ننتظر تسجيلك هـنـا

 

 

 


الإهداءات


العودة   منتديات حـــبة حــب > هஐ¤ღ المنتدى العام ღ¤ஐه > ~ القسم العام لحبة حب ~

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 03-19-2012, 07:59 AM
مشرف عام
Bamoot Feek غير متواجد حالياً
Egypt     Female
SMS ~ [ + ]
حبيبي
ياإشراقه فجري
وابتسامة ثغري
يارفيق دربي
وأنيس روحي
و إشراقه الشمس في نهاري
و ضوء القمر في ليلي

yyyy
لوني المفضل Brown
 رقم العضوية : 15
 تاريخ التسجيل : Aug 2011
 فترة الأقامة : 4703 يوم
 أخر زيارة : 11-02-2018 (11:52 AM)
 المشاركات : 14,309 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي مدن و معلومات عنها



إستانبول
الموقع الجغرافي:
تقع مدينة إستانبول في الجزء الأوربي من تركيا، فوق مدينة «القسطنطينية» الرومانية القديمة، وهي ذات طابع جغرافي فريد، إذ يحدها من الشمال "البحر الأسود"، ومن الشرق "بحر مرمرة"، ومن الجنوب "بحر إيجة"، ومن الغرب شريط ضيق من الأرض متصل بقارة أوروبا. وترجع أهمية هذا الموقع إلى أنه يجعل إستانبول أحد أهم نقاط الاتصال بين قارة آسيا وقارة أوروبا، وأنها تُعَدّ من أحصن المواقع الاستراتيجية في العالم، كما أنها تعد مفتاح أوروبا من الشرق.
إستانبول عبر التاريخ:
دخلت مدينة "إسلام بول" التاريخ الإسلامي والعالمي لتحل محل مدينة "القسطنطينية" الرومانية القديمة منذ فتحها السلطان محمد الفاتح سنة (857هـ) فغير اسمها إلى "إسلام بول" ثم حرفت إلى إستانبول بعد ذلك، وقام السلطان محمد الفاتح بتغيير الكثير من معالم المدينة الرومانية القديمة فحول كنيسة "آيا صوفيا" إلى مسجد كبير، وقام ببناء مسجد عند ضريح الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه، وبعد ذلك أصبح تنصيب السلاطين يتم عند هذا المسجد.
واستمرت إستانبول في دورها التاريخي كحاضرة لدولة الخلافة العثمانية إلى أن انتقلت العاصمة من إستانبول إلى "أنقرة" وسط "الأناضول" سنة (1923م)، وبرغم ذلك فما زالت تعيش المدينة ماضيها المتألق وذكريات مجدها الغابر وظلت قلب تركيا الثقافي والاقتصادي.
إستانبول.. معالم وآثار:
1- قلعة روميلي حصار: وهي القلعة التي بناها السلطان محمد الفاتح تمهيدًا لفتح القسطنطينية ولإحكام الحصار حولها، وتعد قلعة روميلي حصار من أهم معالم مدينة إستانبول التاريخية، وتتميز القلعة التي تطل على مضيق "البوسفور" بأسوارها وأبراجها العالية.
2- مسجد آيا صوفيا: بعد أن تم فتح القسطنطينية سنة (857هـ)، وقام السلطان محمد الفاتح بتحويل كنيسة «آيا صوفيا» إلى مسجد بعد أن أقام لها أربع مآذن، وظل مسجد آيا صوفيا من أبرز معالم إستانبول إلى أن جاء مصطفى كمال أتاتورك وحوّل المسجد إلى متحف!!
3- قصر "طوبقابي": بناه السلطان محمد الفاتح بعد فتح القسطنطينية، وكان قصر "طوبقابي" مقر حكم آل عثمان لفترة طويلة، وحوله بيوت الوزراء والأصدقاء والعسكر، وتحول قصر "طوبقابي" الآن إلى متحف يضم مجموعة من أهم الآثار الإسلامية، وبه مقتنيات من كافة أنحاء العالم الإسلامي، وفي هذا المتحف يوجد «مصحف عثمان» وهو أول مصحف مدون بالخط الكوفي، وبردة النبي - [فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل] - التي أهداها للشاعر كعب بن زهير، ومجموعة كبيرة من اللوحات والنقوش والزخارف والسيوف واللآلئ المحلى بها الخناجر والعروش والتي تظهر جميعًا روعة الفن الإسلامي الذي يفتن السياح الذين يزورون المتحف.
4- جسر البوسفور: وهو أشهر جسر في العالم؛ فهو الوحيد الذي يربط بين قارتين، وهو رابع أطول جسر في العالم، وهو عمل هندسي كبير يرتفع فوق سطح الماء (64) مترًا ليسمح بمرور أعلى البواخر وأكبر الناقلات.
5- جامع السليمانية: يقع في منطقة السليمانية وهو من روائع فن العمارة الإسلامية، ولقد تفوق المسجد في بنائه وتصميمه على «آيا صوفيا» رائعة العمارة البيزنطية، حيث يمتاز بسعته وارتفاعه، وتفرده بالمآذن الأربع، وقد صمم المبنى المهندس المعماري الشهير سنان الذي يعتبر من عظماء مصممي العمارة الإسلامية.
6- المكتبة السليمانية: وهي واحدة من أكبر المكتبات في العالم الإسلامي، أنشأها السلطان العثماني سليمان القانوني سنة (957هـ/1550م)، وصمم مبنى المكتبة المعماري الشهير سنان، ويتبع المكتبة السليمانية الرئيسية المنسوبة إلى السلطان سليمان عدد من المكتبات الخاصة التي أنشأها أفراد.
ويبلغ عدد ما تحتويه المكتبة السليمانية من كتب مخطوطة ومطبوعة (98955) كتابًا، منها (64267) مخطوطة معظمها باللغة العربية، والباقي بالفارسية والتركية. هذا مع العلم بأن نظام حصر المخطوطات وإحصائها لا يذكر النسخ المكررة للكتاب الواحد.
وقسم الفهارس في المكتبة أنشئ في نهاية سنة (1979م)، ومقره السليمانية، وهو يضم ثلاثة فروع: فرع لفهرسة المخطوطات العربية، والثاني للتركية، والثالث للفارسية.

أصفهان
الموقع الجغرافي:
تقع أصفهان في وسط هضبة إيران، وتبتعد عن العاصمة طهرانلي (700 كم) باتجاه الجنوب، وهي من كبريات مدن إيران. تمتاز بطيب الهواء، وتربتها من أصح ترب الأرض، ومناخها معتدل.وأصفهان قديمة العهد، لهج بذكرها المسافرون، وأشاد بها المعجبون؛ لصحة هوائها وخلوها من جميع الهوام. وما أبلغ كلمة الحجاج فيها لأحد ولاته: "قد وليتك بلدة حجرها الكحل، وذبابها النحل، وحشيشها الزغفران". وقال الشاعر:
لسْتُ آسى من أصفهان على شيء
سوى مائها الرحيق الزلال
ونسيم الصبا ومنخرق الريح
وجوّ صاف على كل حال
ولها الزعفران والعسل الماذي
والصافنات تحت الجلال
أصفهان في التاريخ:
قديمًا كانت مدينة أصفهان بالموضع المعروف بـ "جي"، وهو الآن يعرف بشهرستان وبالمدينة.
ـ ولما سار "بختنصر" وأخذ بيت المقدس وسبى أهلها، حمل معه يهودها وأنزلهم أصبهان؛ فبنوا لهم في طرف من مدينة "جي" محلةً ونزلوها؛ وسميت اليهودية.
ـ وقد فُتحت أصبهان زمن عمر بن الخطاب في سنة (19هـ) بعد فتح نهاوند، فتحها عبد الله بن عبد الله بن عتبان، وكان على مقدمة جيشه عبد الله بن ورقاء الرياحي، وفي "فتوح البلدان" ذكر البلاذري أن فتح أصفهان ورساتيقها كان في حدود سنة (23هـ أو 24هـ).
وفي سنة (1593م) اتخذ عباس الصفوي الأول أصفهان عاصمة له بدلاً من "قزوين".
وهي من أعظم المدن التجارية والصناعية في البلاد، وأهم صناعاتها المواد الغذائية ومواد البناء والأقمشة والمنسوجات الصوفية.
أهم المعالم والآثار:
في أصبهان العديد من الأسواق والقصور التاريخية، والعديد من الآثار الإسلامية والمساجد التاريخية الأثرية، وللبعض منها مآذن تعود إلى أكثر من خمسمائة عام، وأشهرها:
ـ مئذنة سرابان: التي يعود تاريخ بنائها البديع بنقوشها وفسيفسائها وأصباغها إلى القرن الرابع عشر الميلادي.
ـ قصر الشاه عباس الصفوي الأول: بناه يوم اتخذ أصفهان عاصمة لملكه بدلاً من قزوين سنة (1593م).
ـ مسجد الشاه الكبير: وهو من أجمل المساجد في العالم.
ـ مسجد الإمام علي بن أبي طالب: ويعود بناؤه إلى القرن الحادي عشر للميلاد.
من أعلام أصفهان:
وقد خرج من أصفهان جماعة من أهل العلم والأدب والحديث - ما لم يخرج مثله من مدينة من المدن، منهم: أبو الفرج الأصفهاني صاحب كتاب "الأغاني"، والحافظ الإمام أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن مهران صاحب تصنيف "حلية الأولياء" المتوفى سنة (430هـ)، وأبو منصور حسين بن طاهر بن زيلة الأصفهاني، اختصر "الشفاء" لابن سينا، وشرح رسالة "حي بن يقظان"، ومات سنة (450هـ) ، والراغب الأصفهاني أبو القاسم حسين صاحب كتاب "محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء البلغاء"، ومات سنة (565هـ).

الإسكندرية
الموقع الجغرافي:
يكتسب الموقع الجغرافي للإسكندرية أهمية كبرى؛ فهي أحد أهم المنافذ البحرية المطلة على البحر المتوسط، وقد أكسبها هذا الموقع مناخًا متميزًا عن باقي أقطار مصر، كما جعلها عرضة للغزوات البحرية في عصورها المختلفة، وقد وصفها ابن بطوطة بقوله: (هي الثغر المحروس، والقطر المأنوس).
من تاريخ الإسكندرية:
ـ في سنة (20 هـ/641م) افتتح عمرو بن العاص حصن "بابليون" فانفتح أمامه الطريق إلى الإسكندرية، وسار إليها في ربيع الأول سنة (20هـ)، وفتحها الله للمسلمين بعد حصار دام (14) شهراً. واهتم ولاة الإسكندرية المسلمون في العصرين الأمُوي والعباسي بتحصين ساحلها بالأربطة واعتبروها دار رباط؛ لأنها معرضة للهجوم من البحر، وكان ميناؤها أصلح مواني مصر لنزول العدو، واهتم الولاة كذلك ببناء عدد من المساجد فيها، ومنها: مسجد موسى عليه السلام، ومسجد الخضر، ومسجد سليمان أو مسجد الرحمة.
ـ واهتم المسلمون بالإسكندرية كأهم قاعدة بحرية فبنوا فيها دارًا لصناعة السفن.
ـ وفي العصر الأيوبي اهتم صلاح الدين الأيوبي اهتمامًا كبيرًا بالإسكندرية؛ فاهتم بعمارتها وتحصين أسوارها وتمكين دفاعاتها البرية والبحرية، وأنشأ صلاح الدين فيها مدرسة وبيمارستانًا (أي مستشفى) ودارًا للمغاربة.
- وشهدت الإسكندرية أزهى عصورها الإسلامية في العصر المملوكي، وقد بُنِيَ في هذا العصر أكثر من ثلاثة أرباع آثار الإسكندرية التي ما زالت قائمة إلى الآن، وخاصة ما بناه الناصر محمد بن قلاوون وخلفاؤه، وأيضًا القلعة الشهيرة التي بناها السلطان قايتباي.
الحركة العلمية في الإسكندرية:
كانت الإسكندرية قبل الفتح الإسلامي من أكبر مراكز الثقافتين اليونانية والرومانية، وبرغم انصراف الناس عن دراسة الفلسفة اليونانية بعد الفتح إلا أن الإسكندرية ظلت تحتل مركزها الثقافي العالمي طوال العصور الإسلامية؛ فقد نبغ فيها العديد من العلماء الذين تعلموا في المدارس التي بنيت في تلك العصور، ففي الطب نبغ سعيد بن نوفل وسعيد بن البطريق، وقد أسهم البيمارستان الذي بناه صلاح الدين في ازدهار العلوم الطبية وغيرها من العلوم التي كانت تدرس بمدرسة صلاح الدين، وفي العصر المملوكي نبغ في الطب عبد الواحد بن اللوز المغربي. وفي الهندسة والفلسفة والعلوم العقلية نبغ الرشيد بن الزبير الأسواني وأبو المكارم بن عامر بن فتوح المهندس، وفي علم الفلك نبغ ابن الشاطر الفلكي في العصر المملوكي. وكانت الإسكندرية منذ العصر الفاطمي ملتقى علماء المغرب والأندلس والمشرق على السواء ونذكر منهم: أبا الحجاج يوسف بن عبد العزيز بن نادر الميورقي، وأبا عبد الله محمد بن مسلم بن محمد القرشي المزري الصقلي، وأبا بكر الطرطوشي، وعبد الرحمن بن أبي بكر بن عتيق.
ـ وكانت الدراسة في العلوم الشرعية والعربية على نظام الحلقات العلمية في مساجد وجوامع الإسكندرية قديمها وحديثها.
من معالم الإسكندرية:
ـ الأبواب: ومن أهم أبوابها "باب الزهري"، و"باب الخوخة"، و"باب المندب".
- القلاع: من أهمها "قلعة قايتباي" التي أقامها الملك الأشرف قايتباي سنة (882هـ). وقلعة "السلسلة" التي بناها السلطان الناصر بن قلاوون. بالإضافة إلى مجموعة من الأبراج الشهيرة التي بُنيت في العصر المملوكي، ومنها: البرج الشرقي، وبرج ضرغام، وبرج باب السندرة، وبرج باب الزهري.
ـ المساجد: من أهمها الجامع الشرقي المعروف بجامع العطارين، وقد شيد سنة (1669م).
المدارس: المدرسة الخلاصية التي بناها عابد بن خلاص.
المدرسة النابلسية: بناها الشيخ جمال الدين النابلسي.
مدرستا الفخر وابن جامعة: وقد أنشأهما عبد اللطيف التكريتي.

