مدينة نيفشهير روعة الطبيعة

تشتهر مدينة “نيفشهير” بديار الأحصنة الجميلة، ومداخن الجنيات، وتقع المدينة في وسط تركيا، وهي مركز محافظة “نيفشهير”، التي تبلغ مساحتها 5,438 كم2. وتبعد عن اسطنبول حوالي 9 ساعات براً.
تجتذب مدينة نيفشهير بمعالمها الحضارية وتاريخها الممتد، أكثر من 2.5 مليون سائح سنوياً، وقد أدرجت منظمة اليونسكو كهوف كابادوكيا وحديقة غوريمه الوطنية التي هي من أبرز معالمها في “قائمة التراث العالمي” بوصفها تراثاً ثقافيأ وطبيعياً، حيث تتجسد في كبادوكيا مزج مذهل لإبداع الخالق عز وجل، والعمل البشري الفريد.

إقليم كبادوكيا

من أهم معالم مدينة نيفشهير هو إقليم كبادوكيا. يقع الإقليم في شرق هضبة الأناضول، وتتألف تضاريسه من سهل هضبي يرتفع حوالي ألف متر عن سطح البحر، تتخلله قمم بركانية، وجبل” أرجييس”، وهو أطول مرتفعات الإقليم، إذ تقع قمته على ارتفاع 4 آلاف متر. وبسبب كون المنطقة داخلية وعلى ارتفاع عالي، فإن لـ كبادوكيا مناخ قاري مميز، حار وجاف صيفاً، وبارد مثلج في الشتاء. أما تساقط المطر فهو نادر وتتميز المنطقة بكونها في غالب أيامها شبه قاحلة.
عُرفت كبادوكيا باسم”حتّي” في العصر البرونزي المتأخر، وكانت موطن الحيثيين الذين اتخذوها معقلاً لهم. وبعد سقوط الامبراطورية الحيثية، حكمت المنطقة أُسر إقطاعية تابعة للإمبراطورية الفارسية. لتنتقل بعد ضعف الفرس السيطرة إلى الرومان ويصبح إقليم كبادوكيا أحد أقاليم الإمبراطورية الرومانية.


أماكن سياحية مميزة

يوجد في هذه المدينة العديد من المناطق السياحية ذات الشهرة العالمية. كما يوجد فيها العديد من المواقع التي تصنفها اليونيسكو كأحد مواقع التراث العالمي. وتضم المدينة الكثير من المشاهد الجيولوجية والتاريخية والحضارية الفريدة. ومن بين المدن الجديرة بالزيارة هناك: “أورغوپ” و”غوريمه” ،و”غازي أمير” ، و”ديرينكويو” و”أوج حصار” التي تضم عدد من أجمل القصور التاريخية والبيوت الكهفية.


مرج “غوريمه”

وهو المرج المركزي في كابادوكيا وتظهر فيه الأعمدة الحجرية الشامخة والضخمة، التي نتجت بفعل التآكل الذي استمر على مدار آلاف السنين، بسبب المياه والرياح، ومنذ تلك الفترة اكتشف السكان المحليون بأن الجير مادة قابلة للحفر، واستخدمت هذه الحفريات لأهداف متعددة منها التخزين والاختباء.



مدن تحت الأرض

تحتوي كبادوكيا على العديد من المدن العجيبة التي أُنشأت تحت الأرض، وكانت تستخدم في عهود المسيحية المبكرة كأماكن للإختباء والهروب، قبل تحوّل المسيحية إلى ديانة مقبولة في ذلك الوقت. وتمتلك هذه المدن شبكات دفاعية متطورة ومعقدة، والتي كانت تستخدم بشكل أساسي ضد الرومان. وبُنيت منظومة الأنفاق هذه بممرات ضيقة، لمواجهة الأسلوب القتالي الروماني الذي اعتمد على القتال الجماعي، لإجبارهم على المرور فرادى، لتسهيل عملية اصطيادهم.
وبُنيت هذه المدن على عمق يصل ل60 متراً تحت سطح الأرض، وتتكون من حوالي 18 إلي 20 طبقة، و8 منها مفتوحة للسياح حالياً. وتضم هذه المدن أكثر من 1200 غرفة، وتشمل مطابخ وغرفاً رئيسية وحظائر أقبية وكنائس وأضرحة وغرف تخزين، وتستطيع إخفاء ما يصل إلى 10 آلاف شخص.
كما اكتُشف في مطلع عام 2015 مدينة جديدة تحت الأرض، يصل عمرها لنحو 5 آلاف عام، ويعتقد أنها أكبر مدينة تحت الأرض في العالم. تقع هذه المدينة حول تلال نيفشهر بالقرب من مدينة قيصرية، وبحجمها الضخم تجعل من باقي المستوطنات البشرية الأخرى تحت الأرض، مستوطنات “قزمة” مقارنة بها، إذ يصل طول الممرات أو الأنفاق، التي تربط مناطق المستوطنة، إلى 7 كيلومترات.



