثة إلى جانب الموسوعة، كلها تعتمد على المشاركة التطوعية من عدد كبير من المستخدمين. من أمثلة ذلك “ويكشناري” (قاموس)، “ويكينيوز” (مواد إخبارية) و”ويكيبوكس” (كتب). وقد بدأ مشروع كتب “ويكي” في يوليو 2003 لإنتاج كتب مجانية يقوم على تأليفها عدد كبير من الأشخاص المهتمين بمجال معين. ويعتزم أستاذ القانون لورانس لِسِج استخدام أسلوب الويكي في تأليف الجزء الثاني من كتابه “الشيفرة وقوانين أخرى للفضاء الإلكتروني” الذي طرحه عام 1999. ويبغي المؤلف من خلال هذه التجربة الفريدة أن يقدم منظورا فسيفسائيا، متعدد الرؤى، لما حدث من تبادل التأثير والتأثر بين القوانين وتكنولوجيات الإنترنت منذ عام 1999. وسيعد لِسِج الكتاب للنشر، وستطرحه دار نشر “بيسِك بوكس” بنهاية العام الجاري
الموضوع الأصلي :
مشكلة تعلم الرياضيات للطفل حلها تكنولوجيا
-||-
المصدر :
منتديات حبة حب
-||-
الكاتب :
ضى القمر
|
12-29-2013, 04:01 PM | #3 | |
نائب الاداره
|
طرح في غايه آلروعه وآلجمال
سلمت آناملك على الانتقاء الاكثر من رائع ولاحرمنا جديدك القادم والشيق ونحن له بالإنتظار,,~ |
|
|
12-29-2013, 07:56 PM | #4 | |
الاداره
|
يسلمو على الطرح القيم
بارك الله فيكى وبنتظار جديدك القادم تحياتى اليكى فاادى |
|
|
12-30-2013, 06:15 AM | #5 | |
المشرفات
|
سلمت.. أنــآآملكـ..ع..الطرح..الرائع
دامت..صفحاتكـ..بهذا..الرُقي بانتظــآآر.. قـآآدمِكـ.. الأجمل كــــــل ..الـــوود..بعبق.. الــوورد |
|
|
01-05-2014, 01:05 PM | #6 | |
حبيب ذهبى
|
طرح رائع ومفعم بالجمال والرقي
يعطيكى العافيه على هذا الطرح وسلمت اناملك المتألقه لروعة طرحك المميز تقديري لكى |
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|