البصرة
الموقع الجغرافي:
تقع مدينة البصرة على مسيرة (300) ميل إلى الجنوب الشرقي من بغداد.
ـ ومدينة البصرة متصلة بالخيلج الفارسي؛ حيث تقع عند دلتا نهري دجلة والفرات.
ـ وسميت البصرة بهذا الاسم؛ لأنه كان فيها حجارة رخوة، والبصرة هي الحجارة الرخوة، ويقال: إن البصرة مأخوذة من كلمة (بس راه) الفارسية، ومعناها المكان ذو الطرق الكثيرة والذي تتشعب منه أماكن مختلفة.
تاريخ البصرة:
ـ أَسَّس مدينة البصرة الصحابي والقائد المسلم عُتْبَة بن غزوان - رضي الله عنه - سنة (16هـ/637م) بأمر من الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
ـ وحينما مات عُتبة بن غزوان وَلَّى الخليفة عمر بن الخطاب المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - على البصرة، ثم عزله وولَّى مكانه أبا موسى الأشعري - رضي الله عنه، وفي ولايته شبَّ حريق بالبصرة أتى على أكثر بيوتها.
ـ ولما ولي عثمان بن عفان - رضي الله عنه - الخلافة في آخر سنة (23هـ) أقر أبا موسى الأشعري عليها حتى سنة (29هـ) ثم عين مكانه ابن خاله عبد الله بن عامر، وكان ميمون النقيبة كثير المناقب، وقام بفتوحات عظيمة في بلاد الفرس أزال بها دولتهم ولم تقم لهم بعدها قائمة.
ـ وفي عهد الدولة الأموية، اهتم معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهما - بالبصرة كما اهتم بها من أتى بعده من خلفاء بني أمية، وذلك بسبب موقعها الممتاز.
ـ وقد بلغت مدينة البصرة أوج ازدهارها في العصر العباسي، حيث كانت مركزًا تجاريًا هامًا، كما ازدهرت الحياة العقلية في البصرة إلى جانب تقدمها الاقتصادي، فكانت المكتبات العامة، والمساجد أسمى ما يتوق إليه الأهالي في حياتهم.
ـ ومنذ العصر العباسي الثاني في القرن الثالث الهجري أخذ رخاء هذه المدينة يغيب، حيث تعرضت البصرة لعدة ثورات أهمها: ثورة الزنج سنة (257هـ) التي ألحقت أضرارًا بالغة بالمدينة، وهجوم القرامطة سنة (311هـ) الذين قاموا بنهب المدينة والفتك بأهلها.
ـ وفي سنة (656هـ) غزا المغول البصرة وقاموا بإحراقها، وتدمير مبانيها.
ـ وفي سنة (941هـ) انتقلت البصرة إلى أيدي الأتراك بعد أن سقطت في يد السلطان سليمان الأول.
ـ وفي سنة (1190هـ) شن الصفيون غارات على البصرة، حتى تمكنوا من الاستيلاء عليها، والتنكيل بأهلها.
ـ وفي سنة (1193هـ) ارتد الصفيون عن البصرة بعد أن تعاونت على طردهم الجيوش العثمانية مع القبائل العربية الساكنة في المنطقة، وبقيت البصرة خاضعة للخلافة العثمانية حتى بداية الحرب العالمية الأولى.
ـ وفي أوائل الحرب العالمية الأولى احتل الإنجليز البصرة، كما لعبت البصرة في الحرب العالمية الثانية دورًا مهمًا؛ فقد كانت قاعدة للحلفاء يرسلون منها البترول والعتاد إلى روسيا.
ـ وقد نالت البصرة استقلالها ضمن دولة العراق في منتصف القرن العشرين الميلادي.
أهم آثار البصرة ومعالمها:
ـ مسجد أبي موسى الأشعري ـ رضي الله عنه: الذي بني سنة (16هـ)، ويقع في البصرة القديمة التي تبعد (14كم) عن البصرة الحديثة.
ـ وجامع المقام: وهو من أكبر مساجد البصرة، ويقع في منطقة العشار، ويمتاز بنقوشه العربية الجميلة المكسوة بالفسيفساء والتي تغطي قبته ومئذنته.
ـ وسوق النحاسين: التي يوجد بالبصرة القديمة.
ـ ومن أهم أعلام البصرة: أبو الأسود الدؤلي المتوفى سنة (69هـ)، والحسن البصري المتوفى سنة (110هـ)، ومحمد بن سيرين المتوفى سنة (110هـ)، والخليل بن أحمد واضع علم العروض المتوفى سنة (160هـ)، والجاحظ أحد أعلام الأدب العربي المتوفى سنة (225هـ)، وأبو الحسن الأشعري مؤسس المذهب الأشعري المتوفى سنة (324هـ).

الخليل
الموقع الجغرافي:
ـ تقع مدينة الخليل في دولة فلسطين، وتبعد حوالي (30) كم غربًا من مدينة القدس، وحوالي (22) كم إلى الجنوب من بيت لحم.
ـ وقد وصفها الرحالة ابن بطوطة بقوله: (هي مدينة صغيرة المساحة كبيرة المقدار، مشرقة الأنوار، حسنة المنظر، عجيبة المخبر، في بطن وادٍ، ومسجدها أنيق الصنعة، محكم العمل، بديع الحسن، سامي الارتفاع مبني بالصخر المنحوت، في أحد أركانه صخرة، طول أحد أقطارها (37) شبرًا، وفي داخل المسجد الغار المكرم المقدس، فيه قبر إبراهيم، وإسحاق، ويعقوب - صلوات الله على نبينا وعليهم - ويقابلها قبور أزواجهم، وكان هناك مسلك إلى الغار المبارك، وهو الآن مسدود.
تاريخ الخليل:
ـ لقد استمدت الخليل اسمها من صفة سيدنا إبراهيم (خليل الرحمن) - عليه السلام - والذي قدِم إليها في حوالي سنة (1700) قبل الميلاد.
وكانت تسمى قديمًا قرية "أربع" نسبة إلى مؤسسها أربع العربي الكنعاني.
ـ وحينما توفيت السيدة سارة زوجة إبراهيم - عليه السلام - دفنها في مغارة "المكفيلة"، ومعناها المغارة المزدوجة، كما دُفن سيدنا إبراهيم في نفس المغارة، وبعده تُوفي ابنه إسحاق ثم يعقوب وأزواجهما، ودفنوا جميعًا بجواره عليه السلام.
ـ وفي العهد الروماني أُقيمت كنيسة على مقبرة إبراهيم - عليه السلام - وعائلته إلا أن الفرس هدموها سنة (614 م) وبقيت كذلك إلى أن دخلها العرب المسلمون.
ـ وقد سقطت مدينة الخليل في أيدي الفرنجة سنة (1099 م) إبَّان الحروب الصة.
ـ واستطاع صلاح الدين الأيوبي استردادها من أيدي الصين إثر موقعة حطين سنة (1187 م).
ـ وفي سنة (656هـ/ 1258م) أغار المغول على مدينة الخليل بعدما دمروا بغداد، غير أن انتصارات "قطز" في عين جالوت سنة (658هـ/ 1260م) وضعت حدًا نهائيًا لتلك الغارات.
ـ وفي عصر الدولة المملوكية اهتم المماليك خلال فترة حكمهم التي استمرت ثلاثة قرون اهتمامًا كبيرًا بمدينة الخليل، والحرم الإبراهيمي على وجه الخصوص.
ـ وقد سيطر العثمانيون على الشام ومدينة الخليل بعد معركة "مرج دابق" سنة (1517م)، واستمر حكمهم أربعة قرون، حتى جاء الاحتلال البريطاني لفلسطين سنة (1917م - 1948م) ومكّن اليهود من فلسطين.
ـ وقد استولى اليهود على نصف مساحة الخليل بعد نكبة (1948م) وإعلان تقسيم فلسطين.
ـ وبعد هزيمة يونيه (1967م) استولى اليهود على مدينة الخليل وما حولها من قرى (وهي 35 قرية كبيرة، و109 قرى صغيرة).
ـ ومازال اليهود إلى الآن مسيطرين على مدينة الخليل، إلى أن يأذن الله - عز وجل - بخروجهم منها.
أهم آثار ومعالم مدينة الخليل:
ـ مسجد الحرم الإبراهيمي: ويبلغ طول ضلع السور المحاط به (19 قدمًا، وعرضه (112) قدمًا، أما ارتفاعه فيصل إلى (40) قدمًا، والأحجار التي يتكون منها ضخمة جدًا يصل طول بعضها إلى سبعة أمتار، وارتفاعه إلى مترين.
ـ قبور بعض الأنبياء: حيث دفن إبراهيم الخليل - عليه السلام - وزوجته سارة، وابنه إسحاق وحفيده يعقوب - عليهم السلام.

الرباط
مدينة عربية إسلامية، وهي عاصمة المملكة المغربية وتقع في الشمال الشرقي منها، وتعد ثاني أكبر مدينة في المملكة بعد الدار البيضاء، وهي تقع على ساحل المحيط الأطلسي في سهل منبسط فسيح، وعند مصب نهر بورقرق الذي يفصل المدينة عن "سلا" المدينة القديمة إلى الجنوب الغربي منها، حتى إنهما تشكلان مدينة واحدة. وإجمالاً فإن الرباط مدينة حديثة، وإن كانت في الأصل قديمة العهد إذا اعتبرنا أن "سلا" هي أساس المدينة ومنطلق توسعها العمراني والحضاري. و"سلا" كما في السير مدينة كانت موضوعة على زاوية من الأرض قد حاذاها البحر، والنهر غربيها، جار من الجنوب، وفيه نهر كبير تجري فيه السفن أقرب منه إلى البحر. وفي غرب هذا النهر اختطّ عبد المؤمن بن علي الخليفة الموحدي مدينة سماها المهدية، كان ينزلها إذا أراد إبرام أمر أو تجهيز جيش.
والرباط اليوم هي العاصمة السياسية والثقافية للمغرب، وهي مقر إقامة الملك، ومركز السفارات الأجنبية والنشاط الدبلوماسي، وبها الدور والقصور الملكية التي هي في غاية الفخامة والإتقان. ومن الرباط تتفرع الطرق الرئيسية المعبدة والأخرى الحديدية، باتجاه الشمال والشرق والجنوب فتصلها بمختلف المدن والأقاليم.
تشتهر الرباط بسوقها التجارية والصناعية، وبها عدد من الجامعات والمعاهد العلمية، والتقنية. ومطارها من أحدث المطارات؛ ومن أهم معالم الرباط السياحية والأثرية اليوم الشالة، وقصة الأودية، وبرج حسّان، وأسوار يعود تاريخ إقامتها إلى القرن السادس الهجري، الثاني عشر الميلادي.
وفي جنوب الرباط يقوم قصر الصخيرات الشهير. ومن أشهر معالم الرباط مسجد سوسة الكبير ويعود تاريخ بنائه إلى سنة 327 هـ / 851م، وبرج حسن التاريخي ويعود تاريخ بنائه إلى سنة 592هـ / 1195م، ومئذنة جامع شيللا الذي بني سنة 710هـ / 1310م .

الرُّصَافة
مدينة أنشأها عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان، وهو أول من ملك الأندلس من الأموية بعد زوال ملكهم في المشرق، أنشأها وسماها الرصافة تشبيها لها برصافة الشام.
ونظر فيها إلى نخلة منفردة فقال:
تبدت لنا وسط الرصافة نخلة
تناءت بأرض الغرب عن بلد النخل
فقلت: شبيهي في التغرب والنوى
وطول التنائي عن بني وعن أهلي
نشأت بأرض أنت فيها غريبة
فمثلك في الإقصاء والمنتأى مثلي
سقتك غوادي المزن من صوبها الذي
يسح ويستمري السماكين بالوبل

الرها
الموقع الجغرافي:
ـ تقع مدينة الـرُّها في جنوب شرقي تركيا، بالقرب من سوريا، وعلى الطريق المؤدية إلى بغداد.
ـ وكانت تعرف قديمًا باسم "إديسا"، وكانت لها مكانة علمية لارتباطها بمدينة حرّان، وتعرف الآن باسم "شانل أورفا" بمعنى أورفا المقدسة، أو المكرمة.
ـ ويصف صاحب كتاب "الروض المعطار في أخبار الأقطار" مدينة الـرُّها بقوله: (هي مدينة رومية عليها سور حجارة، تدخل منها أنهار وتخرج عنها، وهي سهلية جبلية، كثيرة البساتين والخيرات، مسندة إلى جبل، مشرفة على بساط من الأرض ممتد إلى حرّان، ولها أربعة أبواب منها إلى الجنوب باب حرّان، وفي الشرق الباب الكبير، وفي الغرب باب الماء، وبساتينها في الشرق منها، ويشق بعضها نهر يسمى "السكيرات"، وتخرج من الـرُّها عين تسمى عين "مياس"، وليس في جميع بلاد الجزيرة أحسن منها متنزهات ولا أكثر منها فواكه).
تاريخ مدينة الـُّرها:
ـ لقد شهدت مدينة الـُّرها من الأمجاد والمآسي والأحداث ما لم تشهده مدينة أخرى في مثل مساحتها وعدد سكانها، إلا أن موقعها المتميز جرّ عليها كثيرًا من الوبال إلى أن أمنت واستقرت في حضن الحضارة الإسلامية.
ففي سنة (17هـ/637م) فُتحت صلحًا على يد الفاتح المسلم عياض بن غنم.
ـ وكانت الـرُّها مسرحًا للقتال في عهد الدولة الأموية والدولة العباسية.
ـ وفي سنة (1098م) زحف الصون على الـُّرها، وأحرقوها حتى سُويت بالأرض، وأنشئوا فيها أول إمارة صة في بلاد المسلمين.
ـ وفي سنة (539هـ/1144م) استردها عماد الدين زنكي من أيدي الصين.
ـ ولما توفي نور الدين محمود أخذ ابن أخيه سيف الدين غازي مدينة الـرُّها سنة (569هـ/1173م).
ـ وفي سنة (1182م) استولى عليها السلطان صلاح الدين الأيوبي الذي أعطاها فيما بعد للملك المنصور.
ـ ولما مات الملك العادل سنة (1218م) أصبح ابنه الملك الأشرف شرف الدين حاكمًا على الـرُّها.
ـ وفي سنة (1260م) استولى المغول بقيادة هولاكو على مدينة الـرُّها.
ـ وفي النهاية دخلت تحت حكم الخلافة العثمانية، وسموها "أورفا"، وذلك في عهد السلطان مراد الرابع أثناء حروبه مع الصفويين.
آثار الـُّرها ومعالمها:
ـ بحيرة الخليل - عليه السلام: وهي من أشهر معالم المدينة، وهي مستطيلة الشكل، ويقع على شاطئها الشمالي مسجد الرضوانية، وعلى شاطئها الغربي مسجد خليل الرحمن، وهي مليئة بالأسماك، وتمتد منها قنوات تمد الكثير من مساجد المدينة بالماء.
ـ مسجد الرضوانية: وهو وقف إسلامي يضم خانًا للضيافة وحمامًا تركيًا و(30) غرفة متجاورة تحيط بفناء المسجد.
ـ مسجد الخليل: وتبلغ مساحته (30 × 150) مترًا، وفي الركن الجنوبي الشرقي من المسجد توجد منارة مكتوب عليها أن تاريخ البناء يرجع إلى سنة (1211م) في عهد الملك الأشرف مظفر الدين.
ـ كهف الخليل: وهو يقع في نهاية ممر ضيق يمر بأحد البساتين، وفي نهاية الممر فناء كبير، وينتهي من الداخل ببئر ماء، ويقال: إن إبراهيم ـ عليه السلام ـ ولد في هذا الكهف.
ـ مسجد أولو الكبير: الذي تم تحويله من كنيسة إلى مسجد، وتم تجديده في عهد نور الدين زنكي بين سنتي (1170م - 1175م).
ـ مسجد بادشاه حسن: وهو من طراز المساجد ذات القباب المتساوية، وقد تُوجت واجهته الأمامية بثلاث قباب تعلو الحائط الأمامي مباشرة باتجاه مكة المكرمة.

الرياض
عاصمة المملكة العربية السعودية، وتقع في شرق الجزيرة العربية جنوب القصيم وشمال اليمامة.
الرياض في التاريخ:
الرياض مدينة ذات تاريخ قديم، ذكر أنها كانت في القديم مركز اليمامة موطن بني هوازن، وكانت تسمى حينئذ "حجر". وصارت الرياض عاصمة للدولة السعودية في سنة 1240هـ ـ 1824م، وقد أقام الملك عبد العزيز آل سعود بعد سنة 1318هـ حول الرياض سورًا من الطين به أبواب، ثم أزيل هذا السور سنة 1370هـ.
ومن منتصف القرن الرابع عشر الهجري والعمران في الرياض في ازدياد مستمر، فقد بُنِي فيها الكثير من المساجد والقصور وغيرها من العمائر الفخمة.
من آثار الرياض:
- قصر المحمك: وقد أنشئ سنة 1282هـ، وهو قلعة حصينة مبنية بالطوب اللبن والطين، ويحيط بها سور ضخم في أركانه الأربعة أبراج عالية مستديرة التخطيط.
-قصر الأمير محمد بن عبد الرحمن: بني في حوالي سنة 340هـ ويقع في حي "عتيقة" أحد ضواحي الرياض.
الزهراء
هي إحدى المدن الأندلسية، التي كان يقصدها الأمراء لطلب الراحة والتمتع بملذات الحياة بعيدًا عن أنظار رعيتهم بالعاصمة.
الموقع الجغرافي:
تقع مدينة الزهراء على بعد خمسة أميال غربي قرطبة، وهي متقنة البناء، ومحكمة الصنعة، اتُخِذَتْ مقرًا للخلافة، ونصب تمثال الزهراء على بابها الرئيسي، وجلب لها الرخام الأبيض من المرية، والمجزع من "رية"، والوردي والأخضر من "سفاقس" و"قرطاجنة". أقيم فيها قصر الخلافة، وجُعلت قراميده ذهبًا وفضة، وأقيم في وسطه صهريج مملوء بالزئبق، وفتح بها ثمانية أبواب.
الوصف: بالغ مؤرخو العرب في وصف روائع تلك المدينة بقصورها، وما احتوت عليه من مظاهر الترف والثراء مما لا يمكن أن يصدقه العقل، ولا يستسيغه المنطق، غير أن ما أسفرت عنه الحفائر الأثرية أثبت بصورة قاطعة صدق هذا الوصف.
جزء من تاريخها:
ـ أسسها عبد الرحمن الناصر سنة (325هـ)، واتخذها مقرًا للخلافة. وجعل الناصر فيها دورًا لصناعة آلات الحرب والحلي وأدوات الزينة، وكانت مركزًا هامًا لصناعة العلب العاجية.
ـ واستكمل بناء الزهراء ابنه الحكم المستنصر سنة (365هـ).
ـ وعندما سقطت الخلافة الأموية في الأندلس هاجمتها حشود البربر سنة (399هـ) بقيادة سليمان المستعين، واقتحموا المدينة عنوة، وأضرموا فيها النيران فاحترقت وخربت، وأصبحت أثرًا بعد عين.
آثــار ومعـالم:
ـ في سنة (1910م) أجرى السنيور "فيلاسكث بوسكو" في خرائبها أول حفائر علمية كشفت عن كميات ضخمة من الخزف ذي البريق المعدني، وقطع كثيرة من الرخام أدت إلى الاهتداء إلى قصر الحكم المستنصر.
ـ وفي سنة (1943م) تم كشف آثار من قصور الناصر، وهي غنية بالزخارف المحفورة في الآجر والرخام، ووجد اسم عبد الرحمن الناصر منقوشًا على تيجان من الرخام.