رحلة المناطيد والأنشطة المنوعة

تعتبر المناطيد ذات الهواء الساخن من الأنشطة المهمة التي تجتذب السياح في كبادوكيا، وهي متوفرة في مدينة غوريمه. ويمنح المنطاد للسياح فرصة مشاهدة المدينة الأثرية من الأعلى، والاستمتاع بالمناظر الطبيعية، والتكوينات الصخرية الرائعة، و الوديان المميزة، حيث يصل المنطاد إلى ارتفاع 400 متر. وعادة ما تبدأ رحلات المناطيد في الصباح الباكر، لتجنب حرارة الشمس، التي تصعب حركة المنطاد. وتمتلئ سماء المنطقة بالمناطيد في فصل الصيف، لكن الرحلات تنخفض بشكل كبير في الشتاء، لصعوبة الظروف المناخية.
كما يستطيع السياح ممارسة أنشطة الترحال، وتسلق الجبال، وركوب الدراجات الرباعية،، في كل من وادي “إهلارا” ووادي “الدير” ومنطقة “غوريم”.



بيوت المغارات ومداخن الجنيات

وتُعرف المنازل المنحوتة في الصخور بـ”بيوت المغارات”، وتتسم بمقاومتها للبرد في الشتاء، والحر في الصيف. ويتم ترميم هذه البيوت باستخدام الحجارة المحلية، للحفاظ على العبق التاريخي للمنازل. وتوجد العديد من هذه البيوت اليوم في متحف غوريمه المفتوح.
وتشتهر منطقة “كبادوكيا” بـ”مداخن الجنيات”، وتعود هذه التسمية لمعتقدات شعبية قديمة، تقول بأن الجن كان يعيش في كهوف المنطقة وصخورها المعروفة بـ”المداخن”.
تكوّنت هذه المداخن بفعل عوامل الطبيعة، منذ ملايين السنين، نتيجة احتكاكات الصخور البركانية بمياه الفيضانات والرياح الشديدة، لتتشكل هذ الصخور العجيبة على شكل أعمدة مسننة. يصل ارتفاعها لغاية 40 مترا. وما يميز هذه المنطقة هو وجود عدد كبير من التلال الصغيرة الغريبة الشكل، التي تبدو وكأنها “مداخن”.
كما ينتشر في المنطقة الفنادق المبنية داخل المغارات والكهوف، والتي تعطي لساكنيها شعورا فريدا، يعيدهم للعصور الأولى.



النهر الأحمر “كيزيل إيرماك”

هو أطول نهر في تركيا، يقع في منطقة أفانوس، ويمتد على مسافة 1355 كلم، ويعتبر النهر مصدر الحياة ل21 مدينة، و45 بلدة.
يستمد النهر اسمه من لون مياهه الحمراء والذي يعني بالتركية “كيزيل”. وتحتوي دلتا النهر على العديد من البحيرات، والتب تكتسب أهمية بيئية كبيرة لتواجد العديد من أنواع النباتات والطيور النادرة فيها، يجذب النهر العديد من الأهالي والسياح، لالتقاط الصور الفتوغرافية، والتمشي على ضفاف النهر.
كما يمكنك في منطقة أفانوس شراء الفخار الأناضولي، والذي تشتهر المنطقة بصناعته منذ آلاف السنين، أوممارسة رياضة ركوب الخيل في مزارع الخيول المنتشرة هناك.



وادي إيهلارا

وهو أكبر الوديان الضيقة في العالم، ويعتبر أحد أهم المعالم السياحية التي يتردد عليها السياح في منطقة كبادوكيا. تكّون الوادي عبر آلاف السنين، من خلال عوامل نحت المياه الجارية في جدول “مالانديز” المائي.
ويمكن لزوار الوادي والسياح الخروج في رحلات سفاري مثيرة. أو الجلوس على ضفاف الوادي والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة.

 

تسلم الايـآدي
على روعه طرحك
الله يعطيك العافيه يـآرب
بانتظـآر جــديدك القــآدم

سلمت الأيادى والأنامل على
هذاالطرح الراقى والمتميز
تحياتى

موضوع جميل جداً استمتعت به
ننتظر منك المزيد من الابداع
أتمنى لك السعاده والتوفيق