بهت بريق الحياة في روحك ، وجفت منابع الأمل في أعماقك ،
واجتثت جذور الابتسامة من داخلك
حالة تجعلك تكذب صورتك في المرآة ، رغم يقينك بصدقها ،
تشعر وكأنك كبرت فجأة ودون حساب للزمن
ولا اعترف بعجلة الأيام .
شعور غريب أن ترى نفسك كبرت فجأة فلم تعد روحك تأنس
بالحديث مع من حولك ، ولا تلهو بالسمر معهم ،
ولا تستمتع بمرفقتهم .
تفضل الصمت على أحاديث لا تأنس معها النفس،
ولا يسمو بها الفكر ،ولا تحترم فيها الذات ولا تفك القيود عن مشاعرك .
فاخترت الوحدة على جلسة بلا متعة ، و مناقشة بلا فائدة ،
وحوار بلا هدف ، ولقاء بلا لهفة .
هو شعور دائما يخالج النفس بعد أن تتجاوز عمراً من الزمن ،
وتقطع شوطاً طويلاً في رحلة الحياة ،
قد يكون زهير أجدى التعبير عن هذه المرحلة الصعبة من العمر
عندما قال : سَئِمْتُ تَكَالِيْفَ الحَيَاةِ وَمَنْ يَعِشُ ثَمَانِينَ حَوْلاً لا أَبَا لَكَ يَسْأَمِ *
ولا غرابة أن يعبر زهير عن حالة السآم هذه بعد أن جاوز الثمانين ،
واختلفت عليه الأجيال ،
مما جعله غير قادر على التوافق مع من حوله ,
فوجد نفسه وحيداً في مجتمع يألف ما لم يعتاد عليه ، وينكر عليه ما تعود .
هنا تسأل نفسك لما تفتك بك الغربة ،
وحولك الأصدقاء ؟
ولما تمزقك سياط الصمت وسط الضجيج ؟
ولما تلازمك الوحدة في عالم أتقن كل وسائل التواصل ؟
أسئلة كثيرة تتدافع داخل عقلك عندما تجد نفسك في مجتمع ينكر عليك ما لم تعتاد ،
ويألف ما تنكر ، فيبتسم وقت العبوس ،
ويرقص عند الألم ، يتألم من غير وجع ،
ويصفق من غير نجاح . يستمتع بالسفاسف ، ويبتهج بالتوافه ،يهتم بالغث ،