الطائف
مدينة جبلية جميلة جدًّا، في منطقة الحجاز، جيدة المناخ، طيبة الهواء والماء، وربما جمد فيها الماء في الشتاء، لأنها تقع على جبل غزوان الذي يبلغ ارتفاعه 1630مترًا، إلى الجنوب الشرقي من مكة المكرمة، وهي مصيف أهلها ومربع سكانها، ذات زروع وكرم ونخيل، وأشهر فاكهتها الرمان والعنب.
وهي مركز تجاري، ويمر بها الطريق المعبد الرئيسي المعترض الذي يبدأ بجدة باتجاه العاصمة الرياض. وفيها مطار متوسط الحجم يستقبل الطائرات الداخلية، وعدد من المعاهد العلمية، ومستشفى عسكري حديث مزود بأحدث الوسائل والتجهيزات المتطورة. وهي من أهم عقد المواصلات في المملكة العربية السعودية.
والطائف مدينة عربية قديمة، سميت بالطائف من الطواف، وهو الحائط الذي كان يحيط بها.
وكانت الطائف مركزًا لقبائل ثقيف، وبطائفها، أي حائطها تحوّطت من الغزاة، ولهذا قال أبو طالب عم النبي ـ :
مَنَعْنَا أرضنا من كل حَيٍّ
كما امتنعت بطائفها ثقيفُ
أتاهم معشرٌ كي يسلبوهم
فمالت دون ذلكمُ السيوفُ
ويذكر أهل التفسير أن الطائف ورد ذكرها في القرآن بالكناية، في ومكة المقصودتان من قوله تعالى: "وقالوا لولا نُزِّل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم" (الزخرف: 31).
افتتحها الرسول ـ ـ سنة تسع للهجرة صلحًا، وكان نزل عليها من قبل سنة ثمان عند منصرفه من حنين فتحصنوا منه، واحتاطوا لأنفسهم، فلم يكن إليهم سبيل.

العريش
مدينة مصرية ساحلية قديمة جدًا، تقع في أقصى الشمال الشرقي من مصر على البحر المتوسط في شبه جزيرة سيناء، قريبًا من الحدود الفلسطينية المصرية، وهي الآن مركز محافظة سيناء الشمالية. وبها آثار فرعونية تشير إلى أنها كانت بوابة حراسة لمصر أيام الفراعنة.


الفسطاط
الموقع الجغرافي
ـ موقع الفسطاط يمتاز بحصانةٍ طبيعيةٍ؛ إذْ تحميه التلال، ومن بينها هضبة المقطَّم من الشرق والشمال، ويحميه من الغرب خندقٌ مائي طبيعي، وهو نهر النيل الذي كان في الوقت نفسه يصل بين الشمال والجنوب.
سبب التسمية:
الفسطاط كلمةٌ عربيةٌ كانت تطلق على المدينة ومجتمعها، وقد جاء في الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "عليكم بالجماعة، فإن يد الله على الفسطاط"؛ أي مع المدينة التي بها مجتمع الناس.
تخطيط الفسطاط:
يَذكر المقريزي أن موضع الفسطاط كان فضاءً ومزارعَ فيما بين النيل والجبل الشرقي الذي يُعرف بجبل المقطم. وبعد أن وَضَعَ عمرو بن العاص - رضي الله عنه - أساسَ جامِعِه سنة (21هـ / 642م) وَكَّل إلى أربعة من قواده تخطيطَ الأرض حول الجامع إلى خطط، وإنزالَ كل قبيلة بخطتها، فأخذت كل قبيلة في بناء مساكنها، وكانت بسيطة في عمارتها وتخطيطها، يتكون كل منها من طابق واحد، وكانت تُبنى من اللَّبِن في أول الأمر، ثم أخذت في التقدم والرقي بالتدريج حتى استُخدم الآجُرّ وبلاط الحجر الجيري، وأصبحت بعضالدور تشتمل على أفنية بوسطها فسقياتٌ تَصل إليها المياه وتُصرف منها عن طريق مجارٍ مبلطة، وحول هذه الأفنية أَرْوِقَةٌ وقاعات وغرف بعضها لسُكنى الحريم، والبعض الآخر للاستقبال.
الفسطاط في التاريخ:
ـ بعد أن استقرت الأمور وتم فتحُ مصر، بدأ عمرو بن العاص ـ رضي الله عنه ـ سنة (21هـ ـ 642م) في تأسيس مدينة لتكون عاصمة لمصر، هي الفسطاط التي تُعتبر بحق أصلَ مدينة القاهرة، واختار عمرو بن العاص ـ رضي الله عنه ـ موقعَ حصن بابليون ليبني الفسطاط، وأيًا ما كانت الظروف التي حَدَتْ بعمرو بن العاص ـ رضي الله عنه ـ إلى أن يؤسس عند حصن بابليون عاصمة مصر الإسلامية، فإن هذا الموقع الذي اختاره أثبت ببقائه موقعًا للعاصمة المصرية حتى اليوم توفيقَ عمرو بن العاص - رضي الله عنه - في اختياره.
ـ ولقد استمرت الفسطاط عاصمة للديار المصرية، ودارًا للإمارة ينزل بها أمراء مصر حتى بُنيت العسكر سنة (133هـ / 751م) فنزل فيها أمراء مصر وسكنوها في العصر العباسي، وفي عصر الطولونيين بنى أحمد بن طولون مدينة القطائع سنة (256هـ / 870م) وأقام فيها، وظلت إلى أن انتهى العصر الطولوني، فعاد أمراء مصر يسكنون العسكر، إلى أن جاء جوهر الصقلي قائد جيوش المعز لدين الله الفاطمي وشيد القاهرة، فأصبحت العاصمةَ، وأصبحت الفسطاط مسكنَ الرعية من المسلمين المصريين وقتذاك.
من معالم الفسطاط:
ـ جامع عمرو بن العاص: وهو أهم معالم الفسطاط الباقية إلى الآن، وهو أول وأقدم المساجد الإسلامية في مصر، أنشأه الصحابي الجليل عمرو بن العاص - رضي الله عنه - سنة (21هـ / 642م)، ويعرف هذا المسجد بعدة أسماء منها: "تاج الجوامع"، و"الجامع العتيق". ويصفه المؤرخ "ابن دقماق" بقوله: "إمام المساجد، ومقدم المعابد، قطب سماء الجوامع، ومطلع الأنوار اللوامع". ولهذا المسجد أهميته الفنية والمعمارية؛ ذلك لأنه جَرَى عليه كثيرٌ من التعمير والتجديد على طول التاريخ.

القاهرة
ينسب بناء القاهرة إلى جوهر الصقلي ـ قائد الخليفة الفاطمي المعز لدين الله ـ الذي فتح مصر، وأسس بها عاصمتها (القاهرة) قريبًا من مجموعة من المدن التي أسسها حكام مصر السابقون بجوار المدينة الأم: الفسطاط. وقد أسست في سنة (358هـ/ 968م). وهي قريبة من الفسطاط إذ لا تبعد عنها سوى ثلاثة أميال إلى الشمال منها، وهي الآن عاصمة جمهورية مصر العربية وأكبر المدن العربية والإفريقية.
وكانت هناك عدة دوافع لاختيار موقع القاهرة، منها: توسطها بين الوجهين القبلي والبحري، وقربها من العواصم التاريخية لمصر، وتيسير الاتصال بينها وبين الشام والحجاز وإفريقية ...إلخ.
ولعل الأحداث الكثيرة المؤثرة التي مرت بها القاهرة منذ بنائها وحتى اليوم تشهد بحسن هذا الاختيار، لما لعبته المدينة من دور تاريخي وحضاري بارز في العصور الإسلامية والعصر الحديث.
يقول المفكر الإسلامي واضع علم الاجتماع ابن خلدون عن القاهرة خلال القرن الثامن الهجري: "من لم ير القاهرة لا يعرف عز الإسلام؛ فهي حاضرة الدنيا، وبستان العالم، ومحشر الأمم، ومدرج الذر من البشر، وإيوان الإسلام، وكرسي الملك، تلوح القصور والأواوين في وجوهه، وتزهو الخوانك والمدارس بآفاقه، وتضيء البدور والكواكب من عليائه، قد مثل بشاطئ بحر النيل الجنة".
ومقولة المستشرق "جاستون فييت" عن القاهرة تمثل شهادة منصفة في حقها إذ يقول: "إنها تحتل مركزًا مرموقًا في تاريخ الفن؛ وذلك بفضل الأعمال العمرانية التي ازدهرت في ربوعها ازدهارًا باهرًا، فالأبنية تقف بمثابة شهود تمنعنا من أن نقلل من شأن تاريخ القاهرة فنرتكب إثم تزييفه". ويقول: " إن آلافًا من الأبنية البيضاء المتداعية والآثار والجبانات، وعددًا لا يحصى من القباب والمآذن الدقيقة المزركشة تتجه إلى السماء مرتفعة في كل مكان". وهذا "سنيور دانجلور" يخبرنا بأن شوارع القاهرة في نهاية القرن الثامن الهجري وبداية القرن التاسع الهجري كانت تزدحم بالمساجد، وتصعد في السماء في كل مكان مآذن تزينها محفورات الأرابسك؛ وقد نُحت بدقة بالغة، ثم نجده يحصي عدد المساجد في مدينة القاهرة حوالي اثني عشر ألف مسجد.
أهم المعالم والآثار:
والآثار الإسلامية بالقاهرة أكثر من أن تحصى في هذه السطور، ولكنا نشير إلى أهمها: المساجد:
ـ جامع عمرو بن العاص: أنشأه القائد العظيم عمرو بن العاص رضي الله عنه سنة (21هـ).
ـ جامع أحمد بن طولون: أنشأه أحمد بن طولون في سنة (263هـ).
ـ قلعة صلاح الدين الأيوبي: بدأ البناء فيها سنة (572هـ/ 1179م).
ـ الجامع الأزهر: أول جامع شُيد بالقاهرة عند بنائها، أنشأه جوهر الصقلي بأمر المعز لدين الله العبيدي (الفاطمي) سنة (359هـ)، وانتهى منه سنة (361هـ/972 م)
ـ المدرسة والقبة الصالحية: أنشأها الملك الصالح نجم الدين أيوب سنة (641هـ / 1243م).
ـ جامع الحاكم بأمر الله: أمر بإنشائه العزيز بالله سنة (380هـ/ 990م).
ـ المشهد الحسيني: أنشئ سنة (549هـ)؛ لدفن رأس سيدنا الحسين.
ـ جامع ابن قلاوون، وجامع السلطان برقوق، ومسجد الناصر حسن.
وإجمالاً فإن القاهرة كانت توصف من زمن بأنها (مدينة الألف مئذنة).
ومن معالم القاهرة أيضًا: القصور الملكية العائدة لأسرة محمد علي باشا الكبير، وأشهرها "قصر عابدين".
وأشهر متاحفها: المتحف المصري الفرعوني، والمتحف القبطي، والمتحف الإسلامي.
ـ بالإضافة إلى كثير من المدارس، مثل: مدرسة السلطان حسن، مدرسة جوهر اللالا، مدرسة قايتباي، مدرسة الناصر محمد بن قلاوون، مدرسة وخانقاه الظاهر برقوق، مدرسة تغري بردي، وغيرها الكثير.

القدس
الموقع الجغرافي:
ـ تقع مدينة القدس في دولة فلسطين التي يحدها من الشمال سوريا ولبنان، ومن الجنوب "خليج العقبة"، ومن الغرب البحر المتوسط، ومن الجنوب الغربي "سيناء"، ومن الشرق الأردن. وتبلغ مساحة القدس (19.331) كم2، وتحيط بها الأودية والمرتفعات من جميع الجهات.
تاريخ القدس:
ـ هي مدينة قديمة بناها العرب الكنعانيون - أهل فلسطين - قبل الميلاد بثلاثة آلاف سنة وقبل ظهور بني إسرائيل.
ـ وكانت مدينة القدس تسمى باسم مدينة "يورو شالم" ومن اسمها هذا جاءت تسميتها الغربية Jerusslem "أورشليم" في اللغات اليونانية واللاتينية وغيرها..
ـ وفي سنة (1900ق. م) دخل إبراهيم - عليه السلام - القدس ورحب به ملكها الكنعاني.
ـ وقد دخلها النبي داود - عليه السلام - حوالي سنة (1000ق. م)، وجعلها عاصمة لملكه.
ـ وفي سنة (970 ق. م) اتخذها سليمان بن داود - عليهما السلام - عاصمة لمملكته، وكان يدعو إلى التوحيد الذي هو دين كل الرسل والأنبياء.
ـ وفي سنة (585 ق. م) استولى البابليون على المدينة وأزالوا "مملكة يهوذا" من الوجود، وهدموا المسجد الأقصى الذي جدده سليمان عليه السلام.
ـ وفي سنة (539 ق. م) استولى الفرس على المدينة من البابليين وسمحوا لبني إسرائيل بالعودة إليها عودة استيطان بلا دولة ولا سيادة على المدينة.
ـ وفي سنة (312 ق. م) استولى الرومان عليها من الفرس، وأسروا اليهود، وأخذوهم إلى الإسكندرية.
ـ وفي سنة (70 م) دمَّرها الرومان بقيادة "تيطوس".
ـ وفي سنة (135 م) هدم الإمبراطور "هدريانوس" المدينة، ومحاها محوًا تامًا، وبنى مكانها مدينة جديدة سماها "إيليا كابيتولينا" - أي إيليا العظمى - وهو الاسم الذي ظل علمًا عليها حتى الفتح الإسلامي لها، كما حرم "هدريانوس" على اليهود دخول المدينة، ومن يحاول دخولها منهم يقتل.
ـ وفي سنة (365 م) تدينت الدولة الرومانية بالنصرانية، ومنذ هذه اللحظة ظلت المدينة وقفًا على النصارى الذين اضطهدوا اليهود، وجعلوا أماكن معبدهم بعد هدمه مجمعًا للقمامة والقاذورات.. حتى لقد اشترطوا على عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - عند تسلمه المدينة ألا يساكنهم فيها أحد من اليهود!.
ـ وفي سنة (16هـ / 638م) فتحها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بعد أن سلمها له البطريرك "صفرونيوس".
ـ وقد شهدت القدس في العهود الإسلامية المتعاقبة تطورًا وعدلاً سادا المدينة، واطمأن أهلها من المسلمين والنصارى واليهود.
ـ وفي العهود الأموية والعباسية والفاطمية لقيت مدينة القدس عناية كبيرة، وانتشرت فيها المساجد.
ـ وفي سنة (1099م) سقطت القدس في يد الصين، واستمرت أسيرة لهم إلى أن قام القائد صلاح الدين الأيوبي بتحريرها سنة (583هـ / 1187م) إثر موقعة حِطِّين.
ـ وفي العهد المملوكي تطورت القدس تطورًا بارزًا في علومها ومعالمها، وقد زارها الظاهر بيبرس سنة (661هـ / 1262م)، واهتم بزراعتها، ومساجدها وشجَّع العلم والعلماء فيها.
ـ وفي سنة (923هـ / 1517م) دخل العثمانيون القدس بعد موقعة مرج دابق في الشام، وكان للقدس موقع مميز في سياسة الدولة العثمانية.
ـ وقد تحالفت الدول الأوروبية للسماح لليهود بالهجرة إلى الأراضي المقدسة، غير أن الدولة العثمانية رفضت هجرة اليهود إلى القدس، وكان لموقف السلطان عبد الحميد الثاني شأن عظيم؛ حيث طردهم من القدس. ولما انتهت الحرب العالمية الأولى سنة (1918م) خضعت القدس وبلاد فلسطين للاحتلال البريطاني، ونتيجة لهذا الاحتلال تزايدت الهجرة اليهودية إلى القدس، وإلى مدن فلسطين كافة.
ـ وفي سنة (1948م) تم إعلان دولة لليهود في فلسطين، وتم تقسيم القدس إلى قسمين عربية، ويهودية.
ـ وفي سنة (1967م) استطاع اليهود احتلال القدس العربية، وبذلك باتت المدينة الشريفة كلها خاضعة للاحتلال اليهودي، ولا يزال سكان القدس، ومناطق فلسطين كافة يناضلون من أجل تحرير الأرض والشعب من الاحتلال.
أهم آثار ومعالم القدس:
المساجد: حيث يوجد بها ما يقارب (36) مسجدًا من أهمها:
ـ المسجد الأقصى: أولى القبلتين وثالث الحرمين.
ـ ومسجد قبة الصخرة: الذي أمر ببنائه عبد الملك بن مروان سنة (687م)، وتم تشييده سنة (691م).
ـ ومسجد الطور: الذي بناه السلطان سليم الأول سنة (1517م).
ـ: والمسجد العمري الذي أقامه الأفضل بن صلاح الدين الأيوبي.
ـ سبيل قايتباي، وبرج الساعة: الذي أنشئ سنة (1909م).
ـ ويوجد بالقدس العشرات من المقابر الأثرية التي تضم رفات بعض الصحابة والتابعين والعلماء. كما يوجد بها العديد من الكنائس منها: كنيسة "القيامة"، ودير "المسكوبية"، وكنيسة "الرسل الاثني عشر"، ودير "يوحنا المعمدان"، وكنيسة القديسة "حَنَّة". وفيها أيضًا ضريح النبي داود عليه السلام.
ومن أبرز علماء مدينة القدس:
قاضي القضاة عماد الدين أبو حفص القرشي الزهري "شارح صحيح مسلم"، واله ضياء الدين أبو محمد عيسى الهكاري أحد مستشاري صلاح الدين الأيوبي، والإمام العالم شمس الدين المقدسي، وزين الدين عبد القادر النواوي الشافعي.

القيروان
الموقع الجغرافي:
تقع مدينة القيروان في الجمهورية العربية التونسية، وهي تبدو كالسراب وسط الصحراء بعيدًا عن الساحل، وعن طرق المواصلات.
تاريخ القيروان:
ـ تعتبر مدينة القيروان أول مدينة إسلامية في المغرب العربي؛ حيث أنشأها القائد المسلم عقبة بن نافع سنة (60هـ) في خلافة معاوية - رضي الله عنه - حينما كان يغزو إفريقية. والواقع أن القيروان عاشت قرونًا عدة متقلبة بين الأمجاد والمآسي؛ فقد شهدت أشهر قادة العرب يأتون من الشرق على رأس جحافل جيوش في طريقهم إلى المغرب والأندلس، وشهدت الأهوال من كثرة الحروب والحصار.
ـ وفي عهد دولة الأغالبة شهدت القيروان عصرها الذهبي من سنة (184هـ - 296هـ) فذاع صيتها، وكثرت مبانيها وازدهرت أسواقها، وامتد إشعاعها إلى جميع الأركان.
ـ وفي سنة (308هـ) جاء العبيديون (الفاطميون) وأسسوا مدينة على شاطئ البحر وأسموها "المهدية"، وجعلوها عاصمة لهم بدلاً من القيروان التي كانت تقاوم حكمهم.
ـ وفي سنة (439هـ) خرج المعز بن باديس الصنهاجي عن طاعة الخليفة المستنصر الفاطمي، فاتفق الخليفة مع القبائل العربية، وزودهم بالمال والذخيرة، والتحموا مع المعز بن باديس في معارك هائلة انتهت بتسليم مدينة القيروان، وعاثوا فيها فسادًا وتخريبًا فهدموا أسواقها وخربوها، وقوضوا قصورها. وانتقلت منها العاصمة نهائيًا لتستقر في مدينة تونس، العاصمة الجديدة. ولكن القيروان ظلت برغم ما أصابها تحتفظ بجلال ماضيها، وبإشعاعها الروحي والثقافي لشرق المغرب. وقد نالت مدينة القيروان استقلالها ضمن دولة تونس بعد احتلال فرنسي دام (75) عامًا.
أهم آثار القيروان ومعالمها:
ـ مسجد القيروان: الذي بناه القائد عقبة بن نافع، وهو أول جامع في شمال إفريقية، وكان بناؤه سنة (670م).
ـ والساعة الحجرية: التي بُنيت مع بناء الجامع، وتوجد على سطحها رسوم تدل على الجهات الأربع.
ـ وجامع الحجَّام: الذي دُفن فيه الصحابي أبو زمعة البلوي أحد أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم.
ـ بئر بروطة: الذي نزل عنده عقبة بن نافع، وشرب منه.

الكوفة
الموقع الجغرافي:
ـ تقع مدينة الكوفة على ضفاف نهر الفرات في بلاد العراق، ويحدها من الشمال العاصمة العراقية بغداد، ومن الجنوب الشرقي مدينة البصرة. وجاء في معجم البلدان عدة أسباب لتسمية الكوفة أشهرها: أنها سميت الكوفة لاستدارتها أخذًا من قول العرب: رأيت كُوفَانًا، وكَوْفانًا بضم الكاف وفتحها للرُمَيْلة المستديرة، وقيل سميت الكوفة؛ لاجتماع الناس بها من قولهم قد تكوف الرمل أي اجتمع.
تاريخ الكوفة:
ـ بُنيت الكوفة في المحرم سنة (17هـ) عندما انتقل إليها سعد بن أبي وقاص قادمًا من المدائن؛ وذلك لأن الصحابة استوخموا المدائن، وتغيرت ألوانهم، وضعفت أبدانهم لكثرة ذبابها وغبارها؛ فكتب سعد إلى الخليفة عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ في ذلك، فكتب عمر إلى سعد يأمره باختطاط مدينة جديدة للمسلمين، فوقع اختياره على موقع الكوفة اليوم وأصبحت ولاية من ولايات العراق. وانطلقت من الكوفة الجيوش الإسلامية لفتح بلاد فارس جنوب بحر "قزوين"، وإقليم "جرجان"، ومدن "خراسان". وكان هناك تنافس بين البصريين والكوفيين في الفتوحات الإسلامية إذ كانت مدينة البصرة قاعدة عسكرية تنطلق منها الجيوش مثلها مثل الكوفة.
ـ وفي سنة (75هـ) بعد أن أصبح الحجَّاج بن يوسف الثَّقفي والي العراق بنى قاعدة عسكرية ثالثة إلى جانب الكوفة والبصرة، وهي مدينة واسط. وبعد أن تمت الفتوحات الإسلامية في بلاد المشرق، واختط المسلمون لأنفسهم مدنًا جديدة بالمناطق التي فتحوها بدأت تستقر أحوال مدينة الكوفة، وبدأت تشهد حركة علمية متميزة اشتهرت بها في التاريخ وخاصة في الفقه الإسلامي، إذ عرف فقهاء الكوفة وعلى رأسهم الإمام أبو حنيفة النعمان باسم فقهاء مدرسة الرأي.
أهم آثار الكوفة ومعالمها:
لعل أشهر آثار الكوفة الباقية حتى الآن المسجد الجامع، وقد تمَّ تشييده في سنة (17هـ / 638 م).

اللاذقية
مدينة عربية إسلامية وهي مركز محافظة اللاذقية ومن أكبر المدن السورية الواقعة على ساحل البحر الأبيض المتوسط على النهر الكبير الشمالي في سهل منبسط فسيح إلى الغرب من جبل العلويين، وهو عامر بالبساتين ذات الأشجار المثمرة من جميع الأصناف. وبها يمر الطريق الساحلي الذي يصل الساحل السوري بالحدود اللبنانية جنوبًا، وبالحدود التركية شمالاً. كما أن منها تنطلق الطريق الداخلية باتجاه دير الزور، الحسكة، باتجاه الموصل في العراق. كذلك فهي منطلق الخط الحديدي الذي يربطها بحلب فالقامشلي، وهو خط حديث وعريض، والخط الحديدي الآخر الذي يربطها بتل كجك فالموصل بالعراق.
ويوجد باللاذقية مرفأ كبير، وهو من أهم المرافئ الواقعة على حوض البحر الأبيض الشرقي، ويُؤَمِّنُ 90 % من صادرات البلاد عامة. وفي سهول اللاذقية تزرع الذرة الصفراء وأشجار الزيتون، والحمضيات، والقطن والسمسم، وبها عدد من المصانع لصناعة الزيوت والحلويات العربية والفاكهة المجففة، والصناعات الكيماوية، إضافة إلى بعض الصناعات الحرفية والتقليدية. وفيها جامعة علمية متطورة.
واللاذقية مدينة قديمة حكمها الرومان ردحًا من الزمن، وكانت قد ازدهرت في العهد السلوقي. ضربتها الزلازل سنة 494م وسنة 555 م. وأعاد بناءها يوستينيانوس، وفتحها المسلمون سنة 638م، واحتلها الصون سنة 1097م. وكان بها قلعتان متصلتان على تل مشرف على الربض، شرقًا، والبحر غربًا، وقد ذكرها المتنبي في شعره فقال:
ويوم جلبتها شعث النواحي
معقدة السبائب للطراد
وحام بها الهلاك على أناس
لهم باللاذقية بغي عاد
وكان الغرب بحرًا من مياه
وكان الشرق بحرًا من جياد
وذكرها ثانية فقال:
والشمس في كبد السماء مريضة
وعيون أهل اللاذقية صور
وهي التي ذكرها أبو العلاء المعري في شعره فقال قوله المشهور:
في اللاذقية فتنة
ما بين أحمد والمسيح
هذا يعالج دُلبة
والشيخ من حنق يصيح
وإلى اللاذقية ينسب نيقولاوس صاحب جوامع الفلسفة، وتوفلس صاحب الحجج في قدم العالم؛ كما ينسب إليها نصر الله بن محمد بن عبد القوي أبو الفتح بن أبي عبد الله المصيصي اللاذقي، اله الشافعي الأشعري، وأسعد بن محمد أبو الحسن اللاذقي.

المدينة المنورة
الموقع الجغرافي:
تقع المدينة المنورة في المملكة العربية السعودية، وتعتبر ذات موقع حيوي خصيب؛ حيث تتوسط الكتلة المعمورة في المنطقة التي تتركز فيها الحياة البشرية في الحجاز، الذي يحجز سهل "تهامة" عن مرتفعات "نجد"، وترتفع فوق سطح البحر أكثر من (600) متر، وجوها أقرب إلى الاعتدال، وموقعها موقع واحة استراتيجية. وهي مدينة قوافل تتصل ببادية "نجد" من الشرق، ومنها إلى العراق، وتتصل بالبحر الأحمر من الغرب، وتقع على طريق القوافل بين اليمن والشام.
ـ وقال عنها القزويني: (الداخل إليها يشم رائحة الطيب، وللعطور رائحة لا توجد في غيرها).
ـ ووصفها "البتانوني" بقوله: (المدينة مبنية في وسط وادٍ شاسع يمتد إلى الجنوب، وأغلب مبانيها من الحجر المجلوب إليها، وشكل الأبنية فيها هو بعينه ما رأيناه في مكة وجدة، وكانت مشرق النور الإسلامي الذي امتد منها إلى الأرض).
ـ ويصفها المستشرق "جون كين" سنة (1877م) بقوله: (إن المدينة عندما تشاهد من بعيد أول مرة يمكن أن تقارن بإستانبول حينما ننظر إليها من "بحر مرمرة"، وحينما تلوح في الأفق للحاج المتعب القادم إليها، بمنائرها العديدة، والشمس تشرق عليها في الصبح، وبنطاق زرعها العريض الأخضر الذي يحيط بها فيحجزها عن جدب الصحراء المخيف المترامي، تبدو كأنها جوهرة محاطة بفسيفساء من اللؤلؤ المُطَعَّم في حاشية متألقة من الميناء الخضراء اللماعة).
تاريخ المدينة المنورة:
دخل الإسلام المدينة المنورة في عهد النبي - - حينما أرسل مصعب بن عمير - رضي الله عنه - ليكون أول سفير في الإسلام إلى المدينة ليعلِّم أهلها، ويدعوهم إلى الإسلام، وقد فتح الله عليه بدخول عدد كبير من أهلها في الإسلام.
ـ وفي سنة (622م) هاجر عدد من أصحاب النبي - صلي الله عليه وسلم - إلى المدينة بعد أن واجهت الدعوة الجديدة الاضطهاد والعنت من قريش في مكة.
ـ ولقد وصل النبي - - وصاحبه أبو بكر الصديق إلى مشارف "يثرب" (المدينة) في اليوم الثاني من يوليو سنة (622م)، وكان أول مقامه في ضاحية "قباء"، ومكث خمسة أيام قبل الانتقال إلى وسط المدينة، واستقبله أهل "يثرب" استقبالاً حارًا، وفي المدينة أقام في دار أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه، وبنى بيته الذي يتألف من عدد من الغرف تحاط بفناء جدرانه من اللبن، وسقفه من الخوص والجريد، وما إن استقرَّ المقام برسول الله - - حتى شرع في تنظيم الجماعة الإسلامية، وأرسى أسسها عن طريق التربية والإيمان والعمل المشترك.
وقد كانت المدينة المنورة منطلقًا للدعوة؛ حيث كانت تنطلق منها السرايا والغزوات، ومن أهم الغزوات التي انطلقت من المدينة: غزوة بدر، وغزوة أحد، وغزوة الخندق.
وكانت المدينة المنورة مركزًا للخلافة في عهد الخلفاء الراشدين - رضي الله عنهم - حتى انتقل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - إلى الكوفة واتخذها عاصمة له، ولما جاءت الدولة الأموية انتقلت الخلافة إلى الشام على يد معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهما. وهكذا انتقل دور الزعامة من المدينة إلى الأمصار عندما تحرك الوسط الجغرافي إلى الشمال مع اتساع الدولة، وظل عدد من صحابة الرسول - - في المدينة، وتحولت إلى مركز للعلم يقصده الأتقياء.
أهم آثار المدينة المنورة ومعالمها:
ـ مسجد قباء: وهو أول مسجد بناه الرسول - - في المدينة.
ـ والمسجد النبوي: وهو من أهم المعالم في المدينة، وقد بناه النبي - - بعد أن استقرَّ به المقام في المدينة، ويوجد به قبر النبي - - وأبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب - رضي الله عنهما.
وقد طرأت تغييرات على المسجد النبوي عبر العصور المختلفة؛ ففي عهد الوليد بن عبد الملك سنة (91هـ) أصبح المسجد على شكل شبه منحرف، طول الضلع الجنوبي منه (167.5) ذراع، والضلع الشمالي (135) ذراعًا، والضلع الشرقي والغربي (200) ذراع. وفي عهد الخليفة العباسي المهدي تمت التوسعة في الجهة الشمالية، وكانت بمقدار (55) ذراعًا أي (27.5) مترًا.
ـ وفي سنة (654هـ / 1256م) احترق المسجد النبوي الشريف، واهتز العالم الإسلامي، بعد أن أتت النار على جميع محتوياته، ولم يسلم منه سوى القُبة التي أُقيمت لحفظ ذخائر الحرم مثل المصحف الشريف. وبعد أن تولى الظاهر بيبرس حكم مصر، أرسل الصُنَّاع من مصر والعالم الإسلامي فأعادوا بناء المسجد على ذات الهيكل الذي كان عليه.
ـ وفي سنة (886هـ) أصابت المسجد النبوي بعض النيران التي أتت على المقصورة والمنبر والكتب المخطوطة والمصاحف، وسلم من الحريق الحجرة النبوية والقبة والصحن.
ـ وفي سنة (888هـ) وجَّه حاكم مصر الأشرف قايتباي الأمير سنقر الجمالي إلى المدينة، ومعه الصُنَّاع والمواد اللازمة للعمارة، وأقيمت لأول مرة قُبة فوق الحجرة النبوية، وقد بلغت جملة مساحة المسجد (9010) متر مربع.
ـ وفي العصر العثماني تمَّ توسعة الحرم النبوي، وأصبحت مساحة المسجد بعد هذه العمارة (10303) متر مربع، واستغرقت العمارة ثلاث عشرة سنة من سنة (1265هـ - 1277هـ)، وقد بلغ عدد الأعمدة في هذه العمارة (327) عمودًا، في حين بلغ عدد المنابر أربعة منابر.
ـ وفي شوَّال سنة (1370هـ) بدأت التوسعة السعودية الأولى في عهد الملك عبد العزيز آل سعود، وشملت هذه المرحلة حوالي (12271) متر مستدير، وبلغ عدد المصابيح (12411) مصباح.
ـ وفي سنة (1406هـ) بدأت التوسعة السعودية الثانية في عهد الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود، واستهدفت هذه المرحلة إضافة مبنى جديد على مبنى المسجد الحالي يحيط به من الشمال والشرق والغرب بمساحة مقدارها (82.000) متر مربع.
ـ ومن معالم المدينة المشهورة أيضا البقيع: وهو المكان الذي دُفن فيه كثير من الصحابة - رضوان الله عليهم.

المنصورة
الموقع الجغرافي وتسميتها:
تقع في دلتا النيل قريبًا من دمياط، وعلى فرع النيل الشرقي، وبإزائها الترعة المسماة باسمها، وهي من كبريات مدن الدلتا وأجملها، وهي مركز محافظة الدقهلية التي هي من أهم محافظات الوجه البحري. والمنصورة غنية بمناظرها الطبيعية، وسميت بالمنصورة تخليدًا لذكرى انتصارها على الصين، وأسر ملكهم "لويس التاسع"، وكان اسمها من قبل "دقهلية"، ثم "أشمون الرمان".
جزء من تاريخها:
المنصورة من المدن التي شهدت تاريخًا طويلاً، وعاصرت أحداثا مختلفة عايشتها مصر على مر العصور؛ وذلك لأهمية موقعها. إلا أن الحدث العظيم الذي خلد ذكر المنصورة في التاريخ هو موقفها من الحملات الصة، وخاصة الحملة الصة السابعة بقيادة "لويس التاسع"، والتي كان لها الفضل في القضاء على وجود هذه الحملة؛ حيث استسلم "لويس التاسع"، وحُبس في دار ابن لقمان التي صارت بعد ذلك متحفًا وطنيًا، فعادت الحملة الصة خائبة إلى بلادها.
من أهم الآثار:
ترجع مكانة المنصورة أيضًا إلى ما فيها من آثار ومعالم، منها:
1- دار ابن لقمان: التي تحولت إلى متحف وطني، وهي الدار التي شهدت استسلام لويس التاسع ملك فرنسا، وهزيمته لما قام بالحملة الصة على مصر، وفي هذا المتحف توجد لوحات زيتية عدة، منها: واحدة تمثل استسلام الملك الفرنسي، وفيها تماثيل لأبطال معركة المنصورة، ومنها تمثال السلطان نجم الدين أيوب، وتمثال لشجرة الدر، وتمثال لتوران شاه.
2- مسجد الصالح أيوب: من أقدم المساجد فيها، وتضم (52) مسجداً.
3- جامع الفرقان ومسجد سيدي حسنين: تاريخ بنائه يعود إلى حوالي مائتي سنة.
4- مبنى المحافظة: الذي يضم مكتبة عامة، ومسجدًا، ودارًا لحضانة أطفال الزوجات العاملات، وهو من أجمل الأبنية وأروعها هندسة وتصميمًا.
من أعلام المنصورة في العصور المتأخرة: كان للمنصورة فضل في تخريج أعلام في جميع المستويات في العصور المتأخرة، منهم على سبيل المثال: عبد الحميد بدوي رئيس محكمة العدل الدولية، ومحمد حسين هيكل رئيس مجلس الشيوخ، وعلي محمود طه الشاعر الرومانسي المشهور، وجاد الحق علي جاد الحق شيخ الأزهر السابق.

الموصل
الموقع الجغرافي:
مدينة عراقية تقع على مسافة (26 ميلاً إلى الشمال من مدينة بغداد عاصمة العراق، وقد بُنيت الموصل بالقرب من أطلال مدينة "نينوى" القديمة حاضرة الآشوريين، والتي تعد من أقدم مدن العالم، وبعد الآشوريين جاء البابليون، ثم السلوقيون، فالساسانيون، حتى جاء الفتح الإسلامي للمدينة، ولعبت دورًا كبيرًا في التاريخ والحضارة الإسلامية. وقد وصفها الرحَّالة الأندلسي ابن جُبير بقوله: "هذه المدينة عتيقة ضخمة، حصينة فخمة، قد طالت صحبتها للزمن؛ فأخذت أهبة استعدادها لحوادث الفتن، قد كانت أبراجها تلتقي انتظامًا لقرب مسافة بعضها من بعض".
تاريخ الموصل:
اختلفت الروايات في سبب التسمية ل: سميت الموصل لأنها وصلت بين الجزيرة والعراق، وقيل: وصلت بين دجلة والفرات، وقيل: لأنها وصلت بين بلد سنجار والحديثة، وقيل: إن الملك الذي أحدثها كان يسمى الموصل.
وعلى الرغم من أن الموصل حلَّت محل "نينوى" فإنها لم تدخل التاريخ، وتظهر فيه بصورة واضحة إلا بعد الفتح الإسلامي لها؛ فقد لعبت دورًا غير قليل في التاريخ الإسلامي.
وكان من أزهى عصور الموصل عصر الأتابكيين الذين أنجبوا عماد الدين زنكي ونور الدين محمود بن زنكي، ومهدوا لظهور صلاح الدين الأيوبي الذي قام بتوحيد مصر وسوريا والعراق، وهزيمة الصين واستعادة القدس منهم.
ويمكن القول: إن عصر الأتابكة هو عصر الميلاد الحقيقي لمدينة الموصل الذي أبرزها في التاريخ، وقد وصف المؤرخ ابن الأثير - وهو من أبناء الموصل - حكام المدينة من الأتابكة بقوله: "إنهم نعمة أنعم الله بها على أهل تلك العصور".
وقد تقدمت العلوم والفنون الموصلية في عصر الأتابكة، ونبغ كثير من العلماء والمؤرخين، منهم المؤرخ عز الدين بن الأثير. وقد ازدهرت فيها صناعة التحف حتى صارت مثلاً في الدقة والإتقان، واشتهرت هذه الصناعات في أوروبا باسم "الموصلين" نسبة للموصل، وهو اسم أطلقه الأوروبيون أيضًا على النسيج الموصلي الذي عرفوه جيدًا في القرون الوسطى.
آثار الموصل ومعالمها:
ـ الجامع النوري: بُني بين سنتي (566هـ 568هـ) في عهد الأتابكة، ويُنسب إلى نور الدين بن زنكي، واشتهر الجامع النوري بمنارته المائلة نحو الشرق، وهي واحدة من أشهر المآذن في العالم الإسلامي، ويبلغ ارتفاعها نحو (55) مترًا، وتحيط بها على التوالي سبعة أشرطة زخرفية.
ـ جامع النبي يونس - عليه السلام: ويقع فوق تلٍّ يسمى تل النبي يونس - عليه السلام - وهو أحد تَلَّين كانت تقوم عليهما مدينة "نينوى" القديمة، وقد مرَّ المسجد بأدوار مختلفة من البناء، فَجُدِّدَ بناؤه أكثر من مرة، كما شهد الموقع نفسه تغيرات عديدة؛ فقد كان المسجد في بادئ الأمر معبدًا آشوريًا، ثم اتُّخذ موضعًا لعبادة النار، ثم اتخذ كنيسة نصرانية، وأخيرًا أصبح جامعًا إسلاميًا.
ـ سور الموصل: الذي قال عنه الرَّحالة ابن بطوطة: "إنه من أسوار الدنيا العظام، وإنه لم يُر مثله في أسوار الدنيا إلا السور الذي على مدينة دلهي حاضرة الهند". وبرغم شهرة هذا السور فإنه لم يبق منه الآن غير قلعة حصينة تسمى "أشطابيا" الواقعة على ضفاف دجلة.
من أعلام الموصل:
المؤرخ الكبير ابن الأثير صاحب كتاب "الكامل في التاريخ"، وابن يونس الفيلسوف المشهور، والهروي السائح، وابن عصرون.

أنطاكية
مدينة تركِيَّة من أقدم مدن العالم، حسنةُ العمارة، طيبةُ الهواء، عَذْبَةُ الماء، كثيرةُ الفاكهة، واسعةُ الخيرات، تقع على نهر العاصي قرب مصبّه في البحر المتوسط.
كانت عاصمة السلوقِيّين في القرن الثالث ق. م، ثم صارت مقرَّ البطاركة المسيحيين في القرون الأولى للميلاد، ثم خرَّبَها الفرس سنة 540م، وضربتْها زلازل مدمرة في القرن السادس للميلاد، وخضعت لسلطان المسلمين سنة 636م، حين فتحها القائد المسلم أبو عبيدة بن الجراح، وقد استولى عليها الصون سنة 1098م، ثم طَردهم المسلمون منها.
تحتشد في المدينة آثارٌ رومانيةٌ وبيزنطيةٌ وعربيةٌ إسلاميةٌ، وكانت محاطةً بسور عظيم ذي أبراج، قيل: إنها بنيتْ بعد موت الإسكندر، وكانت بها قلعة وأروقة وكنيسة وحمامات لا نظير لها، وإليها يَنتسب جَمْعٌ من العلماء والصالحين.

بخارى
الموقع الجغرافي:
ـ تقع مدينة بخارى في آسيا الوسطى، في جمهورية أوزبكستان، وهي إحدى مدن بلاد ما وراء النهر. ويشير أحد المؤرخين القدامى إلى أن الثلوج التي كانت تذوب بالجبال في ناحية سمرقند كونت الماء الكثير الذي تجمَّع مع ماء آخر أتى من النهر، وظل هذا الماء الغزير يحمل الطمي إلى أن طُمِرَ ذلك الموضع الذي يقال له بخارى حيث تمهدت الأرض.
تاريخ بخارى:
ـ فتحت مدينة بخارى سنة (89هـ) عندما كان القائد المسلم قتيبة بن مسلم الباهلي على ولاية خراسان، حيث توجه إلى بخارى وغزاها، ودخل المدينة، واستقرَّ المسلمون بها، وتصالح قتيبة مع أهل بخارى على أن يعطوا للمسلمين جزءًا من بيوتهم.
ـ وفي سنة (94هـ) بنى قتيبة بن مسلم أول مسجد جامع في بخارى، وظل هذا المسجد رمزًا للمدينة عبر العصور، وفي سنة (178هـ) قام بتوسيع هذا المسجد الفضل بن يحيى البرمكي في زمن الخليفة العباسي هارون الرشيد.
ـ وقد تعرضت مدينة بخارى لمحن عديدة، وكانت أشد هذه المحن محنة "المغول" الذين نزلوا بظاهر المدينة سنة (617هـ)، وتمكنوا من اقتحامها، ودخل "جنكيز خان" المسجد الجامع بفرسه، وأذن لجنوده فقاموا بأعمال النهب والسلب والتخريب في المدينة.
ـ وظل الحال هكذا حتى ظهر نفر من جند السلطان محمد خوارزم شاه كانوا مختبئين في المدينة، وكانوا يقومون بغارات ليلية على المغول؛ فغضب "جنكيز خان" وأمر بإشعال النار في المدينة. وظل المغول يحكمون المدينة فترات طويلة من تاريخها.
ـ وفي القرن التاسع عشر الميلادي حكم بخارى سلسلة من الأمراء "الأُزبك"، الذين انغمسوا في الترف والرذائل، بل وفي حرب بعضهم البعض، ولم يلتفتوا إلى الخطر الأجنبي المتمثل في التسلل الروسي.
ـ وفي سنة (1866م) تمكن الروس بعد محاولات عديدة من الاستيلاء على مدينة بخارى.
ـ وفي سنة (1918م) بعد قيام الثورة الشيوعية في روسيا استولى الثوار على بخارى، وقاموا بتخريب المدينة تخريبًا لا يقل عن تخريب التتار لها. وظلت بخارى تحت وطأة الحكم الشيوعي إلى أن سقطت الشيوعية في سنة (1992م)، وأصبحت المدينة ضمن دول "الكومنويلث" المستقلة عن الاتحاد السوفيتي سابقًا.
أهم آثار بخارى ومعالمها:
ـ يوجد في بخارى إلى الآن أكثر من (140) أثرًا معماريًا من أشهرها:
ـ قُبة السامانيين: التي شيدها إسماعيل الساماني سنة (892 م)، والمبنى عبارة عن مربع تعلوه قبة ترتكز على رقبة تبدأ بثمانية أضلاع وتنتهي بستة عشر ضلعًا في أركانها أربع قباب صغيرة.
ـ والبوابة الجنوبية لأحد مساجد بخارى: التي شيدها "القراخانيون" في القرن السادس الهجري، وقد جمعت هذه البوابة كافة الفنون الزخرفية في بخارى.
ـ ومسجد "نمازكاه": الذي شُيِّد في القرن السادس الهجري.
ـ ومئذنة "كلان": التي أقامها "أرسلان خان" سنة (1127م)، وزُينت هذه المئذنة من أسفلها إلى أعلاها بالطوب المزخرف بمهارة عالية.
ـ ومسجد "بلند": وهو من منشآت القرن السادس عشر الميلادي، ويمتاز برواق خارجي به أعمدة خشبية تحمل سقفًا خشبيًا.
ـ حوض "ماء لب": الذي شيد بأمر أحد مسئولي بخارى، والحوض يكسوه الحجر الجيري، وحوله حدائق غنَّاء.
ـ ومن أهم أعلام بخارى:
الإمام "إسحاق بن راهويه"، والإمام "البخاري" العالم البارز الذي تعرف به مدينة "بخارى" عندما تُذْكر، وهو صاحب الجامع الصحيح في الحديث أصح كتاب بعد كتاب الله عز وجل.

برشلونة
من المدن التي دخلت في حيز الأندلس الإسلامية فترة من الزمن ثم استردها الإسبان، وهي قرية من طرطوشة في الشرق الأندلسي، وصارت قاعدة ملك من ملوك الفرنج.

بريشتينا
قاعدة إقليم كوسوفا الذي كان يقع ضمن الاتحاد اليوغوسلافي، إلى الشمال الشرقي من ألبانيا، وفي الجنوب الغربي لصربيا. وهذا الإقليم جميع سكانه تقريبًا مسلمون وعدد السكان حوالي مليوني نسمة. كان قديمًا قسمًا تابعًا لألبانيا. سيطر عليه في أواسط القرن الرابع عشر للميلاد السلطان مراد، فواجهه الصرب والبلغار والألمان في معركة "كهوسوفسكو بولج"، فانتصر على القائد الأمير اليعازر. ودخل عدد كبير من القبائل العربية إلى تلك المنطقة، ومنها عشيرة حولاج. وما زال في هذه المقاطعة الكثير من الطرق الصوفية الرفاعية والقادرية والنقشبندية. والخلوتية السعدية والبكتاشية.
وفي بريشتينا آثار إسلامية كثيرة، ومساجد يعود تاريخ بنائها إلى القرن الخامس عشر للميلاد. وكانت بريشتينا، وما زالت مقر السلطة والإدارة لإقليم كوسوفا. فيها مقر المشيخة الإسلامية التي تشرف على المساجد والصلوات والزكاة. ومن أبرز مساجدها مسجد محمد الفاتح، وهو واحد من 670 مسجدًا في الإقليمتشرف عليها جميعًا هذه المشيخة. وأهم مساجدها مسجد السلطان. وحاول الإقليم الاستقلال عن يوغوسلافيا إلا أن الصرب شنوا حربًا فظيعة ضد سكان الإقليم وأقاموا المجازر البشعة للمدنيين العزل مما جعل الأمم المتحدة تتدخل لتشن العديد من الغارات الجوية على صربيا، غير أن الوضع بقي مضطربًا في هذا الإقليم المسلم.

بَطَلْيَوْس
إحدى مدن الأندلس الكبيرة، تقع في الشمال والغرب من قرطبة على نهر في أرض منبسطة، وكان عبد الرحمن بن مروان المعروف بالجليقي قد بناها بإذن الأمير عبد الله له في ذلك.
ومن بديع الشعر فيها قول بن القلاس:
بطليوس لا أنساك ما اتصل البعد
فلله غور من جنابك أو نجد
ولله دوحات تحفك بينها
تفجر واديها كما شقق البُرْد

بغداد
الموقع الجغرافي:
هي أهم المدن العراقية، وتقع على ضفاف نهر دجلة من ناحية الغرب. وتسمى بغداد بعدة أسماء منها: مدينة السلام، والمدينة المدورة.
من تاريخ بغداد:
أراد الخليفة المنصور ورجاله مكانًا طيب الهواء، تحصنه الطبيعة ضد المعتدين، ويسهل الاتصال بينه وبين باقي بلدان الخلافة؛ فكانت بغداد. فهي أقرب نقطة بين دجلة والفرات، وبذلك تسهل الصلة بينها وبين البلاد الواقعة أيضًا على الفرات والقريبة منه. ولما عزم المنصور علي البناء أحضر المهندسين وأهل المعرفة بالبناء، فأخبرهم بالهيئة التي في نفسه، وأمرهم أن تخط بالرمال، ثم دخل من وضع كل باب، ومر في طرقات المدينة ورحابها، وهي مخطوطة بالرمال، حتى يتمكن من الوقوف على رسم مدينته الجديدة، ثم أمر بحفر الأساس على الرسم، وكان ذلك في سنة (145) هـ، ووضع بيده أول لبنة في بنائها، وقال: (باسم الله والحمد لله، والأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين). ثم قال: (ابنوا على بركة الله). فشيدت المدينة على شكل دائرة نصف قطرها يقارب الثلاثة كيلو مترات، فسميت بذلك "المدينة المدورة"، وفي وسط الدائرة يقع قصر الخليفة المسمى "قصر الذهب" وجامع المنصور. ولم يكن حول هذين بناء إلا دار بناها للحرس، وأخرى بناها للشرطة، وحول الرحبة أقيمت بيوت أولاد المنصور، ثم قصور الأمراء، وكبار رجال الدولة، فالدواوين الحكومية، ثم بيوت الأهالي تتخللها الأسواق، وقد أقيمت للمدينة ثلاثة أسوار، قطر السور الداخلي (1200) ذراع، وارتفاعه (35) ذراعًا، وعرض ما بين السورين (160) ذراعًا، وفي كل سور أربعة أبواب، تقابل الشوارع الأربعة الرئيسة باتجاه الأبواب الأربعة التي أقيمت على الأسوار، وهي: باب الشام، وباب الكوفة، وباب البصرة، وباب خراسان. وسميت بهذه الأسماء بحسب اتجاهاتها الجغرافية، وجعل على كل باب قبة ذاهبة في السماء، وبين كل قبتين ثمان وعشرون برجًا. وقد تم بناء بغداد سنة (146هـ)، فانتقل إليها الخليفة ونقل إليها جنده والخزائن والدواوين، وظل العمل يسير في بناء الأسوار وإعداد الخندق حتى تم ذلك سنة (149هـ). وبلغت تكاليف نفقتها (4.000.833 ) درهمًا، واشتغل فيها عدد عظيم من الفَعَلَة والمهندسين والفضلاء. ولما تمت عمارة بغداد حفرت قناة للملاحة تأخذ ماءها من الفرات وتشق العراق فوصلت بغداد بالفرات، ومن ثم أصبحت العاصمة الجديدة على صلة نهرية بآسيا الصغرى وسورية. ويقول ريتشارد كوك في كتابه "مدينة السلام": (ولم يمض على إنشاء بغداد فترة طويلة حتى أصبحت زاخرة بالمدنيَّة والعلم والفضل، وتطلعت إليها أنظار المسلمين، وتسمعت لأخبارها آذان العالم، واحتلت بغداد بسرعة مكان الصدارة في السياسة والنشاط الاجتماعي والعلمي في الشرق الأوسط كله، واحتفظت طويلاً بمكانتها هذه على الرغم مما أصابها من هزات، وما حلّ بها من محن وخطوب). واعتبرها الباحثون في تخطيط المدن وفنون العمارة الأنموذج الأمثل للمدن، وعُدَّت بحق من مفاخر العرب الكبرى في مجال العمارة والتخطيط، وأخذ الخلفاء والأمراء العباسيون يتنافسون ويتسابقون في إعمار بغداد، واتسعت تدريجيًا حتى شمِل العمران قسميها الغربي والشرقي، فازدانت بالقصور الفخمة والمباني الشاهقة والرياض الغناء، وعُمِرت بالمساجد الجامعة والربط ودور العلم والمدارس الدينية والمعاهد العلمية، فأصبحت كعبة لطلاب العلم والمعرفة من مشارق الأرض ومغاربها قرونًا عديدة. وبلغت بغداد معظم عمارتها في أيام المأمون حتى امتدت أبنيتها وبساتينها على بقعة مساحتها (16000) فدان، ويذكر الخطيب البغدادي: (أن مدنها بلغت أربعين مدينة، وأن الحمامات بلغ عددها في أيام المأمون (65000 ) حمام، وعدد مساجدها (300.000) مسجد، وقارب سكانها مليونًا ونصف المليون نسمة).
ـ وفي سنة (656هـ / 1258م) غزا هولاكو عاصمة الحضارة والمدنية الإسلامية، فدمر جزءًا كبيرًا منها، ومن ضمنها المدارس والمكتبات ودور العلم فيها. ثم غزاها تيمورلنك في سنة (795هـ/ 1392م) عندما دُكت حصونها وأسوارها، وهدمت مبانيها من قصور وجامعات ومساجد، فأضاعوا بذلك جميع معالمها حتى صبغ نهر دجلة بالدم والحبر. ومع كل ذلك فقد استعادت بغداد جزءًا من مجدها في عهد بعض الصالحين من بينهم أمين الدين مرجان الذي شَيَّد المدرسة المرجانية، وألحق بها سوقًا تجارية تعرف اليوم بخان مرجان، كما بنى بعض الولاة العثمانيين المساجد والمدارس وبعض الأبنية البارزة من بينها دار الجند، الذي جدده ووسعه مدحت باشا سنة (1869م).
معالم وآثار:
ولا يزال يشاهد في بغداد معالم أثرية زاهية في أزقة بغداد العتيقة وأسواقها الطويلة، مثل: سوق العطارين، وسوق البزازين، وسوق الصاغة، وسوق الكتب، وغيرها مما يمثل طرازًا عربيًا لأسواق مغطاة بعقود مقوسة، ودكاكين صغيرة مترادفة تمتاز بالأقواس والقباب والدكات العالية. وترتفع في بغداد آلاف القباب والمنائر، فتختلط زرقتها بزرقة السماء الصافية وتلمع من بعيد إذ يعكس قاشانها الزاهي، زخارفها البنائية والهندسية الإسلامية، ويرقى زمن بناء بعضها إلى القرن السابع الهجري، وتمتاز بقبابها المستديرة العريضة أو البصلية الشكل التي تعطي لبغداد ملامح عباسية، وزخمًا روحيًّا عميق الصلة بجذور الإسلام في بغداد.
ومن بين جوامع بغداد القديمة: جامع الإمام الكاظم، وجامع الإمام الأعظم أبي حنيفة، وجامع الشيخ عبد القادر الجيلاني، وجامع الخلفاء ومسجد الخطائر وعشرات غيرها. وقد ظلت أبنية إسلامية تصارع الزمن منذ عهد الخليفة المستظهر، والخليفة المستنصر، والمتمثلة في: القصر العباسي أو دار الخلافة والمدرسة المستنصرية، والباب الوسطاني لسور بغداد من القرن السابع الهجري.

بيت لحم
تقع إلى الجنوب من القدس على مسافة 10 كم، وترتفع عن سطح البحر 777 مترًا، وتحيط بها تلالٌ تَكْسُوها أشجار الزيتون واللوز والكروم.
وكانت في القديم قرية تكتنفها الأودية العميقة من جهات ثلاثٍ، عدا الشمالية، كما أنها تطل على القدس.
وتَعُود شُهْرَةُ بيت لحم إلى مولد المسيح ـ عليه السلام ـ فيها، ووجود كنيسة المهد بها، وهي أقدس موضع لدى النصارى، بَنَتْهَا الإمبراطورة "هيلانة" والدة الإمبراطور قسطنطين سنة 330م، وترجع أهميتُها إلى ما يقال من أنّها بُنِيَتْ فوق المغارة التي وُلد فيها المسيح ـ عليه السلام.
ومن آثارها غير كنيسة المهد "مغارة الحليب" على بُعد 300 متر جنوب شرق كنيسة المهد، ويقال: إن السيدة مريم أقامت في هذه المغارة فترةً من الزمن، ولذا تُدعى "مغارة ستى مريم"، تقوم فوقها كنيسة، أقامها اللاتين في عهد الصين، ومن آثارها كنيسة القديسة "كاترينا" التي شيدت في القرن الثاني عشر.
وتحتوي المدينة على مدافنَ منقورةٍ في الصخر، وصهاريج ومبانٍ قديمة، ومن الأماكن الأثرية إلى جوارها: "برك سليمان" الواقعة في الجنوب الغربي على مسافة 4 كم، وهي ثلاث بِرَكٍ تبعد إحداها عن الأخرى خمسين مترًا، بُنيت لكي تجمع الماء ليرسَلَ في قناة إلى القدس.
وقد شارك أهل بيت لحم في جميع الثورات ضد الانتداب البريطاني وسياسته الرامية إلى تسهيل استيطان الصهاينة لفلسطين.
ثم هاجر أكثر أهلها إلى الخارج حاملين معهم صناعاتهم، كصناعة الصدف، التي يتخذون منها مادة لصناعة المسابح، ويشكلون النقوش البديعة على الصدف وخشب الزيتون، كما كانت نساؤهم تُحْسِنُ صناعة التطريز.
وقد بقيت بيت لحم ـ رغم احتلالها عام 1948م ـ ضمنَ الضفة الغربية تابعةً في إدارتها للأردنّ حتى عام 1967م، الذي ضاعت فيه فلسطين كلها، وأجزاء من بلاد عربية مجاورة.

بيروت
عاصمة الجمهورية العربية اللبنانية وأكبر مُدُنِها، تقع منتصفَ الساحل اللبناني ويَحملها لسان صخريّ يمتد داخل البحر الأبيض المتوسط، ويَرويها نهر بيروت الذي يصبّ في خليج مار جرجس إلى الشمال الشرقي.
ويوجد ببيروت العديد من المراكز والنشاطات الثقافية والسياسية والتجارية والمالية، وبها العديد من المصانع والمعامل التي تُنتج المصنوعات والسلعَ المختلفة، وتُعتبر عاصمةً للكتاب العربي لما يُوجد فيها من عشرات المطابع ودُور الكتب والنشر.
تَعرضت بيروت للدمار في الأحداث التي تَلَتْ سنة 1976م، وفي سنة 1982م تعرض جنوبُها للغزو الإسرائيليّ.
وكانت بيروت قد فُتحت على أيدي المسلمين أيام إمارة معاوية ـ رضي الله عنه ـ على الشام، وظلت إمارةً إسلاميةً حتى سقطت بين مخالب الصّين سنة 503هـ، ثم عادت إلى سلطان المسلمين.
ومن مشاهير بيروت في القديم الإمامُ عبد الرحمن الأوزاعيّ الذي تُوفي بها سنة 159هـ وله من الكتب: كتاب السنن في الفقه، وكتابُ المسائل.
ومن مشاهيرها حديثا: الشاعر بشارة الخوري، الملقّب بالأخطل الصغير، وقد مات ودُفن فيها سنة 1968م.

تبريز
من كبريات مدن إيران، تقع في الشمال الغربي منها، إلى الشرق من بحيرة أورمية، وتبعد عن طهران حوالي 500 كم، وهي من أهم الحواضر الإيرانية، ومن المدن الصناعية الحيوية، وتشتهر بصناعة السجاد الفاخر، والأقمشة الصوفية والقطنية والحريرية والكتانية، وفيها الكثير من مصانع المواد الغذائية، ومواد البناء، والصلب والحديد، وهي من أشهر مدن آذربيجان الإيرانية، ومناخها بارد شتاء، جيد معتدل صيفًا، وحولها الكثير من البساتين والحقول والكروم والمياه.
وتبريز قديمًا كانت مسورة بسور محكم بالآجر والجص. بدأت عمارتها الحسنة المتقنة زمن العباسيين لما نزلها الرواد الأزدي في أيام المتوكل، ومن بعده الوجناء بن الرواد فبنى بها هو وإخوته قصورًا، وحصنها بسور، فنزلها الناس معه حتى أضحت حاضرة أذربيجان. وأشهر ما عرفت به تبريز ثيابها المتقنة المزركشة.
نجت تبريز من هجمات المغول سنة 618هـ، فصالحهم أهلها، ثم أضحت عاصمة لهم، كما أضحت عاصمة الصفويين. ومن أهم معالمها المسجد الأزرق، وهو يعود إلى القرن الخامس عشر، وفيها حصن من القرن 14م. ومن تبريز خرج جماعة من العلماء منهم إمام أهل الأدب أبو زكرياء يحيى بن علي الخطيب التبريزي، وكان معاصرًا لأبي العلاء المعري، فتتلمذ عليه، وقرأ بالشام، وسمع الحديث.

تلمسان
مدينة عربية إسلامية وهي مركز ولاية تلمسان في الجمهورية العربية الجزائرية. ازدهرت أيام المرابطين، وكانت مركز العلوم الدينية والفقهية والكلامية. وكانت عاصمة بني عبد الواد. فيها العديد من المساجد الأثرية. وهي قريبة من البحر المتوسط في أقصى الشمال الغربي من البلاد، على الحدود الجزائرية المغربية، وإلى الجنوب الغربي من وهران. تحيط بها إلى جهة الجنوب سفوح جبال الأطلس، وهي غنية بالجنائن والكروم والبساتين والواحات. فيها جامعة علمية ومعاهد علمية أخرى ودينية، وتشتهر بصناعة المفروشات والمنسوجات الصوفية والحريرية والقطنية، واستخراج الزيوت النباتية والأسمدة والمنظفات.
وتلمسان قديمة العهد كانت في الأصل مدينتين متجاورتين مسوّرتين بينهما رمية حجر، إحداهما قديمة والأخرى حديثة. والحديثة اختطها الملثمون ملوك الغرب، واسمها تافرزت، بها كان يسكن الجند وأصحاب السلطان وأصناف الناس؛ واسم القديمة أقادير، وبها كان يسكن الرعية، فهما كالفسطاط والقاهرة من أرض مصر.
وإلى تلمسان ينسب قوم من أهل العلم والأدب، منهم أبو الحسين خطاب بن أحمد بن خطاب التلمساني، ورد بغداد في حدود سنة 520هـ. وكان شاعرًا جيد الشعر.

تونس
الموقع الجغرافي:
ـ تقع مدينة تونس في بلاد المغرب العربي عند الطرف الشرقي لجبال أطلس التي تدخله الجزائر لتكون هضبة يطلق عليها العمود الفقري، وتمتد هذه الهضبة حتى خليج تونس بمعدل ارتفاع يبلغ (1600) قدم أي ما يعادل (48 مترًا. وتعتبر مدينة تونس ذات موقع استراتيجي مهم؛ حيث تقع في مكان مرتفع عن سطح البحر، مما يصعب على الأعداء النيل منها.
تاريخ تونس:
ـ تم الفتح الإسلامي للمنطقة المعروفة باسم إفريقية المحيطة بموقع تونس الحالية سنة (27هـ / 647م) في خلافة عثمان بن عفان - رضي الله عنه - على يد القائد المسلم عبد الله بن سعد بن أبي السرح، ثم انضم إليه عقبة بن نافع الفهري، وتمكن عبد الله بن سعد بن أبي السرح من تحقيق النصر عند مدينة "سبيطلة"، وتوالى الفاتحون المسلمون على هذه البقاع حتى أتى حسان بن النعمان سنة (79هـ) فقام ببناء تونس، وأنشأ فيها الأسطول الإسلامي، والمرصف للسفن الحربية، والمستشفيات، والمدارس، وبذلك أصبحت تونس إحدى مراكز القوى البحرية الإسلامية في الشمال الإفريقي، وأصبحت رباطًا للسفن الإسلامية.
ـ وبعد سقوط الدولة الأموية سنة (132هـ) انتقلت تونس إلى سيطرة الدولة العباسية.
ـ وفي سنة (184هـ) قامت دولة الأغالبة في تونس على يد إبراهيم بن الأغلب بن سالم، وظلت هذه الدولة قائمة حتى قضى عليها العبيديون (الفاطميون) سنة (296هـ).
ـ وفي عهد الدولة العبيدية (الفاطمية) انتشرت في تونس الفتن والاضطرابات والقلاقل بسبب حب العبيديين لجمع الأموال بشتى الطرق، ثم وقعت تونس تحت سيطرة الاحتلال الإسباني مدفوعًا بالعصبية الصة وحب الانتقام من المسلمين. ولم تستطع تونس أن تخرج من سيطرة الإسبان إلا بمساعدة الدولة العثمانية، وبفضل جهاد أهلها.
ـ وانتقلت تونس بعد ذلك إلى الحكم العثماني بعد طرد الإسبان، واستقلت ضمن القطر التونسي عن الحكم العثماني في منتصف القرن العشرين الميلادي.
أهم آثار ومعالم تونس:
ـ جامع الزيتونة: الذي بناه حسان بن النعمان سنة (84هـ)، وهو أحد المعالم الإسلامية في العالم، وكان له دور في لمِّ شمل المسلمين وبعث روح الجهاد في نفوسهم، كما يوجد به مكتبة كبيرة.
ـ فنادق الحرايرية والصبَّاغة.
ـ باب البحر: وهو الرابط بين المدينة العتيقة، والمدينة الحديثة.
ـ باب قرطاجة: وهو الباب الذي يؤدي إلى ضاحية قرطاج.
ـ باب البنات: وهو الباب الذي استقبل منه مؤسس الدولة الحفصية بناته الثلاث بعد انتصاره على غريمه يحيى بن غنيمة.
ـ ومن أهم أعلام تونس: القاضي أسد بن الفرات فاتح جزيرة صقلية، وإبراهيم بن الأغلب مؤسس دولة الأغالبة، وأبو زكريا الحفصي مؤسس الدولة الحفصية، وأبو سلام القيرواني مفسر القرآن الكريم.

تيرانا
عاصمة ألبانيا، على ساحل البحر الأدرياتيكي، وهي مرفأ مهم للتجارة وتبادل السلع. فيها عدد من المساجد الأثرية، والمدارس العربية الإسلامية. ظل أهلها مسلمين على الرغم من محاربة الإسلام من قبل نظام الدولة الشيوعي.

حَرَّان
مدينة تركيّة صغيرة على الحدود مع سوريا، تقع على الضفة الشرقية لنهر بليخ؛ أحد روافد الفرات، وهي على طريق الموصل والشام وتركيا، وكانت في الماضي من أعظم المراكز العلمية؛ فكان فيها مدرسة عُنِيَتْ بعلوم الفَلَك والرياضيات.
قيل: إنها أول مدينة بُنيتْ بعد الطوفان، وقيل: سُميت حرّان نسبة إلى أول مَنْ بناها، وهو هاران أخو إبراهيم الخليل ـ عليه السلام ـ وإليها يَنتسب جماعة من أهل العلم، كما تَنتسب إليها طائفةُ الحَرَّانية من الصابئة عَبَدَةِ الكواكب والنجوم.
تشتهر حَرّان بزراعة الحبوبِ والبُقول، وبها صناعاتٌ يدويةٌ محلّية.

حلب
الموقع الجغرافي:
ـ تقع مدينة حلب في شمال سورية، وتعرف باسم "الشهباء"، وهي إحدى أهم المدن السورية، وهي قاعدة محافظة حلب، وفيها سبعة أقضية: "جبل سمعان"، و"عين عرب"، و"منبج"، و"الباب"، و"عفرين"، و"جرابلس"، و"أعزاز"، ووصفها "ياقوت الحموي" بقوله: (حلب مدينة عظيمة واسعة، كثيرة الخيرات، طيبة الهواء، صحيحة الأديم والماء).
تاريخ حلب:
ـ تاريخ حلب قديم يعود إلى عصور ما قبل الميلاد، وكانت عاصمة لمملكة "يمهاد"، وتوالى على حكمها الكثير من الدول والإمبراطوريات منها: الإمبراطورية "الحيثية"، و"الآشورية"، و"اليونانية"، و"الرومانية"، و"الفارسية".
ـ وفي سنة (637م) فتحها المسلمون، وجعلوها عاصمة لجند "قنسرين".
ـ وفي سنة (944م) أصبحت حلب عاصمة للحمدانيين، واشتهر من أمرائها سيف الدولة، ثم احتلها البيزنطيون سنة (962م). وبعد ذلك خضعت للفاطميين، والسلاجقة، والأيوبيين.
ـ وفي سنة (1260م) اجتاحها "المغول"، ثم استردها "المماليك" بعد معركة "عين جالوت" سنة (1260م).
ـ وفي سنة (1516م) أصبحت ولاية عثمانية، واستمرت تحت حكم العثمانيين مع بقية بلاد الشام إلى سنة (1918م)؛ حيث خضعت للاحتلال الفرنسي.
ـ وفي سنة (1946م) نالت حلب ضمن المدن السورية استقلالها.
أهم آثار حلب ومعالمها:
قلعة حلب التاريخية: المقامة على ربوة عالية، يتقدمها الباب الرئيسي، ويسيجها سور طويل يمتد على كامل الربوة. وساحة الملك الظاهر بيبرس. والمسجد الجامع الأثري التاريخي. ومسجد الروضة الذي شيدته وزارة الأوقاف الإسلامية.

حماه
مدينة سورية تقع إلى الشمال من حمص على الطريق الرئيسية الآتية من دمشق جنوبًا إلى حلب شمالا. بها يمر نهر العاصي فيروي بساتينها وتُخصب أرضها، وبها عدد من المصانع، ومطار داخلي. وكان يحيط بها سور قديم، بظاهره جامع يُشرف على نهر العاصي. وفي طرفها قلعة عجيبة في حصنها فنٌّ وإتقان.
وقد احتلها الآراميون سنة 1100 ق . م ثم الآشوريون 720 ق . م، وازدهرت في عهد السلوقيين اليونان وسموها إيبيغانيا.
واحتلها الرومان سنة 64 ق . م ، ثم فتحها أبو عبيدة بن الجراح سنة 17 هـ صلحًا.
ومن أشهر معالمها: مساجدها الأثرية، خاصة الجامع الكبير، وجامع أبي الفداء، وقلعة شيزر.

حِمْص
من أعرق وأكبر المدن السوريّة، تقع على طريق رئيسية آتية من دمشق متجهة إلى حلب، وهي قريبة جدًا من الحدود السورية اللبنانية، وإلى الجنوب منها تمر أنابيب النفط، وبها يمر نهر العاصي الآتي من لبنان إلى الشمال مكونًا إلى الجنوب الغربي من حمص بحيرةً معروفة ببحيرة حِمْص.
وهي مدينة تجارية وصناعية وزراعية شديدة الخصوبة، تُزرع بحقولها الذرةُ الصفراء والقمح والقطن، والشمندر السكّري، وبها عدد من المؤسسات والمعاهد العلمية والعسكرية والهندسية، بُنيت هذه المدنية قديمًا، ثم دخلت تحت سلطان الإسلام بفتح خالد بن الوليد لها بأمرٍ من قائد جيوش المسلمين في الشام: أبي عبيدة بن الجراح.
وبحِمْصَ دارُ خالد بن الوليد، وقبرُ ولدِه وزوجتِه، وقبرُ قنبر مولى علي بن أبي طالب.

حيفا
من أكبر مدن فلسطين، تقع على ساحل البحر المتوسط، على الطريق الرئيسيّة الساحلية التي تمتدّ من عَكّا شمالاً إلى رفح وخان يونس في أقصى الجنوب، ويحيطها من جهة الشرق جبل الكرمل، وحولها البيارات، وبساتين البرتقال والليمون، وهي من أهم المراكز التجارية والصناعية في فلسطين المحتلّة، وتتمثل صناعتها في تعليب الخضروات والفواكه وتجفيفها، وإنتاج السكر وتكريره، واستخراج الزيوت النباتية، كما أن فيها ورشا ومعامل لتجميع السيارات، وصُنْع الجرارات الزراعية، والعجلات المطاطية، وبها تقوم صناعة الراديو والتليفزيون والإلكترونيات والأدوات الكهربية، والبرادات وأفران الغاز، إضافة إلى صناعة الدهانات، والكبريت والصابون والأسمنت، وفي حيفَا مصفاةٌ لتكرير البترول، ومصنع للبتروكميائيات، وبها مرفأ تجاري بحريّ مهم تَؤُمّه السفن من مختلف أنحاء أوروبا، وثَمَّةَ حوض لإصلاح السفن، وتزويدها بقطع الغيار. وفيها عدد من الجامعات والمعاهد العلمية المتطورة.
وحيفا مدينة قديمة كانت حصنًا من حصون ساحل البحر المتوسط، احتلّها الصون سنة 494هـ، وبقيت في أيديهم حتى استعادها صلاح الدين الأيوبي سنة 573هـ.

خوارزم
الموقع الجغرافي:
ـ تقع مدينة خوارزم في بلاد ما وراء النهر في آسيا الوسطى. وقال عنها ياقوت الحموي: (لم أر في حياتي أبدًا بلدة تزدحم بالسكان مثلما في خوارزم؛ فهي عبارة عن صفوف متراصة من القرى ترتبط كل منها بالأخرى، وفيها كثير من محال الإقامة والقصور، والتي يصعب أن تجد فيها مكانًا غير مزروع، إني لا أعتقد بوجود أي مكان آخر في العالم بأسره يمكن أن يكون بمثل هذه الكـثافة السكانية، علاوة على غناها ووفرة ما تحتويه).
تاريخ خوارزم:
ـ دخل الإسلام مدينة خوارزم عندما فتحها القائد المسلم قتيبة بن مسلم الباهلي سنة (93هـ/712م). ومع تطور تاريخ هذه المنطقة مع حركة التاريخ الإسلامي، بدأت بعض المدن الصغيرة في الإقليم تتطور إلى مدن ذات هيكل إسلامي. وتعاقب على حكم خوارزم ملوك كثيرون إلى أن جاءت الدولة السلجوقية، واستطاعت خوارزم في عهد خلفاء السلطان "سنجر" أن تحتل شيئًا فشيئًا مكانتها بوصفها دولة من الدول الكبرى. وقامت في خوارزم بعد سنة (1360م) أسرة مستقلة تعرف بصوفية أسرة "قونغرات"، وأعلن عليهم "تيمور" الحرب، وشن عدة حملات انتهت بفتحه خوارزم سنة (1379م). وكانت خوارزم في القرن الخامس عشر الميلادي حينًا في يد خانات القبيلة الذهبية، وحينًا آخر في يد "آل تيمور"، وانتقلت خوارزم سنة (911هـ /1505م) إلى يد "شيباني" رأس مملكة الأزابكة فيما وراء النهر.
ـ وفي سنة (916هـ/ 1510م) ضُمت خوارزم إلى فارس مدة قصيرة من الزمن بعد أن قُتل "شيباني" في وقعة "مرو". وقد أفلح أميران فقط من أمراء بخارى هما: عبيد الله بن محمود، وعبد الله بن إسكندر في ضم خوارزم إلى ملكهما فترات قصيرة، وظل يتعاقب على خوارزم كثير من الحكام إلى أن جاءت الدولة العثمانية فبقيت خوارزم تحت سيطرتها ضمن بلاد ما وراء النهر.
ـ وفي بداية القرن التاسع عشر الميلادي سيطر "الروس" على منطقة ما وراء النهر ومنها خوارزم. ومع سقوط الشيوعية نالت مدينة خوارزم استقلالها كبقية دول المنطقة.
أهم آثار خوارزم ومعالمها:
ـ مئذنة كونلغ تيمور: وهي أعلى مئذنة في منطقة وسط آسيا، وتمثل أقدم الآثار التي تعود إلى أيام المغول.
ـ جامع خيوة الرئيس: ويرجع تاريخ تأسيس هذا الجامع إلى آخر القرن الثامن عشر الميلادي.
ـ مدرسة إسلام خوجة: ويعود تاريخها إلى ما بين سنتي (1908م) و(1910م)، وتشتهر المدرسة بمئذنتها ذات الزخرفة الدقيقة.
ـ ومن أهم أعلام خوارزم: أبو جعفر محمد بن موسى الخوارزمي مؤسس علم الجبر.

دلهي
الموقع الجغرافي: تقع مدينة دلهي في شمال شبه القارة الهندية، التي يحدها من الغرب "باكستان"، ومن الشمال "الصين" و"نيبال" و"بوتان"، ومن الشرق "بورما" و"بنجلادش".
وهي عاصمة الهند السابقة في الفترة من سنة (1911م) حتى بناء العاصمة الجديدة "نيودلهي" بالقرب منها سنة (1930م).
ودلهي كانت تعرف عبر التاريخ باسم "دهلي"؛ أي التربة اللينة - كما أسماها الرحالة ابن بطوطة - والذي بَدَّل اسمها هم الإنجليز بعد احتلالهم البلاد.
دلهي في التاريخ:
دلهي مدينة قديمة امتزجت فيها على مر الزمان سبع مدن قديمة بُنيت أولها سنة (918م).
العلاقة بين المسلمين وأهل الهند علاقة قديمة تعود إلى عهد الرسول - - غير أن التفكير في فتحها بدأ في عهد الخلفاء الراشدين، فوصلت طلائع المسلمين إلى مناطق "تانة" و"بروش" على الساحل الغربي في الهند.
وظل القادة المسلمون في محاولاتهم العسكرية حتى قام القائد محمد بن القاسم الثقفي بقيادة حملة إليها سنة (92هـ) أعدها له عمه الحجاج بن يوسف الثقفي في زمن الوليد بن عبد الملك، فوصلت الحملة "ملتان"، وبعد استقرارها أرسى القائد محمد بن القاسم قواعد أول دولة إسلامية عربية في الهند.
ويعتبر الفاتح الحقيقي للهند هو القائد المجاهد محمود الغزنوي سنة (597هـ) الذي أمضى ربع قرن من حكمه في حرب وجهاد؛ حتى ضم شمال غرب الهند و"البنجاب" إلى إمبراطوريته في وسط آسيا، وأصبحت دلهي عاصمة ثانية له.
ثم انتقلت دلهي إلى حكم المماليك، وأثناء حكمهم تعرضت الهند لغزو المغول الذين دمروا دلهي بقيادة "تيمور لنك" سنة (1398م).
وفي سنة (1639م) أعاد بناء دلهي السلطان المغولي شاهجهان، وجعل منها عاصمة لإمبراطوريته.
وفي سنة (1739م) دخلها الإيرانيون، ثم الأفغانيون سنة (1756م)، ثم أصبحت الهند كلها تحت الاحتلال البريطاني سنة (1857م).
أهم آثار ومعالم دلهي:
الهند حُكمت حكمًا إسلاميًا ما يقرب من ثمانية قرون ونصف متواصلة، تأسست خلالها إمبراطورية إسلامية ضخمة، فترك هذا الحكم بصماته الحضارية في مختلف المجالات، ومن أهم المعالم هناك:
ـ المسجد الجامع: أكبر مساجد الهند، ومن أعظم مساجد الدنيا وأجملها؛ أمر ببنائه السلطان شاهجهان سنة (1660م)، وهو قائم في الطرف الآخر من الساحة أمام القلعة الحمراء فوق قاعدة عادية، تصعد إليه على درجات عريضة يبلغ عددها الأربعين، وله سور عالٍ، وثلاث بوابات كبيرة، ويتوسط الصحن حوض كبير مملوء بالمياه للوضوء.
ـ مسجد "قوة الإسلام": حيث تظهر فيه براعة العمارة الإسلامية، وفيه بوابة رائعة تعرف باسم "بوابة علاء". وبالقرب من هذا المسجد ضريح السلطان شمس الدين ألتمش.
ـ ومسجد اللؤلؤة: الذي بناه أورنجزيب خليفة شاهجهان، وهو مسجد صغير، لكنه تحفة فنية من المرمر الأبيض اللامع، وله ثلاث قباب بصلية الشكل ومرمرية، وكسيت أعمدته بالمرمر المزخرف بالزهور، والمطعم بالذهب والأحجار الكريمة.
ـ وتاج محل: إحدى عجائب الدنيا السبع، وهو يعتبر من أجمل وأروع ما شيّد الإنسان من عمارة على وجه الأرض؛ حيث قبر شاهجهان وزوجته ممتاز محل.
ـ والقلعة الحمراء، والعمود الحديدي.
ـ وقطب "منا": وهو برج من الحجر الأحمر ارتفاعه (71 مترًا)، بناه قطب الدين أيبك سنة (1200م).
أعلام دلهي: من الأعلام الذين ينتسبون إلى دلهي: عبد الحق الدهلوي، مات سنة (1642م)، محدث وأديب هندي كبير، ألَّف بالعربية والفارسية، وأهم آثاره: "مدارج النبي"، و"تاريخ حقي" أو "تاريخ عبد الحق".

دمشق
الموقع الجغرافي:
تقع مدينة دمشق في الجنوب الغربي من الجمهورية العربية السورية، وتبعد (85) كم جنوب شرقي بيروت، وهي أكبر مدن سوريا وعاصمتها، وترتفع عن سطح البحر (2130) قدمًا، وهي مُحاطة بمنطقة واسعة خضراء مسقية هي "الغوطة" التي تنتج عددًا كبيرًا من الفواكه والحبوب والخضار، والتي تشتهر على الأخص بأشجار "المشمش" وأزهاره. وقد وصفها ياقوت الحموي بقوله: (من خصائص دمشق - التي لم أر في بلد آخر مثلها - كثرة الأنهار، وجريان الماء في قنواتها، فقَلّمَا تمرّ بحائط إلا والماء يخرج منه في أنبوب إلى حوض يُشرب منه، ويستقى الوارد والصادر). وهي في أرض مستوية تحيط بها من جميع جهاتها الجبال الشاهقة.
تاريخ دمشق:
ـ تعتبر مدينة دمشق من أقدم المدن، وأول ظهور لها كعاصمة للمملكة الآرامية والتي سقطت على يد "الآشوريين" سنة (732 ق.م)، ولم يكن لها أهمية خاصة تحت حكم "اليونانيين"، ولكن بعد أن استولى عليها "الرومان" سنة (64 ق.م) ازدهرت دمشق، واعتنقت المسيحية مبكرًا.
ـ وفي سنة (14هـ/635م) فتحها المسلمون، واستعمل عليها عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يزيد بن أبي سفيان - رضي الله عنهما - ثم بعد وفاته استعمل عليها أخاه معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهما - وكانت مدة إمارته عليها (20) عامًا. واتخذها الخلفاء الأمويون عاصمة لهم، فعرفت عصرها الذَّهَبِي، ابتداءً من عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهما.
ونظرًا لأهمية دمشق فقد استمر الصراع للسيطرة عليها طويلاً، فبعد الأمويين والعباسيين خضعت للطولونيين، والإخشيديين، والعبيديين (الفاطميين)، ثم آلت إلى الأيوبيين الذين حصنوها في وجه الصين.
ـ وفي سنة (1260م) خضعت دمشق وبلاد الشام للعثمانيين عندما دخلها السلطان سليم الأول.
ـ وتبوأت دمشق مركزًا هامًا في عهد حاكمها أسعد باشا العظم سنة (1749م).
ـ وفي سنة (1831م) خضعت للحكم المصري التابع اسميًا للعثمانيين عندما فتحها إبراهيم باشا، واستمرت خاضعة للخلافة العثمانية إلى سنة (1918م).
ـ وفي سنة (1920م) احتلها الفرنسيون، إلى أن نالت سوريا استقلالها، وانسحبت الجيوش الفرنسية منها سنة (1946م).
أهم آثار دمشق ومعالمها:
ـ الجامع الأموي الكبير الذي يمكن الدخول إليه من عدة طرقات أهمها طريق سوق الحميدية؛ حيث يوجد أهم أبوابه التاريخية.
ـ وجامع السلطان سليم، الذي بناه السلطان سليم الأول.
ـ وجامع السليمانية، وبقربه التكية السليمانية، والجامع والتكية من أهم معالم دمشق التاريخية؛ حيث يتميز الجامع بمئذنتين جميلتين، وبقُبَّة مصفحة على غرار المساجد العثمانية في إستانبول.
ـ وجامع "الباشورة"، وجامع "الشاغور"،وجامع درويش باشا.
ـ وضريح الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما.
ـ ومن كنائس دمشق التاريخية: كنيسة "المريمية"، وكنيسة "ماريو حنا" الدمشقي، وكنيسة "الميدان".
ـ ومن أهم أسواق دمشق سوق الحَمِيديَّة، الذي أقيم في عهد السلطان عبد الحميد الثاني.

دمياط
الموقع الجغرافي: عاصمة محافظة دمياط، وأهم قاعدة للصيد والزراعة والأقمشة الحريرية والأثاث في مصر، ومن أشهر مدن الدلتا على ساحل البحر المتوسط، ينتهي إليها النهر المتفرع من النيل فيصب في البحر عندها، ويقابلها في الجهة الغربية مدينة رشيد.
ودمياط على حافة بحيرة المنزلة التي تفصلها عن بورسعيد، وإليها ينتهي الطريق الرئيسي المُعَبَّد الآتي من القاهرة.
جزء من تاريخها:
دمياط من المدن التي عاصرت الأحداث والظروف الحالكة التي مرت بها مصر والعالم الإسلامي، خاصة أثناء الحروب الصة؛ فقد ابتليت بغزوات كثيرة كانت تسبب لها الدمار والفساد، فكانت دائمًا تُهاجَم من قبل الغزاة نظرًا لموقعها على البحر المتوسط مدخل القاهرة. ومن هذه الغزوات والحملات:
ـ في سنة (328هـ) هجم الروم على دمياط في يوم عرفة فملكوها، وقتلوا من أهلها خلقًا كثيرًا، فنفر إليهم عنبسة بن إسحاق الضبي والي مصر فلم يدركهم، ومضى الروم إلى "تنيس" فوصل الأمر إلى الخليفة المتوكل على الله؛ فأمر ببناء حصن دمياط، ثم صارت في أيدي الفرنجة سنة (615هـ)؛ فقدمها الملك الأشرف الأيوبي، وانتزعها منهم سنة (618هـ).
آثار ومعالم المدينة:
دمياط مدينة قديمة كانت ولا تزال مخصوصة بالهواء الطيب، وعمل ثياب "الشرب" الذائعة الصيت، وكان لها سور عليه محارس ورباطات، وعلى جانبيه برجان بينهما سلسلة حديدية عليها حرس لا يخرج مركب إلى البحر المالح ولا يدخل إلا بإذن، وكان بدمياط غرف يستأجرها الحاكة لصنع ثياب "الشرب"، وكان الثوب منه بلا ذهب يساوي (300) دينار، وبها كان يعمل "القصب البلخي"، ولقد بيعت في سنة (398هـ) حلتان دمياطيتان بثلاثة آلاف دينار، وكان بها "الفرش القلموني" من كل لون، معلم مطرز، وبها "مناشف" الأبدان والأرجل، وكانت تتحف ملوك الأرض.
أعلام المدينة:
ينسب إلى دمياط كثير من أهل العلم في جميع مجالات العلم المختلفة، منهم على سبيل المثال: بكر بن سهل بن إسماعيل بن نافع أبو محمد الدمياطي المحدث، وأبو جعفر الطحاوي -صاحب العقيدة المشهورة - مات بدمياط سنة (289هـ).

رشيد
الموقع الجغرافي:
تقع مدينة رشيد في شمال جمهورية مصر العربية على رأس الفرع الغربي لنهر النيل، ويسمى بفرع رشيد، وتبعد عن البحر المتوسط 15 كم، وتقع إلى الشرق من محافظة الإسكندرية، وتعد مدينة رشيد أحد ثغور مصر على البحر المتوسط، كما أنها تعتبر مرفأً تجاريًّا هامًّا. تاريخ رشيد:
ـ فتح المسلمون مدينة رشيد في عهد الخليفة عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ ضمن القطر المصري.
ـ وكانت رشيد في العصور الإسلامية المختلفة مدينة صناعية وتجارية، بها أسواق عديدة.
ـ وعندما أصبحت رشيد تبعًا للدولة الأيوبية تأثرت بالحروب الصة، والغارات التي كانت تأتي من البحر.
ـ وفي العصر المملوكي بنى فيها الظاهر بيبرس برجًا عاليًا لمراقبة البحر لمواجهة حملات الحروب الصة.
ـ وقد اتخذها السلطان الأشرف "برسباي" قاعدة حربية لأسطوله المتجه لفتح قبرص.
ـ وشيَّد فيها السلطان الغوري سورًا، وأبراجًا لحفظها، وشجع التجار على الإقامة فيها.
ـ وعندما دخلت مصر تحت لواء الدولة العثمانية زار رشيد السلطان العثماني سليم الأول وأشاد بها.
ـ وقد اهتم الولاة العثمانيون بها؛ حيث أنشأ فيها الوالي سليمان باشا الخادم سوقًا، وفندقًا، كما أنشأ فيها داود باشا "وكالة" ـ وهي عبارة عن فندق للزائرين.
ـ وظلت مدينة رشيد على ازدهارها حتى قام محمد عـلي بحفر خليج الإسكندرية مما جعل التجارة تعود مرة ثانية إلى الإسكندرية، فعمَّ رشيد جو من التدهور.
ـ وفي سنة 1807م توجهت القوات الإنجليزية لاحتلال مصر، وعندما وصلت إلى الإسكندرية ودمرتها، شرعت في التوجه إلى رشيد من أجل السيطرة عليها، ولكن "علي باشا السلانيكي" و"حسن كريت" استطاعا أن يحققا نصرًا على الإنجليز.
أهم آثار ومعالم رشيد:
ـ مسجد رشيد "مسجد زغلول": ويعود بناؤه إلى العصر المملوكي، وقد تم توسعته في العصر العثماني، وكان مسجدًا جامعًا، ومعهدًا للتعليم.
ـ والبرج الحربي الذي بناه الظاهر بيبرس، وبرج السلطان قايتباي، والسور الذي أقامه السلطان الغوري.
ـ وبيمارستان "مستشفى": بُنِي في العصر المملوكي؛ ولكنه هدم في القرن العاشر الهجري.

رفح
مدينة فلسطينية ساحلية على البحر المتوسط، في قطاع غزة على آخر الطريق الرئيسية الدولية التي تأتي من عكّا في شمال فلسطين.
ورفح آخر مدينة ساحلية، وهي على الحدود الفلسطينية المصرية، تشتهر ببساتين البرتقال والليمون، وزراعة الخضروات والكروم. وبها مرفأ صغير لصيد الأسماك، وصناعة يدوية تقليدية. وهي من المدن القديمة، كانت في طريق القاصد من الشام إلى مصر، وكانت عامرة، فيها سوق وجامع وفنادق، وترجع أصول أهلها إلى لَخْم وجذام ـ كما ذكر ياقوت.
وفي رفح اليوم أطلال "رافيا" الموقع الحربي الشهير في التاريخ القديم، وفيه انتصر سرجون الثاني الآشوري على المصريين والفلسطينيين، وذلك سنة 72 قبل الميلاد، كما انتصر فيه بطليموس الرابع على أنطيوخس الثالث السلوقيّ، وذلك سنة 217 قبل الميلاد.

زنجبار
عاصمة زنجبار الجزيرة الواقعة في المحيط الهندي قرب ساحل تنزانيا، والتي تؤلف مع تانجانيقا دولة تنزانيا. وهذه الجزيرة المرجانية التي تبلغ مساحتها 1658 كم2 هي التي سميت باسم عاصمتها زنجبار الواقعة على ساحلها الغربي. وزنجبار مرفأ بحري مهم، ومركز تجاري قديم، كانت محطة للتجار العرب باتجاه أفريقيا والهند، كما أنها كانت من أسواق الرق القديمة في أفريقيا، وكانت وما تزال، إسلامية الطابع والسكان. وذات يوم كانت سلطنة إسلامية دخلها البرتغال سنة 1503م، وكانت تابعة لسلطنة عمان في شبه الجزيرة العربية. ثم صارت محمية بريطانية سنة 1890م إلى أن استقلت سنة 1964م، ثم اندمجت بتنجانيقا لتؤلف الاتحاد التنزاني.
في زنجبار قصب سكر وجوز هند وقطن وبهارات وفواكه وقرنفل، وهي تعطي مع جزيرة بمبا المجاورة أهم إنتاج عالمي من القرنفل. وفي زنجبار مساجد كثيرة وآثار إسلامية عربية متنوعة. وما تزال أسماء المنازل والشوارع والمحلات التجارية تكتب بالعربية. والتجار حين حلول وقت الظهر أو المغرب أو العشاء يتركون محلاتهم وينطلقون إلى المساجد لأداء فريضة الصلاة.

سامراء
الموقع الجغرافي:
تقع سامراء شرق نهر دجلة على بعد ستين ميلاً شمال بغداد، ويتميز موقعها بميزات سياسية واقتصادية وعسكرية، فمن الناحية السياسية فإنها في موقع متوسط يُسَهِّل الاتصال بأنحاء الدولة الإسلامية، ومن الناحية الاقتصادية فإن موقعها يُسَهِّل عمليات التبادل التجاري بين النواحي الشمالية والجنوبية، وعسكريًا فهي في مأمن من عدوها لإحاطة المياه بها، إذ أنشأ المعتصم قناتيْن من نهر دجلة، جعلتا المدينة كالحصن البحري.
تاريخ المدينة:
استكثر المعتصم من الأتراك حتى ضاقت بغداد، وسببوا أضرارًا كبيرة لسكان بغداد، وأحدثوا للسكان إصابات كثيرة، وقتل كثير من النساء والأطفال والشيوخ، واعتدوا على حرماتهم، وسعوا في بغداد بالفساد، واشتكى الناس منهم للخليفة المعتصم، وهدده علماء بغداد ومشايخها بالدعاء عليه في وقت السحر، مما دفع المعتصم إلى الخروج بجنده من بغداد، والبحث عن مكان جديد يكون عاصمة له، فوقع الاختيار على مدينة (سُرّ َمَنْ رأى) (سامراء حاليًا). وبُدِئ البناء فيها سنة (221هـ/ 836م)، واستقدم المعتصم العمال المهرة، والفنانين من كل أنحاء الخلافة الإسلامية لتشييد العاصمة سامراء، وكانت هذه المدينة تُعدُّ من أجمل المدن التي شيدها الحكام المسلمون، وكانت تشتمل على قصور وأسواق ومساجد وملاعب، كما كان بها أجزاء خاصة لسكن موظفي الدولة والأهالي. وبنى بها المعتصم قصرًا فخمًا له، ومسجدًا عظيمًا، وبنى عساكره دورًا حول قصره، وانتقل المعتصم وقواده وجنده إلى سامراء، وظل بها المعتصم حتى مات في سنة (227هـ)، وأقام بها الواثق بالله حتى توفي سنة (232هـ). وأقام بها المتوكل سنة (247هـ) فبنى أبنية كثيرة فخمة، ومسجدًا أعظم عليه النفقة، وجعل له منارة عالية لتعلو أصوات المؤذنين فيها، ولتُرى عن بعد. ولم تزل سامراء كل يوم في صلاح وزيادة وعمارة منذ أيام المعتصم حتى آخر أيام المستنصر بن المتوكل. وفى أيام المستعين قويت شوكة الأتراك، واستبدوا بالملك والتولية والعزل، وفسدت الدولة، وبدأت أحوال سامراء تدخل في سوء ونقصان.
ولما جاء المعتضد انتقل من سامراء إلى بغداد، فأذن ذلك بخراب مدينة سامراء، وأسرعت للفناء.
معالم وآثار:
ولقد زُينت قصور هذه المدينة بالصور الحائطية الملونة والزخارف، كما وجدت بها وسائل الرفاهية والحمامات والنافورات، حتى لم يكن في الأرض كلها أحسن منها ولا أجمل ولا أعظم. ولم يتبق قائمًا من هذه المشيدات إلا المسجد الجامع بسامراء، ومسجد أبي دُلف، وأساسات بعض القصور، وبوابة قصر الجوسق التي تعرف باسم باب العامة.

 

الموضوع الأصلي : مدن و معلومات عنها     -||-     المصدر : منتديات حبة حب     -||-     الكاتب : Bamoot Feek




رد مع اقتباس
قديم 03-24-2012, 10:16 AM   #2
نائب الاداره


الصورة الرمزية معانى الورد
معانى الورد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7
 تاريخ التسجيل :  Jul 2011
 أخر زيارة : 12-10-2021 (09:57 PM)
 المشاركات : 38,198 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~










لوني المفضل : Fuchsia
افتراضي





 
 توقيع :


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


Rss  Rss 2.0  Html  Xml  Sitemap 


الساعة الآن 07:11 AM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010